جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@23:39:30 GMT

"خريف ظفار" يبلغ ذروته

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

'خريف ظفار' يبلغ ذروته

 

د. أحمد بن علي العمري

مهما غرد المغردون وشكك المشككون وتناقل المتناقلون وتذمر المتذمرون، فقد بلغ خريف ظفار ذروته التي لم يصلها منذ العديد من السنين، وكما يُقال بالمحلي "ابلاغ خرف" ولله الفضل والحمد والمنة، فقد اكتست السهول والهضاب والقمم والتلال والجبال بالسندس الأخضر، واتسعت رقعة البساط الأخضر في جميع أنحاء المحافظة، راسمةً صورة فنية تلامس سماء الخيال، إن لم يكن حد الكمال، ولله الكمال.

هذا المشهد يرسم لوحة آسرة لم تصل لها ريشة ليوناردو دافنشي ويعزف سيمفونية موسيقية رائعة لم يرق بيتهوفن لمستواها! ولم يقدر على تخيله الذكاء الاصطناعي، ولم يتمكن من تحديدها تقنيات البعد الثلاثي، فقد تدفقت الشلالات وانفجرت العيون وسالت الجداول وترنم خرير الماء، كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي رحمة الله عليه:

تلك الطبيعة قف بنا يا ساري // حتى أريك بديع صنع الباري

الأرض حولك والسماء اهتزتا // لروائع الآيات والآثاري

ولقد تمر على الغدير تخاله // والنبت مرآة زهت بإطاري

حلو التسلسل موجه وخريره // كأنامل مرَّت على أوتاري

ها هي ظفار، هذا الجزء الغالي من عُماننا الحبيبة تلبس أبهى حُللها، وتتزين بأجمل زينتها، وقد بدت كعروس الخليج وربما بل لن نبالغ إذا قلنا إنِّها عاصمة السياحة الخليجية بلا مُنازع، فجاء إليها القاصدون من كل حدب وصوب من أنحاء عُمان ومن دول الخليج ومن الدول العربية ومن العالم أجمع؛ حيث زاد عدد الزوار عن السنوات الماضية بشكل ملحوظ، ليستمتعوا بهذا الجو الاستثنائي والهواء العليل، وحتى مطرها فإنِّه ينزل رذاذًا خفيفًا. وذاع صيتها في بقاع الأرض؛ الأمر الذي ينعكس في زيادة عدد الزوار.

حتى المزارات والمواقع الطبيعية كل عام تكتشف أماكن لم تكن معروفة من قبل، والقادم أفضل بإذن رب العالمين.

لقد لاحظتُ كما لاحظ الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بروز بعض أصوات المتذمرين؛ فهناك من يتذمر من ارتفاع أسعار الإيجارات، وهناك من يشكو من قلة الخدمات، وهناك من يمتعض من الزحام المروري وغير ذلك.. ولهؤلاء جميعًا نقول: "قبل كل شيء توب بحي ويا مرحبًا وسهلًا". ثم عن ارتفاع الإيجارات، فهذا موسم وفي أي موسم سياحي بأيِّ بلد بالعالم ترتفع الإيجارات، وليست سلطنة عُمان استثناءً، كما يحصل في موسم الحج مثلًا، أو المناسبات العالمية مثل ما حصل في كأس العالم في قطر، أو المهرجانات، وغيرها.

وحتى أسعار التذاكر على مستوى العالم ترتفع في الصيف، لأنهم يعتبرونه موسمًا، تنتعش فيه الحركة التجارية، وهكذا حال العالم. ومن هنا ومن باب النصح فإنني أتمنى أن يحرص السائح أو الزائر على حجز السكن قبل بدء رحلته بفترة كافية، لتفادي ارتفاع الأسعار.

أما عن الخدمات، فمن الطبيعي أن ذروة الموسم تشهد ضغطًا على الخدمات، فإذا زاد الطلب يقل المعروض وهذه قاعدة اقتصادية يعرفها الجميع.

وعن الزحام المروري، فإن كان البعض يراه نقمة ومشكلة، فإنني ممن يرونه نعمة؛ لأن أي مكان في العالم يقصده المصطافون من الطبيعي أن يشهد ازدحامًا مروريًا، وربما المشوار الذي تقضيه في عشرة دقائق يصل إلى نصف ساعة، المهم أن يتحلى قائد المركبة بالصبر وأن يُفسح المجال للغير وأن يُحافظ على الضوابط المرورية، لنصل جميعًا بأمان وسلام.

وعلى القادمين عبر الطريق البري، التوقف بين الحين والآخر في الاستراحات المتواجدة على طول الطريق للراحة وأخذ الحيطة والتأكد من كفاءة المركبة.

إنني أتمنى من كل قلبي عندما ينتهي موسم خريف ظفار أن تكون هناك فعاليات في أي محافظة أخرى والاستفادة من المقومات السياحية فيها؛ سواءً كانت طبيعية أم تراثية أم ثقافية أم اجتماعية، لتكرار تجربة الخريف المُزدهرة، وهكذا في جميع المحافظات على مدار العام، لضمان سياحة مُستدامة على مدار العام.

إنَّ عُمان تحيا في رحاب النهضة المتجددة تحت قيادة ربانها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه ورعاه- وأدام عليه الصحة والعافية وأطال الله لنا بعمره.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كوكو جوس من ظفار إلى الأسواق الإقليمية.. عاصم باعمر يبسّط تجربة النارجيل

بدأت فكرة المشروع لدى عاصم برهام باعمر لجعل ثمرة جوز الهند (النارجيل) متاحة في كل بيت وسهلة في الاستخدام والتخزين وصنع منها أكثر من منتج وكان أول منتج أو مشروع له هو "كوكو جوس"، وأضاف بقوله: " ثمرة النارجيل ثروة وطنية وذو قيمة عالية صحياً وسياحياً ويهدف كوكو جوس ليكون متواجد في جميع الأسواق والأماكن السياحية والعامة لتقديم تجربة جميلة وصحية للمستهلك في طريقة شربها واستخدامها .

يهدف المشروع لإعطاء الفاكهة قيمة إضافية في المجتمع المحلي والخارجي المشروع أزجد حلا لمشكلة فتح الثمرة والاستمتاع فيها، وقال عاصم " الفكرة كانت مختلفة في مجتمعنا المحلي ونالت إعجاب الجميع"

تولدت فكرة المشروع لدى عاصم باعمر عندما زار دول شرق آسيا، حيث تنتشر أشجار جوز الهند وتختلف طرق تقديمها للمستهلك وهو ما دفعه للعمل على المشروع خاصة أن محافظة ظفار هي المكان الوحيد في الشرق الأوسط الذي يمكن فيه زراعة أشجار جوز الهند نظرا لموقعها الجغرافي وأجوائها المعتدلة، وكون عاصم لديه الشغف بالغذاء درس السوق وحلل الاحتياجات، ثم بدأ في تطوير الفكرة بشكل عملي.

واجه عاصم عددا من التحديات التي تمثلت في الحصول على مكائن التصنيع حسب المواصفات المطلوبة، وبعد عدة زيارات وبحث مكثف وصل للمصادر المتخصصة، وأما التحدي الثاني فهو الفيروس الذي أصاب أغلب المحاصيل في محافظة ظفار ولا زالت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تعمل على قدم وساق للتغلب على الفيروس وزراعة المزيد منها.

يقدم المشروع عصير النارجيل وهو عصير طبيعي من غير مواد حافظة صحي ومنعش .

وحول الدعم المادي والمعنوي يقول عاصم باعمر :" كانت هناك الكثير من التسهيلات والخدمات المميزة من بنك التنمية العماني وهي الجهة الممولة للمشروع، وأما الدعم المعنوي فهو تشجيع العائلة والأصدقاء، ووجود فريق عمل متمكن " .

وحول المشاركات المحلية والدولية شارك عاصم في "مسابقة قيمة " على مستوى محافظة ظفار وتهدف لإيجاد قيمة مضافة من المنتجات والمحلية والمواد الخام الأولية المعروفة في المحافظة مثل اللبان والنارجيل والموز والأسماك والكثير، وجعلها ذا قيمة أكبر وفائدة أكثر للمجتمع المردود الاقتصادي الدولي، وكذلك شارك في معرض الخليج للغذاء ويصفها بقوله " كانت مشاركة مثرية للتعرف على الشركات الكبرى وخلق سبل تعاون وتبادل الأفكار والحلول والتوسع وفتح أسواق جديدة للمنتج في الدول المجاورة".

ويضيف عاصم بقوله : " مشاركة رائد الأعمال في مثل هذه الفعاليات تساعد في توسيع الشبكة المهنية، والتعرف على أحدث الاتجاهات، وتكوين علاقات تجارية مستمرة والتعلم لأن عالم ريادة الأعمال كبير وكل تجربة تمثل خبرات وأفكار كثيرة.

حصل عاصم باعمر على المركز الأول في "مسابقة قيمة في خط النخيل" على مستوى المحافظة .

وضمن الخطط المستقبلية لرائد العمل عاصم باعمر يقول: "أن يكون المنتج متواجد في جميع محافظات سلطنة عمان، وفتح أفرع جديدة في الدول المجاورة، وإطلاق منتجات جديدة مشتقة من ثمرة جوز الهند".

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في تاريخه.. دهوك العراقي يبلغ نهائي دوري أبطال أندية الخليج لكرة القدم
  • كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (40)
  • "ظفار الإسلامي" يقدم معدلات ربح تنافسية على تمويل المركبات
  • مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية تفتح أبواب التأهل للاعبين من جميع أنحاء العالم عبر منافسات Capcom Pro Tour وStreet Fighter League
  • إتحاد العاصمة يبلغ ربع نهائي كأس الجزائر ويضرب موعدا مع شباب عين تموشنت
  • كوكو جوس من ظفار إلى الأسواق الإقليمية.. عاصم باعمر يبسّط تجربة النارجيل
  • مُقايضة الحليب بالعلف!
  • بنك ظفار ينظم لقاءً للإعلاميين بمناسبة شهر رمضان
  • تقييم مسابقة حفظ القرآن بمدارس محافظة ظفار
  • تنافس كبير في بطولة كرة اليد بمحافظة ظفار