احتكار مواعيد الفيزا بواسطة الذكاء الاصطناعي يضع المغاربة تحت رحمة السماسرة
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ع. أبو الفتوح
تُعاني طلبات تأشيرة "شنغن" في المغرب من استمرار احتكار سماسرة التأشيرات لمواعيد الفيزا عبر الإنترنت، مستعينين بروبوتات الذكاء الاصطناعي.
ويقوم هؤلاء السماسرة، حسب بعض المصادر المطلعة، باستخدام تقنيات متقدمة لحجز المواعيد بشكل شبه فوري فور توفرها على المواقع الرسمية للشركات الوسيطة خاصة التي توفر تأشيرة إسبانيا وفرنسا، ما يجعل من المستحيل تقريبًا للمواطن العادي الحصول على موعد دون اللجوء إلى خدماتهم.
المشكلة تتفاقم عندما يُعرض هذا الموعد المحجوز للبيع بمبالغ تصل إلى 10 آلاف درهم، مما يضع عبئًا ماليًا إضافيًا على المواطنين الذين يعانون أصلًا من صعوبة الحصول على تأشيرة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل القنصليات والسفارات الأوروبية لمحاربة هذه الظاهرة عبر تغيير طريقة حجز المواعيد وجعلها أكثر خصوصية، وذلك بفرض إلتقاط "سيلفي" من كاميرا الهاتف النقال للراغب في إتمام حجز الموعد وضرورة إدخال القن المرسل عبر البريد الإلكتروني الشخصي، إلا أن السماسرة يظلون دائمًا متقدمين بخطوة باستخدام التكنولوجيا لتجاوز أي عقبات توضع في طريقهم.
الاحتكار الرقمي هذا لا يقتصر فقط على المغرب، بل يظهر في عدة دول حول العالم، حيث يتزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأنشطة غير القانونية. في ظل غياب رقابة صارمة وفعالة على استخدام هذه الأدوات، يظل المواطن العادي ضحية سهلة في قبضة هؤلاء السماسرة.
ويرى متابعون أن هذه الظاهرة لا يمكن أن تستمر دون وجود تواطؤ من بعض الشركات الوسيطة المعنية بحجز مواعيد التأشيرات، وهنا يتساءل الكثيرون عن كيفية تمكن السماسرة من معرفة توقيت فتح المواعيد بشكل مسبق، مما يثير شكوكًا حول وجود تعاون سري بين السماسرة وبعض الجهات التي من المفترض أن تضمن الشفافية والنزاهة في عملية الحجز، في وقت تتصاعد المطالب بتدخل عاجل من السلطات لوضع حد لهذه الظاهرة التي باتت تعرقل تحركات فئات عريضة من المغاربة (رجال أعمال، تجار، مهنيين، طلبة... إلخ) وكشف كل من يثبت تورطه في هذا الاحتكار الرقمي.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
في عصر الذكاء «الذكاء الاصطناعي».. هل يوجد «كلمات مرور» آمنة!
يعمل الذكاء الاصطناعي على “تسريع عملية اختراق كلمات المرور، حيث يساعد القراصنة على تخمين التركيبة الصحيحة، حتى وإن كانت معقدة للغاية، في غضون دقائق معدودة.”
وقالت المهندسة التحليلية في شركة “غازإنفورم سيرفيس” يكاترينا إيديمسكايا: “الذكاء الاصطناعي يعمل على تسريع اختراق كلمات المرور بشكل كبير، الخوارزميات الحديثة، مثل PassGAN، التي تم تدريبها على قواعد بيانات ضخمة من المعلومات المسربة، قادرة على توقع التركيبات المحتملة لكلمات المرور بدقة عالية”.
وأضافت: “نتيجة لذلك، حتى كلمات المرور المعقدة، إذا كانت تتبع أنماطا شائعة، يمكن اختراقها في غضون دقائق. وهذا يجعل الحماية التقليدية غير موثوقة ويجبر المستخدمين على الانتقال إلى طرق أكثر تقدمًا للحماية”.
وأوضحت المهندسة أن “الذكاء الاصطناعي يتيح للمتسللين غير الخبراء، تنفيذ عمليات اختراق معقدة، على سبيل المثال، يمكنه تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة وتحديد نقاط الضعف في أنظمة الأمان”.
ولفتت إلى أنه “في السابق، كان اكتشاف الثغرات الأمنية في الشركات الكبيرة يستغرق أسابيع، بينما يمكن للذكاء الاصطناعي تحديدها في ثوان، ويقترح على الفور أفضل طرق الاختراق”، مشيرة إلى أنها “تساعد الشبكات العصبية المجرمين على البقاء غير مرئيين من خلال تغيير البصمات الرقمية”.
وأشارت الخبيرة إلى أن “روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على إجراء محادثات في الوقت الفعلي، مع التكيف مع أسلوب تواصل الضحية، مما يزيد بشكل كبير من احتمالية نجاح الخداع”.
وتوصي إيديمسكايا: “للحماية من التهديدات الجديدة، يجب اتباع نهج شامل. من المهم استخدام كلمات مرور معقدة وفريدة من نوعها ومديري كلمات المرور، وتفعيل المصادقة الثنائية، وتحديث البرامج بانتظام لإغلاق أي ثغرات أمنية محتملة. كما يجب الانتباه إلى النظافة الرقمية، التحقق من مرسلي الرسائل، وعدم النقر على الروابط المشبوهة، واستخدام الأدوات التي تمنع التصيد الاحتيالي”.
وأضافت الخبيرة “أن دور الشبكات العصبية في مجال الأمن السيبراني سيزداد في السنوات القادمة سواء في الهجمات أو في الحماية”، “لقد غير الذكاء الاصطناعي بالفعل عالم الأمن السيبراني، ودوره في الهجمات والحماية سيستمر في النمو. الشيء الرئيسي هو عدم الاسترخاء والبقاء دائمًا خطوة إلى الأمام”.