عربي21:
2025-03-28@07:11:35 GMT

عباس بن فرناس في البرلمان التركي

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

" الفهد يصيد والضبع هو الذي يأكل".

وصفنا محمود عباس في العنوان بابن فرناس، سميّه، صاحب أول محاولة طيران إنسية، وسنحاول أنَّ نثبت أنه وصف عادل وإن كان ساخرا، وإن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر قد أنبت له أجنحة وريشا، فقد تحوّل خطابه كثيرا، وهو "طيران فوق عش الوقواق". وكانت السلطة بلسان أبي مازن قد تبرّأت من السابع من أكتوبر، وحمّلت حماس مسؤولية المقتلة العظيمة، وقالت مثل القول الذي قيل في قتل عمار بن ياسر، والذي ينسب إلى معاوية: قتله من أخرجه، وثمة تحقيقات تقول إنَّ حديث عمار: "تقتله الفئة الباغية"، موضوع.



وقد استُقبل الرجل استقبال الفاتحين في تركيا، كأنه طار لأول مرة في التاريخ، وقد وعد بأن يذهب إلى غزة ودعا الأمم المتحدة لمساعدته في بلوغها، وصفق له أعضاء البرلمان كثيرا، ولم نُحصِ مرات التصفيق، وقاموا له وقوفا في ختام الخطاب، تقديرا لشجاعته، وفصاحته وبلاغته، وحسن إيجازه وتلخيصه لمسيرة الجهاد الفلسطيني، وغادر البرلمان مزهوا، ولا نعلم هل سيطير إلى غزة بجناحية الجديدين، أم سيزحف إليها زحفا.

دخل الزعيم البرلمان مزينا بالوشاح الأبيض المُعلّم بالعلمين التركي والفلسطيني، وقد يقول قائل إن دعوة عباس إلى البرلمان التركي فيلم سياسي مقتبس عن دعوة نتنياهو إلى منصة الكونغرس الأمريكي الذي يحكم العالم، وشتّان بين كونغرس أقوى دولة في العالم، وبرلمان تركيا، فتركيا وإن لم تعد رجل أوروبا المريض، فإنها ما تزال "رجل العالم الإسلامي المتعافي". عاد نتنياهو، وقد وحّد أمريكا خلفه، موعودا بالأسلحة والذخائر، أما عباس، فقد عاد بالتصفيق ووعد الزحف إلى غزة.

استُقبل الرجل استقبال الفاتحين في تركيا، كأنه طار لأول مرة في التاريخ، وقد وعد بأن يذهب إلى غزة ودعا الأمم المتحدة لمساعدته في بلوغها، وصفق له أعضاء البرلمان كثيرا، ولم نُحصِ مرات التصفيق، وقاموا له وقوفا في ختام الخطاب، تقديرا لشجاعته، وفصاحته وبلاغته، وحسن إيجازه وتلخيصه لمسيرة الجهاد الفلسطيني، وغادر البرلمان مزهوا
لكن ثمة "دماء" تجري تحت الجسر، وقد دُعي الزعيم الفلسطيني الذي جمّد حركة فتح كما جمد الزعماء العرب أحزابهم التي رفعتهم إلى العروش، منفردا بالبطولة، وكنا موعودين بأن يُدعى مع القائد الراحل إسماعيل هنية، الذي مُنع من حضور المشهد بقتله، فلو حضر إسماعيل هنية وخطب، لضاع أبو مازن في غباره، ولعل القتلة قتلوه منعا لهما من العناق والاجتماع أو إفرادا "لقابيل" بالبطولة المطلقة.

ثمة دماء تجري تحت الجسر وفوقه أيضا، ويُظنُّ أنَّ ابن فرناس قد أدرك تحولات الرأي العام الشعبي الفلسطيني والرأي الإسرائيلي اليميني، وأنه بات عبئا على المرحلة الجديدة بعد السابع من أكتوبر، ولعل خطابه الثوري من آثار إعلان بكين. وكانت الصين -وهي إحدى القوى الخمس العظمى- قد رأت أن تبادر إلى الشغل في المشهد السياسي، ومناوشة أمريكا من بعيد، فدعت حماس وفتح إلى بكين، وانتهتا إلى ضرورة المصالحة، وقيل إنَّ الأطراف الفلسطينية اتفقت على قيادة المرحلة الجدية مثالثة (ستة من فتح، وستة من حماس، وستة مستقلين).

أما أهم جملة في الخطاب الثائر، الذي بدأ بالبسملة وآية المصابرة والمرابطة، والحديث الشريف الشهير: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين.."، وقراءة الفاتحة على روح الشهيد إسماعيل هنية، فهي أنَّ الحميت الدسم سيذهب إلى غزة هو ورجال السلطة المترفين المدهنين، سيقوم بثورة ثقافية مثل ماوتسي تونغ.

وقد صفق له أعضاء البرلمان ووقفوا له، فلم نعرف هل وقفوا تقديرا لشجاعته وبسالته الفريدة، أم نكاية ببنيامين نتنياهو والكونغرس الأمريكي، الذي صفق له عشرات المرات، أم اعتذارا من الشعب التركي على تأخرهم في دعم غزة، وقيل في عدد مرات التصفيق لنتنياهو إنها بلغت أزيد من 40 مرة.

وقد اغتيل إسماعيل هنية بعد وعد تركيا باستقباله مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية أبي مازن، فلم نعلم هل اغتيل منعا له من الخطاب، أم منعا له من الاجتماع بأبي مازن، أم انتقاما من قصف الحوثيين لتل أبيب، كما قال ابن إسماعيل هنية في تفسير قتله، أم لأسباب أخرى، وقد يكون قتل لتلك الأسباب جميعا.

خطب أبو "خازن" واستشهد بالقرآن الكريم، وهو ليس بخطيب مصقع، لكنه أخطبُ من زملائه الزعماء العرب، الذين يقرأون خطبهم على لحن واحد منوّم، من غير رفع رؤوسهم إلى شعوبهم. وزعم في الخطاب أنه سيطبق الشريعة بقوله: إما الشهادة وإما النصر، ولم نكن نعلم أنَّ هذه هي الشريعة، ربما يقصد قوله تعالى: "هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين".

وأبدى كثير من المراقبين إعجابهم ببلاغة خطاب "مطبق الشريعة"، وبالوشاح أيضا، الذي يبدو أنه صمم للخطبة، وخيّل لبعض المستبصرين أنه كناية عن الكفن، لولا النقوش والرموز عليه، وكان النضال الفلسطيني لدى النخبة المثقفة قد غدا وشاحا، حتى صار الوشاح بديلا من البندقية، وأصبحت أغنية أم كلثوم التي كتبها نزار قباني، وغابت عن البث والاستذكار من الإذاعات العربية: أصبح الآن عندي كوفية، إلى تل أبيب خذوني معكم.

سيذهب إلى غزة إن صدق، ولم يقل لنا ماذا سيفعل هناك، وكيف سيذهب؟ هل سيذهب على دبابة إسرائيلية، أم سيعبر إليها من بوابة كرم أبو سالم؟ وقد علمنا أنّ نتنياهو قد وضع حلا بديلا لاحتلال معبر فيلادلفيا ونتساريم، وهو تسليمه لعناصر فلسطينية موثوقة من قبله
نسينا بعد خطبته العصماء، التي ابتدأها بالبسملة، أنه اتهم حماس يوما بأنهم كفار قريش، وأن قادة حماس يختبئون في أنفاق في سيناء تاركين الشعب تحت النار، فليس الوقت وقت المكايدة والنكاية. خطب الرجل مدة تعادل مدة خطبة نتنياهو، وكان قد عاد من أمريكا مدعوما من حزبيها، ومشدودا بالحبِّ والمودة ومؤزرا بالعتاد والذخيرة.

لقد خطب أبو مازن أفضل خطبة في حياته، وسيذهب إلى غزة إن صدق، ولم يقل لنا ماذا سيفعل هناك، وكيف سيذهب؟ هل سيذهب على دبابة إسرائيلية، أم سيعبر إليها من بوابة كرم أبو سالم؟ وقد علمنا أنّ نتنياهو قد وضع حلا بديلا لاحتلال معبر فيلادلفيا ونتساريم، وهو تسليمه لعناصر فلسطينية موثوقة من قبله. لكن التصفيق كان كثيرا، وربما كان مضحكا أيضا.

لقد وجدنا عباسنا فدائيا، بعد أن كان يتوسل العالم قائلا: احمونا، اعتبرونا حيوانات، وهذا تحول كبير للحيوان يشبه نظرية دارون في الخلق، بُذل في سبيله الدم أنهارا.

لقد جعل السابع من أكتوبر عباسَ مؤلف كتاب "الصهيونية بداية ونهاية" وعنوان "الصهيونية يا حبيبتي" به أولى بطلا، وخطيبا ساخرا من الولايات المتحدة "قدس الله سرّها"، ولو ليوم واحد فقط.

لقد صدق النطق مرة وإن لم يصدق الحال.

لقد خدعنا خدعة الصبي عن اللبن.

x.com/OmarImaromar

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه محمود عباس تركيا غزة الفلسطيني إسماعيل هنية تركيا فلسطين محمود عباس غزة إسماعيل هنية مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسماعیل هنیة السابع من إلى غزة

إقرأ أيضاً:

عباس شراقي يكشف تأثير افتتاح سد النهضة بعد 6 أشهر على مصر

كتب- محمد نصار:

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن تصريحات أبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، بشأن افتتاح سد النهضة بعد 6 أشهر، موجهة للداخل.

وأضاف "شراقي"، في تصريحات إلى مصراوي، الثلاثاء، إن أبي أحمد حدد من قبل شهر ديسمبر لتركيب 3 توربينات وإكمال التخزين ولكن وجدنا مشكلات تمنع ذلك.

وتابع أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة: أبي أحمد بيكلم البرلمان الإثيوبي، ودائمًا فيه سؤال: سد النهضة هيخلص امتى؟ الانتهاء كان المفروض 2017 ولسه محصلش حاجة، والتصريح موجه للداخل باكتمال السد والافتتاح بعد 6 شهور.

وتعليقًا على ذلك، قال "شراقي"، إن اكتمال السد ربما يكون المقصود به جسم السد والخرسانة، وكذلك البحيرة والتي وصلت إلى السعة التخزينية القصوى عند 60 مليار متر مكعب من المياه.

وواصل: التوربينات ركبت ومشتغلتش، التوربينات اللي ركبت 4 وقال فيه 3 هيركبوا في شهر ديسمبر، أعتقد ركبوا 2 فقط، وده معناه 6 توربينات من أصل 13 توربين، التوربينات عملية معقدة ولسه إثيوبيا لم تحصل عليهم، تركيب التوربين قد يستغرق عامين، وحتى الـ 6 توربينات اللي تم تركيبهم لا يعلموا بكفاءة بدليل ثبات مخزون البحيرة بـ 60 مليار متر مكعب.

وتساءل عباس شراقي: كيف اكتمل السد وكيف سيكون هناك احتفالًا؟، سواء التوربينات اشتغلت أو لأ المياه هتيجي، مش هيفرق معانا تشغيل التوربينات، في الحالتين المياه جاية، لو شغالة يبقى هتيجي بانتظام، الأفضل لنا أنها تعمل، مشددًا على أن وجود اتفاق يظل الأمر الأفضل للجميع.

اقرأ أيضًا:

طقس الأسبوع الأخير من رمضان.. ارتفاع تدريجي في الحرارة ونشاط للرياح

حسام موافي: الهاتف المحمول سلاح فتاك يهدد كيان الأسرة والمجتمع

بعد القانون الجديد.. كيف تقدم شكوى بشأن خطأ طبي؟

ضوابط تقديم طلبات مد الخدمة للمعلمين.. تعرف على المستندات المطلوبة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور عباس شراقي افتتاح سد النهضة رئيس الوزراء الإثيوبي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة عباس شراقي: بحيرة سد النهضة مازالت في أعلى مستوى منذ أغسطس الماضي أخبار توربين جديد.. خبير يكشف تفاصيل جديدة بشأن سد النهضة أخبار الأقوى منذ 64 عامًا.. زلزال عنيف يضرب إثيوبيا ومخاوف من انهيار أحد السدود أخبار خبير يكشف سبب غلق المفيض العلوي لسد النهضة وتوقف توربينات الكهرباء أخبار

إعلان

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد دراما و تليفزيون اختَر الأفضل في دراما رمضان 2025.. شارك في استفتاء "مصراوي" الآن جنة الصائم ظاهرة جوية وبيان الطقس.. هل يشير إلى تحقق علامات ليلة القدر 25 رمضان؟ دراما و تليفزيون "فركش".. 25 صورة من لـ احتفال أبطال "العتاولة 2" بانتهاء التصوير دراما و تليفزيون بعد الموقف المحرج.. هل يتابع محمد رمضان وياسمين صبري بعضهما على "انستجرام"؟ سفرة رمضان سبب أساسي في تدمير الدماغ وتلف خلايا المخ.. 10 أطعمة ومشروبات ابتعد عنها

إعلان

أخبار

عباس شراقي يكشف تأثير افتتاح سد النهضة بعد 6 أشهر على مصر

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 3 أيام حارة قبل العيد.. الأرصاد تعلن ارتفاعًا جديدًا في الحرارة والذروة تبدأ الأربعاء اختَر الأفضل في دراما رمضان 2025.. شارك في استفتاء "مصراوي" الآن "سلّي صيامك واربح".. فرصتك الأخيرة للفوز بشاشة 55 بوصة في مسابقة مصراوي الرمضانية مجدي الجلاد يكتب: فتنة الدراما.. بين سامح حسين والمؤامرة السعودية..! 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • كاريكاتير محمود عباس
  • أحمد عمر هاشم: قضاء حوائج الناس من أعظم القربات إلى الله
  • شاهد| حركة حماس تنشر: نتنياهو مجرم الحرب الذي لا يشبع من الدماء وأول الضحايا أسراه
  • رجلي كانت بتترعش.. هشام عباس يتحدث عن أول أغنية له
  • رحلة السيدة زينب إلى مصر.. قصة من برنامج باب رزق
  • منظمة امريكية: الجيش التركي نفذ تفجيرات بسلسلة من الكهوف شمال دهوك
  • انتهاء اجتماع وزيري الخارجية التركي والأمريكي
  • عراقجي: نجهز ردًا قويًا على رسالة ترامب لإيران
  • عباس يطالب بالضغط على إسرائيل لوقف الإبادة في غزة واجتياح الضفة
  • عباس شراقي يكشف تأثير افتتاح سد النهضة بعد 6 أشهر على مصر