الغارديان: إيلون ماسك قد يثير اضطرابات بأميركا أكبر مما فعله في بريطانيا
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
"في الوقت الذي تستمتع فيه كامالا هاريس -نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي– بصيفها الحار وتتنفس أميركا الليبرالية الصعداء، يتعين على الولايات المتحدة أن تنظر إلى بريطانيا ومثيري الشغب في الشوارع والسيارات المحترقة والعنصرية المعدية التي لا يمكن احتواؤها والتي تنتشر كالنار في الهشيم عبر منصات متعددة، وإلى الأكاذيب التي تضخّمها وتنشرها الخوارزميات ويقوم بغسلها وتبييضها السياسيون والمحتالون المحترفون في وسائل الإعلام".
بهذه الفقرة ربطت صحيفة "الغارديان" بين اقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن وتهديد حشد المتمردين لنائب الرئيس بحبل المشنقة عام 2020، وبين الأحداث العنصرية التي اجتاحت المملكة المتحدة في الأسابيع الماضية، قبل 3 أشهر من الانتخابات الأميركية مع احتمال طعن الملياردير والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في النتائج واعتراضه على مستوى الديمقراطية المبالغ فيه، حسب اعتقاده.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: بهذه الطريقة يمكن لهاريس تغيير سياسة بايدن تجاه إسرائيلlist 2 of 2الخدمة السرية: أعباء أمن ترامب أعلى من أي رئيس سابقend of listوقالت الكاتبة كارول كادوالادر -في تقريرها للصحيفة- إن منصات التكنولوجيا في عام 2020 اهتمت بالأحداث، فوظف موقع تويتر أكثر من 4 آلاف شخص في "الثقة والأمان" مكلفين بإزالة المحتوى الخطير من المنصة واكتشاف عمليات النفوذ الأجنبي، كما حاول موقع فيسبوك تجاهل الضغوط العامة ولكنه حظر في نهاية المطاف الإعلانات السياسية التي تسعى إلى "نزع الشرعية عن التصويت".
مكان مختلف وأسوأ بكثيرومن جهة أخرى، عمل عشرات الأكاديميين والباحثين في وحدات "نزاهة الانتخابات" على تحديد المعلومات المضللة الخطيرة والإبلاغ عنها. ورغم ذلك ظلت شرائح واسعة من السكان الأميركيين مقتنعة بأن التصويت قد سُرِق، وأن حشدا عنيفا كاد أن ينجح في تنفيذ انقلاب، وها نحن اليوم في مكان مختلف تماما وأسوأ بكثير، كما تقول الكاتبة.
وكما كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تنبأ بانتخاب دونالد ترامب عام 2016، فهناك علامات تشير إلى أننا مرة أخرى أمام الأنماط نفسها والأدلة نفسها والأرقام نفسها، ولكن مع مجموعة كاملة جديدة من نقاط الضعف التكنولوجية الخطيرة وغير الخاضعة للرقابة والتي يمكن استغلالها.
صحيح أن الشوارع الآن هادئة وأن العنف تم سحقه، ولكن هذا في بريطانيا حيث العنف السياسي يعني شخصا يحمل حجرا أو يلقي بكرسي، أما في الولايات المتحدة فأسلحة أوتوماتيكية ومليشيات فعلية. وبغض النظر عن مدى نجاح هاريس في استطلاعات الرأي، تواجه أميركا لحظة خطيرة فريدة، أيا كان الفائز في الانتخابات.
ففي بريطانيا، شهدنا هذا الصيف شيئا جديدا وغير مسبوق، كما تقول الكاتبة. رأينا مليارديرا مالك منصة تقنية يواجه زعيما منتخبا علنا ويستخدم منصته لتقويض سلطته والتحريض على العنف، ومن ثم كانت أعمال الشغب في صيف 2024 في بريطانيا بمنزلة بالون اختبار نفذه إيلون ماسك.
وتساءلت كارول كادوالادر: كيف سيبدو الأمر إذا اختار ماسك "التنبؤ" بحرب أهلية في الولايات المتحدة، واختار الطعن في نتيجة الانتخابات وقرر أن الديمقراطية مبالغ في تقديرها؟
وعلقت الكاتبة بأنه بعد عام 2016، كانت هناك محاولة لفهم استخدام المنصات التقنية لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة، ولكن الجهود التي استمرت سنوات من قبل عملاء الحزب الجمهوري لتسييس موضوع "المعلومات المضللة" فازت بالكامل.
الفوضى قادمة
والآن انطلقت لجنة في الكونغرس برئاسة الجمهوري جيم جوردان، مقتنعة بأن شركات التكنولوجيا الكبرى تعمل على إسكات الأصوات المحافظة، واستدعت تاريخ البريد الإلكتروني لعشرات الأكاديميين وأوقفت مجالا كاملا من الأبحاث، وبالفعل انهارت أقسام جامعية بأكملها، ومنها مرصد الإنترنت في جامعة ستانفورد الذي قدمت "وحدة نزاهة الانتخابات" فيه الكشف السريع والتحليل في عام 2020.
وحتى مكتب التحقيقات الفدرالي مُنع من التواصل مع شركات التكنولوجيا بشأن ما حذر المسؤولون من أنه هجوم قادم من التضليل الأجنبي وعمليات التأثير. وكل هذا -حسب الصحيفة- وفر الغطاء المثالي لتراجع المنصات، فقد طردت شركة تويتر التي أصبحت الآن "إكس" نصف فريق الثقة والسلامة على الأقل، كما تم تسريح آلاف من العمال الذين وظفتهم سابقا شركات ميتا وتيك توك وسناب وديسكورد للتعرف على المعلومات المضللة.
وفي الأسبوع الماضي فقط، أوقفت شركة فيسبوك إحدى أدوات الشفافية المتبقية الأخيرة، وهي أداة كانت حاسمة في فهم ما كان يحدث عبر الإنترنت خلال الأيام المظلمة قبل تنصيب عام 2020 وبعده، وذلك رغم توسلات الباحثين والأكاديميين.
ومع أن هذه الجهود بدت في عام 2020 بائسة وتافهة وغير كافية بسبب حجم التهديد، فإنها الآن اختفت مع أن الأدوات أصبحت أكثر خطورة، لكن ما فعله "اللورد الجديد" إيلون ماسك هو تمزيق القناع بحيث أظهر أنه ليس عليك حتى التظاهر بالاهتمام، فالثقة في عالمه هي عدم الثقة والسلامة هي الرقابة، وهدفه هو الفوضى، وهي قادمة، حسب الكاتبة كارول كادوالادر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی بریطانیا عام 2020
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يهدد موظفي الحكومة الفيدرالية: عدم الرد يعني الاستقالة
تلقى موظفو الحكومة الفيدرالية الأمريكية رسائل بريد إلكتروني تطلب منهم إثبات العمل الذي قاموا به خلال الأسبوع الماضي، وذلك ضمن أحدث إجراء اتخذه الملياردير إيلون ماسك، إذ أعلن أن عدم الرد «سيُعتبر استقالة»، وفقًا لشبكة CNN الأمريكية.
إيلون ماسك والإقتراحات المثيرة للجدلوهدد إيلون ماسك، باعتباره المسؤول عن وزارة الكفاءة الحكومية الموظفين إما بالرد على رسائل البريد أو المخاطرة بفقدان وظائفهم، موضحًا أن الرد يجب أن يكون في 5 نقاط موجزة فقط.
وكان «ماسك» قد اقترح إجراء تدقيق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو البنك المركزي الأمريكي، وذلك بعد مطالب بالتدقيق في عمل البنك وفي احتياطي الذهب الأمريكي وفقاً لوكالة «CNBC».
واقترح «ماسك» حق القراءة والاطلاع علي نظام المحاسبة المركزي التابع للحكومة وبيانات وزارة الخزانة التي تتضمن أرقام الضمان الاجتماعي للأمريكيين، وهي معلومات مالية سرية، تستخدم في بناء الميزانية للولايات المتحدة، وذلك لأنها تعالج المعلومات المصرفية للوكالات والبنك الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لموقع «بلومبرج الشرق».
قرارات وزارة الكفاءةوفي أعقاب خفض ميزانية التكلفة بعدة وزارات أمريكية، ألغت وزارة الكفاءة بقيادة «ماسك» 89 عقدًا من عقود التعليم و29 منحة مرتبطة بالتدريب علي التنوع والمساواة التابعة لوزارة التعليم الأمريكية بقيمة 900 مليون دولار، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز».
كما عملت الوزارة علي خفض ميزانية الدفاع بنسبة 8% سنوياً بهدف توفير 50 مليار دولار، وذلك لصرفها علي الأولويات.
ووصلت الوزارة إلي نظام المدفوعات التابع لوزارة الخزانة الأمريكية التي تبلغ قيمته 6 تريليونات ويهتم النظام بالضمان الاجتماعي والرعاية الصحية والرواتب وغيره، وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست».
كما أوقف «ماسك» عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية «USAID» بعد إقالة موظفيها، بحجة التلاعب في البيانات، كما يري ضرورة إغلاق عدد من الوكالات الفيدرالية بأكملها وذلك لتقليل الإنفاق الحكومي لحل أزمات الديون قبل الوصول إلي الإفلاس.
إنجازات وزارة الكفاءة في خفض الميزانيةنشرت وزارة الكفاءة التابعة لماسك تقريرًا شاملًا يرصد إنجازاتها في توفير 55 مليار دولار من خلال الإجراءات التقشفية الشاملة، التي ساهمت في توفير الأموال على دافعي الضرائب نتيجة لكشف الاحتيالات وإلغاء العقود والمنح، وخفض القوة العاملة، والتغييرات البرمجية، والمدخرات التنظيمية، وبيع الأصول، وإعادة تفويض العقود من عدة مؤسسات مثل وزارة التعليم، وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، وزارة الزراعة، وكالة التنمية الدولية، مكتب إدارة الموظفين، وزارة الطاقة، ووزارة الموارد الطبيعية، وفقًا لصحيفة «نيويورك بوست».
ويتمتع إيلون ماسك بنفوذ متباين وسلطة مشروطة، كما يشيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدوره في تنفيذ حملته الإصلاحية لتقليص نفقات الحكومة الفيدرالية، مع المطالبة ببذل جهد أكبر وجرأة أكثر.
وعلى الرغم من ذلك، منعه ترامب من المشاركة في أي شيء يرتبط بالفضاء لعدم حدوث تضارب في المصالح بين الدولة ومصلحة الخاصة.
كما اعتبر البيت الأبيض «ماسك» ليس موظفا رسميًا ولا يمتلك سلطة لاتخاذ القرارات الحكومية، لكنه مستشار رفيع المستوى للرئيس يقدم الاقتراحات ويبلغ الرئيس بتنفيذ الإجراءات.
يذكر أن إيلون ماسك هو أغني رجل في العالم بثروة تبلغ 384 مليار دولار وشركات عديدة تختص في عدة مجالات، وهي شركة تسلا المختصة في صناعة السيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس للصواريخ والأقمار الصناعية.
بجانب شركة The boring company للأنفاق وشركة Neuralink في مجال العلوم العصبية وشركة Tesla Energy للألواح الشمسية، بالإضافة إلي امتلكه منصة إكس «تويتر» سابقًا.