تاج السر عثمان بابو

(1)
تدخل الحرب اللعينة التي اندلعت في ١٥ ابريل ٢٠٢٣ شهرها السابع عشر، بعد ما احدثته من دمار في البنية التحتية وأدت لنزوح الملايين داخل وخارج البلاد ومقتل وجرح وفقدان الآلاف، وماساة إنسانية وإبادة جماعية وجرائم الحرب وضد الانسانية، من طرفي الحرب، وتعمد الإسلامويين اطالة أمد الحرب برفضهم الجلوس للتفاوض لوقفها، اضافة لتدهور الأوضاع المعيشية والصحية، وجاءت كوارث السيول والامطار الأخيرة لتفاقم الأوضاع الصحية ، فانتشرت أمراض الكوليرا والملاريا، والذباب والناموس، وتم تدمير المساكن وخيام النازحين، كما تم قطع خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والانترنت، اضافة لانتهاكات حقوق الإنسان من اعتقالات وتعذيب السياسيين وأعضاء لجان المقاومة والخدمات والمعارضين للحرب الوحشي في سجون طرفي الحرب، واصبح خطر المجاعة ماثلا الذي يهدد حياة أكثر من ٢٥ مليون سوداني بنقص الغذاء حسب بيانات الأمم المتحدة، كل ذلك يتطلب بذل الجهود لوقف الحرب التي لابد من وقفها بالتفاوض، وضمان وصول الأغاثات للمتضررين،وجبر الضرر والتصدي لصلف الإسلامويين دعاة استمرار الحرب التي تضرر منها المدنيون.

فدعاة الحرب كالحرب أشد دمارا وخطرا على وحدة البلاد، كما حدث طيلة ثلاثين عاما من حكمهم الذي دمر العباد والبلاد، مما أدي لانفجار ثورة ديسمبر التي مازالت جذوتها متقدة، رغم المحاولة المحكوم عليها بالفشل لاطفاء نورها بالحرب اللعينة الجارية.

(2)
حتى لا يتكرر فشل الفترة الانتقالية بعد ثورة ديسمبر 2018:
لابد من وقف الحرب التي في جوهرها حرب من أجل السلطة والثروة وتصفية الثورة، وهي امتداد للجرائم السابقة، كما فتحت الباب على مصراعية للتدخل الخارجي وأدت لتزايد نشاط المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، واشتداد حدة الصراع على موارد البلاد وافريقيا بين المحاور الاقليمية والدولية، ومن أجل الوجود على البحر الأحمر، فضلا عن خطر امتداد الحرب لدول الجوار التي يدعم بعضها طرفي الحرب، وتكوين المليشيات والجيوش مما يهدد بحروب قبلية واثنية في الشرق والشمال كما حدث في دارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق ، تؤدي الي تفتتيت وحدة البلاد.
الحرب اللعينة الجارية حاليا في السودان هي امتداد لحروب روسيا – اكرانيا، وحرب غزة التي تهدد السلم الدولي والاقليمي، وتهدف لنهب موارد الشعوب والمنطقة وتفتيت وحدتها بتقسيمها الي وحدات قبلية واثنية.

(3)
كان من أسباب فشل الفترة الانتقالية بعد ثورة ديسمبر : – قطع انقلاب اللجنة الأمنية الطريق أمام الثورة وأمام إنجاز مهام الفترة. الانتقالية.
– كما جاءت مجزرة فض الاعتصام أمام القيادة العامة والولايات لتصفية الثورة، وهي مجزرة بشعة مازالت تنتظر تقديم المسؤولين عنها للمحاكمات.
– بعد مجزرة فض الاعتصام ومواكب ٣٠ يونيو ٢٠١٩ الذي كان سدا منيعا أمام تصفية الثورة، تراجعت قوى الحرية والتغيير عن ميثاق إعلان الحرية والتغيير الذي وقع في يناير 2019 الذي ركز على قيام الحكم المدني الديمقراطي ، بالتسوية التي تمت بالتوقيع على الوثيقة الدستورية التي كرّست الشراكة مع العسكر وقننت الجنجويد دستوريا ، وحتى الوثيقة الدستورية تم الانقلاب عليها بالتوقيع على اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات ومناصب والهادف لتصفية الثورة، وعدم تنفيذ توصيات المؤتمر الاقتصادى، والمحاسبة وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية، وعدم تكوين المجلس التشريعي، والبطء في تفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة، والتوجه شطر تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي كما في تخفيض العملة وسحب الدعم عن الوقود والكهرباء والتعليم والصحة والدواء، مما فاقم الأوضاع المعيشية ، اضافة للقمع الوحشي للمواكب السلمية واستمرار المجازر والابادة الجماعية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق بهدف نهب الأراضي والمعادن، حتى تم إطلاق رصاصة الرحمة على الوثيقة الدستورية بانقلاب 25 أكتوبر ٢٠٢١.
وبعد المقاومة الجماهيرية والمليونيات الحاشدة لانقلاب 25 أكتوبر الذي فشل حتى في تكوين حكومة تم الاتفاق الإطاري الذي أعاد الشراكة وكرس الدعم السريع واتفاق جوبا، وحتى الاتفاق الإطاري تم الانقلاب عليه بعد تفجر الصراع بين العسكر والجنجويد على فترة دمج الجنجويد في الجيش ، مما أدي لانفجار الحرب الراهنة التي قضت على الأخضر واليابس.

(4)

كل ذلك يتطلب وقف الحرب، واستلهام الدروس السابقة لفشل الفترات الانتقالية السابقة والتراجع عن مواثيقها التي تم الإجماع عليها كما حدث في ثورة أكتوبر 1964م، انتفاضة مارس – أبريل ١٩٨٥ ، اتفاقية نيفاشا التي أدت لفصل الجنوب بعد إطالة أمد الحرب ( بعد الوصول لحل مشكلة الجنوب باتفاق الميرغني – قرنق ) ، وثورة ديسمبر ٢٠١٨، والخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية، وتنفيذ المواثيق التي يتم الاتفاق عليها ، وهذا ما نعنيه بالتغيير الجذري الذي يبدا بقيام نظام ديمقراطي مستدام، وتنمية متوازنة، و وخروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وقيام جيش قومي مهني موحد بعد حل المليشيات (دعم سريع، مليشيات الكيزان والحركات)، وعدم الافلات من العقاب، وسلام عادل وشامل، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم، وضمان السيادة الوطنية، وحماية ثروات البلاد. ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.

الوسومتاج السر عثمان بابو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: ثورة دیسمبر طرفی الحرب

إقرأ أيضاً:

الحركة الشعبية لتحرير السودان التيار الثورى الديمقراطى: بيان حول اجتماع المكتب القيادي

انعقد مساء الأمس الاثنين الموافق 24 فبراير 2025 إجتماع المكتب القيادي القومي للحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، بحضور الرئيس ونائب الرئيس، حيث ناقش الاجتماع قضايا الحرب والكارثة الإنسانية، وبناء تحالف صمود والجبهة المدنية واستقلاليتها ومؤتمر نيروبي والحكومة الموازية، كما تطرق الاجتماع لإجتماعات أديس ابابا للإتحاد الأفريقي والآلية، التعديلات الدستورية ، وإختيار الأمين العام للتيار الثورى الديمقراطى، وتوصل الاجتماع للآتي:

♦️الكارثة الإنسانية وضرورة وقف عربدة سلاح الطيران وهمجية الإنتهاكات ضد المدنيين ( الدبيبات، زمزم، القطينة ) .
♦️ إستقلالية قوى الثورة والقوى الديمقراطية تواجه تحديا جديدا وغير مسبوق.
♦️نحو إستقلالية قوى الثورة وتميز وتمييز فكرها وخطابها وتنظيمها كطرف أول ورئيسى لإستكمال الثورة وتأسيس الدولة.
♦️الثورة والكلمة أكثر خلودا من المدفع، لا شرعية لحكومتى الحرب، والشرعية للثورة وللجماهير.
♦️مؤتمر نيروبي والحكومة الموازية.
♦️التعديلات الدستورية تكريس للديكتاتورية ومدخل لعودة الفلول.
♦️الإتحاد الأفريقي لم يفعل الكثير ، ولابد من إعادة تصميم العملية السياسية.
♦️ السلام ممكن وهدف إستراتيجى، والحسم العسكرى مستحيل، نعم للجبهة المعادية للحرب وحركة واسعة ومتنوعة للسلام الآن .
♦️ الحفاظ على وحدة وسيادة السودان فرض عين على كل سودانية وسودانى.

⭕الكارثة الإنسانية وضرورة وقف عربدة سلاح الطيران وهمجية الإنتهاكات ضد المدنيين ( الدبيبات، معسكر زمزم، القطينة ):
لسلاح الطيران تاريخ قديم فى ممارسة العربدة وقصف المدنيين والمؤسسات المدنية فى مناطق الحرب وهى جرائم حرب بدأت بجنوب السودان ولم تتوقف عنده وإنتقلت إلى جبال النوبة، دارفور، النيل الأزرق وشرق السودان، وفى هذه الحرب عمت هذه العربدة كل أنحاء السودان بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وآخر الإنتهاكات والضحايا كانت من اهلنا فى الدبيبات، ومن المحير أن لا يفرق سلاح الطيران بين الأهداف المدنية والعسكرية! إن ما يحدث يورط القوات المسلحة فى جرائم حرب واسعة وعلى قادة القوات المسلحة أخذ هذه القضية بجدية، وندعو القوى المدنية ومنظماتها التوقف عند هذه القضية والإتفاق على كيفية التعامل معها وفضحها، كما أننا ندين الإنتهاكات الواسعة التى قامت بها قوات الدعم السريع فى القطينة ومعسكر زمزم، وقد آن لنا أن ننتظم فى حملة أكثر قوة وعمقا ضد طرفى الحرب وإنتهاكاتهما المستمرة ضد المدنيين وأن نضع كل ذلك أمام الدورة الحالية لإجتماعات لاجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن المدخل الصحيح للعملية السياسية هو مخاطبة الكارثة الإنسانية والإنتهاكات وحماية المدنيين ووقف إطلاق النار، دون ذلك لن تقف العملية السياسية على رجليها.
⭕إستقلالية قوى الثورة والقوى الديمقراطية تواجه تحديا جديدا وغير مسبوق:
قوى الثورة والقوى الديمقراطية مهمتهما الرئيسية:
1- الحفاظ على جذوة ثورة ديسمبر.
2- عدم الاندماج فى أى من معسكرى الحرب ومقاومة الضغوط والتحديات الجديدة ورفض التبعية لأى معسكر، والحفاظ على إستقلالية القوى الديمقراطية وتمييز وتميز فكرها وخطابها وتنظيمها كطرف أول ورئيسى لإستكمال الثورة وتأسيس الدولة.
3- وضع خارطة طريق تفصيلية للحل الشامل، سيما أن هناك خارطتى طريق من بورتسودان ونيروبى.
إن الثورة والكلمة أكثر خلودا من المدفع ولا شرعية لحكومتى الحرب والشرعية للثورة وللجماهير .
⭕ مؤتمر نيروبي والحكومة الموازية:
تابعنا عن كثب مؤتمر نيروبي الذى ضم قوى مهمة و طرف رئيسى من أطراف الحرب، ونرى إن الحكومة الموازية لن تحل قضية الشرعية، بل ستؤسس لإطالة أمد الحرب والدفع بالسودان نحو المجهول مثل تجارب الصومال وليبيا واليمن، إن أقصر الطرق لخدمة المواطنين هو وضع نهاية للحرب، ووجود حكومتين سيعقد حياة المدنيين فى مناطق طرفى النزاع، إننا نقف ضد الحكومة الموازية وضد تعنت بورتسودان فى الجلوس لحل الكارثة الإنسانية وإنهاء الحرب.
إننا نؤيد مخاطبة جذور الأزمة والفصل التام بين الدين والدولة وإستخدام رؤية السودان الجديد لبناء سودان جديد حقا لا كآلية لتمزيق السودان، إن وحدة السودان هدف إستراتيجى لرؤية السودان الجديد، وقد إستقبل شعبنا هذه الرؤية بترحاب واسع فى عام 1983 لانها فى الأساس دعت لوحدة السودان والمواطنة بلا تمييز ، وخرج ملايين الناس لاستقبال القائد الوطني والمفكر الثورى دكتور جون قرنق دي مبيور فى الساحة الخضراء لإنحيازه الصميم لوحدة السودان وللفقراء والعدالة الإجتماعية والمواطنة بلا تمييز، إن فكر السودان الجديد يجمع ولا يفرق ويصون ولا يبدد.
إننا نناشد قوى إعلان نيروبى فى تأسيس إدارة مدنية لخدمة المواطنين فى مناطق سيطرتها كما فعل دكتور جون قرنق على مدى 21 عاما حتى توفر الإدارة الخدمات والأمن للمواطنين إلى حين الوصول إلى إتفاق سلام يعمل على تأسيس الدولة ويبنى سودانا جديدا يسع الجميع فى مواجهة مؤامرات الفلول والحركة الإسلامية التى دفعت نحو الإنقلاب ثم الحرب وتدفع الآن إلى تمزيق السودان، وهى حركة إرهابية، والحكومات القائمة فى ظل الحرب تخدم النخب ولا تخدم المواطن، ولقد كون الإجتماع لجنة لدراسة وثيقة نيروبي.
⭕التعديلات الدستورية تكريس للديكتاتورية ومدخل لعودة الفلول:
التعديلات الدستورية ما هى إلا تعديلات لتكريس الديكتاتورية ومدخل لعودة الفلول ومحاولة لن تنجح لهزيمة ثورة ديسمبر ويجب رفضها ومقاومتها.
⭕الإتحاد الأفريقي لم يفعل الكثير ، ولا بد من إعادة تصميم العملية السياسية:
الإتحاد الأفريقي لم يفعل الكثير من أجل السودان فى قمته، وحسنا فعل وفد صمود برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك بالدفع بأجندة السودان إلى الأمام فى القمة الأفريقية، نحتاج لعمل مستمر غير موسمى مع الجوار الإقليمي والأفارقة والعرب ،آلية الإتحاد الأفريقي لم تشرك السودانيين على نحو فاعل فى تصميم العملية ولا توجد أسس موضوعية فى إصدار الدعوات وهى عملية معزولة عن معالجة الكارثة الإنسانية والمسار العسكرى، مع ذلك ندعم جهود الإتحاد الأفريقي وندعو إلى تطويرها ومعالجة الخلل الذى صاحبها.
⭕السلام ممكن وهدف إستراتيجى، والحسم العسكرى مستحيل، نعم للجبهة المعادية للحرب وحركة واسعة ومتنوعة للسلام الآن:
الحديث عن النصر المطلق غير ممكن وغير مفيد، ندعم الجهود فى بناء الجبهة المعادية للحرب لوقفها وإنهائها ونحو حركة واسعة للسلام الآن.
⭕الحفاظ على وحدة وسيادة السودان فرض عين على كل سودانية وسودانى:
تواجه وحدة السودان والحفاظ على سيادته تحديات كبيرة وإنقسمات إجتماعية وسياسية حتى فى داخل الأسرة الواحدة، وتدخلات خارجية تستدعي الحوار العميق بين القوى السياسية والاجتماعية لتوحيد النسيج الوطنى السودانى والحفاظ عليه ورفض التدخلات الخارجية.
⭕ قبول استقالة:
نرحب ببيانات الرفاق الذين نفوا مشاركتهم فى التوقيع فى البيان الصادر بإسمهم بخصوص المشاركة فى إعلان نيروبى، ونرحب بموقف الذين رفضوا التوقيع ولقد قبل المكتب القيادي إستقالة الحاج بخيت عضو المكتب القيادي، وأحمد تاتير عضو المجلس المركزى ووجهه فرع كمبالا بقبول إستقالة الرشيد مسبل ونتمنى لرفاقنا السابقين كل الأماني الطيبة ونشكرهم على الجهد الذى أنفقوه معنا فى بناء التيار الثوري الديمقراطي.
⭕ إختيار الأمين العام ونوابه للتيار الثورى الديمقراطى:
بت المكتب القيادي فى مسألة إختيار الأمين العام ونوابه وسيتم تنفيد قرار المكتب القيادي فى القريب العاجل.

سلام على شعبنا
سلام على الشهداء والجرحى
العودة الحميدة للمفقودين
#لا_لحرب_أبريل
#نعم _لثورة_ديسمبر

٢٥ فبراير ٢٠٢٥

   

مقالات مشابهة

  • اضبطوا البوصلة على هدف استعادة الثورة..!
  • اضبطوا البوصلة على هدف استعادة الثورة !!
  • (دخل شوقي من نفس الباب الذي خرج منه حافظ)
  • ما الدروس التي استخلصتها شعبة الاستخبارات الإسرائيلية من فشل السابع من أكتوبر؟
  • ما الذي أشعل فتيل الحرب في السودان؟
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان التيار الثورى الديمقراطى: بيان حول اجتماع المكتب القيادي
  • المادة 16 !!
  • محجوب فضل بدری: صياد النجوم فی أبْ قَبَّة فحل الديوم !!
  • بيان من التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة حول توقيع ميثاق تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” بالعاصمة الكينية نيروبي
  • "البسيج" يكشف نتائج الخبرة على أسلحة "جند الخلافة" التي دُفنت في شرق البلاد