حكم مشاركة الكورسات التعليمية بثمن شخص واحد.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
الكورسات التعليمية الأونلاين من سبل تيسير التعليم التي استفاد منها العالم من التكنولوجيا والعلم الحديث، ومع كل استحداث تظهر بعض التعاملات التي نحتاج إلى فتوى الدين فيها، لنعلم الحلال من الحرام في أمور لم نعهدها من قبل.
. أمين فتوى يوضحها
وفي هذا السياق ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول:"هناك مجموعة من الأشخاص يريدون الاشتراك في أحد كورسات تعلم الفوتوشوب، واتفقوا على أن يشترك واحدٌ منهم فقط، ثم يقومون بتوزيع ثمن الكورس عليهم جميعًا، وعند موعد بدء الكورس يجلسون معًا لمشاهدته، وذلك باعتبار أنهم جميعًا شخص واحد، فما حكم ذلك شرعًا؟".
حكم مشاركة الكورسات التعليمية
قالت دار الإفتاء المصرية في فتواها رقم 8382 لفضيلة الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية السابق، أنه من المقرر شرعًا أنَّ كل ما له منفعة وقيمة فهو داخل في معنى المالية، وحقوق الملكية الفكرية والأدبية والفنية وبراءات الاختراع والأسماء والعلامات والتراخيص التجارية (والتي اصطُلِح على تسميتها بالحقوق الذهنية) هي من الحقوق الثابتة لأصحابها شرعًا وعرفًا، سواء أقلنا إنَّها من قبيل الأموال، أم قلنا إنَّها من قبيل المنافع التي تُعَدُّ أموالًا بورود العقد عليها مراعاةً للمصلحة العامة.
وكورسات الفوتوشوب -المسؤول عنها- يقصد بها المادة الصوتية أو المرئية التي يتعلم من خلالها الدارس العمل بتقنية الفوتوشوب أو ما يتعلق بها، وتُقدم هذه المادة أو تعرض عن طريق الحضور إلى قاعات التعليم المتخصصة في هذا النوع من الكورسات، أو عن طريق الوسائل الحديثة المختلفة، كالمنصات أو البرامج الإلكترونية، وذلك بعدة طرق مختلفة، منها: الدخول عبر رابط يرسله مُقدم الخدمة، أو السماح بالدخول على المنصة والتسجيل فيها، وغير ذلك.
ولما كانت هذه الكورسات من النتاج الفكري، الذي يُقطَع بمنفعته بحيث يحصل به الاختصاص الحاجز ويجري فيه التقويم والتداول عرفًا ويُتَّخَذُ محلًّا للتعامل والمعاوضة بين الناس، ويثبت فيه حق المطالبة القضائية في العُرف القانوني ولا معارض لذلك في الشرع، فإن هذا يجعل لمثل هذه الكورسات حكم المالية في تملك أصحابها لها واختصاصهم بها اختصاصًا يحجز غيرهم عن الانتفاع بها بدون إذنهم، وكان الحصول عليها مقيدًا بالطريقة التي يأذن فيها مُقدمها ويرضاها.
ولذلك: يجب على طالب الخدمة أن يتقيد بما يحدده مقدموها وأن يلتزم بشروطهم وضوابطهم، ولا يجوز له مشاركة غيره في مشاهدة تلك المادة إلا بإذنهم ورضاهم، وذلك للأدلة الآتية:
أولًا: قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ»
فالجهود المضنية والأموال التي يبذلها مقدمو هذه الكورسات في سبيل التوصل إلى أبحاثهم وتوفير مصادرهم وتحصيل الخبرة اللازمة التي تؤهلهم لتقديمها تجعل من التعدي عليها واستعمالها من غير رضاهم أو بغير ما تم الاتفاق عليه أكلًا لحقوقهم وتضييعًا لجهدهم بالباطل وسببًا في إلحاق الضرر بهم، وهو ما نهى الشرع الشريف عنه، حيث يقول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 29]، ويقول سبحانه: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188].
حكم مشاركة الكورسات التعليمية بثمن شخص واحدوانتهت دار الإفتاء إلى أنه لا يجوز لغير المشترك إشراك غيره معه في مشاهدة (كورسات الفوتوشوب) ما لم يأذن صاحبها فيها، فإن أذن جاز وإلا فلا.
والله سبحانه وتعالى أعلم
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكورسات التعليمية حكم مشاركة الكورسات التعليمية دار الافتاء المصرية الكورسات دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
تعزيز التعاون الأكاديمي لـ التعليم العالي والبعثة التعليمية البريطانية
نُظِّم اجتماع مشترك بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والبعثة التعليمية البريطانية في مصر، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك في إطار زيارة البعثة إلى القاهرة.
شهد الاجتماع حضور الدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي، والدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور عصام الكردي رئيس جامعة العلمين الدولية، والدكتور أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، والدكتورة عبير الشاطر مساعد الوزير للشئون الفنية، إلى جانب السيد مارك هيوارد مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر، وممثلين عن سبع جامعات بريطانية رائدة، والغرفة التجارية المصرية البريطانية.
استهل الدكتور حسام عثمان اللقاء بالترحيب بالوفد البريطاني، مشيدًا بتاريخ التعاون الطويل بين مصر وبريطانيا في مجال التعليم العالي، والذي أثمر عن العديد من الشراكات الناجحة بين الجامعات المصرية ونظيرتها البريطانية، إلى جانب تبادل الخبرات الأكاديمية والطلابية. كما أكد أهمية هذه الزيارة في دعم جهود الطرفين لتعزيز التعاون والتوسع في مجالات الشراكة.
أشار نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي إلى أن برنامج الزيارة يتضمن مناقشات مثمرة، إلى جانب توقيع المزيد من اتفاقيات التعاون التي تهدف إلى تقديم تعليم جامعي عالي الجودة، وإعداد خريجين مؤهلين لسوق العمل، بالإضافة إلى دعم التدريب، وريادة الأعمال، والابتكار.
أعرب السيد مارك هيوارد عن تقدير الجانب البريطاني لهذه الزيارة، مؤكدًا دعم بريطانيا المستمر للتعاون مع مصر في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي. كما شدد على أهمية تحقيق مزيد من المبادرات المشتركة الناجحة التي تسهم في زيادة الفرص التعليمية وتعزيز الشراكات البحثية، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى الدور الريادي لمصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
شهد اللقاء تبادل الرؤى المصرية والبريطانية حول التعليم العابر للحدود، واستراتيجية تدويل التعليم، ودورها في توسيع فرص الحصول على تعليم متميز، بما يسهم في تحسين أداء المؤسسات الأكاديمية والبحثية، والارتقاء بمستوى الخريجين.
اقرأ أيضاً«التعليم العالي» تعلن توفير منح دراسية بديلة لطلاب الجامعة الأمريكية
التعليم العالي: التربية الإعلامية ضرورة لمواكبة التطورات الرقمية وتعزيز الوعي المجتمعي