البحوث الإسلامية يوضح المقصود بقوله تعالى: "إن قرآن الفجر كان مشهودا"
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
ما المقصود بقوله تعالى: "إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"؟، ورد سؤال إلى مجمع البحوث الإسلامية حول المقصد من قرآن الفجر في الآية الكريمة.
أجاب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن المقصود من قول الله سبحانه وتعالى : { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } [الإسراء: 78]، أن ما تقرأ به فى صلاة الفجر من القرآن الكريم يكون مشهودًا؛ أي أن ملائكة الليل والنهار يشهدونها، فظهرت لها الخصوصية والفضل؛ فقد أَخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يَتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادى؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون ".
وأضاف مجمع البحوث أنه من أقوال العلماء في مقصد الآية قول: أن تشهده كثرة من المصلين عادة أو من حقه أن يكون ذلك، كما قيل: تشهده وتحضر فيه شواهد القدرة من تبدل الضياء بالظلمة، واليقظة بالنوم.
وانتهى مجمع البحوث الإسلامية في تفسير قوله تعالى أنه يصح أن يكون قوله تعالى "مَشْهُودًا" كناية عن رفعته ومقامه عند اللَّه تعالى وعند المؤمنين.
فَضْل صلاة الفجر
صلاة الفجرِ في جماعة تَعدِل قيام كلّ الليل، وقد رُوي عن عمر بن الخطاّب -رضي الله عنه- أنّه يفضّل صلاة الصّبح على قيام كلّ الليل.
كما أن صلاة الفجر جماعةً تعدّ حصن للمسّلم وهي أمان له، فالذي يصلّي الفجر في جماعةٍ يعتبر في ذمّة الله -تعالى- حتى يُمسي.
وصلاة الفجر تعدّ سبباً لنشاط المسّلم وهمّته، فقد ورد في حديثٍ نبويّ أنّ مَن ينام يعقد الشّيطان على رأسه ثلاث عُقد حتى ينام ويكسل، وإذا استيقظ المسّلم لصلاة الفجر وذكر الله -تعالى- انحلّت عقدة منهنّ، وإذا توضّأ انحلّت العقدة الثّانية، وإذا صلّى الفجر انحلّت العقدة الثالثة.
وتعدّ ضمان لدخول الجنّة بإذن الله تعالى، قال الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم-: «مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، والبردين هما: صلاة العصر وصلاة الصُّبح.
بالإضافة إلى أن صلاة الفجر تحجب مؤدّيها عن النّار، فرُوي عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- ما يدلّ على أنّ المحافظ على صلاة الفجر لا يدخل النّار، ومَن يؤدّي صلاة الفجرِ تشهد الملائكة له بحضوره للصّلاة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المقصود بقوله تعالى الفجر قرآن الفجر صلاة الفجر وصلاة الفجر البحوث الإسلامیة مجمع البحوث صلاة الفجر م ش ه ود ا ه تعالى ال ف ج ر
إقرأ أيضاً:
«البحوث الإسلامية» يواصل فعاليات أسبوع الدعوة بسوهاج حول: «دور المرأة في العمران»
واصلت اللجنة العليا للدعوة بـ مجمع البحوث الإسلامية تنفيذ فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية الثالث، والذي تنظمه برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر، وإشراف فضيلة وكيل الأزهر أ.د. محمد الضويني، وأ.د. محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وذلك في إطار المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان» تحت عنوان «الدين والعمران معطيات ودلالات».
قال الدكتور حسن يحي الأمين العام للجنة العليا للدعوة والإعلام الديني، إن دور المرأة في تحقيق العمران موضوع من الأهمية بمكان، فالمرأة المسلمة دائما ما تتعرض لسهام التشويه والتشويش لإفساد دورها، كونها المرأة المسلمة التي أعدت أبطالا وأجيالا كل في مجاله، وهي المرأة التي أراد الغرب وضعها في دائرة ضيقة تعاني فيها ظلما وضعفا، كما دأب الغرب على طمس دورها الذي أقره لها الإسلام وإسهاماتها في العمران وبناء المجتمع بناء سليما لا ثغرة فيه ولا خلل.
وأكد خلال كلمته في فعاليات اليوم الثالث من أسبوع الدعوة الإسلامية الذي جاء بعنوان "دور المرأة في العمران"، بتنظيم من اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن المرأة هي الأم والزوجة والأخت والابنة، متسائلا هل يُحَقق أي عمران بمعزل عن المرأة؟، الإجابة لا، بل للمرأة عظيم الأثر وجُل المشاركة الفاعلة لكل إنجاز وإعمار، لذلك شغلوها بالحريات الزائفة، كأن تأخذ أجرا مقابل واجباتها، فأنزلوها منزلة الأجيرة، وجعلوا منها سلعة رخيصة، وغنيمة أينما كانت يظفر بها اللئام.
وأوضح الدكتور أبو زيد محمد شومان، أستاذ البلاغة والأدب بكلية الدراسات الإسلامية بنات بسوهاج، أن دور المرأة في العمران جديد وقديم، والمتأمل في كتاب الله وسنته نبيه وأقوال الفقهاء والعلماء؛ يجد أن القرآن الكريم لم يفرق في الخطاب بين رجل وامرأة في كثير من النصوص، خاصة في قضايا الإعمار والتنشئة، قال الله -تعالى- "هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" و علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن النساء شقائق الرجال.
ولفت أستاذ البلاغة أن سهام العلمانية والإلحاد والتغريب صُوبت نحو المرأة المسلمة بزعم نجدتها من الجهل ورد حقوقها المسلوبة، لكن المتجول بين النصوص يجد أن المرأة ملكة متوجة في بيتها ومجتمعها، ينظر إليها زوجها نظرة احترام ومحبة و وينظر إليها أولادها نظرة إجلال وتوقير، مؤكدا أن المرأة عماد البيت وعقل الأسرة، ولم ينظر الإسلام للمرأة يوما على أنها كم مهمل لا قيمة له، وفي المقابل نجد الغرب يريد من حرية المرأة أن تكون حرة في ممارسة الشذوذ والمثلية، أما فيما يحافظ على كرامتها ومكانتها فهم مجتمعات أشد فتكا بها وسلبا لحقوقها.
وأضاف الدكتور محمد عمر أبو ضيف عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق، أننا لو استعرضنا الحضارات القديمة لوجدنا المرأة كلأ مباحا ومستباحا، وأنها بالنسبة للرجل كالعبد للسيد، حتى في بعض الحضارات الحديثة لم تحظ المرأة المكانة الراقية التي تليق بها، وما يُصَدّر إلينا عن المرأة في مجتمعاتنا بأنها مظلومة؛ فرية أطلقها الغرب ورددها حتى ألفناها ورددنا خلفهم دون وعي، ونسينا أن كلامهم محض أكاذيب، لافتا أنه في حال حدوث خلل في تطبيق ما أمر به الشرع في الحفاظ على حقوق المرأة، فهذا يرجع إلى من طبق أمر الشرع، والشرع من ذلك براء.
وعن من يطالب بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة، أكد "أبو ضيف" أن في المساواة التامة ظلم كبير للمرأة، حيث أن للمرأة أشياء تصلح لها وبها، وهناك من الحقوق ما ميزها الشرع فيها عن الرجل، كما بادرت المرأة في كل زمان ومكان في عمران الأرض والعلم والجهاد، فهذه الأميرة فاطمة إسماعيل أنها أعلنت تحملها كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذى كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة، وهذه الأميرة زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد وهي المعروفة بالحكمة وحبها لخدمة الناس خصوصا الفقراء، أمرت بإنشاء برك المياه والآبار على طول طريق الحج من بغداد إلى مكة المكرمة وجعلته للنفع العام، ومن النساء من أسهم في العمران العسكري، ومنهن من جاهد في سبيل الله.
وفي نهاية الندوة تم فتح باب النقاش والتساؤلات بين علماء الأزهر الأجلاء وطلاب الجامعة، دارت حول العديد من الأمور الدينية والدنيوية التي تشغل بال الشباب في الآونة الأخيرة، وتُختم غدا سلسلة ندوات أسبوع الدعوة الإسلامية بندوة عن "الشباب بين عمران النفس وعمران الكون.. توجيهات إسلامية" والتي يحاضر فيها كل من، الدكتور محمود الهواري الأمين العام لشؤون الدعوة والإعلام الديني والدكتور أحمد همام مدير عام الإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية.
تأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي» الثالث، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد سوهاج، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.