انفراجة محتملة.. عودة روسيا لاتفاقية تصدير الحبوب مجرد وقت| هل تنجح الوساطة؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
لا حديث يعلو في العالم خلال الفترة الماضية، عن انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر المتوسط، منتصف الشهر الماضي، مما كان له تأثير سلبي على أسعار الحبوب والقمح عالميا، وحذرت الأمم المتحدة وعدد من الدول من أزمة طاحنة قد تعاني منها بعض الدول خاصة الإفريقية، جراء الانسحاب الروسي من اتفاقية الحبوب.
وفي هذا الصدد، أعلن الكرملين، الشهر الماضي، استحالة العودة إلى اتفاق الحبوب مع أوكرانيا في الوقت الحالي.
وساطة تركية لاستئناف اتفاقية الحبوبووفقا لوكالة "رويترز"، قال المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء الموافق 25 يوليو، إنه من المستحيل على روسيا العودة إلى صفقة تصدير الحبوب في البحر الأسود في الوقت الحالي، حيث "لم يتم تنفيذ اتفاق يتعلق بالمصالح الروسية".
ومع ذلك، أوضح بيسكوف، في تصريح صحفي، أن الرئيس فلاديمير بوتين أشار إلى أنه يمكن إحياء الصفقة إذا تم الاهتمام بالجزء الذي يركز على روسيا من الاتفاقية.
ومن جانبه، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تعتزم تحويل الحبوب الروسية التي سيتم إرسالها لتركيا إلى دقيق بقوله: "لدينا رؤية الموحدة مع روسيا، سنقوم بمعالجة الحبوب التي ستنقلها روسيا عبر الممر في البحر الأسود، وبعد ذلك سيتم إرسال هذا الدقيق إلى البلدان الفقيرة في أفريقيا والبلدان النامية".
وانتهت في 17 يوليو الماضي مدة سريان اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي يسمح بتدفق الحبوب من أوكرانيا إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، حيث أعلنت روسيا تعليق مشاركتها في الاتفاق لأنه لم يتم تنفيذ مطالب روسيا، بحسب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
وكان الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، في يوليو 2022 يهدف إلى تخفيف حِدة أزمة الغذاء العالمية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية بفتح باب التصدير بأمان أمام الحبوب الأوكرانية في الموانئ عبر البحر الأسود، وتم تمديد الاتفاق للمرة الأولى في نوفمبر 2022 حتى 18 مارس الماضي ثم تم تمديده للمرة الثانية أربعة أشهر لينتهي في 17 يوليو الماضي، حيث كانت روسيا قد هددت بالانسحاب من اتفاق أكثر من مرة، إذا لم تتم تلبية مطالبها بتحسين صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
وبعد أسبوع من رفض موسكو تجديد مبادرة حبوب البحر الأسود، تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في القمة الروسية الإفريقية التي عقدت في سان بطرسبرج، بتقديم شحنات الحبوب لبعض أفقر دول إفريقيا بالمجان خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة.
وتابع أردوغان: "المحادثات جارية لاستئناف الاتفاق الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر ممر آمن على البحر الأسود، بعد حديثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، بحسب Apk inform".
وجاءت التصريحات، بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده قد تبدأ في اختيار أهداف روسية للهجوم عليها في البحر الأسود، إذا استمرت القوات الروسية في منع السفن الأوكرانية وقصف موانئها والبنية التحتية الأخرى.
ويقول الدكتور صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، إن روسيا وضعت شروطاً خاصة برفع العقوبات عليها من أجل العودة مرة أخرى إلى اتفاقية تصدير الحبوب، التى انسحبت منها فى 18 يوليو الماضي، وسط رؤية روسية تؤكد أن دول الغرب، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى، هى المستفيد من هذه الاتفاقية، حيث وصل نحو 70% من المواد الغذائية المصدرة إلى الاتحاد الأوروبى ولم تحصل الدول الناشئة فى مختلف أنحاء العالم سوى على 30% فقط من الحبوب، فى الوقت الذى تحرص روسيا على مد جسور العلاقات مع الدول الناشئة، خاصة الأفريقية، بسبب المصالح الروسية السياسية والاقتصادية فى القارة السمراء.
وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك مبادرة من 6 دول أفريقية لتسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية منها مصر والسنغال وأوغندا وجنوب أفريقيا والجزائر.
وأشار حليمة، إلى أن هذه المبادرات تأكيد على عمق العلاقات بين روسيا وأفريقيا، ودليل أيضاً على أن أكبر المتضررين من الأزمة الروسية - الأوكرانية هى الدول الأفريقية لذا سارعت بتقديم هذه المبادرة.
ومن جانبه، أكد السفير الروسى لدى واشنطن أناتولى أنطونوف، أن الإدارة الأمريكية تدير حملة إعلامية للتعتيم على مسئوليتها عن إفشال اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وقال أنطونوف، وفقا لقناة (روسيا اليوم)، إن "محاولات واشنطن الضغط على الدول النامية لإقناع روسيا بالعودة إلى صفقة الحبوب، جزء من حملة إعلامية لتشويه حقيقة الأمور".. مضيفا أن "الولايات المتحدة تحاول التملص من مسؤوليتها عن الإخفاقات في تنفيذ الاتفاقات.. فضلا عن أن محاولات إقناع روسيا بالعودة إلى مبادرة البحر الأسود لا معنى لها".
أما عن تأثير انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب على مصر فإنه يشار إلى أن الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، قال خلال مشاركته في الاجتماع السادس عشر للجمعية العمومية للمنظمة الإفريقية للمترولوجيا: "لم يكن نبأ سعيدا بأن لا توافق روسيا على اتفاقية الحبوب لمرور الحبوب من أوكرانيا لمضيق البسفور ثم لمختلف دول العالم، ونحن نعلم أن هذا النوع من الصراع مستمر ولا بد من الأخذ في اعتبارنا استمراره سواء صراع اقتصادى أو بصورة نزاعات".
وأكد وزير التموين أن قرار روسيا الانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب سوف يؤثر على الدول الضعيفة تأثيرا سعريًا خاصة في اللوجستيات والنقل والأمن، مع ارتفاع تكاليف النقل مع تغيير مسارات وصعوبة توافر خطوط النقل، مشيرًا إلى ضعف التأثير على السوق المصري بنسب ضعيفة تتراوح من 5 إلى 8%.
وأشار وزير التموين إلى أن مصر قامت خلال الفترة الماضية بتنويع مناشئ استيرادها للحبوب، حيث تم الاستيراد من فرنسا وألمانيا ورومانيا وروسيا وأوكرانيا وبلغاريا والولايات المتحدة، وذلك مع استمرار الاستيراد من السوق الأوكراني لأن جزء من القمح يأتي عن طريق رومانيا وأوروبا.
والجدير بالذكر، أنه من المرجح أن يؤدي انسحاب روسيا من الصفقة إلى زيادة تكاليف التأمين، و فى يونيو الماضي كانت قد وافقت الحكومة الأوكرانية على خطة تقضي بتعويض السفن التي ترسو في الموانئ الأوكرانية في حالة تضررها بسبب النشاط العسكري الروسي. لذلك، هناك استعداد للمضي قدما في الاتفاقية من الجانب الأوكراني.
ومن الصعب المبالغة في التهديد الذي يتربص بالمشهد الاقتصادي العالمي والأمن الغذائي، خاصة في أفريقيا والمناطق النامية الأخرى، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية في خضم اضطرابات سلسلة التوريد وبداية استقرار الحرب الروسية، لا يزال الوضع متقلبا.
وعلى الصعيد العالمي، لا يزال تضخم أسعار المواد الغذائية أعلى من 5% سنويا في أكثر من 60% من البلدان المنخفضة الدخل، وحوالي 80% من البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض والبلدان المرتفعة الدخل.
وفي الأسبوعين الماضيين فقط، أفاد البنك الدولي بأن أسعار القمح قد انخفضت بنسبة 3% على مستوى العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا اتفاقية تصدير الحبوب الكرملين بوتين أوكرانيا تصدير الحبوب الأوكرانية البحر الأسود اتفاقیة تصدیر الحبوب المواد الغذائیة اتفاقیة الحبوب البحر الأسود صفقة الحبوب من اتفاقیة عبر البحر من اتفاق روسیا من إلى أن
إقرأ أيضاً:
اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟
دعا اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، روسيا إلى الموافقة على وقف إطلاق النار على خلفية استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بشروط متساوية وتنفيذ الاتفاق بالكامل.
تطورات الحرب الروسية الأوكرانيةوجاء في مسودة البيان التي تمت نشر مقتطفات منها: "دعت أعضاء مجموعة السبع روسيا إلى المقابلة بالموافقة على وقف إطلاق النار بشروط متساوية وتنفيذه بالكامل"، وفقًا لموقع «روسيا اليوم» الإخباري.
وأضافت: "أكد الأعضاء أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتم احترامه، وشددوا على الحاجة إلى ترتيبات أمنية قوية وموثوقة لضمان أن تتمكن أوكرانيا من ردع أي أعمال عدوانية جديدة والدفاع ضدها".
ووفقًا لثلاثة مسؤولين من مجموعة دول السبع فإن الدبلوماسيين توصلوا إلى اتفاق على بيان مشترك يهدف إلى إظهار الوحدة، بعد أسابيع من التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن تغييره للسياسات الغربية في التجارة والأمن والملف الأوكراني.
وأوضح الدبلوماسيون أن البيان، وهو وثيقة شاملة تتناول قضايا جيوسياسية من جميع أنحاء العالم، لا يزال بحاجة إلى موافقة الوزراء قبل اختتام المحادثات صباح الجمعة.
واجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي)، في بلدة لا مالباي السياحية النائية، الواقعة على تلال كيبيك، يومي الخميس والجمعة، في اجتماعات كانت تحظى في السابق بإجماع واسع.
ولكن في الفترة التي سبقت أول اجتماع لمجموعة السبع برئاسة كندا، واجه صياغة بيان ختامي متفق عليه صعوبة بسبب الخلافات حول الصياغة المتعلقة بأوكرانيا والشرق الأوسط، ورغبة واشنطن في صياغة أكثر صرامة تجاه الصين.
وأمس، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موسكو توافق على المقترحات بشأن إنهاء الأعمال القتالية، مبينا أن هذا الموافقة تنطلق من مبدأ أن ذلك ينبغي أن يؤدي إلى سلام طويل الأمد، ويزيل أسباب الأزمة.
وفي في 11 مارس الحالي، جرت مفاوضات بين وفدين أمريكي وأوكراني في مدينة جدة السعودية، وأعربت أوكرانيا في بيان مشترك صدر من قبل الأطراف، عن استعدادها لقبول الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، وأن واشنطن سترفع على الفور التوقف عن تقديم المعلومات الاستخباراتية وتستأنف تقديم المساعدة إلى كييف.
الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتملفي هذا الصدد قال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل في ظل ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة أنه تبنى إنهاء هذه الحرب قبل أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، وذلك لعلاقاته مع الرئيس الروسى بوتين، لكن الأهم في اعتقادى أن روسيا أيضا رغم تحقيقها انتصارات في أرض الميدان وتتفاوض من واقع القوة إلا أنها ترغب في إنهاء هذه الحرب، بما يحقق شروطها، والولايات المتحدة في ظل حكم ترامب تريد أن تنهى الحرب لكن بمقابل، والمقابل هو صفقة المعادن النادرة التي يحص الرئيس ترامب على عقدها مع أوكرانيا، لكن في الوقت ذاته، هناك اعتبارات سياسية للولايات المتحدة أخرى خاصة أنها ترى ضرورة مواجهة التحالف الاستراتيجيى الكبير الذى عظم بعد هذه الحرب بين الصين وروسيا.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد": لكن الصراع الفلسطيني الإسرائيلى له خصوصية خاصة في ظل دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل وارتباطه باللوبى الصهيونية وبمعتقدات دينية واستعمارية تتجلى منذ بدء هذا الصراع، لكن تسوية في أوكرونيا ستكون بمثابة بادرة لأمل على الأقل لإنهاء الحرب على غزة، من خلال تنفيذ وقف إطلاق النار من خلال الضغط على إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية.
مصر وموقفها من الحرب الروسية الأوكرانيةوأكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية، أهمية الحلول السياسية للأزمات الدولية، تعليقا على المشاورات التي استضافتها السعودية خلال الأيام الماضية في محاولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.
وقالت وزارة الخارجية: "تابعت مصر باهتمام المشاورات التي جرت في المملكة العربية السعودية لمحاولة التوصل لتفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية".
وأضافت الخارجية في بيانها: "لطالما ظلت مصر على مدار عقود طويلة تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومختلف مبادئ القانون الدولي، باعتبارها المرجعيات الرئيسية التي يرتكز عليها النظام الدولي والمبادئ الأساسية الراسخة التي تحكم العلاقات الدولية، وإيمانا منها بأن تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة جذورها هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار والسلام".
وتابعت: "من هذا المنطلق شاركت جمهورية مصر العربية في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة "أصدقاء السلام"، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة وجهد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وتؤكد في هذا الصدد على ضرورة ترسيخ الحلول السياسية كقاعدة رئيسية لتسوية الأزمات الدولية، وهو ما انعكس في الانخراط المصري في عدد من المبادرات التي كانت تهدف إلى تسوية الأزمة، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر ۲۰۲۲ لأهمية إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة في ظل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية والأمنية".
وأوضحت أنه من هنا، فإن التوجهات الحالية، بما في ذلك توجهات الإدارة الأمريكية، الداعية لإنهاء الحروب والصراعات في أنحاء العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط، من شأنها أن تعطي قوة دفع وبارقة أمل في إنهاء المواجهات العسكرية المختلفة التي تستشري في مناطق عدة في أنحاء العالم، عبر تسويات سياسية عادلة تحظى بالتوافق الدولي تأخذ في الاعتبار مصالح أطرافها، بما في ذلك اتصالا بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط.
واختتمت الخارجية بيانها بالقول: "لقد عانت الإنسانية طويلا من ويلات الحروب والصراعات، وقد آن الأوان للبرهنة لشعوب العالم بأننا نعيش بالفعل في عالم تسوده قيم التحضر والتسامح والتفاهم والعدالة، من خلال التغلب على التوجهات الأحادية التي تشعل الخصومات المدمرة، والسمو إلى المبادئ الإنسانية المشتركة بما يعطي الأمل في غد أفضل للبشرية".