تعلم كيف تُنسق ملابسك وفقً آداب الإسلام في 9 خطوات
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
ارتداء الملابس اللائقة، وستر العورات من مكارم الأخلاق التي وافقت الفطرة، واقتضتها المروءة، وحثت عليها جميع الشرائع، فكما اهتم الإسلام بجوهر المسلم وستْر عورة نفسه بلباس التقوى؛ وضع لملبسه الذي يستر بدنه، ويسير به بين الناس ضوابط وآدابًا، تحفظ عليه فطرته، وآدميّته، وقِيَمه، وحقَّ مُجتمعه عليه.
بعد ترند رقص حفلات التخرج.. العالمي للفتوى يرد فضل الألفة وثواب السلام والمصافحة.. العالمي للفتوى يوضح
تعلم كيف تُنسق ملابسك وفقً آداب الإسلام في 9 خطوات
قال المركز العالمي للفتوى الإلكترونية أن الله تعالى قد خلق الله الإنسان، وكرَّمه، وميَّزه بالعقل على سائر المخلوقات، وحبَّب إليه التَّزين والتَّجمُّل، وأمره كذلك بستر عورته، وجعل هذا السّتر أحد خصائص بشريته، وركيزةً من ركائز فطرته، وثمرةً من ثمرات عقله؛ فقال سبحانه: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}. [الأعراف: 26]
ووضح العالمي للفتوى عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك أن الإسلام قد وضع ذوابط وآداب للملبس الذي يستر بدنه ويحافظ على فطرته ومنها ما يلي: أن يكون ملبسُ المسلم والمسلمة ساترًا للعورة، والقول: إن الاحتشام والستر وصفان مناهضان للحضارة والرقيّ؛ قول لا يستسيغه صاحب فطرة نقية؛ فلو كانت الحضارة بالتعري لكانت الحيوانات أكثر تحضُّرًا من بني الإنسان؛ إذ لا صلة بين الحضارة وكشف العورات إلا صلة الانحدار الحضاري والخُلقي.
أن يكون الملبس مُراعيًا لقيم المجتمع وعُرفه، متوافقًا مع قيمتي الحياء والمروءة.
والمعنى: أن من آداب الملبس والمظهر ما يتصف به المسلم اعتبارًا لعادة مُجتمعه الذي يعيش فيه، واتصافًا بالمروءة عِلاوة على أمر الدين.
فلا يليق بشاب -مثلًا- أن يكون وسط الناس في وسيلة مواصلات أو طريق عام بثوب قصير يُظهِر فخذه أو يُبرز عورته، ولا يليق بفتاة أن تجسِّم مفاتنها بثيابها ثم تختلط بالناس وتغشى مرافقهم وطُرقاتهم.
ولا يليق كذلك أن يرتدي أحدهما بنطالًا مُمزَّقًا أو ساقطًا.
وعدم اللياقة هذه لا تنبعث عن تديّن فحسب؛ وإنما عن مروءة وحياء كذلك.
عدم تشبّه الرجل في زيّه بالمرأة، وعدم تشبّه المرأة في زيّها بالرجل؛ إذ إن الحفاظ على هُوية الشخص، وإعلان نوعه مطلب شرعي؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ». [أخرجه أبو داود]
عدم الاختيال والعجب والتكبر على الناس بالملبس، فقد حرم الإسلام إطالة الثوب وجرَّه؛ إذا قصد المرء بهذا الكبرَ على الناس؛ فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ إِلَّا الْمَخِيلَةَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». [أخرجه مسلم]
عدم الإسراف في الملبس وثمنه؛ قال ﷺ: «كُلُوا، وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَالبَسُوا فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلاَ سَرَفٍ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ». [أخرجه أحمد]
وحدُّ الإسراف المُحرَّم هو: شراء ما لا حاجة للمرء فيه، أو شراء ما لا يقدر على ثمنه، أما إن اشترى ثوبًا له فيه حاجة، وقدر على ثمنه فلا إسراف فيه وإن كان باهظ الثَّمن.
أن تكون ثياب الشخص نظيفة مهندمة منظمة، وهذا مما حثَّ عليه الإسلام؛ لتكتمل شخصية المسلم، وتتميز بالجمال؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «إنَّكم قادِمونَ على إخوانِكُم؛ فأحسِنوا لباسَكُم، وأصلِحوا رحالَكُم؛ حتَّى تَكونوا كأنَّكُم شامةٌ مِنَ النَّاسِ، إنَّ اللَّهَ لا يُحبُّ الفُحشَ والتَّفحُّشَ». [أخرجه الحاكم]
ألَّا يكون الثوب زيّ شهرة، أي: لا ينبغي أن يرتدي الإنسان ثوبًا غريبًا، لا يعتاد الناس على شكله، حتى يتميز ويشتهر بينهم به، بل المراد أن يكون المرء –أو المرأة– في الناس كأحدهم، فهذا أبعد عن الكبر والرياء، واستجلاب نظر الناس، وقد قال رسول الله ﷺ: «مَن لَبِسَ ثوبَ شُهرةٍ في الدُّنيا، ألْبَسَهُ اللهُ ثوبَ مَذلَّةٍ يومَ القيامةِ». [أخرجه أحمد]
ألَّا يرتدي المسلم زيًّا يحمل علامات أو كلمات تخالف آداب وعقيدة الإسلام، أو كلمات وأشكال تحتوي على اصطلاحات وإيحاءات إباحية؛ فقد قال ﷺ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ». [أخرجه أبو داود]
ضوابط الملبس في الإسلام؛ سيما ستر العورات ليس مأمورًا بها في الواقع الحقيقي فحسب، بل مأمور بها أيضًا في الواقع الإلكتروني، وفيديوهاته، وتطبيقاته، ومواقع التواصل الاجتماعي.
ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إذ يُبين ضوابط وآداب الملبس في الإسلام؛ يودُّ بهذا أن تسود ثقافة احترام قيم المجتمع الرَّاقية، التي تدعم الحياء والعفة والمروءة، وتأبى الفحش والتَّفحُّش والتَّبجُّح وخدش الحياء وجرح المشاعر؛ سيما وأن الفاعل في المجتمع، الماشي في طُرقاته، المُستخدم لمرافقه ومواصلاته، والمُخالِط لأفراده؛ عليه أن يحترم ثقافتهم وقِيَمهم.
وقد جاء هذا التَّذكير في وقت تخلَّى فيه كثير من الناس عن قيم الإسلام الراقية في هذا الشأن، وتساهلوا فيه بزعم التَّحرر أو الانفتاح أو التَّرويح، دون اعتبار للضَّرر الذي قد يُهدِّد سلام المُجمتع وأمنه وخُلُقه؛ جراء هذا التَّساهل.
واللهَ نسأل أن يهدي قُلوبنا، وأن يُحسِّن أخلاقنا، وأن يحفظ على بلادنا أمنها وسلامها واستقرارها؛ إنَّه سُبحانه سميعٌ قريبٌ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: آداب الإسلام 9 خطوات ملابس المسلمة الملبس عدم الإسراف المسلم العالمی للفتوى أن یکون
إقرأ أيضاً:
7 فئات يظلهم الله يوم القيامة.. ومنهم فئة لن تخطر ببالك
في يوم القيامة، حينما تعمّ الفوضى ويكتنف الناس الخوف والهلع، يظل الله تعالى مجموعة من عباده تحت ظله، في نعمة وراحة لا يُحسّ بها سواهم، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "سبعة يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، ليبيّن لنا هؤلاء الأشخاص الذين سيكونون في معية الله، ويشملهم برعايته ورحمته، ومن بين هذه الفئات، نجد أناسًا قد لا يتوقعهم الكثيرون، لكنهم حصلوا على هذه الفضيلة بفضل أعمالهم الصادقة.
1. الإمام العادلأول فئة يظلهم الله في ظله هو "الإمام العادل". فالحكم بالعدل من أعظم الأعمال التي تقرّب العبد إلى الله، ويكافئه الله بظلّه يوم القيامة. وهذا يشمل القادة، الحكام، وكل من له مسؤولية في إدارة شؤون الناس وحقوقهم. العدل بين الناس والابتعاد عن الظلم هو ما يجعل الإمام في مكانة عظيمة عند الله.
2. الشاب الذي نشأ في عبادة اللهالشباب الذين نشؤوا في طاعة الله وعبادته، لم يغرقوا في متاع الدنيا، وكانوا يسعون لإرضاء الله في سن مبكرة، لهم مكانة خاصة. فهم مثال للمثابرة والإخلاص في العبادة، ويكافئون بظل الله يوم القيامة كأجر لهم على تمسكهم بدينهم.
3. الرجل الذي قلبه معلق بالمساجدمن الفئات التي يظلها الله في ظله هو "الرجل الذي قلبه معلق بالمساجد". هؤلاء الذين يحضرون الصلاة في المساجد باستمرار ويشعرون بالقرب من الله في كل لحظة، يتقربون إليه بإقامة الصلاة والذكر والعبادة. فلا شيء يبعدهم عن المساجد إلا العمل الصالح والتقوى.
4. رجلان تحابا في اللهذكر النبي صلى الله عليه وسلم فئة خاصة من الأشخاص الذين يظلهم الله، وهم "رجلان تحابا في الله"، أي أن حبهم لبعضهم كان في الله، لا لأغراض دنيوية أو شخصية. هذا الحب الخالص لله تعالى يجعلهم في حماية الله ورعايته يوم القيامة.
5. رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فرفضالفئة الخامسة هي "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فرفض"، وقد يكون هذا النوع من الابتلاء من أصعب ما يواجهه الإنسان، ولكنه يُكافأ بالظل الإلهي لأنه اختار الله وطاعته على غيره. مثل هذا الرجل الذي غلبت تقواه وورعه على شهواته الشخصية، يجعل الله له مكانًا في ظلّه يوم القيامة.
6. رجل تصدق بصدقة فأخفاهامن الفئات التي يظلها الله تعالى في ظلّه يوم القيامة "رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". هذا النوع من الإحسان هو ما يجعل العبد في درجة عالية من القرب إلى الله، خاصة إذا كان بعيدًا عن الأضواء، حيث يسعى لمرضاة الله فقط دون النظر إلى ما يراه الناس.
7. رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناهالفئة السابعة هي "رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه". هؤلاء الذين يذكرون الله في خشوع ودموع، بعيدًا عن أعين الناس، هم من أكمل المؤمنين. دموعهم ليست من الخوف من الموت أو الضعف، بل هي دموع من خشية الله، تجعلهم في مكانة متميزة عند الله، ويتم تكريمهم بظل الله يوم القيامة.
فئة مفاجئة لن تخطر ببالكقد يبدو البعض من هذه الفئات مألوفًا، ولكن هناك فئة قد تكون مفاجئة لك: "رجل جلس في مكان خالٍ وذكر الله تعالى، ففاضت عيناه". هذا الذكر في السر، بعيدًا عن الناس، هو من أصدق أنواع العبادة، حيث يكون العبد في حالة تفاعل عميقة مع الله، دون أن يكون هناك أي مظهر أو محاولة لظهور أو شهرة. هؤلاء البكاءون من خشية الله يجدون في يوم القيامة ظل الله ورعايته، كأجر لهم على الإخلاص في العبادة.
يظل الله في ظله سبعة أنواع من الناس في يوم القيامة، وهم أشخاص متنوعون في طبائعهم وأعمالهم، لكنهم يشتركون في الإخلاص والتقوى. إن فضل الله ورحمته يشمل أولئك الذين يسعون في حياتهم لرضاه، ويؤدون أعمالهم بخفاء بعيدًا عن الرياء. فلتكن هذه الفئات مصدر إلهام لنا جميعًا في سعينا للخير، ونعمل على أن نكون من هؤلاء الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.