أشادت التقارير الإعلامية بدور الطلاّب في الإطاحة بحكومة رئيسة وزراء بنجلاديش، الشيخة حسينة بالكامل، وبانتفاضة الطلّاب، دون النظر إلى دور الجيش بما في ذلك إرسال "المرأة الحديدية" إلى الهند، أو عودة الجيش كحكم نهائي في السياسة الوطنية في بنجلاديش.

وبحسب مقال رأي نشر في "ذا هيل الأمريكية" للكاتب براهما تشيلاني، أكّد أن الواقع، يرقى بتغيير النظام في ثامن أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم إلى انقلاب عسكري هادئ خلف واجهة مدنية.



وقال كاتب المقال، إنّه من خلال تنصيب حكومة مدنية مؤقتة مكوّنة من "مستشارين" فقط، لم يمنع قادة الانقلاب العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة فحسب، بل ساعدوا أيضًا في تعزيز رواية إعلامية غربية رومانسية عن "ثورة" يقودها الطلاب في البلاد.

وأضاف بأن تعيين الحائز على جائزة نوبل محمد يونس "كمستشار رئيسي"، أو رئيس الإدارة المؤقتة، لم يساعد إلا في إخفاء الحكم العسكري، نظراً لعدم تحديد مدة ونطاق صلاحيات الإدارة المؤقتة، فإن مستشاريه يعملون بشكل أساسي بتوجيه من كبار القادة العسكريين، وخاصة قائد الجيش الجنرال واكر الزمان، القوة التي وراء العرش.


ويشمل المستشارون طالبين قادا الاحتجاجات، وزعيماً إسلامياً متشدداً وجنرالين متقاعدين في الجيش، أحدهما مكلّف باستعادة القانون والنظام في البلاد.

لكي لا نأسى على ما فاتنا في ثورات #الربيع_العربي طلاب بنغلاديش والثوار أثبتوا أنهم فهموا دروس الثورات العربية جيدا
و خوفا من تدخل المتآمرين قاموا بإقالة الهيئات القضائية و نصب محاكم ثورية لرموز النظام
لله درهم
ما أجمل الثورة والثوار pic.twitter.com/AAP5ka2vXQ — §âmřâ (@Nevergiveup2o24) August 14, 2024
وتابع براهما تشيلاني، بالقول: "لكي نكون واضحين، ساعدت الاحتجاجات العنيفة التي قادها الطلاب بدعم من الإسلاميين ضد حكم حسينة العلماني الذي دام 15 عاماً ولكن غير الديمقراطي على نحو متزايد في إجبارها على ترك منصبها، ولكن العامل الحاسم الذي أنهى حكمها كان فقدان الدعم من جيش البلاد".

وأردف أن المحتجين تركوا شوارع العاصمة، دكا، حيث أدّى رفض الجيش فرض الإغلاق الذي أمرت به الحكومة، إلى تعريض سلامة حسينة الشخصية للخطر، مما سمح للجيش بإقناعها بالفرار من البلاد.

ما إن غادرت حسينة البالغة من العمر 76 عامًا إلى الهند على متن طائرة نقل عسكرية حتى نهب الغوغاء المقر الرسمي المترامي الأطراف لرئيسة الوزراء، ونهبوا كل شيء، يمكن حمله، من اللوحات والأثاث إلى الأسماك من البركة.


يبدو أن دفع حسينة إلى المنفى لم يكن قرارًا عسكريًا عفويًا، بل كان محوريًا لخطة مدروسة جيدًا للاستيلاء غير المباشر للجيش على البلاد. وأشار كاتب المقال إلى أنه يرى أن التكاليف الدولية المترتبة على قتل رئيسة وزراء في السلطة في انقلاب، أو وضعها في السجن دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، مرتفعة للغاية، مما جعل نفيها القسري خيارًا أفضل لكبار القادة العسكريين.

الشعب البنغالي من الصباح للمساء منع أي اجتماعات لشبيحة حزب رابطة عوامي (حزب الديكتاتورة حسينة) في دكا

طلاب بنغلاديش مستمرون في إحباط كل محاولات الدولة العميقة المدعومة من الغرب والاستخبارات الهندية #بنغلاديش #البنغال #Bangladesh pic.twitter.com/ckjXUloIXm — أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) August 16, 2024
وقال إن دورة العنف السياسي التي استمرّت لعقود من الزمان في بنجلاديش، بدأت بقتل والد حسينة، الزعيم المؤسس للبلاد، الشيخ مجيب الرحمن، قبل الفجر في انقلاب عسكري عام 1975. قُتل الرئيس رحمن على يد ضباط الجيش بدم بارد، مع زوجته وثلاثة أبناء وزوجاتهم، بينما كانوا نائمين في مقر إقامة رحمن. ونجت حسينة، التي كانت تبلغ من العمر 28 عاما آنذاك، لأنها كانت في الخارج في ذلك الوقت.

وما تلا ذلك كان اضطرابات سياسية مطوّلة منعت الديمقراطية من ترسيخ جذورها. وأسفرت الانقلابات والانقلابات المضادة عن فترات طويلة من الحكم العسكري في أكبر دولة من حيث الكثافة السكانية في العالم.

وأشار إلى أنه لا يوجد لدى بنجلاديش أي خصم إقليمي، ومع ذلك فقد احتفظت بجيش كبير نسبيا يضم أكثر من 200 ألف فرد. ولأن الدفاع الخارجي ليس مسؤولية كبرى، فقد سعى الجيش لفترة طويلة إلى استخدام الآلات السياسية. وعندما لا يحكم بشكل مباشر، فإنه يسعى إلى ممارسة السلطة السياسية من خلال حكومات خاضعة بقيادة مدنية.


وأضاف أن حسينة قد نجحت في إبقاء الجيش والتشدّد الإسلامي تحت السيطرة، إلى أن استخدم قائد الجيش الانتفاضة التي قادها الطلاب للتخطيط للإطاحة بها من خلال السماح لعنف الغوغاء بالخروج عن سيطرة الشرطة والقوات شبه العسكرية. كانت حسينة قد عينت زمان قائداً للجيش قبل أسابيع قليلة من سقوطها، حيث وجدت العزاء في حقيقة أن الجنرال متزوج من ابن عمها.

وتابع أنّه بفضل تركيزه على الربح والسلطة، فإن الجيش لديه تاريخ طويل من الانتهاكات، فضلاً عن ارتباطه المتطرفين. وكما هي الحال مع الجيش في باكستان، الذي انفصلت عنه بنجلاديش في عام 1971 بعد مقتل ما يصل إلى ثلاثة ملايين بنغالي في إبادة جماعية في باكستان، فإن القوات المسلحة البنجلاديشية تحافظ على مصالح تجارية واسعة النطاق، تمتد من العقارات والفنادق إلى الخدمات المصرفية والتصنيع وبناء السفن.

وأضاف أن بعد الانقلاب الصّامت هذا الشهر، لن تصبح الديمقراطية أكثر صعوبة فحسب، بل إن المجتمع المدني الضعيف بالفعل سوف يتأثر سلبا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الشيخة حسينة محمد يونس قائد الجيش بنغلاديش بنغلاديش محمد يونس قائد الجيش الشيخة حسينة انتفاضة الطلاب سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«الفاو»: تحديات تواجه إيصال الغذاء للمتضررين من النزاع والفيضانات بالسودان

وفقاً لأحدث بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتي نشرت في يونيو، يواجه أكثر من نصف السكان – أي 25.6 مليون نسمة – حالة الأزمة أو ظروفا أسوأ، بالتزامن مع موسم العجاف.

الخرطوم: التغيير

حذر المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وممثلها الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبد الحكيم الواعر، من أن تمدد النزاع في السودان والتحديات التي تواجه إمكانية الوصول إلى المتضررين والفيضانات واسعة النطاق تعيق، بشدة، جهود الاستجابة الإنسانية الطارئة في كافة أنحاء البلاد.

ووفقا لأحدث بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتي نشرت في يونيو، يواجه أكثر من نصف السكان – أي 25.6 مليون نسمة – حالة الأزمة أو ظروفا أسوأ، بالتزامن مع موسم العجاف.

ويشمل ذلك 755 ألف شخص يعيشون مستويات كارثية من الجوع الحاد في 10 ولايات. فيما أكدت لجنة مراجعة المجاعة التابعة لمبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أن ظروف المجاعة قد امتدت لتشمل حاليا مخيم زمزم للنازحين داخليا في ولاية شمال دارفور.

وفي السياق، حث الواعر، الموجود حاليا في السودان لتقييم الوضع الميداني، بلدان العالم على إيجاد حل للأزمة المتفاقمة في السودان ودعم تدخلات المنظمة.

وأعرب عن القلق إزاء سرعة ونطاق تدهور انعدام الأمن الغذائي، كما أن التحديات التي تواجه إمكانية الوصول إلى السكان المتضررين تتزايد يوما بعد يوم. ومع ذلك، قال الواعر إنه “لا يزال هناك مجال للعمل إذا ما وحدنا جهودنا واتخذنا إجراءات فورية”.

وقد تسبب الهطول غير المسبوق للأمطار هذا الموسم إلى فيضانات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، مما أعاق الجهود الإنسانية وتسبب في المزيد من موجات النزوح.

بينما تواجه الزراعة وسبل العيش الريفية وأنظمة تسويق الأغذية تحديات كبيرة في ظل النزاع، حيث تعاني من أضرار واضطرابات جسيمة، مع عواقب متتالية على الأمن الغذائي.

وأكد الواعر على الحاجة الملحة إلى إيصال المساعدات في الوقت المناسب قائلا إن منظمة (الفاو) وشركاءها ملتزمون بضمان إيصال المساعدات الزراعية في الوقت المناسب إلى جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الأكثر تضررا، حيث تكون الحاجة أكبر.

الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة الأمن الغذائي في السودان الجوع في السودان منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)

مقالات مشابهة

  • اسوشيتد برس: حدثان يوضحان التحديات التي تواجه الولايات المتحدة والعالم مع الحوثيين
  • نسخة إيرانية.. صحف إسرائيلية ترد على رواية المليشيات بشأن نوعية الصاروخ الحوثي الذي استهدف تل أبيب
  • مشاهد إطلاق الصاروخ البالستي الفرط صوتي الذي استهدف هدفاً عسكرياً في منطقة يافا في فلسطين المحتلة (فيديو)
  • تعرف على مواصفات الصاروخ فلسطين2 الفرط صوتي الذي ضرب هدفاً عسكرياً في منطقة يافا بفلسطين المحتلة (إنفوجرافيك)
  • بالفيديو والصور.. شاهد لحظة إطلاق الصاروخ البالستي الفرط صوتي الذي استهدف هدفاً عسكرياً في منطقة يافا في فلسطين المحتلة
  • ما بعد الإسلام السياسي بين مآلات الربيع العربي وتداعيات طوفان الأقصى؟
  • «الدبيبة» يدعو لمعالجة المعوقات التي تواجه المعهد القومي لعلاج الأورام
  • الكهرباء في إيران تواجه عجزًا.. ومليار دولار تحل الأزمة
  • عاجل | أبو عبيدة: نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت موقعا عسكريا قرب تل أبيب
  • «الفاو»: تحديات تواجه إيصال الغذاء للمتضررين من النزاع والفيضانات بالسودان