تتواصل المساعي الروسية لنشر المعلومات المزيفة في موسم الانتخابات الأميركية، وسط تحذيرات مسؤولين أميركيين من زيادة هذه الجهود في الفترة الأخيرة مع اقتراب الموعد.

وكشفت تقارير مؤخرا عن نشر مواقع موالية للكرملين، تقدم نفسها على أنها مواقع "إخبارية" أميركية، ادعاءات لا أساس لها من الصحة بأن الديمقراطيين خطّطوا لاغتيال الرئيس السابق، دونالد ترامب، في مثال على الأكاذيب التحريضية التي يمكن أن تروج لها مواقع مزيفة مدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال عام انتخابي حاسم، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

ولطالما أثارت جهات محسوبة على النظام الروسي شبهات بسعيها لتهديد الديمقراطيات الغربية وإثارة البلبلة وعدم الاستقرار في مجتمعاتها، من خلال نشر معلومات مغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي أكتوبر الماضي، أصدرت الولايات المتحدة تقييما استخباراتيا أرسلته إلى أكثر من 100 دولة، يفيد بأن موسكو تستخدم الجواسيس ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الروسية التي تديرها الدولة لتقويض الثقة العامة في نزاهة الانتخابات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.

وقال التقييم: "تشير معلوماتنا إلى أن كبار المسؤولين الحكوميين الروس، بما في ذلك الكرملين، يرون قيمة في هذا النوع من عمليات التأثير، ويعتبرونها فعالة".

ونقلت رويترز قبل أسابيع عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن روسيا تشجعت على تكثيف عمليات التأثير على الانتخابات الأميركية بسبب نجاحها في تضخيم المعلومات المضللة بشأن الانتخابات في عام 2020 وجائحة كوفيد-19. وقال المسؤول "النجاح يولد المزيد، ونحن بالتأكيد نرى الانتخابات الأميركية محفزا".

وقالت وزارة العدل الأميركية إنها عرقلت خطة روسية مدعومة من الكرملين تهدف إلى نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وتهدف الخطة إلى بث الفتنة في الولايات المتحدة وتعزيز أهداف الحكومة الروسية، بما في ذلك نشر معلومات مضللة عن حربها مع أوكرانيا. واستخدم القائمون على تنفيذ الخطة صفحات لشخصيات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت وكالة فرانس برس إن شبكة من عشرات المواقع الإلكترونية التي تحاكي مواقع إخبارية محلية، نشرت ادعاء كاذبا بأن الحزب الديمقراطي كان وراء محاولة اغتيال ترامب، في يوليو الماضي.

وتعود ملكية هذه المواقع إلى جون مارك دوغان، وهو جندي مشاة أميركي سابق فر إلى روسيا أثناء ملاحقته في فلوريدا بتهم الابتزاز والتنصّت.

واستشهدت المواقع بتسجيل صوتي لما يُفترض أنها محادثة خاصّة بين الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، وأحد الاستراتيجيين الديمقراطيين. يقول فيها صوت يشبه صوت أوباما إن "التخلص من ترامب" من شأنه أن يضمن "النصر على أي مرشح جمهوري".

NewsGuard discovered a network of pro-Kremlin sites masquerading as U.S. outlets that cited an AI-generated audio clip of Barack Obama, suggesting that the Democratic party was behind the failed assassination attempt against Donald Trump.

Read more: https://t.co/lfKSmPTytR

— NewsGuard (@NewsGuardRating) August 12, 2024

وقالت منظمة "نيوزغارد" (NewsGuard) لمراقبة المعلومات المضلّلة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا، إنّ الصوت تمّ إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، مستشهدة بأبحاث تستخدم أدوات كشف متعدّدة، وبمداخلة من خبير في الشؤون الرقمية.

وأرفق الصوت المزيف بمقال بعنوان "ديمقراطيون بارزون يقفون وراء محاولة اغتيال ترامب، أوباما يعرف التفاصيل" وقد نشر هذا المقال على موقع غامض يسمى DeepStateLeaks.org.

ويسمع أوباما المزيف وهو يقول لمستشاره: "إنه (بايدن) لن يغادر بسبب تدهوره العقلي. لقد طُرِد هو وفريقه لأنهم فشلوا في التخلص من ترامب"، في إشارة إلى محاولة الاغتيال الفاشلة، التي حدثت قبل ثمانية أيام من انسحاب بايدن من السباق الرئاسي.

ويضيف أوباما المزيف: "كانت هذه فرصتهم الوحيدة، وقد أضاعها هؤلاء الحمقى. لو تمكنوا فقط من التخلص من ترامب، فسنضمن لهم انتصارهم ضد أي مرشح جمهوري".

وبحلول السادس من أغسطس، تم توزيع التسجيل الصوتي المزيف لأوباما عبر شبكة دوغان التي تضم 171 موقعًا إخباريًا محليًا مزيفًا، ونُشرت قصص على هذه المواقع تستشهد بهذا المقطع المزيف في نفس الوقت تقريبا.

والمواقع على شبكة دوغان تحمل أسماء تشبه أسماء مواقع معروفة مثل Atlanta Beacon وArizona Observer.

غير أن "نيوزغارد" قالت إن المقالات المنشورة على هذه المواقع بدت كأنّها نسخ أعيدت كتابتها بناء على القصة ذاتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

 ومن جهتها، قالت ماكينزي صادقي، المحللة لدى "نيوزغارد" لوكالة فرانس برس: "من الواضح أنّ شبكة دوغان تُستخدم بشكل متزايد لنشر معلومات سياسية مضلّلة قبل الانتخابات الأميركية".

 وأضافت أنّ "غالبية مواقع الشبكة مصمّمة لمحاكاة مواقع محلية أميركية، بما في ذلك في الولايات المتأرجحة". 

وأشارت إلى أن هذه المواقع "تحمل أسماء تشبه أسماء صحف عريقة، مما يمنحها نوعا من المصداقية التي يمكن أن تخدع القرّاء".

ونشرت هذه المواقع أيضا ادعاء كاذبا بأن مجموعة متصيّدين أوكرانية غامضة تسعى إلى عرقلة الانتخابات الأميركية، وأن عميلا أميركيا اكتشف جهاز تنصت في مقر إقامة ترامب في مارالاغو في فلوريدا.

 وتمّ تضخيم هذه الروايات بلغات عدّة انتشرت عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم أيضا تكرارها بواسطة روبوتات الدردشة الذكية، التي يبدو أنّها تستخرج المعلومات من مواقع الأخبار المزيّفة.

 وحددت منظمة "نيوزغارد" 1270 وسيلة إعلامية مليئة بالأخبار المضلّلة، وهي مواقع إخبارية تقدّم نفسها على أنّها مستقلّة. ويشمل ذلك مواقع حزبية يديرها اليمين واليسار فضلا عن شبكة دوغان الروسية.

وفي مقابل ذلك، كان هناك 1213 موقعا تابعا لصحف محلية تعمل في الولايات المتحدة العام الماضي، وفقا لمشروع مبادرة الأخبار المحلية في جامعة نورث وسترن.

وأفاد تقرير سابق صادر عن "نيوزغارد" أنّ "احتمالات أن ترى موقعا إخباريا مزيّفا يدّعي تغطية الأخبار المحلية أصبحت الآن أكثر من 50 في المئة".

وعاد الحديث عن دور روسي محتمل في نشر المعلومات المضللة بعد أحداث العنف التي شهدتها بريطانيا، مؤخرا، التي غذتها معلومات غير صحيحة عن حادث طعن في شمال إنكلترا.

ومع الاحتجاجات العنيفة، وجه ناشطون ومراقبون وسياسيون أصابع الاتهام إلى روسيا بتدبير حملة تضليل واسعة كانت وراء إطلاق معلومة مغلوطة على موقع إلكتروني غامض، ما أدى إلى أعمال شغب واسعة النطاق.

ورجحت صحيفة التليغراف البريطانية أن وراء الحملة الأخيرة منفذ إخباري غامض مرتبط بروسيا يسمى Channel3 Now، روج لشائعة ارتباط حادثة الطعن بمهاجر دخل البلاد بشكل غير شرعي، ونشرت آلاف الحسابات المرتبطة بروسيا هذه الشائعة، وكررتها وسائل الإعلام الحكومية الروسية، التي استشهدت بـ Channel3 Now في تقاريرها.

 وفي الوقت نفسه، تبنت شخصيات من أقصى اليمين هذه الأنباء، مثل تومي روبنسون، مؤسس رابطة الدفاع الإنكليزية المناهضة للهجرة، التي لعبت دورا رئيسيا في التحريض على أعمال الشغب، والمؤثر أندرو تيت، الذي حصدت منشوراته ملايين المشاهدات ومئات الآلاف من الإعجابات.

 إريك نيسبيت، أستاذ الاتصال وتحليل السياسات في جامعة نورث وسترن الأميركية، قال لموقع "الحرة" في مقابلة سابقة، إن دولا مثل روسيا والصين وإيران تستخدم في الغالب أسلوب تضخيم المعلومات عندما يتعلق الأمر بالترويج للمعلومات الخاطئة أو المضللة في الدول الغربية.

وقال نيسبيت، وهو خبير في المعلومات المضللة والحملات الانتخابية، إن هذه المعلومات التي يتم تضخيمها غالبا ما يتم إنشاؤها في المجتمع المحلي، سواء من أقصى اليمن أو أقصى اليسار، وتستند إلى إيدولوجية حزبية.

وبدلا من خلق معلوماتهم الخاصة، تستفيد هذه الجهات من المصادر المحلية للمعلومات المضللة وتضخيمها.

ويعتقد أن هذه هي غالبا الاستراتيجية الأكثر فعالية التي تستخدمها الجهات الفاعلة الحكومية، سواء روسيا أو غيرها، من أجل تقويض الديمقراطية الغربية أو التأثير على الجماهير في هذه الدول.

وهذه الجهات تفعل ذلك عن طريق الروبوتات والحسابات المزيفة، ومن خلال مواقع إخبارية مزيفة تحاكي منافذ إخبارية حقيقية.

وقد يفعلون ذلك أيضا من خلال تضخيم نفس الروايات على حساباتهم الحكومية التي يسيطرون عليها، مثل المنافذ الإخبارية الروسية المعروفة التابعة للحكومة الروسية.

ويمكنهم أيضا استخدام "حسابات حليفة"، مثل مراكز الأبحاث أو المدونات أو أي مصادر تتوافق معها أو تتأثر بها.

لذلك، فهم لديهم قنوات مختلفة للقيام بذلك، "والاستراتيجية العامة هي استغلال القضايا الاستقطابية".

روسيا وتضليل العالم.. ماذا يقول الخبراء؟ عاد الحديث عن دور روسي محتمل في نشر المعلومات المضللة بعد أحداث العنف التي شهدتها بريطانيا، مؤخرا، والتي غذتها معلومات غير صحيحة عن حادث طعن في شمال إنكلترا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانتخابات الأمیرکیة المعلومات المضللة التواصل الاجتماعی الولایات المتحدة نشر معلومات فی الولایات هذه المواقع

إقرأ أيضاً:

حرب ترامب الجمركية تصيب السلع والشركات الأميركية

الاقتصاد نيوز - متابعة

من المتوقع أن يوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً بفرض رسوم جمركية جديدة باهظة نسبتها 25% على السلع القادمة من المكسيك وكندا و10% على الواردات الصينية، وهو ما قد يؤدي إلى تعطيل معاملات تجارية تزيد قيمتها على 2.1 تريليون دولار سنوياً.

هذا الإجراء كان وعداً انتخابياً تمسك به ترامب خلال حملته الانتخابية لشرح فلسفة اقتصادية أساسية لإدارته الجديدة، مع ما يترتب على ذلك من آثار على كل شيء بدءاً من النفط إلى السيارات وحتى المستهلك الأميركي. 

بالنسبة للعديد من الشركات في مختلف قطاعات الاقتصاد، بدأت الاستعدادات لحرب الرسوم الجمركية الجديدة منذ فترة طويلة، قبل وقت طويل من فوز ترامب في انتخابات عام 2024.

من الشركات الكبيرة في القطاعات الاستهلاكية مثل Walmart وColumbia Sportswear وLenovo، إلى مجموعة واسعة من السلع الحيوية لمشاريع البنية التحتية، تحرك المستوردون بسرعة طوال عام 2024 للحصول على أكبر قدر ممكن من المنتجات في الولايات المتحدة.

كيف يمكن أن تؤثر التعريفات الجمركية على الولايات المتحدة؟

وفق تقرير لمجلس العلاقات الخارجية، ما يقرب من نصف جميع واردات الولايات المتحدة، أكثر من 1.3 تريليون دولار، تأتي من كندا والصين والمكسيك. ومع ذلك، التعرفات الجديدة يمكن أن تقلل إجمالي الواردات الأميركية بنسبة 15%. 

بدورها، تقدر مؤسسة الضرائب ومقرها واشنطن العاصمة أن الرسوم الجمركية ستولد حوالي 100 مليار دولار سنوياً من إيرادات الضرائب الفيدرالية الإضافية، فإنها ستفرض أيضاً تكاليف كبيرة على الاقتصاد الأوسع: تعطيل سلاسل التوريد، وزيادة التكاليف على الشركات، والقضاء على مئات الآلاف من الأشخاص، الوظائف، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع أسعار المستهلك.

القطاعات المتضررة

وسوف تتضرر قطاعات معينة من الاقتصاد الأميركي بشكل خاص، بما في ذلك قطاعات السيارات والطاقة والغذاء. 

كذلك، يمكن أن ترتفع أسعار الغاز بما يصل إلى 50 سنتاً للغالون الواحد في الغرب الأوسط، حيث توفر كنداوالمكسيك أكثر من 70% من واردات النفط الخام إلى مصافي التكرير الأميركية. كما أن السيارات وغيرها من المركبات معرضة للخطر، حيث تستورد الولايات المتحدة ما يقرب من نصف قطع غيار السيارات من جيرانها في الشمال والجنوب.

ومن شأن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك أن يرفع تكاليف الإنتاج لشركات صناعة السيارات الأميركية، مما يضيف ما يصل إلى 3000 دولار إلى أسعار بعض السيارات التي تباع في الولايات المتحدة كل عام والتي تبلغ حوالي ستة عشر مليون سيارة.

 تكاليف البقالة سترتفع أيضاً، حيث تعد المكسيك أكبر مصدر للمنتجات الطازجة للولايات المتحدة، حيث توفر أكثر من 60% من واردات الخضروات الأميركية وما يقرب من نصف جميع واردات الفاكهة والمكسرات.

تعتمد الولايات المتحدة بشكل أقل على التجارة مع العديد من الاقتصادات الصناعية الأخرى، بما في ذلك ألمانيا واليابان والمملكة المتحدة. وتشكل الواردات والصادرات ربع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة فقط.

رسوم متبادلة

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ترد كندا أو الصين أو المكسيك بالمثل، بفرض رسوم جمركية متبادلة على الولايات المتحدة.

وقد اقترحت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم بالفعل أن المكسيك يمكن أن ترد بفرض تعرفات جمركية خاصة بها، ومن المرجح أن تسمح الاتفاقية بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا USMCA، التي تدعم التجارة الحرة لأميركا الشمالية، بذلك، وفق CNBC.

لن تكون هذه هي المرة الأولى التي ترد فيها الدول بالمثل. في عام 2018، فرضت المكسيك وكندا تعريفات انتقامية على ما يزيد على 15 مليار دولار من البضائع الأميركية، بما في ذلك الصلب ولحم الخنزير واللبن الزبادي وغيرها.

جاءت الخطوة الكندية رداً على فرض ترامب تعرفات جمركية على الصلب والألمنيوم.

وعلى نحو مماثل، خسرت الولايات المتحدة 20 مليار دولار من الصادرات الزراعية السنوية عندما ردت الصين على سلسلة من الرسوم الجمركية الأميركية في الفترة من 2018 إلى 2019.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • ترامب يجدد الهجوم على كندا: ستصبح الولاية الأميركية رقم 51
  • مفوضية الانتخابات:الأحزاب التي لها فصائل جهادية لها الحق المشاركة في الانتخابات
  • صخب ترامب مؤشر على الحالة الأميركية
  • حرب ترامب الجمركية تصيب السلع والشركات الأميركية
  • إيلون ماسك يحجب المعلومات عن موظفي الحكومة الأميركية
  • الاحتلال يعترف بفشله في اغتيال قائد كتيبة الشاطئ بحماس
  • إسرائيل تعترف: المعلومات عن اغتيال قائد كتيبة الشاطئ غير صحيحة
  • حماس ترد على التصريحات الأميركية المتكررة بشأن تهجير سكان غزة
  • ضربة روسية قوية تستهدف أوديسا الأوكرانية .. فيديو
  • الدرديري يعلق علي صوره أوباما وجروس