زرموح: ما يجري في المركزي صراعات غير محسوبة العواقب وستوثر على الاقتصاد!
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
بعد أيام على صدور القرار الخاص بإنهاء مهام السلطة التنفيذية في طرابلس، أعلن المجلس الرئاسي عن اتخاذه قرارًا بالإجماع، بانتخاب محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي وتشكيل مجلس إدارة جديد، فما حيثيات هذا القرار وما تأثيراته على الأوضاع الاقتصادية في البلاد؟.
وحول هذا القرار، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عمر زرموح لشبكة “عين ليبيا”: “بالنسبة لما يجري في المصرف المركزي أو حول المصرف المركزي، يمكن القول باختصار بأن ما يجري هو صراعات غير محسوبة العواقب، لذلك فنحن نخشى من الآثار السلبية لهذه الصراعات ونتائجها على الاقتصاد الليبي”.
وأضاف: “المصرف المركزي لا يدار بفرد بل بمجلس إدارة، وما نلاحظه هو أن المصرف المركزي منذ عام 2014 الى هذا العام 2024، لم يعقد مجلس إدارته إلا اجتماعا واحدا، هو ذلك الاجتماع الذي غير فيه سعر الصرف بتاريخ 2020/12/16، في حين أن قانون المصارف ينص على أن مجلس إدارة المصرف المركزي يجب أن يجتمع اجتماعا واحدا على الأقل مرة في كل شهر، والحد الأدنى لعدد الاجتماعات التي كان يجب أن يجتمعها خلال عشر سنوات هي 120 اجتماع، ومن 120 اجتماع اجتمع اجتماعا واحدا”.
وقال الدكتور زرموج: “هذا خطأ إداري ومهني كبير ارتكبه المصرف المركزي”، مضيفا: “المسؤولية بالدرجة الأولى من وجهة نظري على المحافظ، ورغم أن المحافظ يدعو للاجتماع ولكن لا يوجد استجابة”.
وتابع الخبير الاقتصادي لشبكة “عين ليبيا”: “هذه النقطة لها حل قانوني، ولكن المحافظ لم يهتم بالحل القانوني، وفضل أن يدير المصرف المركزي منفردا، وفي إدارته منفردا خلال العشر سنوات الماضية، السيد المحافظ ارتكب العديد من الأخطاء، وهي تعتبر أخطاء في حق الاقتصاد، والقرارات التي اتخذها والتي أدت إلى خلق سوق سوداء منذ حوالي منتصف سنة 2014 إلى سنة 2020، وعندما تغير سعر الصرف بالاجتماع المذكور، فإن السوق السوداء لم تنتهي نهائيا لكن نعتبرها في حكم المنتهي خلال سنة 2021 و2022، ولكن منذ الشهر العاشر لعام 2023 بدأت تنتعش مرة ثانية، بسبب سياساته التي خلقت اضطرابا كبيرا في الجانب النقدي”.
وأردف الدكتور زرموح: “من الأخطاء المرتكبة هي أن السيد المحافظ ينبغي أو يفترض أنه يعرف أن المادة 5 من قانون المصارف تنص على أن وظيفة المصرف المركزي، يجب أن تكون العمل على الاستقرار النقدي، وحتى عندما يحصل اضطراب نقدي لأسباب خارجة عن إرادة المصرف، يجب أن يعمل على معالجتها”.
وأضاف: “ما نراه من السيد المحافظ هو أنه يخلق الاضطرابات النقدية، وهذا ما فعله منذ الشهر العاشر لعام 2023 حتى الآن، بما في ذلك القرار الذي أصدره في 1 فبراير في بعض الضوابط، والذي أول من خالفه هو نفسه المصرف المركزي، ثم بعد ذلك جاء بالضريبة، ورغم صدور حكم من المحكمة إلا أنه لم يذعن لحكم المحكمة، وهذا يعني عبث بالقانون ومخالفة لأحكام القضاء وعبث في الاقتصاد الليبي”.
وزاد الدكتور زرموخ: “السيد المحافظ بمواقفه الأخيرة من أواخر سنة 2023، نجد أنه أصبح يعمل بالسياسة، ولم يعد يعمل مهنيا، وأصبح طرفا سياسيا”.
واستطرد قائلا: “في جانب المجلس الرئاسي نحن نعرف أن المجلس الرئاسي طبقا للقانون سواء نظرنا لقانون المصارف رقم 1 عام 2005 أو نظرنا للاتفاق السياسي، نجد أن المجلس الرئاسي لا يملك تغيير المحافظ ولا تعيين المحافظ، ولذلك أعتقد أن المجلس الرئاسي مدرك لهذه الحقيقة، ومن ثم فهو قد قام بتفعيل قرار سابق لمجلس النواب وهو القرار الذي صدر منذ عام 2018 والقاضي بتعيين السيد محمد الشكري محافظا المصرف المركزي”.
وأشار الدكتور زرموح إلى أن : “النقطة الغامضة إلى حد الآن بالنسبة لي، لا اعرف ما مدى قدرة المجلس الرئاسي على تنفيذ قراره وبسرعة، لأنه يقول سوف ينفذ وهذا لا معنى له، ولذلك فهو إما أن يكون قادرا على تنفيذ قراره أو ما كان ينبغي له أن يتخذ مثل هذا القرار، وهو قرار حسب رأي القانونيين هو قرار كاشف، بمعنى هو قرار صادر من جهة سابقة أو مفروغ منها وإنما عملية تفعيل لقرار صادر، وهذا من ناحية الشكل القانوني أو التكييف القانوني لما قام به المجلس السياسي، وحول تعيين المجلس الرئاسي محافظا جديدا، فهذا لا يملك طبقا للقانون”.
وتابع الخبير الاقتصادي لشبكة عين ليبيا: “النقطة الأخرى، القول بأن المجلس الرئاسي، عين مجلس إدارة فهذا أيضا غير منطقي، ولا اعتقد أنه سليم لسببين، أولا نحن لم نر أي قرار من المجلس الرئاسي، قرأنا تصريحا عن المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي، ولكننا لم نر قرار، فإذا كان عنده قرار لماذا لم ينشره، والنقطة الثانية، موضوع التعيين، ليس من اختصاصه أيضا وهو من اختصاص السلطة التشريعية بالتشاور مع المحافظ، فالمحافظ الجديد بعد أن يباشر عمله، يمكن للسلطة التشريعية أن تتشاور معه في تعيين أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء مجلس الإدارة من غير المحافظ هم 8 يعين منهم 7، أما الثامن فهو وكيل وزارة المالية وهو عضو بالصفة ولا يحتاج لأي قرار، وهذا ليس من اختصاص المجلس الرئاسي”.
وأضاف الدكتور زرموح: “لم نر أي مستند لمجلس النواب يفيد بأنه قرر تفعيل قرار سابق لمجلس النواب بتعيين مجلس الإدارة، ولا اعتقد أن مجلس النواب يملك أن يصدر قرارا مخالفا للقانون، هو يملك يغيّر القانون، لكنه لا يملك أن يصدر قرارا مخالفا للقانون، مثلا القرار الذي أصدره مجلس النواب في السابق بإعطاء صلاحية للمحافظ ونائبه، (صلاحيات مجلس الإدارة)، هذا غير صحيح وغير منطقي لأنه مخالف لقانون المصارف رقم 1 سنة 2005، فلذلك لا يوجد حاليا مجلس إدارة، ولا احد يملك أن يتخذ قرارا يكون من اختصاص مجلس الإدارة”.
وحول المهام المنتظر تحقيقها من المحافظ الجديد، قال الدكتور زرموح: “اعتقد أنه في حالة أن يستطيع المجلس الرئاسي تنفيذ قراره بتفعيل القرار السابق لمجلس النواب، بتعيين السيد محمد الشكري، فأعتقد أن المنتظر منه هو أن يفعل ما فشل المحافظ السابق في القيام به، ألا وهو خلق الاستقرار النقدي تطبيقا للمادة رقم 5 من قانون المصارف رقم 1 في سنة 2005، ولو فعل ذلك سيكون إنجاز عظيم جدا من المحافظ الجديد، بالإضافة إلى آمل أن يعمل على تشكيل مجلس الإدارة، وطبعا القانون لم ينص على أن مجلس الإدارة يكون باقتراح من المحافظ، وإنما يكون بقرار من مجلس نواب بعد التشاور مع المحافظ”.
وأردف الدكتور زرموج: “هناك فرق بين التشاور والاقتراح، وإذا كان مجلس النواب، لم يقتنع بالمحافظ الذي سبق له أن عينه ولا يوجد ما يفيد بأنه ألغى قراره لأن القرار الأخير طبقا للقانونيين، أنه اتخذ دون نصاب قانوني، يعني القرار الذي ألغى فيه قراره بإلغاء تعيين شكري، قرار غير قانوني لأن النصاب القانوني لم يتوفر طبقا للقانونيين”.
وتابع: “كذلك القول بأن مجلس النواب قرر التمديد للسيد الصديق الكبير، هو أيضا قول غير منطقي، لأن الصديق الكبير، من وجهة نظر مجلس النواب، هو مقال، والمقال لا يمدد له”، مضيفا: “نستغرب من هذا، كما أن بعض القانونيين أثاروا مثل هذه التساؤلات، كيف لمجلس النواب أن يقيل المحافظ، ثم بعد الإقالة بعدة سنوات يمدد له، فهو يمدد لشخص هو لا يتبعه ولا يعترف به كمحافظ، فكيف ذلك، هل عينه من جديد، وهذا لا يمكن لأن الاتفاق السياسي يحتم أن تعيين المحافظ يكون بالتشاور مع مجلس الدولة، وهذا لم يحصل”.
وحول قضية خطف مصعب مسلم مدير إدارة تقنية المعلومات في البنك، قال الدكتور زرموح لشبكة “عين ليبيا”: هذه مسألة تحتاج إلى تحقيق وقضاء ونيابة، رغم أني قرأت لكن لا ندري ما مدى صحة ذلك، أن المعني لم يكن مخطوفا وإنما استدعي من بعض الجهات الأمنية للاستماع الى أقواله في مسألة ما لا ندري ما هي، ثم عاد وأطلق سراحه، وإذا كان الأمر كذلك، يعني يعتبر أمرا عاديا، ولا يستحق إثارة أي جدال فيه”.
وحول تأثير محاولة استبدال قيادة المصرف بالقوة على وصول ليبيا إلى الأسواق المالية الدولية، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عمر زرموج: “موضوع تعيين المحافظ أو استبداله، هو شأن داخلي، ولا ينبغي أن يكون للجهات الخارجية أي دخل فيه”، مضيفا: “لكن للأسف قد يكون هناك تدخل بسبب ضعف الوضع السياسي في ليبيا، لكن من حيث ما يجب أن يكون لا ينبغي أن يكون لهم أي دخل”.
وأضاف: “مسألة استبدال قيادة المصرف بالقوة هي القضية، وليس استبدال قيادة شرعية بالقوة، إنما هي تفعيل لقرار سابق، فإذا كان القرار السابق عن جهة شرعية وهي مجلس النواب إذا صح هذا القول فيصبح تنفيذه بالقوة من الأشياء المبررة، والتي لا ينبغي لأحد أن يتدخل فيها، وإنما إن كان هناك خطأ فالخطأ في من يتشبث بالمنصب رغم وجود قرار بإقالته”.
وتابع د. زرموج: “هذا القرار ينبغي أن يُبحث من الناحية القانونية، فإذا كان القرار سليما، فينبغي للسيد المحافظ الحالي أن يجري عملية التسليم والاستلام دون حاجة لأي نوع من الضغوط أو القوة، إلا إذا أراد أن يتمترس في منصبه غير مهتم بالجوانب القانونية، وفي اعتقادي أن العبرة هنا في التفسير القانوني”.
وأضاف: “بالنسبة للوصول للأسواق المالية الدولية، بطبيعة الحال، إذا كانت الإجراءات قانونية فينبغي أن تستبدل التوقيعات بشكل اعتيادي، فكما تبدل المحافظ السابق من العهد السابق، وهو طبعا تبدل بسبب الثورة، يتبدل الذي بعده، ولا أحد من حقه أن يعترض، وإذا كان هناك اعتراض فعال من القوى الخارجية، فهذا انعكاس لعدم وجود رجال دولة عندنا ولضعفنا الشديد”.
وتابع الدكتور زرموج: “أنا في تقديري يجب أن نهتم بأن القرار الذي اتخذه المجلس الرئاسي، يكون مبررا من الناحية القانونية، وكما ذكرت سابقا القرار ليس تعيينا لمحافظ جديد، بل القرار تفعيل هو تفعيل لقرار سابق لمجلس النواب، وهناك وفرق بين الأمرين”.
وحول سؤالنا كيف سيبدو المشهد الاقتصادي في البلاد بعد هذه الحادثة، قال الدكتور عمر زرموح لشبكة “عين ليبيا”: “كما سبق وقلت، المجلس الرئاسي، لم ينشر قراره بعد ولم نره، وبالتالي حتى يصعب تقييمه سليما وإنما كل ما رأينا هو تصريح، فإذا كان المجلس الرئاسي واثقا مما يفعل من الناحية القانونية، فيجب أن ينفذ قراره بسرعة، فإذا نفذ قراره بسرعة، فلا اعتقد أنه ستكون هناك مشكلة كبيرة، وقد تكون مشاكل صغيرة، وتنتهي”.
واختتم د. زرموح بالقول: “لكن إذا لم يكن واثقا من سلامة قراره من الناحية القانونية، فسيكون هناك شد ورد، وقد تكون هناك مماطلة في التنفيذ أو صعوبة في التنفيذ، وفي هذه الحالة، ستنعكس هذه الصعوبة على الوضع الاقتصادي وتزداد الارتباكات والفوضى والتشاؤم عند المتعاملين من رجال الأعمال والتجار، وهذا سينعكس على السوق الموازي وسيرتفع سعر صرف النقد الأجنبي، وبالتالي ستنخفض قيمة الدينار الليبي، ولا اقصد بذلك القيمة الرسمية، وإنما القيمة في السوق الموازية ونأمل ألا يحصل ذلك”.
آخر تحديث: 19 أغسطس 2024 - 13:54المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الاقتصاد الليبي السوق الموازية الصديق الكبير المجلس الرئاسي مجلس إدارة مجلس النواب محافظ المركزي مصرف ليبيا المركزي من الناحیة القانونیة أن المجلس الرئاسی الخبیر الاقتصادی المصرف المرکزی السید المحافظ مجلس الإدارة طبقا للقانون القرار الذی مجلس النواب قال الدکتور مجلس إدارة هذا القرار قرار سابق عین لیبیا فإذا کان اعتقد أن ینبغی أن أن یکون أن مجلس یجب أن
إقرأ أيضاً:
حصاد جلسات مجلس النواب.. عمل برلماني مكثف شهده مجلس النواب في أسبوع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد مجلس النواب نشاطًا مكثفًا في جلساته خلال هذا الأسبوع، استهلها بموافقته نهائياً على مشروع القانون المُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب لتنظم شئون اللاجئين من منطلق التزام الدولة بمسئوليتها الإنسانية تجاه اللاجئين وتحقيق توازن بين حماية اللاجئين والحفاظ على الأمن القومي الوطني بما يتوافق مع المعاهدات الدولية وبالتعاون مع المفوضية السامية بالأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وانطلاقًا من الحرص على الالتزام بأحكام المحكمة الدستورية العليا، مجلس النواب يشكل لجنة مشتركة من لجنة الإسكان ومكتبي الإدارة المحلية والشئون الدستورية والتشريعية لإجراء تحليل شامل ومستفيض لحيثيات حكم المحكمة الدستورية العليا بما يمكن المجلس من فهم وتقييم كل الجوانب المرتبطة بمسألة الإيجار القديم والتوصل إلى البدائل والحلول المناسبة لها، دون تحيز لطرف على حساب الآخر بما يعزز التضامن الاجتماعى بين أبناء الوطن.
وواصل المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد من حيث المبدأ وسط إشادات واسعة من النواب بحرص المجلس على اتساع دائرة الحوار المجتمعي حول مشروع القانون لضمان تناول جميع الآراء وصولاً لتحقيق حماية فاعلة لحق الفرد والمجتمع.
واستكمالاً لدوره الرقابي، استعرض المجلس بيانين من وزيري الإسكان، والتنمية المحلية، لمتابعة تنفذ برنامج الحكومة وخطط وسياسات الفترة المقبلة، وقرر المجلس إحالة البيانين إلى اللجان المختصة لدراستهما باستفاضة.
ووافق المجلس على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 449 لسنة 2024 بشأن الموافقة على الاتفاق التنفيذي لبرنامج "تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر وإدماجهم في المجتمع" لتوفير سبل الرعاية الكريمة للأشخاص ذوي الإعاقة، ودمجهم في المجتمع للمشاركة بقدراتهم في عملية البناء والتنمية، استكمالًا لاهتمام الدولة بهم، واحترام حقوقهم.
*الجلسات العامة*
*جلسة الأحــد 17/11/2024*
أحال المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، في بداية الجلسة العامة للمجلس قرار جمهوري باتفاقية دولية، ومشروعي قانونين مُقدمين من الحكومة، إلى اللجان النوعية بالمجلس لدراستها وإعداد تقارير بشأنها.
ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس كلمة بشأن حكم المحكمة الدستورية العليا والذى قضى بعدم دستورية الفقرة الأولى في كل من المادتين رقمي (١) و(٢) من القانون رقم (١٣٦) لسنة ١٩٨١ في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، أكد خلالها أن مجلس النواب أمام مسؤولية تاريخية تجاه معالجة الآثار المتراكمة للقوانين الاستثنائية التي تنظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، وأن المجلس ملتزم بالنظر لهذا الملف من منظور شامل ومتوازن، بما يضمن العدالة دون تحيز لطرف على حساب طرف آخر، وبما يعزز التضامن الاجتماعي بين أبناء هذا الوطن، موضحاً أن أي معالجة في تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر يجب أن تكون محاطة بسياج من العدالة والتضامن الاجتماعي بما يضمن حقوق الجميع ويحقق التوازن بين مختلف الأطراف، وأعلن رئيس المجلس أنه وجه بتشكيل لجنة مشتركة من لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير، ومكتبي لجنتي الإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية، لإجراء تحليل شامل ومستفيض لحيثيات حكم المحكمة الدستورية العليا بما يمكن من فهم وتقييم كل الجوانب المرتبطة بمسألة الإيجار القديم، موضحاً أن خطة ومنهجية عمل اللجنة المشتركة تشمل على الاستماع لآراء الوزراء المختصين والمجلس القومي لحقوق الإنسان والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كما ستتاح الفرصة لكل من الملاك والمستأجرين للتعبير عن آرائهم ومواقفهم وذلك عبر دعوة ممثلين عنهم وتخصيص اجتماعات منفصلة لكل طرف؛ ليتمكن كل منهم من عرض وجهة نظره بشفافية وفي بيئة هادئة، بلا أي ضغوط، كما سيتم الاستماع إلى آراء أساتذة القانون وعلم الاجتماع بالجامعات المصرية وغيرهم من الخبراء لأخذ آرائهم العلمية في هذا الملف، لضمان الوصول إلى رؤية متكاملة ومتوازنة دون تحيز لأى طرف مع الالتزام بتعزيز التضامن الاجتماعى وتحقيق العدالة لجميع الأطراف.
ناقش المجلس مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، حيث انتهى من الموافقة على القانون من حيث المبدأ، وإقرار (5) مواد من مشروع القانون، على أن يستكمل المجلس مناقشة باقى المواد فى جلسة لاحقة.
يهدف مشروع القانون إلى وضع تنظيم قانوني لأوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة في إطار الحقوق والالتزامات التي قررتها الاتفاقيات الدولية التي انضمت مصر إليها، وذلك لضمان تقديم جميع أوجه الدعم والرعاية للمستحقين، من خلال إنشاء اللجنة الدائمة لشئون اللاجئين، لتكون هي الجهة المختصة بكافة شؤون اللاجئين بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بهم، وذلك في إطار استمرار تقديم الدعم والمساندة الكاملة للاجئين.
خلال المناقشات أشاد النواب بمشروع القانون حيث أكدوا أنه جاء متوافقاً مع المبادئ الدستورية والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية، كما أنه يعد خطوة هامة نحو تنظيم ملف اللاجئين لضمان تحقيق توازن بين حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الأمن القومي المصري، مؤكدين أنه جاء لوضع إطار قانوني لتوفيق أوضاع اللاجئين بما يسهم فى تقديم مزيد من التسهيلات للمستحقين منهم سواء فى الدراسة أو العمل، والرعاية الصحية، وغيرها من الأمور التى تكفل لهم حياة كريمة، وأكد النواب أن إنشاء لجنة دائمة لشئون اللاجئين تسهل على الدولة المصرية التعامل مع الجهات والمنظمات الدولية، وطالبوا بدعم اللجنة بخبراء متخصصين، وإلزام المجتمع الدولى بالمشاركة، وتقاسم أعباء اللاجئين مع التشديد على خطر مباشرة العمل السياسى للاجئين بجميع جنسياتهم.
واصل المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (من حيث المبدأ).
خلال المناقشات أكد النواب أن قانون الإجراءات الجنائية نقطة مضيئة في تاريخ مجلس النواب، مؤكدين أن اهتمام المجلس بالقانون يأتي في إطار مسايرة توجيهات القيادة السياسية نحو الجمهورية الجديدة لبناء مجتمع يُعلى من شأن العدالة ويؤمن بحقوق الانسان والمواطن، مؤكدين أن مشروع القانون أهتم بكل أطراف التقاضي بداية من المتهم وصولا إلى القاضي، كما أنه يعد نقلة نوعية جديدة فى السياسة العقابية قائمة على التوازن بين العدالة الجنائية وحقوق وحريات المواطنين.
*جلسة الإثنين 18/11/2024*
استكمل المجلس برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي مناقشة مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، وبعد مناقشات موسعة انتهى المجلس من مناقشة المادة (32) من مشروع القانون على أن تُستكمل باقى المناقشات فى جلسة لاحقة، وتضمنت هذه المواد عدداً من الحقوق التى يتمتع بها اللاجئ فور اكتسابه هذا الوصف، منها: حقه فى العمل والحصول على الأجر المناسب لقاء عمله، وحق الطفل اللاجئ فى التعليم الأساسى، والحق فى الاعتراف بالشهادات الدراسية الممنوحة فى الخارج للاجئين وفقاً للقواعد المقررة قانوناً للأجانب، وكذلك حقه فى الحصول على رعاية صحية مناسبة وكذلك حقه فى الاشتراك فى عضوية الجمعيات الأهلية أو مجالس إداراتها وفقاً لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلى، وأكد النواب أن مشروع القانون يعكس التزام مصر العميق بمسئولياتها الدولية تجاه اللاجئين مع الحرص على تحقيق التوازن بين الحماية الانسانية للأفراد واستقرار الأمن القومى المصرى.
استأنف المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (من حيث المبدأ)... خلال المناقشات أكد المستشار الدكتور حنفى جبالى أن مشروع قانون الإجراءات الجنائية حظى بحوار مجتمعى لم يحظ به أي مشروع قانون من قبل عبر تاريخ مجلس النواب والحياة النيابية فى مصر، مؤكداً أن اختلاف الرأي في التشريع ليس عيبًا بل هو إثراء للديمقراطية، وتابع أن مجلس النواب يطمئن الجميع أنه لن يدخر جهداً في دراسة مشروع القانون بكل دقةٍ وتأن لضمان خروجه بصياغةٍ تشريعيةٍ رصينةٍ ودقيقةٍ، تتفق مع المعايير الدستورية والتشريعية الوطنية كما تتماشى مع التزامات مصر الدولية وتواكب التطورات المجتمعية الآنية، مشيراً إلى حرص المجلس على تلقي جميع الآراء أثناء مناقشة مشروع القانون وأكد أن المجلس منفتح على الحوار ومناقشة أراء المعارضين والمؤيدين لأن الحوار البناء هو الطريق الأمثل للوصول إلى التشريع السليم... وثمن النواب تعقيب المجلس على ملاحظات العديد من الجهات حول مشروع القانون ووجهوا الشكر والتقدير للجنة الفرعية التى شكلتها لجنة الشئون الدستورية والتشريعية لإعداد مسودة مشروع قانون الاجراءات الجنائية على جهودها المبذولة في إعداد مشروع القانون والتي استمرت على مدى (14) شهراً، مشيدين بمشاركة كافة الجهات ذات الصلة في اللجنة الفرعية تأكيداً على حرص مجلس النواب على اتساع دائرة الحوار المجتمعي حول مشروع القانون، وأعربوا عن أملهم فى أن يكون قانون الإجراءات الجنائية الجديد بداية حقيقية لتحقيق العدالة الناجزة وحل المشكلات الخاصة بتأخر القضايا لسنوات، لافتين إلى أن دستور 2014 يتضمن 65 مادة عن الحقوق والحريات، وأشاد النواب بتوجيهات القيادة السياسية بإعداد قانون الإجراءات الجنائية الجديد والذى يمثل ثورة تشريعية في ظل الجمهورية الجديدة وسيكون له تأثير إيجابي فى الحفاظ على الحقوق والحريات بما يدعم مسيرة الاستثمار والتنمية... من جانبه عقب رئيس المجلس بأنه سبق دعوة رؤساء الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب غير الممثلة في المجلس لحضور اجتماع برئاسته لعرض ملامح وفلسفة مشروع القانون في حوار مجتمعي رفيع المستوى حيث أشاد الجميع بمشروع القانون.
استمع المجلس إلى بيان المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بشأن سياسات وخطط وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لضبط النمو السكاني والانتشار العمراني من خلال تطوير المدن الجديدة القائمة، وإنشاء مدن الجيل الرابع على المحاور التنموية، واستراتيجيات معالجة الفجوات التنموية عبر تطوير العشوائيات والمناطق غير المخططة، وسبل إنهاء ملف التصالح في مخالفات، وسياسات توسيع برنامج الإسكان الاجتماعي والإسكان المتوسط لتلبية احتياجات المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة.
وفى مستهل كلمته أعرب وزير الاسكان عن بالغ تقديره وشكره لمجلس النواب على الجهد الكبير المبذول والتعاون المثمر مع وزارة الإسكان فى القضايا والتشريعات التي تخص الوزارة، واستعرض جهود الدولة فى تحسين جودة الحياة وكفاءة البيئة العمرانية وفقا لرؤية مصر "2030" للتنمية المستدامة من خلال تطوير المناطق غير الآمنة وتوفير السكن البديل، وتوفير السكن الملائم والميسر لكل المصريين وإحياء المناطق التاريخية وذات القيمة فضلاً عن تنمية جيل جديد من المدن الذكية "مدن الجيل الرابع" ورفع كفاءة الأجيال السابقة من المدن الجديدة، وأوضح الوزير أن تحديات التنمية العمرانية تتمثل فى الزيادة السكانية الكبيرة، مشيراً إلى طرح 8521 قطعة أرض فى 20 مدينة جديدة بمستويات متنوعه، وكذلك تنفيذ أكثر من 173 ألف وحدة سكنية لتلبية احتياجات مختلف شرائح المواطنين، كما تم الانتهاء من تنفيذ 21 مبنى خدمي خلال الربع الأول للعام المالى الحالى ضمن جهود الوزارة للارتقاء بالخدمات بالمدن العمرانية القائمة لدفع عجلة التنمية العمرانية بها... أحال المجلس بيان المهندس/ شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إلى لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير، ودعا إلى عقد اجتماع في أسرع وقت ممكن بحضور الوزير ومن يرغب من النواب لدراسة البيان وإبداء الرأي والملاحظات.
*جلسة الثلاثاء 19/11/2024*
واصل مجلس النواب مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (من حيث المبدأ)... وخلال المناقشات أكد المستشار الدكتور حنفي جبالي أنه تم الرد على ملاحظات المنظمات والنقابات الوطنية والجهات المعنية بقانون الإجراءات الجنائية الجديد موضحاً أن المجال ما زال مفتوحاً أمام أي منظمة أو نقابة وطنية ومجلس النواب يرحب بكل المقترحات أثناء مناقشة القانون المتناهي الأهمية خلال الجلسات القادمة، وشدد رئيس المجلس أن الجميع مخلصون لهذا الوطن سواء أغلبية أو معارضة ومستقلون... ومن جانبهم أكد النواب أهمية مشروع القانون كونه ينظم الحقوق والحريات بما يتسق مع الدستور والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لاسيما فيما يتعلق بملف الحبس الاحتياطى كما يتفق مع كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية لما يتضمنه للعديد من الحقوق التي أقرها دستور مصر 2014.
استمع المجلس إلى بيان السيدة الدكتورة/ منال عوض وزيرة التنمية المحلية، بشأن سياسات واستراتيجيات الوزارة خلال الفترة المقبلة لحوكمة الوحدات المحلية، وآليات الإصلاح المالي والتنظيمي لها، وسياسات التصدي لمخالفات البناء والتعديات على الأراضي الزراعية بما يضمن تنمية عمرانية وزراعية مستدامة، وخطوات إنهاء ملف التصالح في مخالفات البناء، وكذا استراتيجيات الوزارة لتمكين وحدات الإدارة المحلية من إدارة التنمية الاقتصادية، وسبل تطوير آليات الشفافية والمتابعة، وتحسين آلية الاستجابة لشكاوى المواطنين، حيث كشفت الوزيرة عن جهود الوزارة لإنهاء ملف التصالح وتسريع وتيرة العمل من خلال آليات قانونية عادلة، مشيرة إلى تلقى ٣ مليون طلب تصالح فى مخالفات البناء تم البت في 1.750 مليون طلب، وأضافت الوزيرة أنه تم الانتهاء من مسودة أولية من مشروع قانون الإدارة المحلية الجديد لتمكين وحدات الادارة المحلية من القيام بعملها بكفاءة وفاعلية، وأكدت استعداد الوزارة لاستمرار التعاون والتنسيق مع الحكومة والبرلمان لإصدار قانون الإدارة المحلية وأضافت أنه تم الانتهاء من الأحوزة العمرانية لـ 230 مدينة بنسبة 100% و4607 قرية بنسبة 96% من إجمالي عدد القرى وإزالة 6500 حالة تعد على الأراضى الزراعية بمساحة 271 فدان فى إطار حل مشكلات ملف التقنين واسترداد أراضي الدولة، كما أعلنت الوزيرة عن تشغيل مشروعات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في 1477 قرية، وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن الوزارة ستلتزم باستمرار عملها نحو بناء اقتصاد محلي تنافسي جاذب للاستثمارات من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير التسهيلات للمستثمرين، مما يعزز من فرص العمل ويحفز النمو الاقتصادي المحلي، وفيما يخص تعزيز كفاءة الإدارة المحلية كشفت عن إجراءات تعيين 91 قيادة جديدة ضمن حركة التنقلات بالإضافة إلى تعيين 292 قيادة محلية في دواوين المحافظات ومديريات الخدمات، وكذلك التنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة للإعلان عن 136 درجة جديدة بهدف دعم الكوادر المحلية وتعزيز قدرة الإدارات على تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المواطنين.
وافق المجلس على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 449 لسنة 2024 بشأن الموافقة على الاتفاق التنفيذي لبرنامج "تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر وإدماجهم في المجتمع" بين حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة جمهورية إيطاليا.
وتأتى الاتفاقية فى إطار جهود الدولة لضمان حقوق الانسان والحريات الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتها وضمانها من خلال تعزيز دور المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة واتخاذ إجراءات ملموسة لزيادة إدماجهم في المجتمع.
ووافق المجلس "نهائياً" على مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، بعد مناقشات موسعة ومستفيضة حرص فيها المجلس على أن تصدر نصوص القانون بأفضل الصياغات التشريعية.
*رفع المجلس جلساته العامة، على أن يعود للانعقاد الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد الموافق 1 ديسمبر 2024م.*