الفوائد البيئية والاقتصادية لتدوير إطارات المركبات
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
صدر عن هيئة حماية المستهلك مؤخرًا قرار جديد بشأن حظر تداول إطارات السيارات المُستعملة، لتُستبدل المادة السادسة من القرار السابق الصادر في عام 2015، ورفع قيمة الغرامة الإدارية المفروضة على من يخالف أحكام القرار لتصبح 1000 ريال عماني (2600 دولار أمريكي) بعد أن كانت 500 ريال عماني (1300 دولار) سابقًا، كما أشار القرار إلى سريان الغرامة الإدارية للذين يستمرون في المخالفة أيضًا.
العاملون في هذه المهن يعرفون جيدًا أن هناك فئة تقبل على شراء الإطارات المستعملة التي يركنها أصحابها في محال تغيير الإطارات والورش لتأتي تلك الفئة ومعظمها من الذين لا تسمح لهم الظروف المالية بشرائها والمساومة عليها لشرائها بسعر زهيد. كما يتم أحيانًا تصدير هذه الإطارات المستخدمة لدول أخرى يقوم أصحابها بإعادة تدويرها لتصنيع إطارات جديدة، أو يتم فرمها لتصبح على شكل تراب ويتم استخدامها في صناعات جديدة وفي رصف الشوارع الحديثة.
لقد تمكنت هيئة حماية المستهلك خلال السنوات السابقة من ضبط بعض العمالة الوافدة بالبلاد، والتي تقوم أحيانًا بتداول وبيع كميات كبيرة من هذه الإطارات المستعملة في بعض محالها التجارية. ولا شك أن في ذلك مخاطرة كبيرة، إلّا أن بعض المستهلكين لا يبالون لهذا الأمر، معرضين صحتهم وحياتهم وسلامتهم للخطر. وهذا ما يدفع هيئة حماية المستهلك دوريًا لمتابعة ومراقبة الأسواق بمختلف أنحاء البلاد لضبط تلك الممارسات الخطيرة والضارّة بالمستهلكين وسلامتهم، وكبح التجاوزات التي يرتكبها بعض المزودين بهذه الكميات من أجل مكافحة انتشار تلك المنتجات المستخدمة في الأسواق المحلية.
هناك عمالة تعمل على تخزين تلك الإطارات المستعملة في بعض المحال التجارية، وفي مواقع سكنها أحيانًا؛ حيث قامت بعضها في السنوات الماضية بتخزين الإطارات المستخدمة على أسطح المباني تمهيدًا لبيعها في الأسواق، الأمر الذي دفع بالهيئة إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحق هؤلاء الأشخاص، ومصادرة الكميات وإتلافها والتخلص منها بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى في البلاد. وهي مستمرة في هذا الاتجاه لتصدر مؤخرًا قرارًا جديدًا بمضاعفة الغرامة المالية والإدارية على المخالفين.
هذه الإطارات المغشوشة يتم التلاعب في تواريخ صنعها أحيانًا من خلال إعادة تدويرها بصورة غير شرعية؛ الأمر الذي يفرض على الجهات المعنية إجراء دراسة جدوى اقتصادية لإنشاء صناعات أخرى من هذه الإطارات للحفاظ على البيئة كصناعة الأثاث الخارجي وبأشكال جذابة يمكن استخدامها في ظروف بيئية حارة وجافة وباردة أيضًا.
ففي عدة دول يتم إعادة تدوير هذه الإطارات نظرًا لفوائدها البيئية والاقتصادية، وفي نفس الوقت تشكل حلا ً اقتصاديا لمشكلة التخلص منها، حيث يتم أحيانا إرسالها إلى مكبات عامة لحرقها، الأمر الذي يسبب تلوث البيئة ويصبح تهديدًا لصحة البشر والحيوانات والنباتات.
ونظرًا لوجود تقنيات جديدة في عالم الصناعة فيمكن استغلال هذه الإطارات المستعملة لإعادة تدويرها لصنع منتجات جديدة ومفيدة، الأمر الذي يعطي فرصة للمؤسسات في الحصول على الدخل والربح، وفرصا لتشغيل العمالة الباحثة عن العمل أيضًا. وبذلك يمكن المساهمة من خلال هذه الصناعات في تعزيز الاقتصادات وتوفير فرص عمل جديدة في الدول. وهذا يساعد أيضا في تعزيز الشراكة بين المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد وفي استقدام التقنيات الحديثة في المؤسسات، الأمر الذي تدفع الدول في استثمار له أهميته في الصناعة وفي مستقبل البشر من حيث النظافة والصحة.
المؤسسات التجارية التي تعمل في الإطارات عديدة في البلاد؛ حيث تتوفر في ورش إصلاح السيارات ومحلات بيع الإطارات ومراكز صيانة المركبات وغيرها. ويمكن لمؤسسات إعادة التدوير شراؤها وجمعها لإعادة تصنيعها وفق معايير وجودة عالمية تكون ملائمة وصالحة للاستخدام لمدة 3 إلى 4 سنوات دون أية أضرار. كما يمكن استعمال المطاط المجروش لهذه الإطارات في صنع أرضيات الملاعب أو الأرصفة أو الألواح المطاطية وفي الصناعات البلاستيكية، واستخدامها في الطرق والشوارع أيضا.
وأخيرًا.. إن إعادة تدوير إطارات المركبات سوف تساهم في تقليل انبعاثات الغازات عند حرقها؛ حيث إنها تسبب في تأثير مباشر على المناخ وعلى صحة البيئة والإنسان؛ الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية تبني السياسات والتشريعات المناسبة لتشجيع وتعزيز تدوير الإطارات المستعملة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
12.5 ألف قمر صناعي تدور حول الأرض.. باحثة نظم معلومات تكشف الفوائد
يعتبر نظام المعلومات الجغرافية (GIS) نظامًا متقدمًا لجمع البيانات الجغرافية، تحليلها، واستخدامها باستخدام أدوات متقدمة تتيح النظام القدرة على تصور وتحديد العلاقات المكانية بين الكيانات المختلفة عبر خرائط ووسائط متعددة.
ومع التقدم التكنولوجي وتكامل تقنيات الفضاء مع نظم المعلومات الجغرافية، أصبحت الأقمار الصناعية أحد أهم مصادر البيانات الجغرافية المكانية.
أخبار متعلقة سمو أمير الشرقية يدشن منصة "سرد" للبيانات الحضريةبدء إضافة الدورات التدريبية لشاغلي الوظائف الإدارية عبر نظام "فارس" تدريب 15 طالبة جامعية على نظم المعلومات الجغرافية بالشرقيةويساهم هذا التكامل في تحسين إدارة الموارد الطبيعية، ومراقبة البيئة، ويدعم اتخاذ القرار في مجالات عدة مثل التخطيط العمراني، الزراعة، وإدارة الكوارث.
وتعد الخرائط الفضائية الطبيعية إحدى الطرق التي تدمج بين الصور الفضائية والتحليل الجغرافي، لتوفير رؤى دقيقة يمكن تحليلها بواسطة نظم GIS.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 12.5 ألف قمر صناعي تدور حول الأرض.. باحثة نظم معلومات تكشف الفوائدفوائد استراتيجيةأوضحت الباحثة في نظم المعلومات الجغرافية فاطمة الغامدي، أن الأقمار الصناعية تشكل المصدر الأساسي لجمع البيانات التي تدخل في نظم GIS، حيث تُستخدم تقنيات الاستشعار عن بعد لمسح سطح الأرض بشكل دقيق ودون تماس مباشر.
وتتيح هذه الصور والبيانات تحديد خصائص يمكن استخدامها لتحليل التغيرات المناخية، الغطاء النباتي، والكوارث الطبيعية، ويتطلب ذلك معالجة البيانات وتحليلها بفعالية.
وتُستخدم أدوات GIS التي تمكن من تحويل الصور الفضائية إلى معلومات قابلة للاستخدام لدعم القرارات الاستراتيجية.
الباحثة في نظم المعلومات الجغرافية فاطمة الغامدي
وأشارت إلى أن هناك نحو 12,597 قمرًا صناعيًا يدور حول الأرض، منها ما يقرب من 8,700 قمر نشط حتى تاريخ يناير 2025، وتُستخدم هذه الأقمار الصناعية في مجموعة متنوعة من المجالات، حيث تُشكِّل الأقمار المخصصة للاتصالات نسبة كبيرة منها على سبيل المثال.
وتُشغِّل شركة “سبيس إكس” بقيادة إيلون ماسك أسطولًا كبيرًا من أقمار “ستارلينك” لتوفير خدمات الإنترنت العالمية، وتمثل أقمارها حوالي 50% من إجمالي الأقمار الصناعية في المدار.
ومن المتوقع أن يستمر عدد الأقمار الصناعية في الزيادة مع استمرار إطلاق المزيد منها لأغراض متعددة، بما في ذلك الاتصالات، والملاحة، والبحث العلمي.
وأشارت الغامدي إلى أن الأقمار الصناعية مثل Sentinel وLandsat تمثل مصدرًا دوريًا ومحدثًا عن سطح الأرض، هذه الصور تمتاز بدقتها العالية وتغطي مناطق واسعة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 12.5 ألف قمر صناعي تدور حول الأرض.. باحثة نظم معلومات تكشف الفوائدتخطيط للمستقبلفي مجال GIS تستخدم هذه الصور لمراقبة التغيرات البيئية، قياس الغطاء النباتي، وتتبع التغيرات باستمرار، عاملًا حاسمًا لتوفير رؤى دقيقة عن الأنماط الزمنية المتغيرة ودعم اتخاذ القرارات المدروسة ، موضحة أن الربط بين GIS والأقمار الصناعية يساهم في تحسين التخطيط الحضري.
ويمكن للصور الفضائية أن تتيح تحليلات دقيقة لسطح الأرض، من خلال تحليل هذه البيانات يتم تحديد الأنماط الحضرية المستقبلية.
كما يمكن استخدام المعلومات المستخلصة لتوجيه النمو السكاني وتحليل البنية التحتية، وتطوير المناطق الحضرية بما يتماشى مع الاحتياجات المستقبلية.
وتابعت الغامدي، أن من مهام الأقمار الصناعية توفير بيانات حول الغطاء النباتي، التغيرات المناخية، وانحسار الغابات، مما يساعد في رصد التدهور البيئي.
نظم GIS تسمح بتحليل هذه البيانات على فترات زمنية مختلفة، ما يمكن الباحثين من مقارنة الاتجاهات وتطوير سياسات للمحافظة على التنوع البيولوجي وتقليل الأضرار البيئية مثل التصحر أو تدهور الأراضي الزراعية ، كما تلعب الأقمار الصناعية دورًا محوريًا في التنبؤ بالكوارث الطبيعية ورصدها.
يمكن استخدام بيانات الاستشعار عن بعد لمراقبة الفيضانات، الزلازل، والانهيارات الأرضية.
عند دمج هذه البيانات مع نظم المعلومات الجغرافية، يمكن الحصول على تحليلات سريعة للمناطق المتأثرة وتوجيه عمليات الإغاثة والاستجابة بشكل فعال.
توفر هذه التقنيات إمكانية تقليل الأضرار البشرية والمادية من خلال تحسين إدارة الأزمات.
وقالت الغامدي، إن من مهام تلك الأقمار تعتمد الأقمار الصناعية على تقنيات متقدمة لرصد الغلاف الجوي والمحيطات، مما يسهم في تحسين دقة التنبؤات الجوية وتحليل الأنماط المناخية على المدى الطويل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 12.5 ألف قمر صناعي تدور حول الأرض.. باحثة نظم معلومات تكشف الفوائدمعلومات غنيةيتيح تحليل البيانات المناخية في نظم GIS عرض التأثيرات المكانية لتغيرات الطقس على مناطق معينة، ما يساعد في وضع خطط للتكيف مع تغير المناخ وتقليل تأثيره السلبي على الزراعة والموارد الطبيعية.
وأضافت الغامدي: تبدأ العملية بجمع بيانات فضائية عالية الجودة باستخدام أجهزة استشعار محمولة على متن الأقمار الصناعية، وتشمل هذه البيانات صورًا متعددة الأطياف تُظهر تفاصيل متنوعة مثل نوعية التربة أو كثافة الغطاء النباتي.
يتم تخزين هذه البيانات في قواعد بيانات جغرافية ثم معالجتها باستخدام أدوات نظم المعلومات الجغرافية، حيث يتم دمجها مع بيانات أخرى لإنشاء نماذج مكانية تحتوي على معلومات غنية.
يمكن لخرائط نظم المعلومات الجغرافية الناتجة أن تكشف عن العلاقات بين الظواهر الجغرافية وتساعد في تطوير خطط شاملة، على سبيل المثال، يمكن إنشاء خريطة توضح توزيع الأراضي الزراعية وجودة المحاصيل باستخدام بيانات الأقمار الصناعية وتحليلها جنبًا إلى جنب مع بيانات الطقس والتربة.
هذه الخريطة قد تدعم المزارعين في اتخاذ قرارات دقيقة حول نوعية الأسمدة المستخدمة أو تحديد الوقت المناسب للحصاد، مما يزيد من الإنتاجية ويقلل من استخدام الموارد بشكل غير فعال.
وأكدت الغامدي، أن الفوائد المتزايدة للتكامل بين نظم المعلومات الجغرافية والأقمار الصناعية في مجموعة من التطبيقات الحديثة تظهر في عدة استخدامات مثل الزراعة الدقيقة، وإدارة المواد المائية، وتخطيط للطاقة المتجددة: يمكن تحديد مواقع مثالية لمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح باستخدام التحليلات المكانية.
وأشارت إلى أنه بالرغم من المزايا الكبيرة، يواجه هذا التكامل تحديات مثل الحاجة إلى تقنيات تحليل بيانات أكثر تقدمًا للتعامل مع الكم الهائل من المعلومات، والتكاليف المرتبطة بتشغيل الأقمار الصناعية وصيانتها.
لكن مع استمرار التطورات في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يمكن توقع تحسينات كبيرة في سرعة معالجة البيانات ودقتها.