رانديان «الرجل اليرقة» يتحدى «رباعي أميليا» ويحقق شهرة وثروة واسعة
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
يولد من رحم المعاناة أبطال خلَّدوا أسماءهم في التاريخ، منهم من تحدى الإعاقة ومنهم من تحدى ظروف المعيشة، تاركين سيرتهم وإنجازاتهم ذخراً ومرجعاً للأجيال القادمة وعندما نذكر الأبطال لا بد من ذكر رانديان، والذي يصادف اليوم تاريخ وفاته عام 1934.
پرينس رانديان الذي اشتهر بالعديد من الألقاب منها «الإنسان الجذع»، و«الثعبان»، فقد تمكن بالفعل من تحدي الإعاقة أمريكي الجنسية ولد في غيانا البريطانية عام 1871، بمتلازمة فريدة من نوعها تسمى «رباعي أميليا»، وهي عدم وجود الأطراف الأربعة، فكان رانديان بدون يدين أو رجلين، كان يمتلك فقط رأس وبطن.
اعتاد على لبس بدلة من الصوف قادرة على تغطية جسده بالكامل، وبالرغم من افتقاره للأطراف برع رانديان في إتقان أربع لغات هي الفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والهندية بحسبما ذكره موقع السينما والأفلام الشهير lMDb، فقد اشتهر في السينما أيضا وبالتمثيل.
لم يتفوق رانديان على ظروفه الاستثنائية وحسب وإنما طوعها ليعيش حياة مليئة بالمغامرات والترفيه، فعندما جاء إلى الولايات المتحدة عام 1889 في سن 18 عامًا، مع شخص يدعى بي تي بارنومل أدى دورا في عروض السيرك وفي المتاحف وفي جزيرة كوني في بروكلين، ونيويورك، وذلك بعد مشاركته في فيلم رعب أشهره بشدة، وتوالت النجاحات بعد ذلك.
وتم الترويج له بحيلة ذكية بالنسبة لعمله، وجاء الترويج وكأنه «اليرقة البشرية التي تزحف على بطنها»، ومنحه لبسه المعتاد مظهر اليرقة وأحب رانديان ذلك، فقد كان بارعاً في التحرك من مكان إلى آخر عن طريق تحريك بطنة وكتفيه فقط.
كما عمل رانديان نجاراً، مستخدماً فمه وكتفيه للتحكم في الأدوات التي يعمل بها، وكان يحتفظ بجميع أدواته والمواد المستخدمة في عرضه في صندوق خشبي صنعه بنفسه، واعتاد القول: «ذات يوم، سأبني لنفسي منزلًا».
لم يكن رانديان إتكالياً على أحد فعل كل ما بوسعه لمساعدة نفسه دون الحاجة للأخرين، وكان يحلق لنفسه من خلال تثبيت شفرة حلاقة في عصا خشبية، وكان يرسم بفرشاة أو يكتب بقلم باستخدام شفتيه، وأشهر ما فعله هو لف سيجارته بفمه وإشعالها.
رانديان تحدى الإعاقة وتزوج في سن مبكر من امرأة هندوسية، أحبها وأنجب منها أربع بنات وولده الذي أصبح مدير أعمالة فيما بعد وظلت مخلصة له طوال حياته المهنية الطويلة التي استمرت 45 عاما.
توفي رانديان بنوبة قلبية في 19 ديسمبر 1934 عن عمر ناهز 63 عاماً، بعد وقت قصير من عرضة الذي قدمة في متحف سام فاغنر في نيويورك تاركاً خلفه سيرة مليئة بالنجاحات والانجازات الهائلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: متحدي الإعاقة ذوي الهمم
إقرأ أيضاً:
صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية: “نجيم” اعتقل في الفندق وكان يخطط للذهاب إلى ملعب تورينو
نشرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، تقريرًا بعنوان “معذّب المهاجرين”: القبض على أسامة نجيم في تورينو، بتاريخ 20 يناير 2025، رصدته وترجمته “الساعة 24”.
وجاء في سياق التقرير أن تم اعتقال أسامة نجيم على رأس مركز الاحتجاز في طرابلس -حيث يُحتجز المهاجرون الذين تم اعتراضهم في البحر بتفويض من إيطاليا- تم بتفويض من المحكمة الجنائية الدولية.
وطرح التقرير سؤالًا؛ ماذا كان يفعل أسامة نجم في فندق في تورينو مع مجموعة من الليبيين؟ وجاء الجواب على هذا السؤال، موضحًا المدى الكامل للمؤامرة الدولية الجديدة التي قد تكون نذير إحراج لا يستهان به لإيطاليا.
وتابع؛ لأن أسامة نجيم، الذي اعتقله قسم التحقيقات العامة والعمليات الخاصة الإيطالية يوم الأحد تنفيذاً لمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية تتهمه بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، هو قائد الشرطة القضائية الليبية ولكنه أيضاً رئيس مركز احتجاز معيتيقة في طرابلس، جحيم آلاف المهاجرين.
وأردف التقرير؛ هذا هو المكان الذي ينتهي فيه المطاف بمعظم من يتم اعتراضهم أثناء عبور البحر الأبيض المتوسط، حيث ينتهي بهم المطاف إلى خفر السواحل الليبي الذي تموّله إيطاليا وتدربه منذ سنوات على وجه التحديد لمنع المغادرين: أكثر من 15000 مهاجر في عام 2024 وحده وفقًا لأحدث تقديرات المنظمة الدولية للهجرة. رجال ونساء وأطفال يدفعون الثمن الباهظ للغاية من القتل والعنف والاغتصاب والتعذيب والخطف والاحتجاز التعسفي.
وواصل التقرير موضحًا أن، سلسلة لا نهاية لها من الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا نهاية لها والتي بفضل شهادات بعض الناجين من معسكر الاعتقال ذاك تتهم المحكمة الجنائية الدولية الآن أسامة نجيم وجلاديه من قوة الردع الخاصة التي يقودها.
وأكمل التقرير، أنه بعد عبد الرحمن ميلاد البيجا، زعيم المهربين الليبيين الذي عين رئيسًا للأكاديمية البحرية في طرابلس وقتل في كمين في سبتمبر الماضي، جاء الآن قدر أسامة نجيم الجلاد أن يكون على علاقة خطيرة بإيطاليا. وإذا كان البيجا قد وصل إلى إيطاليا قبل سبع سنوات كممثل لوفد مدعو من قبل وكالات الأمم المتحدة بل ونزل في وزارة الداخلية الإيطالية، فإن ملامح رحلة أسامة نجيم إلى تورينو كلها سيُعاد بناءها.
توصف القضية بأنها “حساسة للغاية” من قبل مصادر استخباراتية وتحقيقات مختصة في القضية التي بدأت يوم الأحد عندما قام قسم التحقيقات العامة والعمليات الخاصة الإيطالية في تورينو تنفيذاً لمذكرة توقيف بتاريخ 18 يناير بإيقاف أسامة نجيم في أحد الفنادق. ويبدو أنه كان يخطط للذهاب إلى الملعب، وفق التقرير.
“لا يمكنني القول سوى أن أسامة نجيم كان في تورينو مع مواطنين ليبيين آخرين”، هذا ما أكدته المدعية العامة الإيطالية لوشيا موستي التي أحالت الملف بالفعل إلى وزارة العدل ومحكمة الاستئناف في روما حيث سيتم النظر في لائحة الاتهام الجوهرية لقضاة المحكمة في لاهاي.
التقرير تابع؛ “قد يتحول اعتقال أسامة نجيم أيضاً إلى مشكلة دبلوماسية لإيطاليا. في طرابلس لم يؤخذ الأمر على محمل الجد. “احتجاز تعسفي، حادث شائن”، هذا كان رد فعل الشرطة القضائية في طرابلس التي دعت الحكومة الليبية إلى التدخل”.
وذكر التقرير، جملة “جلّاد” معيتيقة، موضحًا أن هذا ما يطلقه المهاجرون الناجون من مركز الاحتجاز، الذين جمعت بعض المنظمات الإنسانية شهاداتهم على أسامة نجيم. وهو شخص آخر من المعروفين القدامى للعدالة الدولية وموجود على القائمة السوداء للأمم المتحدة منذ خمس سنوات على الأقل.
ويقال أيضًا أنه يقف وراء عملية ابتزاز المهاجرين، آلاف المهاجرين الأفارقة الشباب الذين يتم اعتراضهم في البحر، وحبسهم في مراكز الاحتجاز، ثم يختفون حرفيًا: في الواقع، وفقًا للاتهامات، يتم إعادة بيعهم للميليشيات الليبية وإجبارهم على القتال. بحسب التقرير
أضاف التقرير أن هذا؛ “واقع تندّد به الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ سنوات ولكن إيطاليا وأوروبا تنأى بنفسها أمامه، بعد أن سلكت منذ سنوات طريق التعاون مع السلطات الليبية”.
” أسامة نجيم هو دليل على أن النظام الليبي بأكمله، المدعوم في السنوات الأخيرة بملايين اليورو من الحكومات الإيطالية والاتحاد الأوروبي، هو نظام فظيع وإجرامي: قطاع الطرق أمثاله لم يفعلوا سوى تطبيق التفويض الذي حصلوا عليه لوقف المهاجرين، بوسائل وأموال من المؤسسات الغربية”، كما تقول منصة المجتمع المدني الإيطالي التي تقوم بعمليات الإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط، “ميديتيرانيا لإنقاذ البشر”. وفق ما ورد في التقرير.
وختم التقرير موضحًا أن؛ المنظمة الإيطالية أضافت: “من الواضح أنه كان يختبئ في إيطاليا، لأن المهربين الليبيين يشعرون بالأمان هنا.”
الوسوملاريبوبليكا