في مقال نشر بصحيفة "غارديان" أكد الكاتب والصحفي البريطاني أوين جونز على أهمية استذكار تفاصيل ما تقوم به إسرائيل من فظائع بحق الفلسطينيين حتى لا تنجح جهودها وجهود قنوات الأخبار التي تدعمها في تحريك أنظار العالم بعيدا عنها، إذ تدعم تغطية القنوات الغربية إستراتيجية إسرائيل المعتادة لمواجهة الاتهامات: الإنكار فلوم الغير فالاحتيال ثم الانتظار بهدوء حتى ينتقل اهتمام العالم إلى موضوع آخر.

وقال الكاتب إنه لو ارتكبت حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول جزءا مما ارتكبته إسرائيل لرددت قنوات الأخبار الغربية ذلك دون توقف على مسامع جماهيرها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: بهذه الطريقة يمكن لهاريس تغيير سياسة بايدن تجاه إسرائيلlist 2 of 2الغارديان: إيلون ماسك قد يثير اضطرابات بأميركا أكبر مما فعله في بريطانياend of list

ووصف جونز تغطية القنوات "جرائم" إسرائيل بأنها "مضللة"، إذ إنها تنقل الأحداث على حدة وتعزلها عن بعضها، وتبث خبرها لمدة قصيرة، مما يمنع المشاهد في الغرب من فهم الصورة الكاملة ورؤية إسرائيل على حقيقتها.

ووفق الكاتب، فإن سلسلة من "الفظائع" -منها قتل الطفلة هند رجب واغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، إلى جانب التسبب بقتل 40 ألف فلسطيني، بينهم 14 ألف طفل- تظهر الدولة الإسرائيلية على حقيقتها، وهي أنها "دولة إجرامية" لا تبالي بالقوانين الدولية، وكتب "إذا كنت تشك في طبيعة الهجوم الإسرائيلي على غزة فتذكر هذه الطفلة الصغيرة (هند)".

وأشار الكاتب إلى آراء بعض الذين يرون أن العدد الحقيقي للشهداء -مع الأخذ بعين الاعتبار من بقوا تحت الركام- يتراوح بين 92 ألفا و186 ألف شهيد، وقال إنه لو كانت دولة غير حليفة للغرب مسؤولة عن هذا لما اقتصرت ردود الفعل العالمية على الإجماع بأن الحرب إحدى "أبشع جرائم عصرنا" فقط، بل كان ليُعتبر من "غير الأخلاقي" التفكير بغير ذلك.

"الدلائل كثيرة"

وأضاف جونز أن القنوات غالبا ما تعامل الادعاءات الإسرائيلية الأولية بمصداقية عكس الشكوك والانتقاد اللاذع الذي يقابل الادعاءت الروسية، وحصل ذلك في نوفمبر الماضي/تشرين الثاني عندما هاجمت إسرائيل مستشفى الشفاء في غزة، مدعية أنه "مركز قيادة" لحماس، واستمرت التغطية لأكثر من شهر حتى أقرت "واشنطن بوست" بضعف أدلة هذا الادعاء.

وذكر جونز قصة الطفلة هند كعلامة على أخلاقيات الجيش الإسرائيلي، فعند نزوحها مع أقاربها من الشمال في سيارة عمها أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي النار على العائلة وقتلت الجميع باستثناء الطفلة هند ذات الست سنوات، ثم قتلت القوات من كانوا في سيارة الإسعاف التي جاءت لإنقاذها، واستشهدت هند وحيدة محاطة بجثث عائلتها.

وقال الكاتب إن كل الدلائل تشير إلى أن الجيش كان على علم بوجود أطفال في سيارة العم المدنية.

واستند الكاتب إلى تقرير نشرته مجموعة "فورينزيك أركيتكتشر" البحثية بالتعاون مع قناة الجزيرة، إذ وُجد 335 ثقب رصاصة في السيارة.

وكشف تحليل المكالمة الهاتفية للطفلة ليان (ابنة عم هند) عن إطلاق 64 رصاصة في 6 ثوان فقط، وقدرت المسافة بين الدبابة والسيارة بما بين 13 و23 مترا، مما يظهر أن الجنود قتلوا العائلة متعمدين.

واتبعت إسرائيل إستراتيجيتها المعتادة مع هند، إذ أنكرت الأخبار بشأن مقتل الطفلة، وكذلك بعد مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة في مايو/أيار 2022 أنكرت إسرائيل مسؤوليتها، محملة الفلسطينيين المسؤولية، ثم انتظرت حتى تراجع الاهتمام العالمي، قبل أن تعترف باحتمالية كونها مسؤولة عن اغتيال أبو عاقلة، حسب التقرير.

وقال جونز إن على داعمي إسرائيل ومناصريها النظر إلى هذه الحقائق وتقييمها، والاستدلال بهذه الأمثلة المنفصلة ظاهريا لتتبين لهم حقيقة "وحشية" أفعال إسرائيل في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الطفلة هند

إقرأ أيضاً:

الكاتب كمال داود يواجه دعوى من جزائرية تتهمه بـسرقة قصتها في روايته

باريس "أ.ف.ب": يواجه الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود دعوى في فرنسا بتهمة انتهاك الخصوصية رفعتها ضده الجزائرية سعادة عربان التي تتهمه بسرقة قصتها لجعلها محور روايته "حوريات" Houris التي فازت بجائزة "غونكور" الأدبية المرموقة العام الفائت.

وأفاد مصدر مطلع على ملف هذه القضية وكالة فرانس برس بأن جلسة استماع إجرائية أولى تُعقد في السابع من مايو المقبل في محكمة باريس الابتدائية في إطار هذه الدعوى التي أورد خبرا في شأنها أيضا موقع "ميديابارت" الفرنسي الجمعة.

وأفاد المصدر بأن الكاتب ودار "غاليمار" الناشرة لمؤلفاته تبلّغا بالاستدعاء الخميس خلال حفلة توقيع كتابه بالقرب من بوردو في جنوب غرب فرنسا.

وامتنعت "غاليمار" في اتصال مع وكالة فرانس برس عن التعليق على الدعوى.

وتُعدُّ "حوريات" رواية سوداوية تدور أحداثها جزئيا في وهران بطلتها الشابة أوب أصبحت بكماء منذ أن ذبحها أحد الإسلاميين في ديسمبر 1999.

واعتبرت سعادة عربان (31 عاما) في مقابلة مع عبر محطة "وان تي في" الجزائرية في منتصف نوفمبر أن شخصية بطلة رواية "حوريات" مطابقة تماما لقصّة نجاتها عام 2000 من محاولة جهاديين قطع عنقها. وأصبحت هذه المرأة تضع منذ ذلك الحين قسطرة للتنفس والتحدث. وعرفها كمال داود كمريضة بعد أن تولّت زوجته الطبيبة النفسية عائشة دحدوح معالجتها بين عامي 2015 و2023.

"استعارة"..

وتطالب عربان في دعواها، مدعومة بإفادات خطية عدة، بتعويض عطل وضرر قدره 200 ألف يورو، فضلا عن نشر حكم الإدانة الذي قد يصدر، مؤكدة أن "الطبيعة العرضية" للتشابه "أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق".

وأكدت الدعوى أن سعادة عربان لم تكن ترغب في أن تصبح قصتها علنية، و"لم توافق قط على أن يستخدم داود قصتها"، رغم تقدمه "بثلاثة طلبات" بين عامي 2021 و2024.

وأضافت الدعوى أن سعادة عربان كانت على العكس من ذلك "مصممة على ألا يستغل أيّ كان بأية طريقة هذه القصة الخاصة جدا والفريدة من نوعها"، وخصوصا أنها قد تؤدي إلى ملاحقتها جنائيا في الجزائر.

واستشهدت الدعوى بحديث أدلى به الكاتب في سبتمبر الفائت لمجلة "لوبس" الفرنسية، قال فيه ردا على سؤال عما إذا كان كتابه مستوحى من امرأة حقيقية: "نعم، أعرف امرأة تضع قسطرة. لقد شكّلت الاستعارة الحقيقية لهذه القصة".

وأشارت الدعوى أيضا إلى طبيبين متخصصين في فرنسا والجزائر يشهدان على طبيعة الإصابة غير المسبوقة والفريدة من نوعها التي تعرضت لها عربان.

وأوردت الدعوى عشرات المقاطع من رواية "حوريات" في شأن عائلة البطلة أوب، والاعتداء الذي تعرضت له، وندوبها أو وشومها. وتُعَدّ هذه المقاطع قريبة لوقائع من حياة سعادة عربان، وبالتالي تشكل دليلا على "النهب" الذي اتُهِم به الكاتب.

وقال وكيلا المستدعية وليام بوردون وليلي رافون لوكالة فرانس برس إن "هذه الدعوى مميزة تماما في التاريخ القضائي لانتهاكات الخصوصية بغطاء روائي".

"حملات تشهيرية"..

ورأى المحاميان أن "داود الذي يعرّف عن نفسه بأنه كاتب ملتزم، تنصّل من خلال كتابة هذه الرواية من كل التزام بالأخلاقيات، ومن احترام حقوق المرأة ومن الاحترام الذي كان يدين به لشخص عرفه".

وسبق أن رفعت سعادة عربان دعوى على داود في الجزائر.

وقال كمال داود لمحطة "فرانس إنتر" الإذاعية في منتصف ديسمبر الفائت إن "كل الناس في الجزائر وخصوصا في وهران يعرفون قصة (عربان). إنها قصة عامة". واضاف "أنا آسف، ولكن لا يمكنني أن أفعل شيئا لمجرّد أنها وجدت نفسها في رواية لا تأتي على ذكر اسمها، ولا تروي حياتها، ولا تتناول تفاصيل حياتها".

وكانت دار "غاليمار" نددت "بحملات التشهير العنيفة التي تقف وراءها بعض وسائل الإعلام القريبة من نظام طبيعته معروفة".

ولم يتسن نشر "حوريات" في الجزائر، إذ يحظر القانون أي مؤلَّف يستحضر الحرب الأهلية التي امتدت من 1992 إلى 2002 وعُرفت بـ"العشرية السوداء"، وأدّت إلى سقوط نحو 200 ألف قتيل وفق الأرقام الرسمية.

وعندما سُئل داود في مقابلته مع إذاعة "فرانس إنتر" هل يعتقد أن السلطات الجزائرية تقف وراء المدّعية، أجاب: "تماما".

وأضاف "كنت أعلم أن هذا الأمر سيحصل. كنت أدرك أنني لا أستطيع تجنّبه"، إذ بعد صدور الرواية في أغسطس، "ظهرت منذ الأسبوع الأول مقالات افتتاحية في الصحف الحكومية تتحدث عن مؤامرة".

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس الشورى يعزّي في وفاة الكاتب والأديب صالح باعامر
  • وفاة الكاتب السوري هاني السعدي
  • وفاة الكاتب والفنان السوري هاني السعدي
  • فتح باب الخيال في الدراما السورية.. وفاة الكاتب هاني السعدي
  • الكاتب كمال داود يواجه دعوى من جزائرية تتهمه بـسرقة قصتها في روايته
  • رحيل الكاتب السوري هاني السعدي عن عمر 81 عاما
  • غيابات ليفربول أمام وولفرهامبتون
  • إسرائيل تستعد لضرب النووي الإيراني بمساعدة أمريكية.. طريقتان لا ثالث لهما
  • ناشطون وكتاب يدعون الجهات الرسمية لعلاج الكاتب محمد مصطفى العمراني
  • مقال بغارديان: كيف نفهم قرارات ترامب بخصوص الهجرة؟