أجمع خبراء على أن عملية تل أبيب كشفت هشاشة الأمن الإسرائيلي رغم الإجراءات المشددة، واعتبروها ردا طبيعيا على ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين، مؤكدين أنها تزيد التوتر داخل إسرائيل وتفضح فشل سياساتها في معالجة الأزمة.

وبحسب الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك، فإن الحديث عن تمكن منفذ العملية من الدخول إلى تل أبيب من الضفة الغربية -في حال صحته- يمثل فشلا ذريعا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي وعدت بتحقيق الأمن للمواطنين.

وأضاف يزبك أن العملية تزيد الضغط والتوتر على المجتمع الإسرائيلي الذي يترقب ويتوقع ضربات من إيران وغيرها، وأن العملية زادت صورة الأمن الإسرائيلي اهتزازا، وأحدثت حالة من الذعر والخوف وأثبتت فشلا وهشاشة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

ورغم أن الإعلام المحلي نقل عن الشرطة الإسرائيلية أن منفذ العملية وصل من منطقة نابلس بالضفة الغربية فإن يزبك يرى أن أقوال وتحقيقات الشرطة لا تزال متضاربة بشأن العملية، مشيرا إلى أن ذلك واضح في تصريحات الصحف المتضاربة التي لا يزال بعضها يشير إلى عملية "إجرامية" بين عصابات إسرائيلية.

واتفق الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء واصف عريقات مع رأي يزبك، وقال إن العملية أثبتت هشاشة الأمن الإسرائيلي على الرغم من أن الضفة الغربية عبارة عن ثكنة عسكرية تنتشر فيها 30 كتيبة عسكرية، وفيها جدار إسمنتي ممتد بين الضفة ومناطق الـ48 والقدس، وهناك مربعات أمنية لا يمكن للإنسان العادي الوصول إليها.

حق المقاومة في الرد

بدوره، أيد الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي فكرة من سبقاه، مشيرا إلى أن إسرائيل طورت بنية أمنية ودفاعية هائلة ولكنها ستبقى معرضة دوما إلى اختراق من نقطة ما، لينجح فلسطيني في تنفيذ مثل هذه العمليات طالما أنها مستمرة في ارتكاب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

واعتبر يزبك أن مثل هذه العمليات ستؤدي إلى زعزعة الأمن الداخلي الإسرائيلي، وهو ما تخشاه القيادة السياسية والأمنية، كما أنه سيدفع الحكومة إلى زيادة الضغط الأمني لأنها فاشلة في أن تقوم بعملية سياسية ناجحة لمعالجة الوضع في غزة، موضحا أن المجتمع الإسرائيلي معروف بأنه يتجه نحو "اليمين" أكثر كلما تعرض لضربات هزت استقراره الأمني.

وأوضح عريقات أنه من الطبيعي أن يكون هناك رد على جرائم الاحتلال وعربدته واستهدافه الشهداء والأطفال والنساء، ولا بد من إدراك أن المسبب الرئيس لعدم الاستقرار في المنطقة هو الاحتلال بما يرتكبه من جرائم في غزة وفي إيران ولبنان واليمن، ولا يمكن أن تمر مرور الكرام.

وأكد أن المجازر الإسرائيلية يجب أن تتوقف، موضحا أن الجيش الإسرائيلي لا يقاتل ولكنه يرتكب مجازر مستمرة على غرار تلك التي ارتكبتها عصابات الهاغاناه.

ويرى عريقات أنه يجب على قيادات إسرائيل السياسية والأمنية والعسكرية الوصول إلى قناعة أن "الضغط يولد الانفجار"، مؤكدا أن مثل هذه العمليات لم تنفذ منذ 20 عاما، وأن على إسرائيل أن تتوقع المزيد منها إذا استمرت في ارتكاب جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني.

ورغم أن عرابي دعا إلى التريث قائلا "إننا لا نزال بحاجة إلى معلومات إضافية تؤكد تفاصيل العملية" فإنه أكد أن مثل هذه العمليات موجودة في تاريخ المقاومة وأدبياتها، وكانت تأتي ردا على المجازر الإسرائيلية، وضرب مثلا بتلك العمليات التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ردا على المجزرة التي ارتكبها المستوطن "المجرم" باروخ غولدشتاين بحق المصلين في المسجد الإبراهيمي بالخليل عام 1994.

وأشار الكاتب والباحث السياسي إلى أن تلك العمليات تطورت وتصاعدت وأصبحت ملمحا أساسيا في العمليات ضد الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية، وكانت ردا على حصد قوات الاحتلال الفلسطينيين العزل الذين يخرجون للتظاهر أمام الحواجز الإسرائيلية، إذ كان جيش الاحتلال يطلق في أيام الانتفاضة الثانية أكثر من 35 ألف رصاصة حية في اليوم الواحد، مبينا أن عدد الضحايا وصل الآن إلى أرقام غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأمن الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

مصادر: القصف الإسرائيلي العنيف على سوريا قبل يومين تزامن مع عملية إنزال للجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية

نقلت صحيفة ‏"يديعوت أحرونوت"، عن مصادر في المعارضة السورية أن القصف الإسرائيلي العنيف على سوريا قبل يومين تزامن مع عملية إنزال للجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية.

وتخوض المقاومة اشتباكات عنيفة في أكثر من نقطة، في محاولة للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعجز عن تحقيق الغزو البري.

وقالت ‏حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إنه لا اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غزة والاتفاق يشمل إخراج أجانب مقابل إدخال مساعدات.

ونفذ الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على مدينة الحديدة باليمن، في عملية أطلق عليها اسم "اليد الطويلة".

وجاءت هذه الغارات ردًا على مئات الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيرة استهدف تل أبيب.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية أن الهجوم نفذ بنحو 20 مقاتلة إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • هيئة البث الإسرائيلية: خلافات بين نتنياهو وجالانت لتوسيع العملية العسكرية في لبنان
  • عاجل | القناة 13 الإسرائيلية: نتنياهو يقرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية
  • العمليات المشتركة تكشف عن أسماء قتلى مسؤولي داعش في عملية صحراء الانبار
  • مراسم تشييع جثمان الشهيدة التركية "عائشة" التي قتلها جنود الاحتلال الإسرائيلي
  • خبير: مصر تتعامل مع الأزمات التي تحدث على حدودها بشكل من العقلانية والدبلوماسية
  • العمليات المشتركة تكشف هوية 6 قيادات لداعش قُتلوا بعملية صحراء الانبار
  • انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مخيم طولكرم بعد عملية عسكرية موسعة
  • "هآرتس": القوات الإسرائيلية الخاصة التي تسلّلت إلى سوريا بإنزال جوي صادرت ملفات ووثائق من مبنى للحرس الثوري الإيراني
  • مصادر: القصف الإسرائيلي العنيف على سوريا قبل يومين تزامن مع عملية إنزال للجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية
  • عاجل| ارتفاع عدد شهداء طوباس منذ تجدد العملية العسكرية الإسرائيلية على المدينة