نيويورك تايمز: بهذه الطريقة يمكن لهاريس تغيير سياسة بايدن تجاه إسرائيل
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
تواجه كامالا هاريس -نائبة الرئيس الأميركي- موقفا صعبا، إذ تتعرض لمضايقات واعتراضات من المتظاهرين في تجمعاتها الانتخابية، والذين يطالبون بإنهاء دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل في قطاع غزة، بحسب مقال في صحيفة نيويورك تايمز.
وقال الكاتب بيتر بينارت إن هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ضد خصمها الجمهوري دونالد ترامب، تجد نفسها أمام معضلة، حيث يريد منها هؤلاء النشطاء أن تؤيد وقف تزويد دولة الاحتلال بالأسلحة.
وكتب في مقاله بالصحيفة أن مستشار هاريس للسياسة الخارجية فيل غوردون استبعد أن تلجأ مرشحة الحزب الديمقراطي لهذا الخيار.
مخاطر الرفضلكن الكاتب يرى أن أي رفض قاطع لتلك المطالب من قبل نائبة الرئيس يجعلها تخاطر بفقدان أصوات التقدميين في ولايات رئيسية مثل ميشيغان، وإثارة مواجهة شرسة في مؤتمر الحزب الديمقراطي اليوم.
واقترح بينارت -أستاذ الصحافة والعلوم السياسية بجامعة مدينة نيويورك، ويعمل أيضا محررا عاما لمجلة التيارات اليهودية- حلا يزعم أنه يتيح لهاريس الذهاب إلى أبعد من مجرد الدعوة إلى وقف إطلاق النار، والقول إن "عددا كبيرا جدا" من المدنيين "قد ماتوا" في غزة.
وأضاف أنه لا يزال بإمكانها الإيعاز بتخليها بشكل واضح عن دعم الرئيس جو بايدن "غير المشروط تقريبا" للحرب الإسرائيلية، لكن دون التصريح بتأييدها فرض حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل.
الاكتفاء بتطبيق القانون
ولتفادي هذا الحرج، فإن بينارت يوعز إلى هاريس، التي عملت في السابق مدعية عامة، بأن تكتفي بالقول إنها ستطبق القانون.
ولفت الأستاذ الجامعي إلى أن القانون الذي يعنيه موجود في الكتب منذ أكثر من عقد من الزمان، وهو يحظر على الولايات المتحدة مساعدة أي وحدة تابعة لقوات أمن أجنبية ترتكب "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان، ويمكن إعادة المساعدات إذا قامت الدولة الأجنبية بمعاقبة الجناة بشكل مناسب.
وقد أقر الكونغرس هذا القانون عام 1997، والذي يحمل اسم السيناتور السابق باتريك ليهي، وقد طُبِّق "مئات المرات"، على العديد من الدول، بعضها حليفة للولايات المتحدة مثل كولومبيا والمكسيك، لكنه لم يُطبق -وفق بينارت- على إسرائيل قط، الدولة التي ظلت تتلقى مساعدات أميركية على مدى العقود الثمانية الماضية.
أدلة كافيةوانتقد فشل المسؤولين الأميركيين في تطبيق قانون ليهي على دولة الاحتلال، مستشهدا بتصريح أدلى به المسؤول السابق بوزارة الخارجية، تشارلز بلاها، في مايو/أيار الماضي، بأن "هناك بالفعل العشرات من وحدات قوات الأمن الإسرائيلية التي ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"، وبالتالي يجب أن تكون غير مؤهلة للحصول على مساعدات أميركية.
وأشار بينارت إلى أن بلاها أشرف في الفترة ما بين عامي 2016 و2023 على المكتب المكلف بتطبيق قانون ليهي. وفي حين ادعى متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في أبريل/نيسان أن إسرائيل لا تتلقى "معاملة خاصة" بموجب قانون ليهي، فإن بلاها قال إن تجربته الخاصة أثبتت عكس ذلك، موضحا أنه عندما يتعلق الأمر بكل دولة باستثناء إسرائيل، فإن من يتخذ القرار في هذه الحالة كبار المسؤولين السياسيين في وزارة الخارجية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن لهاريس الفوز بالصوتين الشعبي والانتخابي؟
إن هامش فوز كامالا هاريس بالتصويت ببضع نقاط مئوية فقط قد يُترجم بفوز في المجمع الانتخابي. وهو تحول كبير عن الدورتين الأخيرتين حين واجه الديمقراطيون عبئاً كبيراً في الحسابات.
وسبب ذلك، وفق تقرير جاريد غانز وكارولين وكيل في "ذا هيل"، هو تحولات في الناخبين قد تسمح للجمهوريين بالتفوق على الديمقراطيين في التصويت الشعبي، دون ترجمة ذلك بالضرورة بالمزيد من الأصوات في المجمع الانتخابي للرئيس السابق والحزب الجمهوري.مكاسب جمهورية.. غير فعالة
وقال زاكاري دونيني، عالم بيانات في ديسيجن ديسك أتش كيو: "المكاسب الجمهورية في ولايات مثل كاليفورنيا، ونيويورك، وفلوريدا، تساعد في التصويت الشعبي، وتساعد حتى في مجلس النواب، لكنها غير فعالة في المجمع الانتخابي".
وقال جيسون روبرتس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل إن "الفوز بولاية بنسبة 80 إلى 20 لا يساعد أكثر من الفوز بـ 55 إلى 45".
ضحايا
كان الديمقراطيون في الغالب ضحايا هذا التأثير. فمنذ 2000، فاز الديمقراطيون بالتصويت الشعبي في 5 من الانتخابات الرئاسية الست الماضية. لكنهم فازوا بالمجمع الانتخابي في 3 دورات فقط.
في 2016، فازت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالتصويت الشعب،ي بنحو 3 ملايين صوت لكنها فشلت في تحقيق النصر. لقد تفوقت على ترامب في التصويت الشعبي في ولايات مثل كاليفورنيا، ونيويورك، لكن هذا لم يكن عزاءً كبيراً عندما فازت بـ 232 صوتاً انتخابياً فقط في المجمع.
Slight popular vote win for Vice President Harris could equal Electoral College victory https://t.co/P6rS4QDXHg
— The Hill (@thehill) November 2, 2024وللفوز بالمجمع الانتخابي، على المرشح تأمين 270 صوتاً انتخابياً على الأقل. منذ 16 عاماً، خسر نائب الرئيس آل غور المجمع الانتخابي أمام الجمهوري جورج دبليو بوش، رغم الفوز بالتصويت الشعبي.
في 2020، فاز الرئيس بايدن بالتصويتين، لكن ميزته في التصويت الشعبي والمجمع الانتخابي حجبت تقارب الانتخابات. فاز بايدن بالتصويت الشعبي بفارق 7 ملايين، وحصل على 306 أصوات انتخابية، لكنه فاز فقط في ولايات رئيسية حيث تفوق ببضعة عشرات آلاف الأصوات على الأكثر.
الرقم السحري؟
وقال دونيني إن ظروف سباق 2020 سمحت لترامب بفرصة في تصويت المجمع الانتخابي حتى لو خسر التصويت الشعبي بفارق يصل إلى 3.5 نقاط. فاز بايدن بالتصويت الشعبي بنحو 4.5 نقاط. تبدو دورة الانتخابات هذه مختلفة بعض الشيء.
وأضاف دونيني أنه إذا فازت هاريس بالتصويت الشعبي بفارق 3.5 نقاط فستكون فرصتها في الفوز بالرئاسة 80% أو أعلى. ذلك أن استطلاعات الرأي تظهر أنها تؤدي بشكل أفضل في ولايات "الجدار الأزرق"، بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن، بالمقارنة مع المستوى الوطني.
وبنتيجة ذلك، لا يرجح أن يكون هامش هاريس في التصويت الشعبي كبيراً مثل هوامش المرشحين الديمقراطيين السابقين.
This explains why MAGA is in panic mode this week.
The Economist update today, based on poll aggregators, has increased Harris winning odds 4% since yesterday and 6% since 1 week ago, making it today the breaking point in which Harris has FINALLY taken the lead as Election… pic.twitter.com/DLM4mevCY7
وتابع دونيني "ثمة الكثير من التباين العشوائي هنا بناءً على هذا، لكن نموذجنا من ديسيجن ديسك أتش كيو، في توقعاتنا الآن، يربط هذا الرقم بين 1.5 و2.5% مقارنة بمع3.7% التي كانت عليها في 2020"، مضيفاً "لذلك نعتقد أنه سيضيق، لكن لا يمكننا التأكد تماماً".
ديموغرافيا
إن استطلاعات الرأي التي تشير إلى تحولات ديموغرافية في دعم كل مرشح يمكن أن تفسر بعض التحول. وقال كريس جاكسون، نائب الرئيس الأول للشؤون العامة في إيبسوس، إن هاريس لم تحقق أداء جيداً مثل بايدن مع الناخبين من الأقليات، ولكن بدا أنها تحسنت إلى حد ما مع الناخبين البيض.
قد يعني هذا أن تخسر بعض الأرضية في معاقل الديمقراطيين مثل كاليفورنيا، ونيويورك، مع فوزها بها بشكل مريح، لكن مع اكتسابها أرضية في الولايات الرئيسية اللازمة للوصول إلى 270 صوتاً انتخابياً.
وقال جاكسون: "بالنظر إلى أن الولايات المتأرجحة، خاصة الولايات المتأرجحة في الغرب الأوسط، أكثر تمتعاً بناخبين بيض من البلاد عموماً، يعني ذلك الأداء الأقوى بين الناخبين البيض أنها حصلت على مساحة أكبر بقليل في تلك الولايات لتعويض أي خسائر محتملة للناخبين من الأقليات".
وقال إن الحظ فصل كلينتون عن الفوز بالمجمع الانتخابي في 2016، إذ خسرت بنسبة ضئيلة من النقاط المئوية في ولايات رئيسية. إن فوز هاريس بنقطتين في التصويت الشعبي، مثل كلينتون، قد يمنحها البيت الأبيض هذه السنة.
لكن فوزها بنقطة واحدة فقط قد لا يكون كافياً. وقال جاكسون: "أعتقد أن أي شيء أقل من نقطتين، هو علامة تحذير حقيقية ومقلقة للغاية".
ماذا عن العكس؟
ويظل الاحتمال قائماً، وإن كان غير مرجح، بتأثير معاكس بفوز ترامب بالتصويت الشعبي وخسارة المجمع الانتخابي.
وقال جون كلوفيريوس، المدير المساعد لمركز الرأي العام في جامعة ماساتشوستس لوويل، إنه يمكنه رؤية أي من السيناريوهين، مع فوز ضئيل لترامب بالتصويت الشعبي، وفوز ضئيل لهاريس بالتصويت الانتخابي، إذا تمكن الرئيس السابق من تقليص تقدم الديمقراطيين التقليدي في كاليفورنيا، ونيويورك، بما يكفي.
يمكن أن يكون المسار الحيوي الآخر هو رفع ترامب نتيجته بين اللاتينيين في ولايات مثل تكساس، وفلوريدا. وأظهرت استطلاعات الرأي والانتخابات الأخيرة أن الجمهوريين يحققون مكاسب بين اللاتينيين، رغم أن غالبية المجموعة لا تزال تفضل الديمقراطيين.
الوضع التقليدي
وقال كلوفيريوس إن الوضع "التقليدي" بفوز هاريس بالتصويت الشعبي وليس بالتصويت الانتخابي هو الأكثر احتمالاً، لكن البعض قد يقلل من تقدير مدى حديث بعض المناطق الرئيسية في الولايات الزرقاء، عن قضايا مثل الهجرة، والتي يفضلها الناخبون على نطاق واسع للجمهوريين.
وتابع "أعتقد أن الناس يذهبون مع الكثير من الافتراضات حول الناخبين والتي تستند إلى تلك البيانات التاريخية". وأضاف "هذا أمراً سيئاً، لكنه يعني أيضاً أن الناس سيفترضون أن ما سيحدث هو القوة الديمقراطية التقليدية في التصويت الشعبي والقوة الجمهورية التقليدية في تصويت المجمع الانتخابي".
وقال: "بالنظر إلى وجود الكثير من الشك في السباق، ولأن السباق متقارب للغاية، علينا أن نتحلى بعقلية واسعة أمام ما يمكن أن يحدث".
وأشار جاكسون إلى أن عدد الذين يدعمون هاريس وترامب في النهاية أكبر من عدد الذين سيصوتون لهما في الانتخابات، ما يعني أن الجانب الأكثر قدرة على حشد أنصاره، قد يكون المنتصر. وقال إن استطلاعات الرأي قد تعاني أحياناً لقياس هذا بشكل مناسب، حيث يمكنها قياس احتمال تصويت شخص ما ولكنها لا تضمن سلوكه.