جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-22@20:04:58 GMT

الشعب العُماني لن ينثني

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

الشعب العُماني لن ينثني

 

سعيد بن سالم البادي

لقد مَنَّ الله على عُمان وأهلها مرتين وما زالوا مُتمسكين بما منَّ الله عليهم به ولن يفرطوا فيه مهما عصفت عواصف الأعداء الحاقدين واشتدت ريح العابثين لمحاولة تفكيك اصطفاف العُمانيين عن ما هم عليه من ثبات وترابط.

فمنَّ الله تعالى على أهل عُمان وملوكها في الأولى بأن أرشدهم لاعتناق الإسلام طواعية دون قتال حينما أتاهم رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور فأخرج الله تعالى أهل عُمان من ظلمات الجهل والضلال والكفر إلى نور الهداية والإيمان بالله وعبادة الله الواحد الأحد.

عرف أهل عُمان الإسلام حق المعرفة واعتنقوه عن قناعة مُطلقة لا يزعزعها مزعزع عابث ولا مرجف ضال فعرفوا الإسلام وروحه وفهموا ما يعنيه وأدركوا ما يطلبه منهم وطبقوه كما يجب أن يُطبق، وقد اجتهدوا للعمل به وتثبيته في نفوسهم وفي تعاملاتهم البينية ومع الآخرين وفقًا للقواعد التي بيَّنها الله تعالى في القرآن الكريم. وبعد أن رسخ الإسلام فيهم وذاقوا حلاوته واطمأنت نفوسهم به وبأخلاقه الحميدة إضافة إلى ما كانوا عليه من أخلاق عالية، شهد لهم بها الرسول الكريم ولمسوا نتائج تلك القيم الإسلامية والتآخي والتلاحم الذي نشره بينهم، فأحبوا أن يشاركونه لغيرهم من البشرية فساروا ينشرونه في الأمم وأقطار العالم التي وصلوها كما هو الحال في جنوب إفريقيا وغيرها مستخدمين في نشر الإسلام وأخلاقه ورحمته أخلاقهم وطيبتهم، فاستغلوا رحلاتهم التجارية ومعاملاتهم بين الشعوب وأفرادها فأحبهم الناس ووضح العُمانيون لتلك الأمم الإسلام وقيمه وما يدعو إليه فدعوهم إلى اعتناقه فاعتنقوه بسبب ما رأوا من الأخلاق الرفيعة  والتعامل والتواضع الذي يظهره ويتحلى به الإنسان العُماني لا بحديد السيوف والقتل والذبح والتنكيل الذي يمارسه بعض الذين يدعون أنهم يجاهدون لنشر الإسلام بالفتوحات وغيرها بقوة الجيوش والسيوف.

ومنذ ذلك العهد الذي اعتنق فيه العُمانيون الإسلام طوعًا تمسكوا به ولم يتخلوا أو يحيدوا عنه وحرصوا على الذود عنه بأموالهم وأبنائهم ودمائهم إلى يومنا هذا وما زالوا يخدمون الإسلام وينصرونه وينصرون المستضعفين من المسلمين أينما كانوا.

وقد أراد الله أن يمنَّ على أهل عُمان مرة ثانية ليخرجهم هذه المرة من ظلمات الفقر والجهل والتشتت والحروب كما أخرجهم من قبل من ظلمات الجهل والكفر وعبادة الأوثان فهيأ لهم السلطان قابوس بن سعيد- رحمة الله عليه- ليقود مسيرة الوحدة والإخاء والبناء والسلام في الداخل والخارج فوحّدهم بعون الله وتوفيقه، وأزال أسباب التمزق والتشتت والحروب التي كانت تسود، ونشر بينهم المحبة والإخاء والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات، واجتث أسباب التفرقة والبغضاء والتشتت، وسادت الألفة والمودة بينهم وتآلفت قلوبهم قبل أجسادهم، واختفت المذهبية المقيتة والمسميات البغيضة التي لا تأتي إلا بالتنافر والتباعد وانتشر الأمن والسلام؛ فعرفت عُمان وأهلها معنى السلم والأمن والطمأنينة، فعمِلوا على نشره بين الأمم وسادت العلاقات الأخوية بين عُمان والدول الإقليمية والعالمية، فأصبحت عُمان في عهد السلطان قابوس ينبوع الأمن والسلام داخليًا وخارجيًا، يرتوي منه كل ظمآن للأمن والأمان وأصبحت أرض أمان لمن لا أرض أمان له.

وبعد رحيل السلطان قابوس، أخذ زمام مبادرات البناء والأمن والسلام العُمانية خلفه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- ليواصل مسيرته في نشر التآخي والمحبة بين أبناء هذا الوطن المعطاء، الأبناء المتلاحمون كالبنيان المرصوص، يصونه العدل والمساواة في كافة مناحي الحياة من حقوق وواجبات.

نحن أبناء عُمان كما لم ننثنِ من قبل عن دين محمد صلى الله عليه وسلم ونشره وبذل الغالي والنفيس لأجله ولأجل إيصاله للشعوب والأمم الأخرى، لن ننثني عن نهج أجدادنا وآبائنا وسلاطيننا في المحافظة على أمنها وأمانها ونشر السلام بين الشعوب، والحياد في النزاعات بين الشعوب والابتعاد عن التدخل أو المشاركة في ما يضر الغير. وفي ذات الوقت لن يثنينا عن التكاتف والتعاضد والتلاحم عبث العابثين بمحاولة نشر الفتن، فنحن ولله الحمد محصّنين منذ 54 عامًا عن الفتن وإثارات النعرات الطائفية أو الدينية المقيتة، محصنين بسياسة حكيمة مبنية على أسس صلبة أصلها في أعماق التاريخ وفرعها باسق تتفيأ بظله أنجم السماء، التاريخ المتجذر في عمق الحضارات التي رضعت منه الحكمة التي لم يُؤتها أحد في عصر الإنسان العُماني إلا هو، التاريخ الصلب الذي قام واستقام واستوى عوده، فلا ينحني ولا تؤثر فيه أيادي التاريخ الغضة الطرية الخارجة من رحمها بالأمس القريب، والتي لا تستطيع أن تعيش إلّا في الماء الراكد وتحت الركام الرهط النتن لتعمل في الخفاء على تحقيق أهداف دنيئة مبنية على أسس ضالة واهية أهون من بيت العنكبوت، سرعان ما تتهاوى وتنهار، إذا ما هبّت عواصف رجال عُمان الأشاوس حراس المبادئ، وهاجت أمواج مسقط العاتية التي لا يكسرها إلّا النصر المبين على كل من تُسوِّل له نفسه العبث بالبناء الاجتماعي والغدر بأمن وأمان من يعيش على أرض الغبيراء.

فليقل من أراد أن يقول، ويفعل من أراد واستطاع أن يفعل، ونحن على عهدنا باقون وعلى طريقنا طريق الخير ماضون في نشر السلام داخليًا وخارجيًا والعمل باجتهاد على تحقيق وتثبيت التلاحم بين أطياف هذا المجتمع بكل مكوناته من مذاهب وطوائف دينية وقبلية وغيرها، فلن يغيرنا قول قائل حاقد، ولن تغيرنا أفكار دخيلة ضالة لا تمت للدين أو الشريعة ولا للعقل والنقل بأدنى صلة، وسنستمر في التفرد بصناعة السلام والتفنن في تشكيله وصياغته واحتكار تصديره ما تعاقب الليل والنهار.

فلنمضِ بمحبةٍ وإخاء يدًا بيدٍ نحمي هويتنا ومبادئنا وقيمنا التي جُبلنا عليها، واختصنا الله بها دون غيرنا، تحت ظل قيادتنا الحكيمة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أزهري: يجب تدبر القرآن بفهم صحيح والتمسك به كمرجع ثابت في حياة كل مُسلم

قال الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم هو كتاب الله، وكل آياته وسوره وكلماته وحروفه تعد كلام الله المتعبد بتلاوته، موضحًا أن القصص القرآني الذي يتضمن حوارات الأنبياء مع أقوامهم أو حوار إبليس مع الله، هو أيضا جزء من الوحي الإلهي المنزل على النبي.

أزهري يحذر من المفاهيم الخاطئة لتشويه الإسلام

وأكد الدكتور تركي في تصريحات لـ«الوطن» أن محاولة التشكيك في القرآن الكريم عبر القول إنه يتضمن كلاما بشريا أو صناعة بشرية، هو ترويج لأفكار المستشرقين الذين سعوا للنيل من الإسلام على مر العصور، كما  شدد على أن هذه المزاعم تتنافى مع العقيدة الإسلامية وتستهدف الطعن في قدسية القرآن والإسلام.

تدبر القرآن بفهم صحيح

وأضاف أن من يردد هذه الأفكار يروج لمفاهيم خاطئة تناقض ما أجمع عليه العلماء، محذرا من الانسياق وراء هذه الشبهات، وضرورة التمسك بكتاب الله كمرجع ثابت في حياة المسلمين.

ودعا الدكتور تركي المسلمين إلى تدبر القرآن بفهم صحيح، قائم على علم راسخ ومعرفة دقيقة، بعيدًا عن محاولات البعض لتشويه الدين الإسلامي أو تشكيك الناس في عقيدتهم.

مقالات مشابهة

  • كيف حذر النبي من التمثيل بالجثث؟ لا تؤذي أحدًا فتقع في هذه الكبيرة المُحرمة
  • أزهري: يجب تدبر القرآن بفهم صحيح والتمسك به كمرجع ثابت في حياة كل مُسلم
  • جلالة السلطان يُعزي خادم الحرمين الشريفين
  • ضمن استراتيجية الأوقاف لبناء الإنسان.. انطلاق 17 قافلة دعوية بالفيوم 
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام
  • الأزهر للفتوى: الغش في الامتحانا مُحرَّم ويؤثر على مستقبل الأمة
  • حزب الله يبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل القوى التي ساندت غزة الانتصار الكبير
  • مسجد باريس.. منارة الإسلام في أوروبا
  • الجار