كاتب إسرائيلي: نتنياهو قضى على أي فرصة للتقدم في المفاوضات
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
#سواليف
قال الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي الأبرز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” #ناحوم_برنياع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو قضى على أي فرصة لإحراز تقدم في #المفاوضات غير المباشرة مع حركة #المقاومة الإسلامية ( #حماس ).
وسلّط الكاتب الضوء على #شروط_نتنياهو التي استبق بها جولة المفاوضات في الدوحة الخميس الماضي، والتي تمثلت -حسبما نقلته هيئة البث الإسرائيلية- في بقاء #جيش_الاحتلال في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) وتفتيش العائدين لشمال قطاع غزة، وأنه في حال الانسحاب من محور فيلادلفيا فستطالب إسرائيل بإجراءات تمنع اقتراب حماس من حدود مصر.
وقال: “ألغى نتنياهو أي فرصة لإحراز تقدم في المفاوضات. لقد انتهى الحفل.. القمة التي كان من المقرر عقدها في نهاية هذا الأسبوع مع فريق التفاوض الإسرائيلي وممثلي الوسطاء في القاهرة قد يتم إلغاؤها أو تأجيلها أو عقدها لأغراض العرض فقط!”.
مقالات ذات صلة “حزب الله” يصف رواية “وول ستريت جورنال” حول اغتيال شكر بأنها مليئة بالأكاذيب 2024/08/19واعتبر برنياع أن التفاؤل الذي ظهر في تقارير وسائل الإعلام الأجنبية في الأيام الأخيرة ليس دقيقا، حتى مع الاجتماع المقرر عقده اليوم الاثنين بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونتنياهو. وأوضح قائلا: “شخص ما على الجانب الأميركي يؤمن بخدعة سحرية: إذا قالوا إن الاتفاق قادم، فسوف يقترب حقا!”.
وتطرق الكاتب لتصريح نتنياهو فيما يتعلق بمحوري فيلادلفيا ونتساريم في جلسة الحكومة الإسرائيلية، والذي قال فيه: “نحن نتفاوض، ولا نمنح”، وعلق على ذلك قائلا: “الحقيقة تختلف قليلا: لا تفاوض ولا منح؛ فقط كلام فارغ. كان الانفجار حول محور فيلادلفيا، لكنه كان يمكن أن يحدث حول مجموعة من القضايا الأخرى”، وذلك في إشارة إلى اختلاق نتنياهو الحجج لتعطيل التوصل لاتفاق.
وحمّل برنياع نتنياهو المسؤولية عن تعطل مفاوضات الأسرى، لأنه غير مهتم بمصيرهم. ولكن في ذات الوقت، اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بأنه غير معني بإنجاز الصفقة حسب زعمه.
عقدة محور فيلادلفيا
وشرح الكاتب تفاصيل موقف نتنياهو، وقال: “استخدم نتنياهو حق النقض (الفيتو) بالإصرار على شرط إستراتيجي: يجب على إسرائيل تطويق غزة 360 درجة. يمكننا السيطرة على البحر والحدود مع إسرائيل، لكن الانسحاب من محور فيلادلفيا سيفتح طريق تهريب لسكان غزة من مصر”.
كما توقف عند خلافه مع الجيش الإسرائيلي مشيرا إلى أن التحقيقات التي أجراها الجيش تدل على أن معظم عمليات التهريب تمت عبر معبر رفح وليس محور فيلادلفيا، وزعم أن حماس مولت هذه العمليات في حين غض المصريون الطرف!
وأورد الكاتب تبرير نتنياهو لموقفه، وهو أن الاتفاق مع حماس سيصبح دائما، الأمر الذي يتطلب الوجود الدائم لقوات الاحتلال عند محور صلاح الدين، ولكنه رد على ذلك بالقول: “كان من الممكن أن يكون هذا النقاش معقولا لو أن 115 إسرائيليا، رجالا ونساء، مدنيين وجنودا، أحياء وأمواتا، لم يقبعوا في أنفاق غزة”.
واتهم برنياع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتخلي عن الأسرى مرتين: مرة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والمرة الثانية في المفاوضات. وأضاف: “يريد نتنياهو إطلاق سراح الرهائن، لكنه ليس على استعداد للتخلي عن وهمه بـ”النصر الكامل”. إنه عالق في أوهامه”.
وأوضح أن الخلاف بين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت لا يقتصر على الملاسنات بينهما، ولكنه “يكشف عن فجوة إستراتيجية بينهما، حيث يرى غالانت في اتفاق تبادل الأسرى -ولو في المرحلة الأولى فقط- فرصة لتشكيل تحالف إقليمي ضد إيران، مدعوما بالقوة الأميركية، ويصف المعضلة بأنها مفترق طرق، في حين يرى نتنياهو في الاتفاق استسلاما للعدو وتفككا للائتلاف وهزيمة شخصية”.
وكشف برنياع أن نتنياهو تراجع عن موافقته السابقة على الانسحاب من ممر نتساريم، مشيرا إلى أن مسألة انتقال الفلسطينيين من مركز قطاع غزة إلى الشمال، وخضوع الفلسطينيين للتفتيش، لم تتم مناقشتها في الجولة الحالية في الدوحة، حيث قرر مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز التركيز على حل الخلاف حول محور فيلادلفيا، لأنه لن يتم أي اتفاق بدون الاتفاق على هذه النقطة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف نتنياهو المفاوضات المقاومة حماس شروط نتنياهو جيش الاحتلال محور فیلادلفیا
إقرأ أيضاً:
عن مستقبل حماس في الدوحة.. قراءة في وساطة قطر في المفاوضات وموقفها من المقاومة
نشرت قبل يومين وكالة "رويترز" خبرا تضمن تعليق قطر لدورها في الوساطة بين المقاومة في غزة وكيان الاحتلال، وعن طرد قيادات حماس من الدوحة.
الكاتب والباحث السياسي محمد العمراني نشرا تحليلا في موقع مأرب برس تضمن قراءة عميقة عن مستقبل حماس في الدوحة.. وقراءة في وساطة قطر في المفاوضات وموقفها من المقاومة
حبث قال الكاتب ان ما نشر قد يكون تسريبات أمريكية إسرائيلية مغرضة الهدف منها الضغط على المقاومة وإرهابها إعلاميا، كعادة هذه الوكالات الإخبارية ووسائل الإعلام الكبرى التي تفقد عادة مهنيتها حين تتناول أخبار المقاومة.
ولكن نشر " الجزيرة " لتقرير " رويترز" وبشكل حرفي أثار في نفسي بعض الهواجس والشكوك، مرت ساعات والجدل يتصاعد حول الأمر بين من ينفي ومن يؤكد، وبين مصدق ومكذب.!
وأضاف الكاتب " مرت ساعات ونحن ننتظر نفي الخارجية القطرية لما نشرته رويترز، ولكن بيان الخارجية القطرية الذي تأخر كثيرا هو الآخر لم ينف ما أوردته رويترز وإنما أكد أن التقارير المتداولة عن انسحاب قطر من ملف الوساطة في غزة "ليست دقيقة"، وأنها أخطرت الأطراف أنها ستستأنف جهودها مع الشركاء عند توفر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب.
ووضع الكاتب تصوره التحليلي حول ذلك البيان بشكل وقفات وهي على النحو التالي:
1ـ بيان الخارجية القطرية أكد بشكل أو بآخر ما نشرته وكالة رويترز فكون قطر " ستستأنف جهودها لإنهاء الحرب" يعني أنها علقتها فعلا، حيث أكدت خارجيتها أنها أخطرت الأطراف قبل 10 أيام أنها ستعلق جهودها لعدم التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل وسوف تستأنفها إذا توفرت الجدية لإنهاء الحرب.
وهنا لم تحدد قطر من هي الجهة التي عرقلت الاتفاق ؟، ولم يكن لديها الشجاعة الكافية للقول بأن الاحتلال بقيادة نتنياهو هو الذي يتعنت ويرفض وقف الحرب الذي أودت بأكثر من 40 ألف شهيد غير الجرحى ودمار طال 80% من غزة، وأنه هو الذي يريد الهروب من المحاكمة لتحقيق أكبر قدر من المجازر والدمار في غزة.
2ــ ساوت قطر في بيان خارجيتها بين الجلاد والضحية، بين كيان الاحتلال المعتدي الغاشم وبين مقاومة تدافع بوسائلها البسيطة وإمكانياتها المتاحة عن شعب أعزل يتم إبادته منذ أكثر من عام في قطاع غزة المحاصر، وهذه المساواة ليس من العدل والإنصاف.
قد يقول البعض: لكن قطر وسيطة والوسيط لابد أن يكون على مسافة واحدة من كافة الأطراف. وهذا الطرح صحيح من جانب نظري لكن الحقيقة واضحة هناك معتدي مجرم وهناك مقاوم وضحية لهذا المعتدي، وتجاهل الواقع المختل والقفز عليه هو الظلم بعينه، فالوسيط لا يجب أن يفقد عدالته ويتجاهل الواقع لمجرد كونه وسيط. وكان الأولى بقطر كونها وسيطة أن تضع النقاط على الحروف، وأن توضح الحقيقة التي نعرفها جميعا.
3 ــ أكدت قطر بأنها تتعرض للابتزاز، وأنها شهدت منذ انهيار الهدنة الأولى وصفقة تبادل النساء والأطفال تلاعبا، خصوصا في التراجع عن التزامات تم الاتفاق عليها من خلال الوساطة، واستغلال استمرار المفاوضات في تبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة.
وهنا لم توضح من هي الجهة التي تبتزها؟، ولا من هي الجهة التي تتلاعب وتراجعت عن التزاماتها التي تم الاتفاق عليها؟، ولا من هو الطرف الذي يستغل المفاوضة ويستمر بالحرب لأغراض سياسية؟!
4 ــ قالت الخارجية القطرية أن التقارير التي نشرت عن اغلاق مقر حماس في الدوحة "غير دقيقة "، لكنها في الوقت نفسه لم تؤكد بقاء قادة حماس في قطر واستمرار مكتبها، بل أشارت إلى أنه موجود كقناة اتصال حققت أهدافها في الماضي من وقف لإطلاق النار إلى التهدئة وتبادل المحتجزين والأسرى في العام الماضي.
وطالما أن البيان لم يشر إلى مستقبل المكتب في الدوحة، واكتفى بتحديد أهدافه التي حققها في الماضي، فكأنه يقول أن المكتب موجود ليحقق هذه الأهداف فإذا لم يحققها فلا داعي لبقائه.!
5 ــ هذا البيان تضمن تلويحا لا تصريحا بأن قادة حماس في قطر قد يتم طردهم، وقد يتم إغلاق مكتبهم إذا لم يتم تحقيق أهداف وجوده بالدوحة كقناة اتصال وظيفتها: وقف إطلاق النار والتهدئة وتبادل المحتجزين والأسرى.!
صحيح أن هذا لم يحدث حتى اللحظة حيث أكد أحد قادة حماس لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم لم يتلقوا أي طلب لمغادرة قطر وغلق مكتبها في الدوحة.
لكن هذا البيان لم يكتف بأنه تهديدا مبطناً بطرد قادة حماس من الدوحة بل يمثل في الوقت نفسه ضغطاً قطريا عليهم، ويقول لهم بالتلميح دون التصريح: يجب أن تقدموا تنازلات ليحقق المكتب الهدف منه أو لا داعي لوجودكم.! هذا ما يفهمه كل من تأمل البيان القطري وسعى لقراءة ما بين سطوره.
يحدث هذا الضغط القطري على حماس مع أن قطر تدرك أن تقديم حماس لتنازلات كبيرة يعني انتحارها بشكل أو بآخر واستسلامها لكيان الاحتلال، واستهانتها بكل هذه المجازر والإبادة الممنهجة والدمار والحصار والشهداء والجرحى.!
حماس تمسكت بوقف كامل للحرب على غزة و بضمانات دولية، وبانسحاب جيش الاحتلال من غزة، وعودة جميع سكان القطاع لمنازلهم وخصوصا أهالي شمال غزة، وهذه المطالب العادلة هي أقل ما يمكن أن تطالب به الحركة والفصائل الفلسطينية، وأقل ما يمكن أن يحصل عليه سكان القطاع بعد كل هذه المجازر والدمار.
6 ــ مع أن وجود مكتب لحماس في الدوحة جاء بالتنسيق مع الجانب الأمريكي والإسرائيلي كقناة اتصال بين إسرائيل والمقاومة، إلا أن عملية طرد قادة حماس من قطر ستشكل بحد ذاتها مأزقاً أخلاقياً لقطر، فإلى أين سيذهب قادة حماس؟!
ومن هي الدولة غير ايران وتركيا التي ستتحدى الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية وتستقبل قادة حماس؟!
وماذا عن دور مصر في الوساطة بجانب قطر؟!
وهذا يعني أن كل دول العالم العربي صارت طاردة للمقاومة الفلسطينية رغم تأكيدها الإعلامي وقوفها مع القضية الفلسطينية وأنها القضية الأم وووألخ.!
كما أن قطر بهذا الموقف الذي لا نتمنى حدوثه تضع قطر قادة حماس تحت ضغوط كبيرة من الإدارة الأمريكية وسلطات الاحتلال الإسرائيلية، خاصة إن زاد الضغط الأمريكي الإسرائيلي عليها وواصلت حماس تمسكها بشروطها في المفاوضات.
وهنا تخطئ قطر بهذا الموقف التي يفقدها جزء كبير من تأثيرها وحضورها في الساحة الإقليمية والدولية، كما يفقدها شعبيتها عند جماهير الأمة العربية والإسلامية، كما أنها ستفقد ورقة دبلوماسية وقوة من قواها الناعمة في العالم.
تخطئ قطر حين تخضع للابتزاز الأمريكي الإسرائيلي، وتخطئ أكثر حين تضغط على قادة المقاومة ليقدموا تنازلات كبيرة تضر القضية الفلسطينية،
وستخطئ أكثر إن قامت بترحيل قادة المقاومة من الدوحة وأغلقت مكتبها.
كما ستضر بمستقبل سكان قطاع غزة، وتحقق لكيان الاحتلال أهدافه في غزة من تهجير لسكانها إلى تصفية للمقاومة فيها.
قطر التي هاجم إعلامها مرارا وتكرارا الدول التي طبعت مع كيان الاحتلال نتمنى أن لا تحقق هي الأخرى نصرا كبيرا للاحتلال بطرد قادة المقاومة من أرضها مهما كانت الضغوط، فهذه الخطوة في حال حدوثها ستظهر المقاومة وكأنها منبوذة لا أحد يريد استضافتها والوقوف معها.!
7 ــ للإنصاف والأمانة قدمت قطر الكثير من المساعدات لأبناء قطاع غزة، كما وقف إعلامها بشكل كبير إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة ومقاومتها الصادقة، وقدم الإعلام القطري وفي مقدمته قناة الجزيرة تغطية مهنية متواصلة للحرب على غزة، وهو موقف يحسب لقطر وتشكر عليه.
نتمنى أن تظل قطر وفية لمواقفها المبدئية في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية كموقف إسلامي أخوي صادق بعيدا عن التوازنات السياسية ولعبة المصالح، وأن ترفض الضغوط الدولية، وألا تخضع للابتزاز مهما كان حجمه. فالدول تظل كبيرة باستقلال قرارها السياسي، وبمواقفها ووقوفها إلى مع القضايا العادلة، وبأدوارها السياسية والدبلوماسية، وقوتها الناعمة، وهي نفس العوامل التي صنعت مكانة قطر وتأثيرها وحضورها في الساحة الإقليمية والدولية خلال الفترة الماضية.
فهل تخضع قطر للابتزاز الأمريكي الإسرائيلي وتضغط على المقاومة لتقديم تنازلات لصالح الاحتلال؟ وهل ستضيق على المقاومة في حال استمرار تمسكها بمواقفها ليصل الأمر لطردها من الدوحة؟
لا نتمنى حدوث ذلك.