جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@00:47:01 GMT

التسول.. ظاهرة تتطلب تضافر الجهود

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

التسول.. ظاهرة تتطلب تضافر الجهود

 

ناصر بن حمد العبري

باتت ظاهرة التسول واحدة من القضايا الاجتماعية التي تُثير القلق في العديد من المجتمعات؛ حيث أصبحت هذه الظاهرة تتفشى بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مما يجعل من الصعب التمييز بين المحتاجين الحقيقيين والمحتالين. في العديد من المدن، نرى أشخاصًا يتسولون في الشوارع، أمام المحال التجارية، وفي الأماكن العامة والتردد على المنازل، مما يطرح تساؤلات عديدة حول أسباب هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها.

خاصة وأن المتسولين ليسوا عمانيين نساء من الجاليات العربية.

وتتعدد أسباب التسول، فمنها ما هو اقتصادي، حيث يعاني بعض الأفراد من الفقر المدقع، وفقدان فرص العمل، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى التسول كوسيلة للبقاء على قيد الحياة. ولكن، في المقابل، هناك فئة من المتسولين الذين يستغلون هذه الظروف لتحقيق مكاسب غير مشروعة، مما يزيد من تعقيد المشكلة.

ومن الملاحظ أن بعض المتسولين يرتدون ملابس تقليدية عمانية، مما يثير تساؤلات حول هويتهم وأصلهم. فهل هم فعلاً من أبناء البلد، أم أنهم وافدون يستغلون ثقافة المجتمع لتحقيق أهدافهم؟ هذا الأمر يتطلب منَّا وقفة تأمل، حيث يجب أن نكون واعين لهذه الظاهرة وأن نبحث عن حلول فعالة لمكافحتها.

ومكافحة التسول ليست مسؤولية الحكومة وحدها؛ بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين جميع أفراد المجتمع. ويجب على الجهات الحكومية أن تعمل على توفير فرص عمل مناسبة للفئات الأكثر احتياجًا، وتقديم الدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة. كما ينبغي على المجتمع المدني أن يلعب دورًا فعالًا في توعية الناس حول كيفية التعامل مع المتسولين، وتوجيههم إلى المؤسسات الخيرية التي تقدم المساعدة بشكل منظم.

من المهم أيضًا تعزيز الوعي لدى المواطنين حول كيفية التمييز بين المحتاجين الحقيقيين والمحتالين. يمكن أن يكون ذلك من خلال تنظيم حملات توعوية، وورش عمل، وندوات تهدف إلى توضيح كيفية تقديم المساعدة بشكل فعّال، دون تشجيع التسول كوسيلة لكسب الرزق.

علاوة على ذلك، يجب أن نعمل على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، من خلال توفير التعليم والتدريب المهني، مما يساهم في تقليل معدلات الفقر والتسول. فكلما زادت الفرص المتاحة للأفراد قلّت الحاجة إلى اللجوء إلى التسول.

في الختام.. إن ظاهرة التسول تتطلب منَّا جميعًا العمل بجد لمكافحتها. علينا أن نكون واعين لاحتياجات الآخرين، ولكن في نفس الوقت، يجب أن نكون حذرين من استغلال هذه الاحتياجات من خلال التعاون والتضامن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شرطة الشارقة تكشف كم يجني المتسول خلال ساعة واحدة فقط (فيديو)

متابعات: «الخليج»

بثت شرطة الشارقة مقطعاً مصوراً تجسد من خلاله تجربة اجتماعية حقيقية، لمعرفة دخل أحد المتسولين خلال ساعة في شهر رمضان.
وأوضحت في المقطع المصور أن النتيجة كانت صادمة، حيث تمكن «المتسول الوهمي» من جني 367 درهماً خلال ساعة.
وحذرت عبر الفيديو من أن التسول أصبح «مهنة» لدى البعض، من خلال استغلال عاطفة الناس، داعية إلى إيصال المساعدات عن طريق الجمعيات الخيرية الموثوقة.
واستكمالاً للحملات التوعوية التي تطلقها للحد من الظواهر السلبية ومكافحتها أطلقت قبل أيام القيادة العامة لشرطة الشارقة ممثلة في إدارة الإعلام الأمني بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين حملتها التوعوية «التسول جريمة والعطاء مسؤولية»، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الظواهر الدخيلة على المجتمع، كظاهرة التسول، والباعة الجائلين في المناطق السكنية والمراكز التجارية الذين يستغلون الشهر الفضيل لجني الأموال غير المشروعة.

مقالات مشابهة

  • شرطة دبي تضبط 33 متسولاً في أول عشرة أيام من شهر رمضان
  • المنفي: ليبيا تواجه تحديات متزايدة تتطلب إرادة حقيقية وتعاونا دوليا
  • ترامب: انتهى زمن الحوثيين ولن نكون لطفاء مع إيران
  • "الصحة العالمية" و"أطباء بلا حدود" تدعوان إلى تضافر الجهود لاحتواء الكوليرا في غرب إثيوبيا
  • ستارمر: أي خطة سلام بشأن أوكرانيا تتطلب تعاونا أمريكيا
  • تتطلب تحركا عاجلا .. تحذيرات برلمانية من مخاطر ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة
  • رئيس وزراء كندا: لن نكون جزءاً من أمريكا قطعاً
  • رئيس وزراء كندا الجديد: لن نكون جزءا من أميركا
  • رئيس الوزراء الكندي الجديد: لن نكون جزءا من الولايات المتحدة
  • شرطة الشارقة تكشف كم يجني المتسول خلال ساعة واحدة فقط (فيديو)