#سواليف

شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا لافتًا مع عبارة ذُكرت في مقطع فيديو نشرته #كتائب_القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( #حماس )، الأحد، لإغارة مقاتليها على قوات #الاحتلال الإسرائيلي بمحور #نتساريم في جنوب حي #تل_الهوى شمالي قطاع #غزة.

وقالت القسام إن 4 من مقاتليها تمكنوا من الدخول إلى #محور_نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، والإغارة على قوة إسرائيلية مكوّنة من سيارتي جيب، وتفجير عبوتين بأفرادها.

وأشارت القسام إلى وقوع اشتباك مع هذه القوة أسفر عن سقوط أفرادها بين قتيل وجريح في “محور الموت”.

مقالات ذات صلة الباروميتر العربي: نحو نصف الأردنيين يرغبون في الهجرة 2024/08/19

وقال أحد مقاتلي القسام خلال الفيديو “بإذن الله عز وجل #تجنيد_2024 راح يكون رعب للكيان (المحتل)، ما شوفتوا زيه بالمرّة، اليوم بنهدي العملية إلى روح الشهيد أبو العبد هنية وأرواح #الشهداء جميعًا”.


“القسّاميون الجدد وتجنيد 2024”

وتفاعل ناشطون عبر المنصات مع عبارة القسام وأشادوا بمن أطلقوا عليهم “القسّاميون الجدد” الذين رسموا أسوأ كابوس للاحتلال، مشيدين ببأس غزة وجندها المقاومين.

"تجنيد 2024".. عبارة في أحدث مقاطع #كتائب_القسام تثير تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي pic.twitter.com/4Jxyxdp7gc

— برنامج هاشتاج (@ajmhashtag) August 18, 2024

وكتب محمد النجار عبر منصة إكس “ظنت إسرائيل بقتلها إسماعيل هنية (أنها) ستقتل روح الثأر في الشعب الفلسطيني، بيد أن شباب القسام تجنيد 2024 رسموا أسوأ كابوس يتخيله المحتل”.

وأضاف “هؤلاء الذين لم يلتقوا هنية، ولم يبايعوه وجاهة، لكنها بيعة الموت، بيعة الثأر والانتقام، هؤلاء الذين لم يتلقوا التدريبات اللازمة، لكنهم أتقنوا القتال وجها لوجه، ومن النقطة صفر، قتالٌ يعتمد على الرجولة المطلقة أولا، يستحيل أن يكسب فيه الجندي الإسرائيلي الجبان، قتالٌ بدافع الثأر والانتقام، لا تعجزه طائرات مسيرة، ولا مدرعات مجنزرة، هناك في محور الموت يصهرون الفولاذ، يصهرونه بمعنى الكلمة”.

وتابع “تجنيد 2024، القساميون الجدد، هم أبطال العالم، الخارقون الحارقون، العائدون بالعز والفخار. لن تعقم غزة أن تلد الرجال، ولن تترك شبرا واحدا للاحتلال”.

ظنت اسرائيل بقتلها اسماعيل هنية ستقتل روح الثأر في الشعب الفلسطيني، بيد أن شباب القسام تجنيد 2024 رسموا أسوأ كابوس يتخيله المحتل.

هؤلاء الذين لم يلتقوا هنية، ولم يبايعوه وجاهة، لكنها بيعة الموت، بيعة الثأر والانتقام.

هؤلاء الذين لم يتلقوا التدريبات اللازمة، لكنهم أتقنوا القتال…

— محمد النجار ???????? (@MohmedNajjar88) August 18, 2024

“يحفظون اتزان العقل”

وقال عز الدين “لا نمل من التغنّي بصنيع رجالنا، أبطالنا، فرساننا، جند الله الأشداء، بعد عام من القتال يصولون ويجولون تحت عين الله، باسم الله يقهرون أعداء الله ويحفظون اتزان العقل”.

لا نمل من التغني بصنيع رجالنا، أبطالنا، فرساننا، جند الله الأشداء، بعد عام من القتال يصولون ويجولون تحت عين الله، باسم الله يقهرون أعداء الله ويحفظون اتزان العقل.

— izzeddin (@izzeddinshaheen) August 18, 2024 “أسوأ كوابيسها”

وكتب عبد القاهر “تعرف إسرائيل جيدًا معنى “تجنيد 2024″، الحروب التي تصدت لها كتائب القسام سابقًا أكسبت كثيرا من عناصرها الخبرة الميدانية سمحت لهم بالترقي في جهازها إلى أن وصلت بفضل نوعيتهم المجربة تنفيذ عملية بحجم 7 أكتوبر، ينتظر إسرائيل أسوأ كوابيسها جهاز عسكري كامل يكبر في ساحات قتال حقيقية”.

تعرف إسرائيل جيدًا معنى "تجنيد 2024"، الحروب التي تصدت لها كتائب القسام سابقًا أكسبت كثير من عناصرها الخبرة الميدانية سمحت لهم بالترقي في جهازها إلى أن وصلت بفضل نوعيتهم المجربة تنفيذ عملية بحجم 7 أكتوبر.
ينتظر إسرائيل أسوء كوابيسها جهاز عسكري كامل يكبر في ساحات قتال حقيقية. pic.twitter.com/dCY80HRPQg

— عبدالقاهر ???? (@abrahmansara) August 18, 2024 “سطور من النصر”

من جانبه كتب ضياء “كتائب القسام تسطر سطورًا من النصر في محور نتساريم، حيث يعيد كل عمل في صمت تعريف حدود القوة، هناك حيث الظلام يلتف حول الحقائق، تبرز عملياتنا كعقاب غير متوقع، وتبرهن على أن الجبروت لا يأتي إلا من قلب المجهول، في كل خيبة للعدو، هناك فصل جديد من حكايتنا يُكتب بشجاعة لا تُضاهى”.

كتائب القسام تسطر سطوراً من النصر في محور نتساريم، حيث يعيد كل عمل في صمت تعريف حدود القوة. هناك حيث الظلام يلتف حول الحقائق، تبرز عملياتنا كعقاب غير متوقع، وتبرهن على أن الجبروت لا يأتي إلا من قلب المجهول. في كل خيبة للعدو، هناك فصل جديد من حكايتنا يُكتب بشجاعة لا تُضاهى.

— diyaa (@diyaaten2000) August 18, 2024 “بأس غزة وجندها”

وقال إياد “الشباب تم تجنيدهم في عام 2024 أثناء الحرب. دخلوا وفجّروا جيبين عسكريين داخل محور نتساريم، وأجهزوا عليهما بالاشتباك المباشر، ثم عادوا إلى قواعدهم بسلام.

وأضاف “هذا ما يعرف ببأس غزة وجند غزة. لا توافي الكلمات حجم تعبكم وجهدكم في التصدي لقوات الاحتلال بأقل القدرات، وبعد عشرة شهور من إبادة مستمرة احتاجت فيها إسرائيل إلى جسر جوي وبحري من المساعدات العسكرية، وأنتم منذ بداية الإبادة ليس لديكم أي إمداد عسكري، وإنما قدرات داخلية وإعادة تدوير بعض قنابل الاحتلال التي لم تنفجر. نحن غزة، كلمة لا تطلق إلا على أبناء غزة الأبطال”.

الشباب تم تجنيدهم في عام 2024 أثناء الحرب. دخلوا وفجروا جيبين عسكريين داخل محور نتساريم، وأجهزوا عليهما بالاشتباك المباشر، ثم عادوا إلى قواعدهم بسلام. هذا ما يعرف ببأس غزة وجند غزة. لا توافي الكلمات حجم تعبكم وجهدكم في التصدي لقوات الاحتلال بأقل القدرات، وبعد عشرة شهور من إبادة…

— ???? Eyad| إِيَادٌ (@ehajjarr) August 18, 2024 “تفجير جيبين”

وكانت القسام قد أعلنت أول أمس السبت تفجير عبوتين مضادتين للأفراد بجيبين لقوات الاحتلال والاشتباك مع من بقي من الجنود الإسرائيليين وإيقاعهم بين قتيل وجريح، وذلك في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوى جنوبي مدينة غزة.

وقالت القسام إن مقاتليها “رصدوا هبوط مروحيات للإجلاء بعد تفجير العبوتين والاشتباك مع جنود العدو في تل الهوى”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف كتائب القسام حماس الاحتلال نتساريم تل الهوى غزة محور نتساريم تجنيد 2024 الشهداء كتائب القسام هؤلاء الذین لم کتائب القسام محور نتساریم تجنید 2024

إقرأ أيضاً:

عدو “إسرائيل” الأول يترجل عن جواده.. القائد محمد الضيف شهيداً

يمانيون/ تقارير لم تكن من كلماتٍ أبلغ في ارتقاء القائد الشهيد “محمد الضيف” “أبو خالد” ورفاقه الشهداء الأبرار، بأنّ الشهادة في سبيل الله هي ما يليق بمثلهم، إذ قالها “أبو عبيدة” بكل عزةٍ وافتخار: “هذا ما يليقُ بقائدنا محمد الضــيف، الذي أرهق الاحتلال لأكثر من 30 عامًا”.

ترجل القائد “الضيف” عن جواده، ليرتقي شهيدًا في معركة “طوفان الأقصى” البطولية؛ معركة هو من قادها وخطّط لها مع إخوانه في المجلس العسكري، تاركًا تاريخًا حافلًا وبصمات حاضرة في المشهد العسكري الفلسطيني.

إذ زفّ الناطق باسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام” المجاهد “أبو عبيدة” في بيانٍ عسكري، مساء الخميس، ارتقاء ثلة من المجاهدين الكبار والقادة الأبطال من أعضاء المجلس العسكري، على رأسهم القائد العام الشهيد “محمد الضيف”، بعد رحلةٍ جهاديةٍ استمرت لعقودٍ من الزمن.

بعد أن رسم القائد “الضيف” مشهد انتصار غزة “مقاومةً وحاضنة”، منذ الطلقة الأولى للمعركة؛ جاء هذا النصر الذي جبل بدماء القادة العظماء، فكان نصر أغلى ثمنًا، وأثبته على الأرض قدمًا، وأجدره من بين ادعاءات العز والتمكين تصديقًا.

في تفاصيل المشهد، لابد من استعراض شذراتٍ من سيرة هذا القائد العظيم، إذ ارتبط اسم “محمد الضيف”، منذ التسعينيات بالمقاومة الفلسطينية، فكان أحد أبناء الجيل الأول المؤسس من القساميين، وتحول إلى رمز للبطولة والتخفي، ورغم أنه لم يكن يُرى إلاّ أن بصماته كانت حاضرة بقوة في المشهد العسكري الفلسطيني، كأحد الشخصيات المقاومة الأكثر تعقيدًا في نظر الاحتلال ومؤسساته العسكرية والاستخباراتية، والتي تطارده منذ 33 عامًا.

قاد “الضيف” كتائب القسام، منذ أكثر من ثلاثة عقود، متجاوزًا محاولات الاغتيال المتكرّرة التي جعلته أشبه بالشبح الذي يؤرق الاحتلال الصهيوني، ويعيد صياغة معادلات الصراع في كل مواجهة، وصولًا إلى معركة “طوفان الأقصى” التي أذلت الاحتلال وأثبتت فشله استراتيجيًّا رغم البطش والإبادة التي ارتكبها بعد يوم العبور المجيد، الذي سقطت فيه فرقة غزة في جيش الاحتلال على أيدي أبطال القسام.

   القائد محمد الضيف في سطور

وُلد “محمد دياب إبراهيم المصري”، المعروف بـ”محمد الضيف” عام 1965م، لعائلةٍ فلسطينيةٍ تعود جذورها لقرية “كوكبا”، التي تعرّضت للتهجير من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة 1984م، ونشأ وترعرع في مخيم “خان يونس” للاجئين جنوبي قطاع غزة، حتى استقر به المقام في مخيم “خان يونس”.

تتكون أسرته من 15 فردًا، وكان والده يعمل في صناعة الوسائد وتنجيد الفرش، تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مخيم “خان يونس”، كبقية اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من ديارهم وأرضهم وممتلكاتهم.

وشكلت مساجد منطقته مرحلة انطلاقته بالعمل الإسلامي منذ صباه، إذ نشأ في بيئة المقاومة، وتأثر منذ صغره بواقع الاحتلال وظروف اللجوء القاسية، ما دفعه للانخراط في صفوف الحركة الإسلامية خلال دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، كما درس العلوم وحصل على شهادة البكالوريوس في تخصص الأحياء، إذ كان فيها من قادة العمل الطلابي ونشطاء الكتلة الإسلامية وهو الإطار الطلابي لحماس.

القائد الضيف وبداية العمل الحركي ومراحل المطاردة:

انضم الشهيد “محمد الضيف” إلى حركة “حماس” منذ نعومة أظفاره وكان عنصرًا نشيطًا في صفوف العمل الاجتماعي، حتى الانطلاقة الرسمية للحركة بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، وكان “الضيف” من كوادرها الأوائل.

اعتُقل “الضيف” في إطار الضربة الأولى التي وجهتها قوات الاحتلال للحركة في صيف عام 1989م، بتهمة الانضمام إلى الجناح العسكري للحركة الذي كان الشيخ “صلاح شحادة”، “استُشهد في صيف 2002م”، قد أسسه آنذاك، وكان يحمل اسم “حماس المجاهدين” قبل أن يطلق عليه اسم “كتائب القسام”، وأمضى عامًا ونصف العام في السجن قبل تحرّره عام 1991م.

تدرج “الضيف” في العمل الأمني وملاحقة العملاء ثم في الجهاز العسكري لحركة حماس، وأصبح مطلوبًا بعد مشاركته في تنفيذ العديد من العمليات الفدائية والاشتباك مع قوات الاحتلال للاحتلال، ورفض تسليم نفسه لتبدأ رحلة أطول مطاردة ربما في التاريخ في مساحةٍ جغرافيةٍ صغيرةٍ وضيقة، إلا أنه استطاع خلال هذه الفترة، ومن خلال إتقانه للتخفي وعدم البقاء في مكانٍ واحد لفترةٍ طويلة، كي لا يقع في قبضة قوات الاحتلال حيًّا أو ميتًا.

برز دور “الضيف” بعد استشهاد “عماد عقل” الذي برز اسمه في سلسلة عمليات فدائية في نوفمبر عام 1993م، وأوكلت إليه قيادة “كتائب القسام”، فعمل على قيادة وتنسيق مجموعات الكتائب بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بين عامي 1993 – 1994م، وتمكن خلال هذه الفترة من التخطيط وتنفيذ عدة عمليات نوعية، والوصول إلى الضفة الغربية المحتلة وتشكيل العديد من الخلايا الفدائية هناك، كالمشاركة في تنفيذ عدة عمليات فدائية في مدينة “الخليل” والعودة إلى قطاع غزة.

نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد:

وتصاعد الدور الكبير للقائد “الضيف” خصوصًا في التخطيط لعملية خطف الجندي الصهيوني “نخشون فاكسمان” عام 1994م، في بلدة “بير نبالا” قرب القدس، والذي قتل وخاطفيه بعد كشف مكانهم، وألقى “الضيف” بيان العملية بنفسه، وظهر حاملاً بندقية وبطاقة هوية “فاكسمان” التي هربت من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.

ومع اشتداد الخناق على المطلوبين للاحتلال في قطاع غزة، رفض “الضيف” طلبًا بمغادرة قطاع غزة خشية اعتقاله أو استشهاده، لا سيما في ظل سياسة قصف المنازل التي يعتقد أن بها أي من المطلوبين، وقال كلمة مشهورة آنذاك: “نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد”، ولذلك كان لا يستقر في مكانٍ واحد حتى أطلق عليه لقب “الضيف” الذي يأتي ويرحل.

استطاع “الضيف” أن يؤمن وصول المهندس “يحيى عياش”، أحد خبراء المتفجرات في الضفة الغربية إلى قطاع غزة بعد تضييق الخناق عليه في الضفة الغربية، وللاستفادة من خبرته في صناعة المتفجرات، ووقف وراء عمليات الثأر للشهيد “عياش”، بعد أن اغتيل بواسطة هاتف مفخخ مطلع عام 1996م، من خلال إرسال “حسن سلامة” إلى الضفة الغربية للإشراف عليها، وقتل في هذه العمليات الفدائية نحو 60 صهيونيًّا.

توارى “الضيف” كليًا عن الأنظار بعد تنفيذ عمليات الثأر “لعياش”، وفي ربيع عام 1996م، شنت السلطة الفلسطينية عملية ملاحقة له في إطار الضربة الكبيرة التي وجهتها لحركة “حماس”، اعتقلت المئات من قادتها وعناصرها، واستطاعت السلطة بعد ذلك من اعتقال “الضيف” عام 2000م، بحجة أنها تريد حمايته من القصف الصهيوني، وسمحت السلطة لمحققين من جهاز المخابرات الأمريكي المعروف باسم “السي آي إيه” من التحقيق معه.

غير أن “الضيف” تمكن فيما بعد من انتزاع حريته من سجن الأمن الوقائي الفلسطيني بغزة ليعود لتشكيل خلايا القسام من جديد بعد مصادرة سلاحهم وذخائرهم، وبدأ بالاستعداد لتنفيذ المزيد من العمليات حتى اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000م.

اغتيالات فاشلة وإرادة لا تنكسر:

وبعد عامٍ من اندلاع الانتفاضة تعرض “الضيف” لمحاولة الاغتيال الأولى، حيث كان برفقة “عدنان الغول” (استشهد في 22 أكتوبر 2004م)، وهو خبير المتفجرات في كتائب القسام ونجله “بلال”؛ بعد أن أطلقت عليهم طائرة صهيونية صاروخًا في بلدة “جحر الديك”، وقد نجيا من الاغتيال بأعجوبة بعد استشهاد “بلال” في القصف ليغطي والده ورفيق دربه.

ورغم أن “إسرائيل” نفذت العديد من محاولات اغتيال على الأقل ضد “محمد الضيف”، إلا أنه نجا منها جميعًا، وإن كان بعضها قد أوقع إصابات بالغة في جسده، وأخطر هذه المحاولات عام 2014م، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، إذ استهدفت طائرات الاحتلال منزله وقتلت زوجته وابنه، لكن “الضيف” خرج من تحت الركام ليواصل قيادة المعركة.

ومنذ توليه دفة القيادة، أدار القائد القسامي الخفي “الضيف” العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال، وكان من أبرز المهندسين لتطوير القدرات العسكرية لحماس، بما في ذلك تصنيع الصواريخ المحلية وإنشاء شبكة الأنفاق العسكرية التي تحولت إلى عامل حاسم في معارك غزة، كما قاد العمليات في قطاع غزة حتى تحريره من المستوطنات عام 2005م، وحوّل القسام من مجموعات وخلايا إلى جيش شعبي منظم.

وفي مايو 2021م، تصاعدت حدة الاعتداءات الاستيطانية على المسجد الأقصى المبارك، وحاولت سلطات الاحتلال تهجير سكان حي “الشيخ جراح”، وفي لحظة محاولة مجموعات المستوطنين إطلاق مسيرة الأعلام قرب “باب العامود”، قصفت كتائب القسام مدينة القدس المحتلة برشقةٍ صاروخيةٍ ضخمة بأمرٍ من قائد الأركان “محمد الضيف”.

وفيما استمرت المعركة لأيام فرضت خلالها المقاومة الفلسطينية فصلًا جديدًا من فصول المواجهة مع الاحتلال، وبرز اسم “محمد الضيف” بعد المعركة كقائدٍ فعلي لها، وارتبط اسمه بها بشكلٍ وثيق، ليصبح الملهم لتشكيلات المقاومة الفلسطينية وجمهورها في الضفة الغربية المحتلة.

عدو “إسرائيل” الأول.. القائد الخفي “الشبح” حاضر في المعركة:

وخلال الكثير من المراحل التي مر بها؛ كان القائد “الضيف” لا يظهر في وسائل الإعلام، ولم يُعرف له سوى تسجيلات صوتية معدودة، لكنه حاضر بقوة في كل مواجهة مع الاحتلال، حيث يُنظر إليه باعتباره العقل المدبر للتكتيكات العسكرية التي غيرت طبيعة المواجهة بين المقاومة والاحتلال.

وخلال معركة “سيف القدس” عام 2021م، كان الضيف وراء استراتيجية استهداف “تل أبيب” بالصواريخ ردًّا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، وهو ما فرض معادلة ردعٍ جديدة، أظهر مدى تطور المقاومة الفلسطينية.

وفي الـ 7 من أكتوبر 2023م، أطل القائد “الضيف” ليعلن انطلاق معركة “طوفان الأقصى” التي أشرف عليها وحضر في ميدانها حتى ارتقى شهيدًا، وكان من أبرز أسباب الطوفان هو سلوك الاحتلال الصهيوني، ومخططاته القائمة على حسم الصراع، وفرض السيادة على القدس بمقدساتها، تمهيدًا للتقسيم المكاني والزماني، وبناء الهيكل المزعوم.

وعلى مدار عقود وضعت “إسرائيل” “محمد الضيف” على رأس قائمة المطلوبين، وعدّته أخطر شخصية فلسطينية تهدد أمنها، ورغم كل الجهود الاستخباراتية، لم يتمكن الاحتلال من الوصول إليه، ما جعله يتحول إلى أسطورة وكابوس يطارد الاحتلال، حتى رحل كما يحب شهيدًا في ميدان أعظم معركةٍ شارك في التخطيط لها وقيادتها، وهي المعركة التي أثبتت هشاشة كيان الاحتلال وقابليته للهزيمة.

وعلى مدار شهور المعركة نجحت كتائب القسام في الاستمرار بعملياتها الناجحة والتي أوقعت الخسائر في صفوف جيش الاحتلال، والاحتفاظ بأسرى الاحتلال الذين اعتقلتهم يوم العبور العظيم، لتعلن أخيرًا بعد انتهاء المعركة عن استشهاد قائدها العام.

رحل القائد “محمد الضيف” شهيدًا ويبقى تاريخه الحافل وبصماته حاضرة يستلهم منها الأحرار درب الحرية، وسط إجماع فلسطيني على أنه أحد رموز الصمود الذين صنعوا معادلات جديدة في المواجهة مع الاحتلال، ويقينهم يقول: إن “يستشهد قائد يخلفه ألف قائد”.

وفي الإطار؛ وبعد الإعلان عن استشهاد القائد “محمد الضيف”، ونائبه “مروان عيسى” ورفاقهم القادة: “غازي أبو طماعة، رائد ثابت، رافع سلامة، أحمد الغندور، ايمن نوفل”، توالت ردود الفعل المهنأة، في سيلٍ من البيانات الصادرة عن دول وقوى محور الجهاد والمقاومة من “فلسطين، إيران، اليمن، العراق، لبنان، وغيرها من الدول الحرة.

عبرت البيانات جميعها عن مباركتها باستشهاد القادة، مؤكدةً أنهم “قدموا نماذج حية للأجيال في الإقدام والتضحية والفداء بعد رحلةٍ جهاديةٍ طويلة قضوها مقاومين للاحتلال الصهيوني، ومدافعين عن حقوق الشعب العادلة، منافحين عن مقدسات الأمة في فلسطين”.

ودعت البيانات كلّ “أبناء الأمة وأحرار العالم للسير على طريق الشهداء القادة والاستمرار في تصعيد المواجهة تجاه العدوّ الصهيوني وقطعان مستوطنيه، وتدفيعه ثمن الجرائم الجبانة حتّى تطهير فلسطين من النهر إلى البحر”.

نقلا عن المسيرة نت

مقالات مشابهة

  • لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة | فيديو
  • هكذا سلمت حماس أسرى إسرائيل.. ماذا نعرف عن وحدة الظل؟
  • عدو “إسرائيل” الأول يترجل عن جواده.. القائد محمد الضيف شهيداً
  • خالد الجندي: الصلاة جزءًا من تعاليم الأنبياء وتوحيد الله محور الرسالات السماوية
  • رافع سلامة قسامي قاد لواء خان يونس واغتالته إسرائيل
  • تساؤلات تجتاح المنصات بعد اصطدام طائرة ومروحية عسكرية بواشنطن
  • خلية “حد السوالم” تكشف خطورة الإشادة بالإرهاب والتحريض عليه عبر شبكات التواصل الإجتماعي في تجنيد الشباب
  • المندسون… والحرب الفاضحة
  • فتح ممر نتساريم.. عودة سكان غزة إلى الشمال بين الزيارة المؤقتة ونهاية الحرب
  • عناية.... محلية النواب تناقش تأخر صرف التعويضات بمشروع إنشاء امتداد محور حسب الله الكفراوى