الهجمات على موسكو.. رسائل أوكرانية للروس
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
خلال الأسابيع الماضية، تعرضت موسكو لهجمات متكررة بواسطة طائرات بدون طيار، مما يشير إلى احتمالية لجوء أوكرانيا لاستراتيجية جديدة في نقل الصراع للعمق الروسي.
ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن جميع الهجمات التي استهدفت مؤخرا روسيا، لا سيما عاصمتها موسكو، إلا أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، سبق أن توعد بأن "الحرب تصل تدريجيا إلى روسيا".
ورأى بعض المحللين في كييف أن أوكرانيا بهذه الضربات، "توجه رسالة إلى الروس، بأن النيران ربما تنتقل لعمق بلادهم".
وقال رئيس مركز "الأوراس" للدراسات الاستراتيجية، أوراغ رمضان، أن تلك الهجمات "تعني أن أوكرانيا تريد أن تجعل الشعب الروسي يدرك ما يحدث فيها (أوكرانيا)".
في حديثه لموقع قناة "الحرة"، يضيف رمضان: "خلال السنة السابقة كان الروس يقصفون البنية التحتية (الأوكرانية) وهذا القصف طال المباني السكنية وأدى إلى سقوط ضحايا، خاصة من الأطفال.. أوكرانيا تريد أن تبين للرأي العام الروسي مدى التأثير النفسي والسياسي على ما يحصل من قصف روسي همجي".
"زرع الرعب"وغزت روسيا جارتها أوكرانيا في فبراير 2022، وأشعلت فتيل حرب دمرت مدنا أوكرانية وأودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود الروس والأوكرانيين معا.
وشنت روسيا آلاف الضربات بعيدة المدى بطائرات مسيرة وصواريخ على أوكرانيا خلال الحرب، وغالبا ما أصابت أهدافا مدنية بعيدة عن الجبهة، بما في ذلك محطات الطاقة ومراكز تسوق ومبان سكنية، مما أسفر عن سقوط قتلى من المدنيين.
وتنفي موسكو مرارا تعمد استهداف المدنيين.
في الناحية المقابلة، يرى المحلل السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، أن "أهداف تلك الضربات بالنسبة لأوكرانيا هو زرع الرعب في المجتمع الروسي".
ومع ذلك، يشير أونتيكوف في حديثه لموقع "الحرة" إلى أن "كييف لم تنجح في تحقيق هذا الهدف، على اعتبار أن الحياة طبيعية في شوارع موسكو، وأنه لا توجد أي انعكاسات على الروس" جراء هذه الهجمات.
وفي يوليو الماضي ومطلع أغسطس الحالي، زادت الضربات بطائرات مسيرة داخل العمق الروسي، منذ تدمير طائرة مسيرة فوق الكرملين في أوائل مايو.
وأصيبت مناطق مدنية في العاصمة الروسية في وقت لاحق من مايو أيضا، واستُهدفت منطقة للأعمال في موسكو مرتين خلال 3 أيام، في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأعلنت روسيا، الأربعاء، أنها أسقطت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين بالقرب من موسكو، إحداهما قرب مطار رئيسي إلى الجنوب من العاصمة والأخرى إلى الغرب منها.
والإثنين، قال فلاديسلاف شابشا، حاكم منطقة كالوغا الروسية المتاخمة لموسكو من جهة الشمال، عبر تطبيق تلغرام، إن نظام الدفاع الجوي الروسي "دمر طائرة مسيرة فوق منطقة فيرزيكوفسكي".
كما قال رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، إن الدفاعات الجوية دمرت "طائرة مسيرة معادية" لدى اقترابها من العاصمة الروسية، الأحد، فيما علق أحد مطارات العاصمة الرحلات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية بشكل منفصل، إنه تم إسقاط المسيرة الأوكرانية فوق بودولسك جنوبي موسكو.
وفي أغسطس أيضا، تعرض مبنى شاهق في الحي التجاري بموسكو يضم 3 وزارات حكومية روسية للقصف بطائرة مسيرة، وذلك للمرة الثانية في 3 أيام، فيما وصفته روسيا بمحاولة "هجوم إرهابي أوكراني".
وفي يوليو، شهدت موسكو عدة هجمات بالمسيرات، دون أن تتبنى أوكرانيا رسميا تلك الهجمات.
ومع أن الحوادث لم تتسبب في سقوط ضحايا أو أضرار جسيمة، فقد أثارت قلقا واسع النطاق وتسببت في إحراج للكرملين، الذي يقول إن "العملية العسكرية الخاصة" الروسية في أوكرانيا تسير وفقا للخطة.
وتأتي تلك الضربات بالتزامن مع استمرار المعارك الضارية على الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا بين قوات كييف وموسكو.
وبدأت أوكرانيا هجومها المضاد في يونيو بهدف استعادة الأراضي الذي احتلتها روسيا شرقي البلاد، لكنها لم تحقق سوى بعض التقدم المتواضع في مواجهة مقاومة شديدة من القوات الروسية على خط المواجهة.
وفي الوقت الذي تقول فيه روسيا إن الهجوم المضاد الأوكراني "فشل"، ترى الدول الغربية أن "الوقت لا يزال مبكرا للحكم على مدى نجاح هذه العمليات العسكرية".
وفي هذا الاتجاه، يقول أونتيكوف إن أسباب زيادة الهجمات التي تتعرض لها موسكو تشير إلى أن "أوكرانيا لا تستطيع أن تحقق الأهداف على ساحة القتال".
وأردف قائلا إن "الهجوم المضاد لم يحقق نجاحات أو تقدما؛ لذلك تنتقل أوكرانيا لهذه الضربات بالمسيرات كفرصة أخيرة لكييف للحصول على بعض الإنجازات".
وقال إن تلك الهجمات لن تؤثر على تكتيكيات الجيش الروسي في ساحة المعركة، بل ستمنح الدولة فرصة "إعادة النظر في تدعيم الدفاعات الجوية وتطوير قدراتها".
في المقابل، يعتقد رمضان أن "أي تأثير للهجوم المضاد الأوكراني يتعلق بمد البلاد بالمزيد من الأسلحة الغربية بشكل رئيسي، مقارنة باستهداف موسكو بالمسيرات".
وأضاف: "ترسانة أوكرانيا (العسكرية) تأتي من الغرب والهجوم المضاد مرتبط ارتباطا واضحا بالدعم الغربي؛ لأن أوكرانيا لا تنتج سلاحها بنفسها، عدا بعض الطائرات بدون طيار والمسيرات البحرية".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تصد لهجوما روسيا بطائرات مسيرة على كييف ... وتأسر 27 جنديا في كورسك
عواصم "وكالات": قال مسؤولون إن الدفاعات الجوية في العاصمة الأوكرانية كييف تصدت اليوم لهجوم روسي بطائرات مسيرة.
وذكر شاهد من رويترز أن انفجارات دوت في كييف خلال زيارة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للمدينة.
وأوضح المسؤولون أن الهجوم لم يسفر عن إصابات، لكن سيارة تضررت بسبب الحطام المتساقط في إحدى المناطق.
وتطلق روسيا بشكل متكرر طائرات مسيرة عبر أوكرانيا. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية الخميس أنها أسقطت 34 من أصل 55 طائرة مسيرة أطلقت في هجوم الليلة الماضية، ولم تبلغ 18 مُسيرة أخرى أهدافها.
مهاجمة مستودع وقود
قالت السلطات المحلية اليوم إن النيران اندلعت في مستودع وقود روسي بمنطقة فارونيش جراء هجوم بمسيرة أوكرانية.
وقال حاكم المنطقة، أليكسندر جوسيف، عبر تطبيق تليجرام إن الهجوم الذي استهدف المنشأة في مقاطعة ليسكنسكي لم يسفر عن إصابات.
وهرعت العشرات من عربات الإطفاء لإخماد الحريق الذي قال جوسيف إنه ناتج عن "سقوط" المسيرات.
وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه جرى اعتراض 27 مسيرة أوكرانية ليلا في مناطق بيلجورود وفارونيش وتامبوف وكورسك.
والهجوم الذي وقع في منطقة تامبوف استهدف مصنعا لبارود الأسلحة، بحسب قناة "شوت" الروسية عبر تليجرام.
ولم تتوفر معلومات بشأن الضرر الذي لحق بالمصنع. واكتفت الإدارة المحلية بالقول إن سقف منزل خاص قد تضرر.
وقال سلاح الجو الأوكراني إنه اعترض 34 من أصل 55 مسيرة مقاتلة روسية كانت تقترب أثناء الليل. وجرى تحييد 18 طائرة مسيرة بدون متفجرات عن العمل عن طريق الإجراءات الإلكترونية المضادة.
أسر 27 جنديا روسيا
أعلن الجيش الأوكراني في بيان الخميس أسر 27 عسكريا روسيا في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر قواته على جزء منها منذ أغسطس 2024.
وقالت قيادة قوات الهجوم المحمولة جوا في بيان على فيسبوك "تم أسر 27 عسكريا معاديا في الأيام الأخيرة خلال المعارك" في منطقة كورسك.
وأرفقت المنشور بفيديو يُظهر رجالا ببزات عسكرية متجمعين في ما يبدو قرية، يعرفون عن أنفسهم بالروسية أمام الكاميرا.
وأوضح البيان أن هؤلاء العسكريين "ضباط ورقباء وجنود" من وحدات مختلفة يتحدرون من مناطق متعددة من روسيا ومن شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا وضمتها عام 2014.
وتابع البيان "في وضع قتالي صعب، قاموا بالخيار الصائب: اختاروا تسليم السلاح، ما أنقذ حياتهم. جميع الجرحى تلقوا على الفور العناية الأولية" مضيفا "ندعو الجنود الآخرين في الجيش الروسي ... إلى تسليم أنفسهم".
وشنت أوكرانيا في أغسطس هجوما مباغتا في منطقة كورسك الروسية الحدودية، في وقت تواجه منذ ثلاث سنوات الغزو الروسي.
ولا تزال كييف تسيطر على مئات الكيلومترات المربعة في كورسك، في أول احتلال لأراض روسية يقوم به جيش أجنبي منذ الحرب العالمية الثانية.
وتؤكد كييف وسيول وواشنطن أنتشار آلاف الجنود الكوريين الشماليين الذين أرسلتهم بيونغ يانغ إلى كورسك لمساندة القوات الروسية.
وأعلنت أوكرانيا مؤخرا أسر عدد من العسكريين الكوريين الشماليين في كورسك، عارضة على بيونغ يانغ عملية تبادل لقاء عسكريين أوكرانيين أسرى في روسيا.
مقدمة
رئيس الوزراء البريطاني يصل إلى أوكرانيا لإجراء محادثات أمنية مع
زيلينسكي
كير ستارمرفي كييف
وصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أوكرانيا لإجراء محادثات أمنية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أيام من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه.
وأعلنت الحكومة البريطانية أن ستارمر وزيلينسكي سيوقعان معاهدة "شراكة لمدة 100 عام" في كييف، تشمل مجالات مثل الدفاع والعلوم والطاقة والتجارة.
وتأتي زيارة ستارمر غير المعلنة كأول رحلة له إلى أوكرانيا منذ توليه منصبه في يوليو. وكان قد زار البلاد في عام 2023 عندما كان زعيم المعارضة، وعقد محادثتين مع زيلينسكي في مقر رئاسة الوزراء البريطانية في داونينج ستريت منذ أن أصبح رئيسا للوزراء.
وتعتبر المملكة المتحدة واحدة من أكبر الداعمين العسكريين لأوكرانيا، حيث تعهدت بتقديم 8ر12 مليار جنيه إسترليني (16 مليار دولار) كمساعدات عسكرية ومدنية منذ بدء الحرب الروسية الشاملة قبل ثلاث سنوات، كما قامت بتدريب أكثر من 50 ألف جندي أوكراني على أراضيها.
ومن المقرر أن يعلن ستارمر عن تقديم 40 مليون جنيه إسترليني إضافية (49 مليون دولار) لدعم تعافي الاقتصاد الأوكراني بعد الحرب.
ولكن دور المملكة المتحدة يتضاءل مقارنة بدور الولايات المتحدة، وهناك حالة من عدم اليقين العميق بشأن مصير الدعم الأمريكي لأوكرانيا بمجرد تولي ترامب منصبه في 20 يناير. فقد أعرب الرئيس المنتخب عن تحفظه على تكلفة المساعدات الأمريكية لكييف، وقال إنه يريد إنهاء الحرب بسرعة، ويخطط للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أبدى إعجابه به منذ فترة طويلة.
وسارع حلفاء كييف إلى تقديم أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا قبل تنصيب ترامب، بهدف وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن لأي مفاوضات مستقبلية لإنهاء الحرب.
وأشار زيلينسكي إلى أنه في أي مفاوضات سلام، ستحتاج أوكرانيا إلى ضمانات بشأن حمايتها المستقبلية من جارتها الأكبر حجما.