هل ينقرض الموز الذي نعرفه قريبا؟
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
حذرت دراسة جديدة في دورية "نيتشر ميكروبيولوجي" من مخاطر مرض فطري يسمى "الذبول الفيوزاريومي" الذي قد يتسبب في انقراض الموز الذي نعرفه اليوم وظيفيا.
ويقول الباحثون في الدراسة التي نشرت في 16 أغسطس/آب إن نوع الموز الذي نتناوله اليوم ليس هو نفسه الذي أكله أجدادنا، فقد انقرضت تلك الأنواع القديمة من الموز وظيفيا، وكانت ضحية لأول تفشي للفطريات الفيوزاريومية في الخمسينيات من القرن الـ20.
ويفتح البحث الجديد الباب أمام العلاجات والإستراتيجيات التي يمكن أن تبطئ، إن لم تكن تتحكم، في انتشار هذا المرض الذي لم يتم التحكم فيه حتى الآن.
ينتقل عبر التربةتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة "لي جون ما" -أستاذة الكيمياء الحيوية والأحياء الجزيئية بجامعة ماساتشوستس أمهرست"- في تصريح لـ"الجزيرة نت": "فطر الذبول الفيوزاريومي الذي ينتقل إلى التربة الزراعية يمكن أن يصيب أكثر من 100 مضيف نباتي مختلف، بسبب تركيبه الجيني والطرق التي يمكن أن يتغير بها. يصيب هذا المرض الموز ويقتله عن طريق إصابة جذوره ونظامه الوعائي، مما يجعله غير قادر على امتصاص المعادن والمياه الأساسية".
وتضيف الباحثة أنه يمكن تقسيم كل جينوم من فطر الذبول الفيوزاريومي إلى قسمين: جينوم أساسي وجينوم إضافي. يقوم الجينوم الأساسي بجميع الوظائف الرئيسية للحفاظ على استمرار الجينوم. ثم يكون الجينوم الإضافي حرا في التغير من سلالة إلى أخرى ويمكنه التعامل مع وظائف متخصصة، بما في ذلك القدرة على إصابة نبات معين. لذلك، فإن فهم كيفية عمل العامل الممرض وجينومه على المستوى الجزيئي هو المفتاح لتطوير طرق لمكافحته ومنع انقراض المزيد من أنواع الموز.
وأمضت "ما" وفريقها قرابة 10 أعوام في دراسة كيفية عمل جينوم هذا الفطر لمكافحة تفشي ذبول الموز الجديد في "موز كافنديش" وهو أكثر أنواع الموز خالي البذور شيوعا في العالم حاليا، ووجد الفريق أن التفشي الجديد ليست مشتقة من نفس العامل الممرض الذي قضى على المحاصيل في الخمسينيات.
بدأت سلالة الفيوزاريومي في إتلاف الموز من نوع كافنديش في ماليزيا وإندونيسيا حوالي عام 1990، ومنذ ذلك الحين شقت طريقها عبر جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا. وفي العام الماضي، وصلت إلى أميركا اللاتينية، المصدر الرئيسي للموز في العالم.
ويقول المؤلفون إنه حتى فترة ستينيات القرن الـ20، كان الموز الصالح للأكل الأكثر شعبية في العالم هو صنف "جروس ميشيل". ولتلبية الطلب العالمي، دخل المزارعون في مجال زراعة موز جروس ميشيل على نطاق واسع، حيث تم تحويل آلاف الهكتارات من الغابات الاستوائية إلى مزارع ضخمة لزراعة هذه النوعية من الموز، لكنها سريعا ما تعرضت للإهلاك بسبب مرض الذبول الفيوزاريومي.
وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتسلسل ومقارنة 36 سلالة مختلفة من المرض من جميع أنحاء العالم. تتضمن هذه السلالات تلك التي هاجمت موز جروس ميشيل. وكشفت التسلسلات أن الذبول الفيوزاريومي هو نفسه المسؤول عن إهلاك الموز في الوقت الحالي، وليس سلالة جديدة منه، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع الجامعة.
"كما هو متوقع، وجدنا تسلسلات إضافية في جينوم "تي آر 4″ (TR4) تسهم في ضراوته، بما في ذلك إنتاج الغاز الضار، وأكسيد النيتريك، الذي يسهل غزو المضيف" وفقا للباحثة. وفي أبحاث مستقبلية، يرغب الفريق في فهم أفضل لكيفية إنتاج الفطر لمثل هذا الغاز الضار بدون أن يؤذي نفسه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی العالم
إقرأ أيضاً:
زوكربيرج يعلن نهاية دور المبرمجين التقليديين في ميتا قريبا
قال الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرج، إن الذكاء الاصطناعي سيقوم بكتابة الجزء الأكبر من الشيفرة البرمجية الخاصة بمشروع Llama خلال الـ12 إلى 18 شهرا القادمة، موضحا أن أداء الذكاء الاصطناعي بات يعادل أداء شخص جيد جدا ضمن فريق، وسيتفوق قريبا على أفضل المبرمجين.
وأوضح زوكربيرج، خلال مقابلة إذاعية مع الباحث دواكيش باتيل، أن الذكاء الاصطناعي حاليا ممتاز في إكمال أجزاء من الشيفرة تلقائيا، لكن المرحلة المقبلة ستشهد قدرته على تنفيذ اختبارات، واكتشاف الأخطاء، وكتابة كود عالي الجودة بشكل مستقل، دون تدخل بشري مباشر.
وأضاف: “أنا لا أتحدث هنا عن إكمال تلقائي للكود فقط.. بل عن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحقيق هدف معين، وتشغيل اختبارات، واكتشاف المشاكل، وكتابة شيفرة أفضل من الشخص الجيد جدا في الفريق”.
وأشار زوكربيرج إلى أن الذكاء الاصطناعي “متكامل تماما” مع أدوات التطوير الخاصة بالشركة، وأن “ميتا” تعمل حاليا على تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي متخصصين في البرمجة والبحث، لدعم مشاريع Llama بشكل خاص.
وأكد أن الشركة لا تطور أدوات برمجة عامة، بل أدوات داخلية مخصصة تسهم في تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي.
وسبق لـ زوكربيرج أن عبر عن الرؤية ذاتها في مقابلة سابقة هذا العام، مشيرا إلى أن “جميع الأكواد التي تستخدم في تطبيقات ميتا، وكذلك الأكواد التي تولدها نماذج الذكاء الاصطناعي، ستكتب بالكامل بواسطة مهندسي الذكاء الاصطناعي بدلا من المهندسين التقليديين”.
وأوضح أن قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية تمكنه من أداء مهام مهندس برمجيات في المستوى المتوسط بكفاءة.
وتتفق توقعات زوكربيرج مع تصريحات مماثلة من قادة شركات تكنولوجيا أخرى، حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك Anthropic، داريو أمودي، في مارس 2025، إن 90% من الشيفرات البرمجية ستكتب بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، وستكون جميع الأكواد تقريبا من إنتاج الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية العام.
أما في شركة جوجل، فكشف المدير التنفيذي سوندار بيتشاي أن ربع الشيفرات البرمجية لديها تكتب حاليا باستخدام الذكاء الاصطناعي.
بينما صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأن هناك شركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج 50% من الكود البرمجي المستخدم لديها.