أبيت الإنكسار فرددت له الصاع صاعين
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
سيدتي،مشكورة أنت لأنك فتحت لي الأبواب على مصراعيها حتى أنزل في هذا المقام،مقام منبر قلوب حائرة لأبث بين يديك ما يؤلمني ويثير في امور لم أفهمها بعد.
مشكلتي التي أمر بها،قتلت كل جميل في حياتي، كيف لا وهي خيانة المّت بقلبي الضعيف من إنسان منحته كل غال ونفيس. لأجده يدوس عليّ وينهي كل جميل في عمري الذي نويت ان أحياه إلى جانبه وأنا أبث في حياته كل الحب والامل والسكينة.
إرتباطي به لم يكن صدفة، حيث أننا كنا متيّمين كل منا بالأخر، فإخترنا إكمال مشوار الحياة إلى جانب بعضنا بعضا. فتزوجنا وكان كل مناي أن يستمر الحب الذي كنا عليه. لكن هيهات.
أفل الحب وحل محله النفور والبرود والقسوة، كانوا عنوان زواجي وعلاقتي بالرجل الذي لم أكن أرى غيره في الحياة جديرا بقلبي وحبي. و قد كنت كنوع من إلتماس الأعذار أفسّر الأمر بالمسؤولية التي باتت على عاتقه وهو في مقتبل العمر وقد كان حرا طليقا لا تقيده أي قيود، لكن ومع مرور الأيام إكتشفت بأن الرجل الذي عمل المستحيل من أجل أن يرتبط بي.
لم يكن همه سوى الدوس على كرامتي والقضاء على التيم الذي كنت أمنحه إياه، حيث أنه قطع عهدا على نفسه بأن يجعلني خانعة خاضعة له. حيث أنني وقبل الزواج كنت من النوع الصعب المنال.
ولعل أكثر ما حز في نفسي سيدتي، انصراف زوجي عني في أول أيام زواجنا. وأنا الفتية الجميلة التي لن أغتر إن قلت بأنه ما من رجل على وجه الأرض بإمكانه أن يقاوم جمالي وأنوثتي. لكن دوام الحال من المحال.
ولأنني من النوع الذي يأبى الانكسار. فقد تحاملت على نفسي ولم أشأ إخباٍر أحد من أهلي أو أهل الزوج ما أعانيه من هم وغم. وقلت بأن الأمور من شأنها أن تتغير إلى الأفضل يوما ما.
وفي غمرة إنشغال زوجي عني، وبحثي عن الملاذ الذي أنسى من خلاله همي، تعرفت ذات فرصة كان الفراغ سيد الموقف فيها إلى شاب أحسست بأنه ومن دون الغير يحس بي و يهتم لأمري.
شاب وضع يده على جرحي: الحرمان العاطفي وعدم التقدير، فأغدق علي من فيض حنانه ما عوضني عن كل ما عشته إلى جانب زوج لم ينتبه لتصرفاتي وتغيراتي التي لم يكن لها تفسير أخر سوى أنني عاشقة.
أنا لا أهتم للأمر بالرغم من خطورته كوني أقترف جرم الخيانة الزوجية، فانصراف زوجي عني وعدم إشباعه لحاجتي العاطفية وحقوقي الشرعية كزوجة جعلني إمرأة بلاشعور. كما أنني لم أخبر الشاب الذي إقتحم حياتي و قلبها رأسا على عقب بأنني إمرأة متزوجة. حيث أنني أخبرته بأنني مطلقة حتى لا يتركني أو يهجرني.
جميلة هي الأيام التي استطعت فيها الانتقام لكرامتي المهدورة، ولست أفكر في العواقب فهل يعقل هذا سيدتي؟
أختكم ع.لبنى من الشرق الجزائريالرد:
أختاه، عجبا لجرأتك وجسارتك وإعترافك بشيء لا يمت لنا ولديننا ولا لأخلاق أي أنثى وفية بصلة. إرتميت بين براثين الخيانة و أنت تفسرين ما قمت به بأنه ثأر لكرامتك المهدورة. هو الأمر الذي هالني ودفعني لأن أدعوك من خلال منبرنا هذا لأن تعيدي حساباتك ومن أن تعودي لكنف زوجك الذي كان الأحرى بك أن تناقشيه في نقاط عدة تخصّ علاقتكما.
ألم تفكري في أن تتحول الأحلام الوردية التي تحيينها إلى كابوس مرعب وقاتل إن إكتشف زوجك ما أنت عليه من علاقة سافرة؟ أو لم تفكري في الإنتقام الذي سيشنه عليك من كذبت عليه وأوهمته بأنك حرة تحيين ما تريدينه من سفور وفجور. ألم تخمني في اليوم الذي سينصرف من يبيعك اليوم الأحلام الوردية ليبني حياته ويؤسس مستقبله فيتركك في صدمة ما بعدها صدمة.
جرم الخيانة لا يغتفر، فلا تنساقي وراء أمور محرمة ولا تعلقي إنصرافك عن الولاء لزوجك عنك على مشجب إبتعاده عنك رجاءا، ولتحاولي أن تتخلصي نهائيا من أمر سيجرّ عليك غضب الله وعقابه. عديد الزوجات مثلك من تعانين في صمت من صدّ وهجر الزوج لكنهن لم تسقطن في براثين الخيانة، فلا تكوني الحالة الشاذة بينهن ولتقفي أمام ما تعانينه موقف المتجهّم بقدر ما عليك أ، تحاولي إعادة زوجك إلى ما كان عليه من حب وتقدير، فلن يصحّ في الدنيا إلا الصحيح.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
قطارات عُمان .. الحلم الذي آن أوانه
تخيّل أنك تستيقظ صباحا متأخرا قليلا عن موعد عملك، لكن بدلا من أن تقضي نصف ساعة أو أكثر في زحام الطرق، كل ما عليك فعله هو اللحاق بالقطار الذي سينقلك بسلاسة وسرعة إلى وجهتك، دون عناء القيادة أو القلق بشأن الوقود والزحام الخانق. تخيل أن رحلات السفر بين المدن أصبحت أسهل، حيث يمكنك الانتقال من مسقط إلى صلالة في بضع ساعات فقط، دون الحاجة إلى القيادة لمسافات طويلة أو انتظار رحلات الطيران.
لقد شهدت دول عديدة نهضة اقتصادية هائلة بفضل تطوير شبكات القطارات، فكيف يمكن لسلطنة عُمان أن تكون استثناء؟ نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لإحداث نقلة نوعية في مجال النقل، ليس فقط لتسهيل الحياة اليومية، بل لتوفير حل مستدام يُسهم في تقليل استهلاك الوقود، وخفض التلوث، وتعزيز الاقتصاد والسياحة.
هذا المقال ليس مجرد طرح لأفكار نظرية، بل هو استعراض لحلم طال انتظاره، حلم يمكن أن يحوّل عُمان إلى مركز لوجستي متكامل، يربط مدنها ببعضها البعض، ويوفر فرصًا اقتصادية غير مسبوقة. دعونا نستكشف معًا كيف يمكن للقطارات أن تكون الحل الأمثل لمشاكلنا اليومية، وتفتح لنا أبواب المستقبل بكل أبعاده!
كل صباح، تبدأ رحلة المعاناة لمئات الآلاف من العُمانيين والمقيمين في مسقط والمدن الكبرى، حيث تمتد طوابير السيارات بلا نهاية، ويضيع الوقت الثمين بين زحام الطرق وإشارات المرور المتكدسة. كم مرة وجدت نفسك عالقًا في ازدحام خانق وأنت تفكر في كل ما يمكنك إنجازه لو لم تكن مضطرًا لقضاء ساعة أو أكثر في سيارتك؟
القطارات قادرة على تغيير هذا الواقع. تخيل لو كان بإمكانك الوصول إلى عملك في نصف الوقت، تقرأ كتابًا أو تستمتع بموسيقاك المفضلة، بدلًا من التوتر المستمر خلف عجلة القيادة. ستتحول رحلاتك اليومية من مصدر للإرهاق إلى تجربة مريحة وسلسة، مما يمنحك بداية يوم أكثر إنتاجية ونهاية يوم أكثر راحة.
مع كل ارتفاع في أسعار الوقود، يشعر المواطن بالضغط أكثر، حيث ترتفع تكلفة التنقل، وتزداد الأعباء المالية على الأسر. كم مرة فكرت في كمّ الأموال التي تنفقها شهريًا على البنزين فقط؟ القطارات تقدم بديلاً أقل تكلفة وأكثر استدامة. تخيل أن بإمكانك التنقل بحرية بين المدن دون القلق بشأن تعبئة الوقود أو صيانة السيارة المستمرة.
إضافة إلى ذلك، فإن استخدام القطارات سيسهم في تقليل استهلاك الوقود الوطني، مما يخفف العبء على الاقتصاد، ويضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا للطاقة في السلطنة.
كثير من العُمانيين، خاصة الطلاب والموظفين، يعانون من قلة خيارات النقل العام. قد يكون لديك عمل مهم في مدينة أخرى، لكنك تواجه صعوبة في إيجاد وسيلة مريحة وسريعة للوصول إليها.
وجود شبكة قطارات متطورة سيجعل التنقل بين المدن أكثر سهولة. تخيل أنك تستطيع الوصول من مسقط إلى صحار أو نزوى خلال ساعة واحدة فقط، دون الحاجة إلى القلق بشأن القيادة الطويلة أو إيجاد موقف للسيارة. كما ستساهم القطارات في تعزيز التواصل بين مختلف المحافظات، مما يجعل عُمان أكثر ترابطًا وانفتاحًا على الفرص الاقتصادية الجديدة.
لا شيء يضاهي الإحساس بأنك تصل إلى وجهتك في الوقت المناسب، دون قلق أو استعجال. تخيل أن رحلتك التي تستغرق ساعتين بالسيارة يمكن اختصارها إلى 45 دقيقة فقط بالقطار.
هذا يعني إنتاجية أكبر للموظفين، حيث يمكنهم الوصول إلى أعمالهم دون تأخير أو تعب، ومزيدًا من الوقت النوعي الذي يمكن قضاؤه مع العائلة أو في تنمية الذات. كما أن السرعة العالية للقطارات ستجعل السفر تجربة ممتعة وسهلة، مما يعزز السياحة الداخلية ويمنح الزوار فرصة لاكتشاف عُمان بطريقة أكثر راحة وسلاسة.
ككاتبة ومواطنة عُمانية، أؤمن أن الوقت قد حان لنخطو خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر حداثة، حيث تصبح القطارات جزءًا من حياتنا اليومية، تمامًا كما أصبحت في دول العالم المتقدمة.
نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لتحقيق نقلة نوعية في قطاع النقل، فرصة تتماشى مع رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى بناء بنية تحتية متطورة ومستدامة، تدعم الاقتصاد الوطني وتحسّن جودة الحياة.
لطالما كانت عُمان دولة سبّاقة في استثمار مواردها بحكمة، واليوم نحن بحاجة إلى الاستثمار في الزمن، في الراحة، وفي الاستدامة. القطارات ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي مشروع وطني يربط الناس، يسهل التنقل، ويوفر حلاً لمشكلات الزحام والتكاليف المتزايدة للطاقة.
أنا على يقين بأن وجود شبكة قطارات حديثة في عُمان لن يكون مجرد حلم، بل حقيقة نراها قريبًا، تسهم في تحقيق تطلعاتنا نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث يكون لكل فرد في هذا الوطن فرصة عيش حياة أكثر سهولة وكفاءة.
فلتكن هذه الدعوة صدىً لتطلعات كل مواطن، ولتكن القطارات في عُمان علامة فارقة في مسيرتنا نحو التقدم. متى سنبدأ؟ هذا هو السؤال الذي يستحق الإجابة الآن!