جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@22:53:15 GMT

"خريف ظفار" يبلغ ذروته

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

'خريف ظفار' يبلغ ذروته

 

د. أحمد بن علي العمري

مهما غرد المغردون وشكك المشككون وتناقل المتناقلون وتذمر المتذمرون، فقد بلغ خريف ظفار ذروته التي لم يصلها منذ العديد من السنين، وكما يُقال بالمحلي "ابلاغ خرف" ولله الفضل والحمد والمنة، فقد اكتست السهول والهضاب والقمم والتلال والجبال بالسندس الأخضر، واتسعت رقعة البساط الأخضر في جميع أنحاء المحافظة، راسمةً صورة فنية تلامس سماء الخيال، إن لم يكن حد الكمال، ولله الكمال.

هذا المشهد يرسم لوحة آسرة لم تصل لها ريشة ليوناردو دافنشي ويعزف سيمفونية موسيقية رائعة لم يرق بيتهوفن لمستواها! ولم يقدر على تخيله الذكاء الاصطناعي، ولم يتمكن من تحديدها تقنيات البعد الثلاثي، فقد تدفقت الشلالات وانفجرت العيون وسالت الجداول وترنم خرير الماء، كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي رحمة الله عليه:

تلك الطبيعة قف بنا يا ساري // حتى أريك بديع صنع الباري

الأرض حولك والسماء اهتزتا // لروائع الآيات والآثاري

ولقد تمر على الغدير تخاله // والنبت مرآة زهت بإطاري

حلو التسلسل موجه وخريره // كأنامل مرَّت على أوتاري

ها هي ظفار، هذا الجزء الغالي من عُماننا الحبيبة تلبس أبهى حُللها، وتتزين بأجمل زينتها، وقد بدت كعروس الخليج وربما بل لن نبالغ إذا قلنا إنِّها عاصمة السياحة الخليجية بلا مُنازع، فجاء إليها القاصدون من كل حدب وصوب من أنحاء عُمان ومن دول الخليج ومن الدول العربية ومن العالم أجمع؛ حيث زاد عدد الزوار عن السنوات الماضية بشكل ملحوظ، ليستمتعوا بهذا الجو الاستثنائي والهواء العليل، وحتى مطرها فإنِّه ينزل رذاذًا خفيفًا. وذاع صيتها في بقاع الأرض؛ الأمر الذي ينعكس في زيادة عدد الزوار.

حتى المزارات والمواقع الطبيعية كل عام تكتشف أماكن لم تكن معروفة من قبل، والقادم أفضل بإذن رب العالمين.

لقد لاحظتُ كما لاحظ الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بروز بعض أصوات المتذمرين؛ فهناك من يتذمر من ارتفاع أسعار الإيجارات، وهناك من يشكو من قلة الخدمات، وهناك من يمتعض من الزحام المروري وغير ذلك.. ولهؤلاء جميعًا نقول: "قبل كل شيء توب بحي ويا مرحبًا وسهلًا". ثم عن ارتفاع الإيجارات، فهذا موسم وفي أي موسم سياحي بأيِّ بلد بالعالم ترتفع الإيجارات، وليست سلطنة عُمان استثناءً، كما يحصل في موسم الحج مثلًا، أو المناسبات العالمية مثل ما حصل في كأس العالم في قطر، أو المهرجانات، وغيرها.

وحتى أسعار التذاكر على مستوى العالم ترتفع في الصيف، لأنهم يعتبرونه موسمًا، تنتعش فيه الحركة التجارية، وهكذا حال العالم. ومن هنا ومن باب النصح فإنني أتمنى أن يحرص السائح أو الزائر على حجز السكن قبل بدء رحلته بفترة كافية، لتفادي ارتفاع الأسعار.

أما عن الخدمات، فمن الطبيعي أن ذروة الموسم تشهد ضغطًا على الخدمات، فإذا زاد الطلب يقل المعروض وهذه قاعدة اقتصادية يعرفها الجميع.

وعن الزحام المروري، فإن كان البعض يراه نقمة ومشكلة، فإنني ممن يرونه نعمة؛ لأن أي مكان في العالم يقصده المصطافون من الطبيعي أن يشهد ازدحامًا مروريًا، وربما المشوار الذي تقضيه في عشرة دقائق يصل إلى نصف ساعة، المهم أن يتحلى قائد المركبة بالصبر وأن يُفسح المجال للغير وأن يُحافظ على الضوابط المرورية، لنصل جميعًا بأمان وسلام.

وعلى القادمين عبر الطريق البري، التوقف بين الحين والآخر في الاستراحات المتواجدة على طول الطريق للراحة وأخذ الحيطة والتأكد من كفاءة المركبة.

إنني أتمنى من كل قلبي عندما ينتهي موسم خريف ظفار أن تكون هناك فعاليات في أي محافظة أخرى والاستفادة من المقومات السياحية فيها؛ سواءً كانت طبيعية أم تراثية أم ثقافية أم اجتماعية، لتكرار تجربة الخريف المُزدهرة، وهكذا في جميع المحافظات على مدار العام، لضمان سياحة مُستدامة على مدار العام.

إنَّ عُمان تحيا في رحاب النهضة المتجددة تحت قيادة ربانها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه ورعاه- وأدام عليه الصحة والعافية وأطال الله لنا بعمره.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حجم التبادل التجاري المباشر بين ايران وروسيا يبلغ 5 مليارات دولار

الاقتصاد نيوز - متابعة

اجتمع وفد تجاري روسي برئاسة ليونيد لوشتشكو رئيس المجلس التجاري الروسي الايراني، مع وفد غرفة التعاون الإيرانية برئاسة نائب رئيس الغرفة علي رضا بنائي فر.

وتم في هذا الاجتماع الذي عقد مساء الأحد بطهران، التعريف بقدرات قطاع التعاون الإيراني في مختلف مجالات الاقتصاد، فضلاً عن أهم تحديات التعاون التجاري بين البلدين وتمت مناقشة الحلول للتغلب على هذه العقبات.

كما حضر هذا اللقاء الناشطون الاقتصاديون في قطاع إنتاج الدواجن والبيض في قطاع التعاون الإيراني وتم طرح التوضيحات والمقترحات لتوسيع التعاون.

وقال علي رضا بنائي فر، نائب رئيس غرفة التعاون الإيرانية للشؤون الدولية: يمكن دراسة الحلول لتحقيق حجم أكبر للتبادل بين إيران وروسيا من خلال تطوير التفاعلات التجارية بين الجهات الاقتصادية الناشطة في قطاع التعاون، وتسهيل الظروف بالنسبة للناشطين الاقتصاديين.

وأشار أيضاً إلى المركز التجاري التابع لغرفة التعاون الإيراني في روسيا، لافتا الى القدرات العالية التي يمكن ان يوفرها هذا المركز لمساعدة الأعضاء والناشطين الاقتصاديين للنجاح في الأسواق الروسية.

كما صرح ليونيد لوشتشكو، رئيس المجلس التجاري الروسي الإيراني، بأننا نواصل تطوير العلاقات التجارية الإيرانية الروسية، وشرح قدرات وإمكانيات هذا المجلس وأعلن عن وجود ممثلين للمجلس في 89 منطقة في روسيا.

وقال: إن حجم التجارة المباشرة بين البلدين يبلغ الآن 5 مليارات دولار، كما يضاف إلى هذا المبلغ التبادل التجاري غير المباشر الذي يتم عبر دول ثالثة، وبناء على الدراسات التي أجريت فإن التبادل التجاري بين إيران وروسيا يمكن أن يصل الى 15 مليار دولار.

وأضاف: في السنوات الأخيرة، زادت العلاقات التجارية بين البلدين وتمكنا من توقيع 2500 اتفاقية وعقد، بعضها لشركات القطاع العام وبعضها لشركات القطاع الخاص.

ونوه رئيس المجلس التجاري الروسي الإيراني الى اتفاقيات وعقود في مجالات النقل والنفط والغاز بين البلدين وقال: نحاول أن تكون هناك تفاعلات أوسع في مجالات الأغذية والمنتجات الزراعية والأدوية.

وأعلن عن أهمية القمة التجارية الإيرانية الروسية الكبرى المقرر عقدها في أكتوبر من هذا العام ودعا غرفة التعاون والناشطين الاقتصاديين لحضور هذا الحدث الكبير.

مقالات مشابهة

  • "خريف ظفار 2024": نجاح استثنائي
  • الظهران.. إنشاء ممشى بشاطئ المرجان بطول 950م وآخر ب ”الصدف“ يبلغ 300م
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يبلغ نظيره الأمريكي بعملية لبنان قبل دقائق
  • تراجع الديمقراطية للعام الثامن على التوالي في جميع أنحاء العالم وفقاً لبحث
  • نزالات موسم الرياض – نسخة ويمبلي على MBC مصر وMBC أكشن وMBC1 و”شاهد”
  • ختام النسخة الثالثة من"ملتقى مسار ظفار"
  • الأرصاد: زيادة في معدلات سقوط الأمطار خلال خريف 2024
  • وصول جميع المنتخبات المشاركة فى بطولة العالم لكرة اليد للكراسى المتحركة
  • الألوان الداكنة موضة خريف 2024
  • حجم التبادل التجاري المباشر بين ايران وروسيا يبلغ 5 مليارات دولار