الجزيرة:
2024-12-23@05:07:23 GMT

هل ينجح اعتصام الكرامة في فرز قيادة الثورة بسوريا؟

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

هل ينجح اعتصام الكرامة في فرز قيادة الثورة بسوريا؟

حلب- عقدت اللجان المنبثقة عما يعرف بـ"اعتصام الكرامة" في مناطق المعارضة التي تسيطر عليها فصائل مقربة من تركيا شمال سوريا مؤتمرها لوضع آلية لانتخاب هيئة قيادة عليا للثورة السورية وفق جدول زمني محدد، بحسب ما أفاد منظمون للجزيرة نت.

وفي الأول من يوليو/تموز الماضي أطلق عدد من الأكاديميين والنشطاء والمدنيين "اعتصام الكرامة" أو ما عرفت بـ"انتفاضة تموز" ردا على سقوط 7 قتلى وما يقارب الـ50 جريحا في اعتصام مفتوح بكل من مدن عفرين وإعزاز ومارع، في إطار احتجاجات شهدتها المنطقة على التطبيع مع النظام السوري وفتح المعابر مع مناطقه.

وطالب المشاركون في "اعتصام الكرامة" بفتح تحقيق قضائي لمحاسبة الفاعلين، وتعويض ذوي القتلى، ورفض خطوات التطبيع مع النظام، ومنع فتح المعابر، ومطالبة الجانب التركي الذي تم وصفه بالحليف بألا يتدخل في إدارة المنطقة، وإلغاء الائتلاف وكافة الهيئات المنبثقة عنه، وتشكيل هيئة عليا لقيادة الثورة تنبثق عنها مجالس تناسب متطلبات الثورة.

جانب من مظاهرة في مدينة إعزاز دعما لاعتصام الكرامة (الجزيرة) انتخاب هيئة عليا

وخلال اعتصام الكرامة أعلن المعتصمون تشكيل 3 لجان، الأولى تتولى إدارة الاعتصام وانتخب فيها رشيد زعموط منسقا عاما للاعتصام، ومحمد دحلا ناطقا رسميا باسم الاعتصام.

أما اللجنة الثانية فهي لجنة من المحامين للنيابة عن المصابين وذوي الشهداء والجرحى لمتابعة تحصيل حقوقهم، والثالثة كانت لجنة تحضيرية لوضع تصور خلال 3 أشهر لانتخاب هيئة قيادة عليا للثورة.

وبعد مرور أكثر من شهر على اعتصام الكرامة وتشكيل اللجان الخاصة به عقدت اللجنة الثالثة المؤتمر الأول الذي حضرته بقية اللجان وشخصيات أخرى تحت عنوان "آلية انتخاب هيئة عليا لقيادة الثورة"، لوضع آلية للانتخاب الذي سيُجرى بعد 60 يوما ضمن جدول انتخابي تشرف عليه لجنة الانتخابات.

بدوره، كشف المنسق العام لاعتصام الكرامة رشيد زعموط للجزيرة نت أنه بعد انطلاق الاعتصام وتشكيل اللجان تم تشكيل التجمع الانتخابي المؤلف من 2200 شخص، وهو الذي سينتخب الهيئة العليا لقيادة الثورة تحت إدارة لجنة انتخابية ولجنة طعون تنظر في المخالفات.

وأضاف زعموط "نسعى إلى تمثيل سياسي حقيقي للثورة بعد أن ثبت فشل الائتلاف، وهذا ضروري وينبثق عن إرادة الشعب وليس بتعيين من الدول"، لأن الائتلاف -حسب قوله- قام بعدد من الإصلاحات "لكنها وهمية ويشرعن ما يريده الخارج ولا يهتم بإرادة السوريين".

وأشار إلى أن الحكومة المؤقتة لا تملك أي سلطة على أي مؤسسة مدنية تابعة لها رغم أن تركيا هي من تدعمها، وفي الوقت نفسه تركيا هي من تملك القرار الفصل في كافة المؤسسات، مثل القضاء والمجالس المحلية والتعليم والصحة.

وتساءل زعموط "لماذا تباعد تركيا بين الحكومة المؤقتة وبين الشعب وتطلب منا الاعتراف بها وهي لا تعترف بها؟ وبهذا الشكل تكون هذه الحكومة طعنة في خاصرة الثورة".

أما عن الاعتراف الدولي بالائتلاف فتساءل زعموط "أين الاعتراف؟ إنما الاعتراف فقط باللجنة الدستورية، وهي ثلث للنظام وثلث لمنظمات المجتمع المدني وثلث للمعارضة التي يشكل الائتلاف جزءا منها".

وأضاف أن ما يقومون به هو شأن داخلي وإرادة شعبية لرفض مسارات التمثيل الوهمي الحالي، والكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي عندما يرى ممثلين منتخبين للشعب عليه أن يبادر، وهذا مقتضى القانون الدولي وحقوق الإنسان.

مطالب واقعية

من جهته، يقول الباحث في مركز جسور بسام سليمان إن اعتصام الكرامة أمامه تحديات وصعوبات كبيرة، خاصة بعد إعادة تركيا المنسقين إلى منطقة شمال حلب من جديد بعد سحبهم سابقا جراء الاشتباكات التي حدثت مع النقاط والمؤسسات التي تديرها تركيا.

وأضاف سليمان للجزيرة نت أن الحراك يملك كوادر فعالة، لكن لديه سقف مطالب عالٍ جدا وغير واقعية، فهو يريد إنهاء المنسقين الأتراك والحكومة المؤقتة والائتلاف لكنه لا يملك الأدوات لذلك، ولا يملك حتى القدرة على إيجاد بديل عنها، ولن يُسمح له بتحقيق هذه المطالب.

وأشار إلى أن أفضل ما يفعله "اعتصام الكرامة" هو أن تكون مطالبه واقعية، مثل الحد من عمل المنسقين لصالح الحكومة المؤقتة والقيام بالإصلاحات والتوازن في عمل المنسقين حتى لا يكون هو المتحكم بكل شيء، ورأى أنه من غير ذلك لن يستطيع الاعتصام تحقيق أهدافه المعلنة.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم اعتصام الكرامة محمد دحلا للجزيرة نت إن القرار الشعبي بإلغاء الائتلاف هو للتنصل من أي التزامات تُفرض عليه من قبل الدول المتحكمة بما يخالف ثوابت الثورة، إذ لم تعد هناك أدنى ثقة بتلك المؤسسات التي فشلت على كل المستويات السياسية والخدمية والعسكرية ولم تفلح حتى بإطلاق سراح معتقل واحد.

ساحة فيوتشر بمدينة إعزاز والتي احتضنت اعتصام الكرامة (الجزيرة) واقع أم خيال؟

بعد 13 سنة من انطلاق الثورة السورية وفي دعوات سابقة عدة لتشكيل مجلس لقيادة للثورة باءت بالفشل كلها وضع "اعتصام الكرامة" من جديد هدفا أمامه وهو تشكيل هيئة عليا لقيادة الثورة، لكن ذلك يتعرض لعدد من الموانع التي تعيق الوصول إلى هذه الخطوة، وهي داخلية وخارجية، بحسب دحلا.

ويقول دحلا إن العوائق الداخلية تتمثل في وجود الحكومة "المؤقتة" والتي تتبع للائتلاف الوطني وتحصل على الدعم الدولي، بالإضافة إلى وجود تركيا التي تدير منطقة ريف حلب الشمالي من خلال شخصية "الوالي" وعدم الالتفاف الشعبي الكبير حول الاعتصام.

أما العوائق الخارجية فتتمثل بداية بتركيا التي تعتبر المنطقة من أمنها القومي بعد طرد قوات "قسد" و"داعش" منها، كما أن الدول التي تعنى بالشأن السوري ترى أن الممثل عن المعارضة هو الائتلاف السوري.

ومن هنا، يقول الناطق باسم اعتصام الكرامة إن انتخاب الهيئة العليا لقيادة الثورة دون مراعاة البعد الإقليمي وعدم امتلاكهم قوى عسكرية أو أمنية يرى البعض أنه من المحال أن يتحقق.

بالمقابل، يرى ممثلوها أنهم أمام استحقاق شعبي يستطيعون من خلاله استعادة قرار الثورة السورية ووضعها بيد أبنائها للدفاع عنهم في ظل الحديث عن إعادة العلاقات مع النظام السوري، خاصة من قبل تركيا الراعية الأولى لمناطق المعارضة.

وتعد منطقة ريف حلب الشمالي وأجزاء من الريف الغربي والشرقي إحدى 3 مناطق تخضع لجهات مناوئة للنظام السوري، إذ تخضع المنطقة لسيطرة فصائل محسوبة على تركيا وتديرها الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني السوري الكتلة الرئيسية للمعارضة والوحيدة التي تحظى بنوع من الاعتراف الدولي وتحتفظ بقنوات تواصل رسمية مع العديد من الدول.

من جهة أخرى، تخضع منطقة إدلب لهيئة تحرير الشام، وتديرها حكومة الإنقاذ السورية التابعة لها، وتتمتع إدارة الشؤون السياسية في هذه المنطقة -والتي تتبع للهيئة- باتصالات خاصة وفردية مع بعض الدول بشكل غير معلن.

أما منطقة شرق سوريا فهي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتي يدير شؤونها السياسية مجلس سوريا الديمقراطي (مسد) الذي يتحكم به حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو فرع لحزب العمال الكردستاني في سوريا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحکومة المؤقتة للجزیرة نت هیئة علیا

إقرأ أيضاً:

أحمد الشرع يعلن عن تعيينات جديدة في الحكومة السورية المؤقتة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقى كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، في العاصمة السورية دمشق، بزعيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، بحسب ما ذكر موقع "آكسيوس" الأمريكي يوم أمس الجمعة.

وكان هذا أول لقاء علني بين الدبلوماسيين الأمريكيين والشرع بعد سقوط النظام السوري.

ووصف مسؤول أمريكي الاجتماع مع الشرع بأنه "جيد ومثمر".

وقال مسؤولون أمريكيون، إن الوفد الأمريكي وصل إلى دمشق، يوم أمس الجمعة، في ظل إجراءات أمنية مشددة.

وكانت هذه أول زيارة يقوم بها مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية إلى سوريا منذ أكثر من عقد.

وكانت الزيارة جزءًا من استئناف التعامل الدبلوماسي الأمريكي مع سوريا بعد سقوط النظام السوري.

وبعد الاجتماع بيوم، أعلن الشرع، اليوم السبت، عن تعيين المهندس مرهف أبو قصرة في منصب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، بحسب ما ذكرت قناة "العربية".

وكان أبو قصرة قد شارك في اجتماع اليوم الذي جمع أحمد الشرع مع الفصائل العسكرية، حيث جرت مناقشة شكل المؤسسة العسكرية الجديدة.. وأعلن الشرع خلال الاجتماع أن جميع الفصائل العسكرية سيتم دمجها في مؤسسة واحدة تحت إدارة وزارة الدفاع في الجيش السوري الجديد، وذلك في خطوة تهدف إلى توحيد القوى العسكرية وتنظيمها ضمن إطار مؤسساتي.

وفي تصريحات سابقة، أكد الشرع أن جميع الفصائل سيتم حلها، مشددا على أن السلاح سيكون حصرا بيد الدولة السورية.. كما أشار إلى أنه لن يكون هناك تجنيد إجباري في سوريا بعد الآن.

من هو مرهف أبو قصرة وزير الدفاع السوري الجديد؟

مرهف أبو قصرة، المعروف أيضا باسم "أبو الحسن 600"، يعد من أبرز قادة إدارة العمليات العسكرية في "هيئة تحرير الشام"، التي لعبت دورا محوريا في الإطاحة بالنظام السوري في وقت سابق من هذا الشهر.

كما أن مرهف أبو قصرة حائز على درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية، وينحدر من مدينة حلفايا بمحافظة حماة.

تعيينات أخرى

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا تعيين أسعد حسن الشيباني وزيرا للخارجية في الحكومة الانتقالية، وفقا لما نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا".

وقبل ذلك، أعلنت السلطات السورية الجديدة تعيين عزام غريب، المعروف بلقب "أبو العز سراقب"، محافظًا لمحافظة حلب.

ويعتبر غريب أحد أبرز قادة "الجبهة الشامية"، التابعة لما يعرف بـ"الجيش الوطني السوري".

يذكر أن القيادة الجديدة في سوريا كلفت خلال الأيام الماضية عددا من الشخصيات لإدارة شؤون المحافظات السورية بعد إسقاط النظام السوري، ومن بينهم "عامر الشيخ"، قائد "أحرار الشام"، الذي أُسندت إليه مهمة تسيير شؤون محافظة ريف دمشق.

مقالات مشابهة

  • اوحيدة: أردوغان لم ينجح في فرض نظرته العقائدية المتطرفة على تركيا ونجح في تمرير بضاعته في ليبيا
  • أحمد الشرع يعلن عن تعيينات جديدة في الحكومة السورية المؤقتة
  • الإعلان عن وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة
  • تعيين مرهف أبو قصرة وزيراً للدفاع في الحكومة السورية المؤقتة
  • سوريا: تكليف أسعد الشيباني بحقيبة الخارجية في الحكومة المؤقتة
  • من القمع إلى الحرية.. تحولات الإعلام السوري بعد سقوط النظام
  • تعيين أسعد حسن الشيباني وزيرا للخارجية في الحكومة السورية الجديدة
  • سوريا.. «الحكومة المؤقتة» تحضر لـ«حوار وطني» خلال أيام
  • سامح قاسم يكتب: الأدب السوري وازدواجية الألم
  • الحكومة السورية المؤقتة تستعد لعقد اجتماع موسع مع جميع الأطراف