جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-11@12:00:17 GMT

المشاهد تزداد فلا تعتد!

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

المشاهد تزداد فلا تعتد!

 

منى بنت حمد البلوشية

منذ السابع من أكتوبر الماضي ومشاهد العنف وتساقط المئات من الشهداء والأشلاء التي تناثرت ما زالت تزداد، وصرخات الأمهات والثكالى والأطفال والشباب والمسنين، تحرق أفئدتنا وتُدميها ولا حِراك لها، ما أبشع هذه المشاهد التي نتابعها وكأنها أفلام رعب في سينما، وما أقساها من حرقة تشعرنا بتأنيب الضمير تجاه ما نُشاهد.

يؤسفني أن أشاهد الترندات التي تنتشر وانتشرت وأصبح البعض يستخدمها ويفتخر بإتقانها، وفي غزة وسائر فلسطين يحتاجون لها أكثر من ذي قبل فقد أصبح العطش والجوع  يجتاحهم ويهوي بهم، اليوم غزة تحتاجنا فقد طال عليها البلاء ونحن نشاهد المجازر كل يوم ويشهد الله علينا أننا ما اعتدنا دمعاتهم وصرخاتهم التي تنادي بأعلى أصواتهم لإيقاف هذه الحرب اللعينة منذ أن وِلدنا ومشاهدها تقض مضاجعنا.

ما أبشع منظر تلك الأكياس التي اختلطت بها أشلاء وأرواح الشهداء، وما أقبح مشهد الفرح الذي انقلب بعد ذلك إلى حزن، لذلك الأب الذي كان يستخرج شهادة ميلاد لأبنائه التوأم ليأتي ويجدهم شهداء مع والدتهم، ويستبدلها بشهادة وفاة، أين هي الروح التي تجعلنا نحن من يفرح وأخواننا هناك قلوبهم تكاد تخرج من الحناجر.

دعوني أخبركم بأننا كل يوم وبأيادينا السلاح الذي نقاتل فيه مع إخواننا بفلسطين ونحن في مواقعنا ومن أبرز هذه الأسلحة الدعاء الذي يُغير القدر فلا نستهين بالقوة التي أمدنا الله- عزّ وجل- وقد أمرنا به، وهناك سلاح المقاطة للشركات الداعمة التي ما زلنا على العهد ومقاطعين منذ ذلك اليوم الذي عاهدنا فيه أنفسنا بأن نقف مع إخواننا ونتخيل كيف كنَّا لا نعلم بأننا نمد القوة للكيان الصهويني به وكيف شعرنا بتأنيب الضمير ونحن لا نعلم كيف غفلنا عن هذه الأسلحة في السنوات الماضية، هناك أسلحة كثيرة يمكننا من خلالها أن نقف معهم ولو بشيء قليل وبشتى الطرق، ولا ننسى المداومة على المساهمة بالنشرعما يحدث في أرجاء فلسطين من تدمير وتجويع ومجازر وأرواح وشهداء بالمئات ترتقي أرواحهم لبارئها الذي هو أرحم بهم مما يحدث على أرضهم أرض غزة العزة.

ولطالما نستقي العِبر والحِكمة من أفواه الحكماء وكبار السن، إلا أن إخواننا في فلسطين تعلمنا منهم ما لم نكن نعلم وأيقظونا من غفلتنا وما زلنا في غفلة من أمرنا، وكل يوم يثبت لنا الغزيّ صموده وكفاحه وحفاظه على وطنه متمسكًا به رغم كل ما يحدث له من فقد وتجويع وعزل عن العالم ونزوح من مكان لمكان وهو يحمل أمتعته فوق ظهره ليُبرهن للعالم بأن أرضه هي الأمان رغم انعدامه بها وهي الطمأنينة رغم  الخوف الذي يرافقهم،  إلا أن أمانهم وطمأنينتهم منبعثة من القوة الإلهية التي يبعثها الله تعالى إلى قلوبهم ليطمئنهم بأنَّه الواحد الأحد القادر على كل شيء يحدث لهم وسيأتي لا محالة اليوم المنتظر من التحرير.

لذلك.. انصُر غزة بكل ما تستطيع حتى لا يأتي اليوم الذي تجد نفسك فيه وكأنَّك  قد خذلتها من أبسط ما تستطيع فعله، فلا تعتد، فالمشاهد كل يوم تزداد، ولنجعل من هذا العالم كل صباح وكأنه السابع من أكتوبر من جديد ولنستنفر كل قوانا للحديث والمساهمة عما يحدث في فلسطين فلا تعتد فما زالت فلسطين تحتاج لنا وتنادينا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث في جامعاتنا؟!

ماذا يحدث في جامعاتنا؟!
د. #أمل_نصير
ينظر إلى #الجامعات في جميع أنحاء العالم على أنها مراكز تنوير، ومنابر للحريات وبناء شخصية الطلبة والعاملين فيها التي تؤهلهم ليصبحوا قيادات للمجتمع في مستقبل أيامهم، لاسيما أن غالبية الذين يرتادونها هم من خيرة الخيرة؛ وبالتالي من حقهم أن يشاركوا في أي حوار هدفه الإصلاح، ووضع اليد على أي خلل قد يحدث في مسيرة جامعاتهم، والمساهمة في إبقاء البوصلة موجهة نحو نجاح الجامعة، انسجامًا مع سياسات التحديث، وإشراك طلبة الجامعات في الأحزاب…، ويتوقع من إدارات الجامعات الاستماع إلى مجتمع الجامعة، ومحاورتهم طالما أنهم لا يخالفون الدستور، للوصول معهم إلى حلول منطقية فيها مصلحة الجامعة، والعاملين فيها، ومصلحة الطلبة الذين يدرسون على مقاعدها.
كانت غالبية جامعاتنا لسنوات طويلة تحلق عاليًا محققة نجاحات متتالية، إلى أن قيض الله لها إدارات عاثت فيها فسادًا؛ ولا أعمم هنا البتة، ومن لم يشارك في نهبها أُقصي عن الإدارة، فحمد الله أنه دخل نظيفًا، وخرج أكثر نظافة. هذا النهب المالي أدى إلى تراجعها، إضافة إلى ظروف أخرى بعضها كان خارجًا عن إرادة هذه الإدارات، وبعضها بسبب سياسات خاطئة يدفع العاملون فيها اليوم ثمنها وهو غير مسؤول عنها.
نتج عن الأزمات المالية والإدارية والأكاديمية حراك رافض لما تعاني منه بعض الجامعات، فالأزمة المالية الخانقة فيها تضخمت –حسب تقرير ديوان المحاسبة- لعدم قيام الجامعة بتطوير وتحسين أدوات تحصيل الذمم المالية المدينة والمستحقة لها مما أدى الى تراكم هذه الذمم، واللجوء الى الاقتراض، فأين إدارة الجامعة ومجلس الأمناء من أداء دورهم في هذا ، وبدلا من ذلك –مثلا- ضاعفوا عدد نواب الرئيس، واستعانوا بقيادات عليا من خارج الجامعة، وكأن الجامعة تعيش في ترف مالي أو كأنها جامعة ناشئة لا يوجد فيها خبرات تضاهي أكبر الجامعات متجاهلين الكلفة المالية العالية لذلك في ظل مديونية ضخمة، وترى إدارة الجامعة منشغلة بأمور ثانوية، فهل يعقل – مثلاً – أن تنشغل الجامعة بالتصنيفات والجودة وتتجاهل تراجع البنية التحتية المتهالكة للجامعة وهي إحدى الشروط المهمة للجودة، إذ أصبح عدد من المباني القديمة غير مناسبة للتعليم، وما تم فيها من تصليح ما هو سوى ترقيع لا يليق بالجامعات، أما برد جلمود وغير جلمود، فالحديث عنه يطول لا سيما في المحاضرات المسائية…، أما عن التكريمات فلا شك أن بعضها مستحق، ولكن بعضها الآخر ترك مجتمع الجامعة يضرب كفًا بكف. ألم تسمعوا أن أهل الجامعة أدرى بشعابها؟ ولا أحد يعرف سببًا لهذه التكريمات سوى ما يُسمع عن صداقات، وعلاقات اجتماعية، ومصالح شخصية، فالجامعات تعرف وقع خطوات رجالها ونسائها الذين مشوا على أرضها المباركة، وخدموها لعشرات السنين.
زاد من تعقيد الأمور، وأدى إلى الدعوة إلى مزيد من التصعيد ما تتعرض له الجامعات اليوم من سياسات تكميم الأفواه، والتهديد بالعقوبات التأديبية، ناسين أن الجامعات تدار بالفكر لا بالتهديد؛ رحم الله عمر بن الخطاب إذ قال: “أيها الناس من رأى منكم في اعوجاجًا فليقومه”، فقام له رجل وقال: “والله لو رأينا فيك اعوجاجًا لقومناه بسيوفنا”، فقال عمر: “الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج عمر بسيفه”.
وسواء صحت نسبة القول لعمر رضي الله عنه أم لا، فإنه يعكس حاجة الأمم إلى التنبيه إلى الاعوجاج (مواضع الخلل)، وضرورة تقويمها (بدون سيوف) للصالح العام، فهل يعقل أن يصل الأمر بإصدار تعميم يهدد أساتذة الجامعات، وإدارييها بالعقوبات التأديبية بدلاً من الحوار معهم، والاستماع لآرائهم، والاستفادة من خبراتهم، فهم أولًا وأخيرًا ممن يهمهم رفعة الجامعة، وسمعتها، وديمومة مسيرتها.
إن مجالس الجامعات التي أشار لها كتاب التهديد ليست معصومة، وإلا فلماذا لا تُحترم كثير من قرارات مجالس الأقسام وهي الأساس؟ وقد تتدخل بعض المجالس بما ليس هو من صلاحياتها. رحم الله الدكتور محمد حمدان، عملت معه 4 سنوات في مجلس أمناء جامعة حكومية مع 3 رؤساء لها، وكان يردد دائمًا أن مجلس الأمناء له صلاحيات معروفة لا يجوز تجاوزها، ولا يجوز له التدخل في غيرها، علمًا بأن غالبية أعضاء المجلس كانوا من أصحاب المعالي المخضرمين.
والأمر الآخر هو سياسة فرق تسد بين العاملين في الجامعة، وانضمام بعض المواقع الإخبارية إلى مع أو ضد الحراك، ونشر بيانات بدون أسماء كاتبيها، والأخطر من ذلك كله انقسام الجسم الطلابي حول الحراك عن طريق بيانات نراها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها يهدد، وبعضها يردد عبارات مبهمة… مما لا يبشر بالخير أبدًا.
بات على الجهات المعنية أن تتنبه إلى أن ما يحدث في الجامعات ليس من مصلحة أحد، وأن عليها أن تقوم بدورها في إيجاد الحلول بدلاً من ترك الجامعات نهبًا للفوضى. ومن يروج للحراك بانه حراك مالي فحسب، فإنه مخطئ، فحراك الجامعات حراك كرام لا حراك جياع.

مقالات مشابهة

  • ملياردير “مرشح ترامب” الذي سيدير غزة في اليوم التالي للحرب؟ .. من هو؟
  • من هو الملياردير “رجل ترامب” الذي سيدير غزة في اليوم التالي للحرب؟ (صور)
  • حدائق مناخ بورسعيد تزداد جمالا في رمضان.. صور
  • ترامب: الإغلاق الحكومي قد يحدث
  • طقس فلسطين اليوم: تغيّر يطرأ على درجات الحرارة
  • فيلم «الهاتف الخلوي» .. امرأة العزلة المكانية تلاحقها أصوات وصور الماضي
  • ماذا يحدث في جامعاتنا؟!
  • (ديالا .. عمل درامي أم عمل أسود)
  • أحمد موسى: ما يحدث في سوريا من الإرهاب اليوم كان مصير مصر
  • مشاهد مخلة .. حسين فهمي يكشف سر صفع مخرج على وجهه