الفرصة الأخيرة.. هل الخلافات بين إسرائيل وحماس قابلة للحل؟
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
في ظل أوضاع إنسانية "كارثية" في قطاع غزة، تجري الولايات المتحدة "جهودا مكثفة" من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في القطاع، بينما "تتمسك" إسرائيل وحركة حماس بشروطهما بشأن "التسوية"، فهل تحدث تنازلات من الجانبين؟ وهل يمكن التوصل لـ"صفقة" خلال المفاوضات المرتقبة بالقاهرة؟
خطوط عريضة لـ"الفرصة الأخيرة"الاثنين، وصف وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أحدث جهود دبلوماسية تبذلها واشنطن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بأنها "قد تكون الفرصة الأفضل وربما الأخيرة"، وحث كل الأطراف على إنجار ذلك.
وسيكثف بلينكن الضغوط الدبلوماسية الأميركية لضمان تحقيق المفاوضين لانفراجة، بعد أن قدمت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مقترحات تعتقد دول الوساطة أنها ستسد الثغرات بين الطرفين.
وتجري المفاوضات بين إسرائيل وحماس، على أساس طرح أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في 31 مايو وينص على ثلاث مراحل تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية ورهائن إسرائيليين.
ويشير المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتِيرن، إلى أن "الخطوط العريضة" في المفاوضات بين إسرائيل وحماس "واضحة للغاية".
لكن "بعض التفاصيل الصغيرة تمثل نقاطا خلافية"، ويمكن "تجاوزها أو التفاوض عليها" من أجل التوصل لصفقة هي في صالح جميع الأطراف، وفق حديثه لموقع "الحرة".
وفي سياق متصل، يؤكد المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس المجلس الأوروبي للعلاقات والاستشارات الدولية ومقره باريس، عادل الغول، أن الخطة التي طرحها بايدن لوقف إطلاق النار في غزة "كانت واضحة وحظيت بموافقة جميع الأطراف وكذلك مجلس الأمن وأصبحت قرارا أمميا".
وفي حديثه لموقع "الحرة"، يعتقد الغول أن الخلافات بين حماس وإسرائيل "ليست عميقة وبدأت في الانحصار"، وتتمحور حول "نقطتين أو ثلاثة"، يمكن التفاوض عليها من أجل "الوصول لصفقة مرتقبة".
نقاط "خلافية"تشمل "النقاط الخلافية" في المفاوضات بين الجانبين، موقف القوات الإسرائيلية من الوجود في قطاع غزة بعد انتهاء القتال، لا سيما على امتداد الحدود مع مصر، فضلا عن تفتيش الأشخاص المتجهين إلى شمال غزة من الجنوب، والذي تقول إسرائيل إنه ضروري لمنع المسلحين من الوصول إلى شمال القطاع.
وتريد حماس أن يشمل اتفاق وقف إطلاق النار إنهاء الحرب، بينما تريد إسرائيل تطبيق هدنة مؤقتة فقط.
ولذلك، يؤكد الباحث بمنتدى الشرق الأوسط في لندن، أحمد عطا، أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ورئيس حركة حماس، يحيى السنوار، "أهداف مختلفة من الصفقة"، ما يمثل "جوهر النقاط الخلافية".
ويرى السنوار أن المحادثات ستفضي لـ"تسوية قصيرة الأمد"، وبالتالي فهو يراهن على ضرورة "وجود بعض الأسرى الإسرائيليين لدى حماس" من أجل "ما هو قادم"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
وعلى جانب آخر، يرغب نتانياهو في التوصل لـ"صفقة غير مشروطة، وعدم قبول أي شروط قد تمثل هزيمة لإسرائيل خلال حربها في غزة"، حسبما يضيف عطا.
ومن جانبه، يوضح شتيرن، أن "النقاط الخلافية" ترتكز على 3 نقاط لكنها قد تكون "قابلة للحل".
والنقطة الخلافية الأولى تتعلق بـ"السيطرة على محور فيلادلفيا، ومعبر رفح"، حيث تطالب حماس بـ"انسحاب إسرائيلي كامل"، بينما تصر إسرائيل على "البقاء هناك لمنع الحركة من إعادة التسلح"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ويؤكد شتيرن أن "السيطرة على محور نتساريم الذي أنشأه الجيش الإسرائيلي ليفصل بين شمال وجنوب القطاع"، يمثل النقطة الخلافية الثانية.
ويشير إلى أن النقطة الخلافية الثالثة تتعلق بـ"أسماء وعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم".
ومن جهته، يشدد الغول على أن "نتانياهو وضع 5 شروط" تمثل غالبيتها "نقاط خلافية" بين إسرائيل وحماس.
وتتعلق تلك الشروط بـ"السيطرة على محوري فيلادلفيا ونتساريم"، ومعرفة أسماء الأسرى الإسرائيليين "الأحياء" مسبقا، وإبعاد الجزء الأكبر من السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم إلى الخارج.
ووضع نتانياهو شروطا تتعلق بـ"إمكانية إعادة إسرائيل الحرب على قطاع غزة، في حال عدم التزام حماس بما يتم التوافق عليه خلال المرحلة الأولى من الخطة"، وفق المحلل السياسي الفلسطيني.
ويرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "وضع عراقيل" من أجل "منع التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة".
هل تحدث "تنازلات"؟لم تنجح جهود دول الوساطة، وهي "الولايات المتحدة، وقطر ومصر"، حتى الآن في تضييق الخلافات بما يكفي للتوصل إلى اتفاق عبر "مفاوضات متقطعة"، على مدار أشهر، بينما لا تزال الحرب في قطاع غزة "مستمرة بلا هوادة".
وهذا الأسبوع، من المقرر أن تستأنف في القاهرة "محادثات ماراثونية" مستمرة منذ أشهر من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد اجتماع استمر يومين في الدوحة، الأسبوع الماضي.
ويرى شتيرن أن "جميع النقاط الخلافية قابلة للحل" من خلال "تنازلات" يقدمها الطرفين خلال المفاوضات المرتقبة بالقاهرة.
وإسرائيل "سوف تتنازل عن التواجد المباشر في محور فيلادلفيا ومعبر رفح بهذه المرحلة، مقابل تفاهمات مع مصر، وفي ظل تدخل من الوسطاء"، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.
ومصر لديها "تأثير مباشر" على مجريات الأمور بمعبر رفح ومحور فيلادلفيا وقد تلعب "دورا إيجابيا في حلحلة الأمور" بين إسرائيل وحماس، حسبما يضيف شتيرن.
وفيما يتعلق بمحور نتساريم والإفراج عن السجناء الفلسطينيين، يشير المحلل السياسي الإسرائيلي إلى "إمكانية التوصل لحل وسط بين الجانبين من خلال تقديم تنازلات".
ويشدد على أن الولايات المتحدة وقطر يستطيعان "ممارسة الضغط على الطرفين"، من خلال علاقات واشنطن مع إسرائيل من جانب، وعلاقات الدوحة مع حماس من جانب آخر، للمساهمة في "الوصول لصفقة".
ومن جانبه، يؤكد الغول أن "من مصلحة حماس" التوصل لوقف إطلاق نار" في ظل معاناة سكان قطاع غزة من "أوضاع إنسانية كارثية".
ويشير المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن الأوضاع الداخلية بحماس تتطلب التوصل لوقف إطلاق نار أو هدنة لأسابيع من أجل "إعادة بناء وترتيب أوضاع الحركة داخليا".
وفيما يتعلق بمحور فيلادلفيا يمكن التوصل لـ"حل وسط"، بمغادرة الجيش الإسرائيلي للمنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة، ووضع "مجسات تكشف كل شيء تحت الأرض وفوقها" بتنسيق بين مصر وإسرائيل، وفق الغول.
وفيما يتعلق بمحور نتساريم وتفتيش العائدين من الجنوب إلى الشمال، فهذا "شرط تعجيزي واضح من قبل إسرائيل"، لكن بالإمكان "تجاوزه" بضغوط أميركية، حسبما يضيف.
ويشير إلى وجود أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني بجنوب قطاع غزة وسوف يعودون إلى الشمال وبالتالي "من المستحيل تفتيش جميع هؤلاء".
وتسبّبت الحرب بين إسرائيل وحماس بكارثة إنسانية وبدمار هائل في قطاع غزة وبنزوح غالبية السكان الـ2.4 مليون على الأقل مرة واحدة.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس المصنفة إرهابية في أميركا، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
ويُعتقد أن 111 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 39 قتيلا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف على قطاع غزة أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل 40139 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: لوقف إطلاق النار فی بین إسرائیل وحماس التوصل لوقف إطلاق الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی النقاط الخلافیة المحلل السیاسی فی قطاع غزة من أجل فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة: حماس فاجأت إسرائيل والوسطاء بشرط جديد في مفاوضات غزة
قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن حركة حماس فاجأت، على الأرجح، الوسطاء وإسرائيل بشكل خاص، بشرط وضعته ضمن الرد الذي قدمته الجمعة حول المقترح الأميركي المقدم إليها بخصوص وقف النار وتبادل الأسرى في غزة .
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية، بأن هذا الشرط يتعلق بالسماح بعودة سكان قطاع غزة الذين غادروه قبل وخلال وبعد فترة الحرب الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً قبل أن يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.
ووفق الصحيفة، فإنه لا ينص اتفاق وقف النار المعلن في حينه على فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين ضمن تاريخ محدد، وتم فقط تحديد اليوم السابع من تطبيق الاتفاق لفتحه لخروج الحالات الإنسانية من الجرحى والمرضى من داخل قطاع غزة إلى الخارج لتلقي العلاج، في حين تم ربط إعادة فتح المعبر بشكل كامل بتقدم مفاوضات المرحلة الثانية التي لم تبدأ وما زالت هناك خلافات بشأنها.
وتقول مصادر من «حماس» للصحيفة، إن ما اشترطته الحركة في ردها يعد طبيعياً في ظل محاولات إسرائيل وأميركا لتشجيع الهجرة من القطاع إلى خارجه، مشيرة إلى أن «قيادة الحركة في كل محطة من المفاوضات لم تتجاهل ذلك وكانت في كل مرة تدقق في كل نقطة بالاتفاق الموقع».
وبينت أن الحركة تنبهت لزيادة محاولات إسرائيل في تشجيع الهجرة من غزة بطرق مختلفة منها من خلال اتصالات قام بها عناصر المخابرات الإسرائيلية على السكان وغير ذلك من الخطوات المتخذة مؤخراً التي تم رصدها من قبل أجهزة أمن «حماس».
اقرأ أيضا/ نتنياهو يوعز باستمرار المفاوضات مع حمـاس بناء على مقترح ويتكوف
ولفتت المصادر إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حاول في الآونة الأخيرة التدخل وفرض شرطاً على المسافرين من المرضى والجرحى عبر معبر رفح للتوقيع على أوراق فيما يبدو أنها بهدف التعهد بعدم العودة إلى قطاع غزة.
وفي العادة يتم تجهيز قوائم الدفعات من المرضى والجرحى عبر وزارة الصحة بغزة بمتابعة من منظمة الصحة العالمية وجهات أخرى، ويتم نقلها إلى إسرائيل لفحصها، وبعد الحصول على الموافقة الأمنية لهم وللمرافقين، يتم السماح لهم بالسفر وفق ترتيبات محددة، عبر معبر رفح البري الذي تنتشر به قوات من الشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية في رام الله ، وعناصر بعثة مراقبة أوروبية، فيما تتابع قوات إسرائيلية كل ما يحدث في المعبر عبر الكاميرات الأمنية التابعة لها، ويجري تواصل مباشر مع أفراد البعثة الأوروبية.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوات الإسرائيلية دفعت الحركة لتقديم خطوة اشتراطها لفتح المعبر في كلا الاتجاهين لضمان عدم نجاح المخططات الهادفة لتهجير وتفريغ السكان من القطاع لصالح تنفيذ مشاريع إسرائيلية بالسيطرة على بعض المناطق.
وبيّنت أن هناك عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة يعيشون ظروفاً صعبة في العديد من الدول بالخارج، ويريد بعضهم العودة إلى القطاع، وهذا أحد الأسباب التي تدفع الحركة «لتحمل مسؤولياتها تجاههم خاصة أنهم تركوا القطاع بفعل الحرب والملاحقة الإسرائيلية للسكان من مكان إلى آخر»، بحسب المصادر ذاتها.
ولا توجد أرقام واضحة لأعداد السكان الغزيين الذين غادروا من معبر رفح البري قبيل سيطرة إسرائيل عليه وإغلاقه في مايو (أيار) 2024، إلا أن الأعداد تقدر أنها وصلت إلى ما يزيد على 80 ألف حالة، بينها عائلات بأكملها.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 90 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى مصادر لسوا : المجلس المركزي لفتح ينعقد بعد 20 أبريل المقبل المجلس الوطني: التصعيد الدموي في غزة وارتكاب المجازر إمعان في حرب الإبادة الأكثر قراءة مقرر أممي: فكرة الترحيل الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة "مجرد خيال" مقتل شابين في جريمتي إطلاق نار بزيمر وكفر قرع داخل أراضي 48 وكانت غزة أكبر كثيراً..! عن حماس وواشنطن عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025