أغسطس 9, 2023آخر تحديث: أغسطس 9, 2023

عبدالله جعفر كوفلي

باحث اكاديمي

الانتخابات مؤشر واضح على النظام الديموقراطي وطريقة سليمة للتعبير عن الرأي والمشاركة في الحياة السياسية لأي بلد، بالرغم من وجود حالات التزوير وما يشوبها من مساوىء وثغرات.

الجمهور او المواطنين الذين لهم حق التصويت هم احد الأطراف الرئيسة في هذه العملية المتكررة كل عدة سنوات بشكل باتت الانتخابات محل سخرية واستهزاءهم لأنها لم تعد قادرة على تحقيق الهدف من إجراءها في إحداث التغيير نحو الأفضل او تحسين مستوى الخدمات الاساسية المقدمة للمواطنين، نتيجةً لتكرار هذه العملية ارتفع مستوى وعي الناخبين ولم يعد فريسة سهلة في الوقوع في شباك وعود المرشح وكلماته البراقة وجمله الرنانة، بل أصبح الناخبين يضعون أمام أعينهم مصالحهم الخاصة وكيفية الاستفادة من هذه الفرصة ويجبرون المرشحين على تلبية متطلباتهم قبل الإدلاء باصواتهم في يوم الاقتراع، لقناعته التامة ان ما يمكن الحصول عليه قبل يوم الانتخابات لا يمكن الحصول عليه بعدها ويصبح رؤية المرشح عند اعلان النتائج النهائية بفوزه واللقاء به صعبة ويتحول إلى إنسان آخر بعد ان استطاع ان يقنع جمهوره بدعمه بأصواتهم ويبحث عن ما ينفعه إلا ما رحم ربي.

ومن جانب اخر، فإن قسم من الجمهور هو الاخر يلعب على أوتار عديدة ويظهر بأوجه مختلفة ويملك أفواه كثيرة ويتملق لأكثر من مرشح ويعلن تأييده له ويتنقل بين تجمعات المرشحين واحداً تلو الاخر ويأكل من هنا وينتفع من هناك وكل مرشح يحسبهم جمهورًا مخلصًا له وقد يقرر في النهاية دعم من استفاد منه أكثر وهؤلاء يكونون جمهورًا وهميًا مبنيًا على السراب للمرشحين وعليهم عدم الانخداع بهم وبناء فوزهم اعتمادًا عليهم، مع وجود مجموعة من المواطنين الثابتين على مواقفهم ويكونون عند وعودهم ويحترمون ما يقطعون على أنفسهم من عهود لكل مرشح وهم كانوا الأغلبية في السنوات الأولى ولكنهم إلى القلة بعد كل انتخاب،

في العراق ومن ضمنها إقليم كوردستان تقل نسبة مشاركة المواطنين في كل عملية أنتخابية وفق ما يعلنه مراكز الدراسات والابحاث الخاصة بالانتخابات لأسباب مختلفة منها وجود الجمهور الوهمي المتعدد الأوجه والسمات والمتنقل المستمر بين ساحات وتجمعات المرشحين.

حضور أعداد كبيرة من هذا النوع من الجمهور حول المرشحين لا يعد مؤشرًا على فوزهم ولا دليلًا على قوتهم وضمانًا لكسب اصواتهم، لإنه لا سلطان على إرادة الإنسان عندما يمسك القلم خلف الكابينة الخاصة بالإدلاء بصوته، فكم من مرشح اكتسب الأصوات وفاز كان في حساب الجمهور خاسرًا.

حددت رئاسة إقليم كوردستان العراق يوم الخامس والعشرين من شباط ٢٠٢٤ يومًا لإجراء انتخابات برلمان كوردستان وقبلها ستجري انتخابات مجالس المحافظات في العراق الاتحادي في تشرين الثاني من هذا العام حيث تجري الاستعدادات على قدم وساق وبدأ المرشحون بجولاتهم وصولاتهم والتقرب من الجمهور مستغلين المناسبات الاجتماعية والثقافية والدينية اذاناً منهم بخوض المشوار الطويل الصعب.

المرشح الناجح هو الذي يستطيع قراءة الجمهور ويعرف كيف يدخل قلوبهم قبل أن يكسب اصواتهم بضمانات كاملة ولا يخدع بوعود الجمهور الوهمي الذي يلعب على إقناع أكثر من مرشح في نفس الوقت.

إذًا نحن امام عملية انتخابية صعبة للغاية وذلك لشطارة الناخب وخبرته وقدرة المرشح على كسب الأصوات، فالأيام القادمة ستكون حاسمة وستكشف وستقرر الفائز المنتصر من الخاسر..

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

حكم بسجن مرشح للانتخابات في تونس وبقاؤه في السباق الرئاسي  

 

 

تونس- أصدرت محكمة تونسية الأربعاء 18سبتمبر2024، بحقّ العياشي زمّال، أحد المرشّحين الثلاثة للانتخابات الرئاسية المقرّرة في 6 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، حكما بالسجن لمدة سنة وثمانية أشهر بتهم تتعلق بـ"تزوير تواقيع التزكيات"، في إدانة لا تمنعه من مواصلة السباق الرئاسي، بحسب ما صرّح أحد محاميه لوكالة فرانس برس.

وزمّال البالغ 43 عاما هو مهندس ورئيس حزب ليبرالي صغير وأحد المرشّحين الثلاثة الذين وافقت هيئة الانتخابات على ترشّحهم إلى جانب كل من الرئيس قيس سعيّد والنائب السابق زهير المغزاوي (59 عاما).

واستبعدت الهيئة ثلاثة منافسين بارزين آخرين لسعيّد، ورفضت أحكاما أصدرتها المحكمة الإدارية وقضت بإعادتهم إلى السباق الرئاسي.

وقال المحامي عبد الستار المسعودي إنّ المحكمة الابتدائية في جندوبة (شمال غرب تونس العاصمة) أدانت موكله بالتهم الموجهة إليه وقضت بسجنه عاماً وثمانية أشهر، مؤكّدا أن فريق الدفاع "سيستأنف" هذا الحكم.

وأضاف أن الحكم صدر غيابيا، من دون أن يوضح سبب عدم حضور موكله الجلسة.

وأكّد المحامي أنّ هذه الإدانة لا تمنع موكله من مواصلة ترشّحه للانتخابات الرئاسية المقرّرة في 6 تشرين الأول/أكتوبر.

وقال المسعودي إنّ زمال "يبقى مرشحا للرئاسة، وفريقه سيواصل حملته الانتخابية"، مشددا على أنّ "لا شيء يمكنه أن يضع حداً لترشّحه إلا الموت".

وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة في العام 2019، تمكن المرشح رجل الأعمال نبيل القروي من الوصول إلى الدورة الثانية وهو مسجون.

ويواجه الرئيس قيس سعيّد الذي انتُخب ديموقراطيا في 2019 انتقادات شديدة بجرّ تونس نحو السلطوية منذ قرر في 25 تموز/يوليو 2021 احتكار جميع السلطات في البلاد.

وندّد الاتحاد الأوروبي بإجراءات مناهضة للديموقراطية اتخذتها السلطات التونسية بتوقيفها مرشحا للرئاسة وإقصائها ثلاثة مرشحين آخرين.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • مرشح رئاسي تونسي يشتكي هيئة الانتخابات للأمم المتحدة بسبب انتهاكات خطيرة
  • حكم بسجن مرشح للانتخابات في تونس وبقاؤه في السباق الرئاسي  
  • الحكم بالسجن 20 شهرا على المرشح للرئاسة بتونس العياشي زمال
  • محكمة تونسية تقضي بسجن المرشح الرئاسي العياشي زمال سنة و8 أشهر
  • برنامج “المنكوس” ينهي فرز وتقييم المرشحين ويستعد للمقابلات
  • برنامج "المنكوس" ينهي فرز المرشحين ويستعد لإجراء مقابلات
  • غياب تاريخي لميسي ورونالدو عن الكرة الذهبية… وطابع الشباب يسيطر على المرشحين
  • ترامب يحمل هاريس وبايدن مسؤولية محاولة اغتياله
  • الزايدي: الذين سرقوا المليارات من أموال الدولة الليبية وأموال المواطنين الخاصة استنادوا على فتاوى الغرياني عام 2011
  • صفعه بكرسي على رأسه.. شاهد ماذا حدث مع أحد المرشحين لرئاسة بلدية ساو باولو