التسول.. ظاهرة تتطلب تضافر الجهود
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
ناصر بن حمد العبري
باتت ظاهرة التسول واحدة من القضايا الاجتماعية التي تُثير القلق في العديد من المجتمعات؛ حيث أصبحت هذه الظاهرة تتفشى بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مما يجعل من الصعب التمييز بين المحتاجين الحقيقيين والمحتالين. في العديد من المدن، نرى أشخاصًا يتسولون في الشوارع، أمام المحال التجارية، وفي الأماكن العامة والتردد على المنازل، مما يطرح تساؤلات عديدة حول أسباب هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها.
وتتعدد أسباب التسول، فمنها ما هو اقتصادي، حيث يعاني بعض الأفراد من الفقر المدقع، وفقدان فرص العمل، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى التسول كوسيلة للبقاء على قيد الحياة. ولكن، في المقابل، هناك فئة من المتسولين الذين يستغلون هذه الظروف لتحقيق مكاسب غير مشروعة، مما يزيد من تعقيد المشكلة.
ومن الملاحظ أن بعض المتسولين يرتدون ملابس تقليدية عمانية، مما يثير تساؤلات حول هويتهم وأصلهم. فهل هم فعلاً من أبناء البلد، أم أنهم وافدون يستغلون ثقافة المجتمع لتحقيق أهدافهم؟ هذا الأمر يتطلب منَّا وقفة تأمل، حيث يجب أن نكون واعين لهذه الظاهرة وأن نبحث عن حلول فعالة لمكافحتها.
ومكافحة التسول ليست مسؤولية الحكومة وحدها؛ بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين جميع أفراد المجتمع. ويجب على الجهات الحكومية أن تعمل على توفير فرص عمل مناسبة للفئات الأكثر احتياجًا، وتقديم الدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة. كما ينبغي على المجتمع المدني أن يلعب دورًا فعالًا في توعية الناس حول كيفية التعامل مع المتسولين، وتوجيههم إلى المؤسسات الخيرية التي تقدم المساعدة بشكل منظم.
من المهم أيضًا تعزيز الوعي لدى المواطنين حول كيفية التمييز بين المحتاجين الحقيقيين والمحتالين. يمكن أن يكون ذلك من خلال تنظيم حملات توعوية، وورش عمل، وندوات تهدف إلى توضيح كيفية تقديم المساعدة بشكل فعّال، دون تشجيع التسول كوسيلة لكسب الرزق.
علاوة على ذلك، يجب أن نعمل على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، من خلال توفير التعليم والتدريب المهني، مما يساهم في تقليل معدلات الفقر والتسول. فكلما زادت الفرص المتاحة للأفراد قلّت الحاجة إلى اللجوء إلى التسول.
في الختام.. إن ظاهرة التسول تتطلب منَّا جميعًا العمل بجد لمكافحتها. علينا أن نكون واعين لاحتياجات الآخرين، ولكن في نفس الوقت، يجب أن نكون حذرين من استغلال هذه الاحتياجات من خلال التعاون والتضامن.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
منها منع التسول.. ضوابط في المساجد خلال العشر الأواخر من رمضان
جددت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد التأكيد على فروعها بعموم مناطق المملكة بمتابعة التزام منسوبي المساجد بالتعليمات والتوجيهات الخاصة بشهر رمضان المبارك لعام 1446هـ.
ومن ذلك ضوابط الاعتكاف وتهيئة المساجد في العشر الأواخر، لتحقيق أعلى معايير الطمأنينة والسكينة للمصلين لاستثمار هذه الليالي المباركة، وبما يحقق رسالة الوزارة وأهدافها العامة.
أخبار متعلقة ”الشؤون الإسلامية“ بالشرقية تفطر 3500 صائم في حملة ”وإن قل“"الشؤون الإسلامية" تفتتح أربعة مساجد ذكية في المدينة المنورة10 آلاف صائم في إفطار الشؤون الإسلامية بماكاسار الإندونيسيةونبَّهت الوزارة منسوبي المساجد من الأئمة والمؤذنين بضرورة الانتظام التام في عملهم، خاصة في هذه العشر المباركة، وعدم التغيب إلا للضرورة القصوى مع إيجاد البديل بالتنسيق مع فرع الوزارة بالمنطقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الصلاة في المساجد - مشاع إبداعيضوابط الاعتكاف في المساجدكما أكدت على الالتزام بمواعيد الأذان حسب تقويم أم القرى، والتأكيد على رفع أذان صلاة العشاء في الوقت المحدد في تقويم أم القرى لشهر رمضان، ومراعاة أحوال الناس في صلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، بحيث يكون الانتهاء من الصلاة قبل أذان الفجر بمدة كافية، بما لا يشق على المصلين، مع مراعاة أحوالهم بالتيسير عليهم وعدم المشقة.
وشددت الوزارة على ضرورة الالتزام بالهدي النبوي في دعاء القنوت في صلاة التهجد، فيكون الدعاء بخشوع وتذلل، ومن غير إطالة، والحرص على جوامع الدعاء وما صح من الأدعية المأثورة، واجتناب السجع في الدعاء والتكلف فيه بترتيله وترنيمه، وأن يقوم الإمام بقراءة دروس شهر رمضان على جماعة المسجد.
كما شددت الوزارة على العمل بضوابط الاعتكاف في المساجد والجوامع التي حددتها الوزارة سابقاً، والذي نص على أن يكون الإمام مسؤولًا عن الإذن للمعتكفين، والتحقق من عدم وجود أي مخالفات منهم، ومعرفة الإمام ببيانات المعتكفين، وطلب موافقة الكفيل المعتمدة لغير السعودي، إلى جانب تهيئة أماكن المعتكفين الراغبين في تطبيق سنة الاعتكاف، وأن يتولى منسوبو المسجد التنسيق في ذلك.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ضوابط في المساجد خلال العشر الأواخر من رمضان- اليوم (أرشيفية)منع التسول داخل المسجدومع ملاحظة الوزارة، من خلال الجولات الميدانية التي قام بها المراقبون والمراقبات، وجود حالات للمتسولين في المساجد، فقد جددت الوزارة التأكيد على منسوبيها بمنع أي شخص من التسول داخل المسجد، وأن يقوموا بإبلاغ الجهات الأمنية فورًا عند ملاحظة أي حالة تسول في نطاق المسجد وساحاته المحيطة به، إلى جانب حث الناس على بذل غاية الجهد في تحري المحتاجين الحقيقيين للزكاة والصدقة، الذين يمنعهم الحياء والعفة عن سؤال الناس.
وأشادت الوزارة بمستوى الأداء المميز لأصحاب الفضيلة الأئمة والخطباء والمؤذنين في عموم مناطق المملكة منذ بداية شهر رمضان المبارك للعام الحالي 1446هـ، في العناية بمساجدهم، وتكثيف الدروس والكلمات التوعوية والإرشادية حول أهمية استغلال هذه الفرصة العظيمة بالتقرب إلى الله تعالى بصالح الأعمال، والحرص على الالتزام بمهامهم وواجباتهم تجاه المسجد، واتباع التعليمات التي اتخذتها الوزارة في سبيل الحفاظ على قدسية المسجد.الجولات الميدانيةونوَّهت وزارة الشؤون الإسلامية، في ختام بيانها الرسمي، بأنها كلفت قرابة 6000 مراقب ومراقبة للعمل على مدار الساعة للقيام بالجولات الميدانية لمتابعة تطبيق كافة التعليمات الصادرة لمنسوبيها، واتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين.
كما دعت المواطنين والمقيمين، في حال رصد أي تقصير في مستوى الخدمات المقدمة لبيوت الله أو مخالفة التعليمات الصادرة بشأن تنظيم المساجد خلال شهر رمضان المبارك، إلى التواصل المباشر عبر مركز الاتصال الموحد 1933، أو بزيارة فروعها في المناطق، سائلةً الله تعالى أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يختم شهر رمضان برضوانه، وأن يديم على بلادنا الغالية تقدمها وازدهارها في ظل القيادة الحكيمة.