شاب يبتكر خدمة إلكترونية لتسهيل تعبئة أسطوانات الغاز جنوبي القطاع
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
خان يونس - خاص صفا
لم يمنع نزوح المهندس الثلاثيني عمرو أبو سمهدانة، عن ممارسة عمله في مجال البرمجة، بل دفعه للإبداع خدمة لمجتمعه في هذا الوقت العصيب.
ففي خيمته التي باتت مأواه ومسكنه في مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة، عمل أبو سمهدانة الذي نزح من مدينة رفح منذ ثلاثة أشهر بعد إعلان جيش الاحتلال بدء عملية برية فيها واجتياحها، على تصميم برنامج كحل مبتكر وسهل الاستخدام يتيح الوصول إلى معلومات وكشوفات الغاز بسرعة وسهولة لمعرفة موعد تعبئة أسطوانات الغاز المنزلي.
ومنذ بدء العملية البرية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل شهره ال١١، بات الحصول على جرة غاز حلمًا صعب المنال بسبب شح الكميات المدخلة من جانب الاحتلال ضمن الحصار المفروض.
ويعيش سكان القطاع أوضاعًا مأساوية تصعب من الحصول على أبسط متطلبات الحياة اليومية، حيث يعتمد المواطنون على الحطب، الذي بات هو الآخر صعب المنال بعد ارتفاع سعره.
ويقول المهندس أبو سمهدانة لوكالة "صفا"، قررت استخدام خدمة التليجرام لإشعار الناس عند صدور كشوفات الغاز.
ويعزي الشاب الثلاثيني، الأسباب التي دفعته لهذا العمل، بأن هناك صعوبة كبيرة في إرسال رسائل SMS بسبب خلل في الاتصالات بسبب تدمير الشبكات وأبراج التقوية.
ويضيف أبو سمهدانة أن العديد من الناس يفتقرون إلى اتصال قوي بالإنترنت لتحميل ملفات Excel، أو لا يملكون البرامج المناسبة لفتحها. البعض الآخر قد لا يكون لديهم الخبرة الكافية للبحث في الملفات، أو حتى لا يعلمون كيفية القيام بذلك.
ويتابع: "إضافة إلى ذلك، هناك أشخاص لا يملكون هواتف ذكية أو لديهم مشاكل في الوصول إلى الإنترنت. لذلك، قررت تقديم خدمة تلجرام تتيح للمستخدمين معرفة دورهم بالكشوفات".
ويمكن للمستخدمين الاستفادة من البوت عبر الاشتراك عن طريق الرابط التالي:
https://t.me/gasgazapsbot
وحول آلية عمل البرنامج يقول أبو سمهدانة: "يقوم المواطن بإدخال أرقام هويته ليتم إشعاره تلقائياً عند ظهور أسمه في كشوفات الغاز، ويمكن للمستخدمين إدخال عدد غير محدود من أرقام الهويات، مما يسهل على الناس الذين لا يستطيعون متابعة الكشوفات بأنفسهم".
ويبين أنه بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم إنترنت أو هواتف ذكية، فيمكنهم الاعتماد على الأصدقاء أو الجيران الذين يستخدمون الخدمة، وعند تلقي الصديق إشعارًا، سيقوم بتنبيه الشخص الآخر.
ميزات البوت
ويشرح المهندس أبو سمهدانة مميزات "البوت" حيث أنه سريع جدا في البحث ومجاني، وأنه يعتمد على البحث باستخدام رقم الهوية أو الاسم والحصول على النتائج في لحظات.
كما أنه يتميز بالتنبيه فوري عند ظهور اسمك، وإذا لم تجد اسمك ضمن الكشوفات الحالية، سيقوم البوت بحفظ رقم هويتك وتنبيهك فور ظهور اسمك في أي كشف جديد.
ويتميز كذلك بالتحقق من صحة رقم الهوية ويتأكد من صحة رقم الهوية ويخبرك إذا كان الرقم خاطئًا أو غير مكتمل.
ويجعل هذا البوت المستخدمين على اطلاع دائم بتحديثات الغاز وأحدث الكشوفات، حيث يرسل لك البوت إشعارات فورية بكل ما يهمك، كما إنه يجيب على الاستفسارات الشائعة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: غاز نزوح طوفان الاقصى اسطوانات الغاز ابتكار ابداع
إقرأ أيضاً:
شبح المجاعة يغرس مخالبه في أجساد سكان غزة ويفتك بأطفالها
الثورة / افتكار القاضي
مع استمرار الحصار الخانق على غزة، وإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وتواصل حرب الإبادة الجماعية.. أخذ شبح المجاعة يطل بوجهه القبيح على سكان قطاع غزة المحاصر ويفتك بأطفاله، وبات الأهالي مقبلين على أيام حرجة بعد أن أغلقت المخابز أبوابها جراء نفاد الدقيق، وسط تحذيرات دولية متزايدة من أن المجاعة باتت واقعا يفتك بالسكان، لا سيما الأطفال الذين بدأت أجسادهم تذبل أمام أعين العالم.
ومع نفاد الدقيق وإغلاق كافة المخابز، واستنزاف برنامج الأغذية العالمي آخر ما تبقى لديه من إمدادات غذائية، أصبح نحو مليونَي فلسطيني في غزة مهددين بالموت البطيء جوعا وعطشا، في ظل سياسة تجويع ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وتتعمق المأساة مع تسجيل أولى ضحايا الجوع، حيث وثقت الجهات الصحية 52 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية والجوع، بينهم 50 طفلا، في مؤشر مخيف على دخول غزة مرحلة المجاعة الكاملة.
وتقول الأونروا: إن أكثر من مليون شخص يعاني في جميع أنحاء قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
انهيار كامل
في مواجهة هذا الانهيار الإنساني، أطلق عدد من كبار مسؤولي الإغاثة نداءات عاجلة لفتح المعابر فورًا، محذرين من أن غزة مقبلة على “كارثة غير مسبوقة”.
وقال جوناثان ويتال – رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالأمم المتحدة، إن “الأيام المقبلة ستكون حرجة للغاية”، محذرًا من أن “من لا يُقتل بالقنابل سيموت ببطء بسبب الجوع والحصار”.
وما يحدث في غزة اليوم ليس كارثة طبيعية، بل جريمة متعمدة صُنعت بإحكام تحت مرآى وسمع العالم فالتجويع، حسب تقارير الأمم المتحدة، أصبح “سلاحا” تستخدمه إسرائيل لإخضاع أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل تجاهل دولي مستمر، وغياب أي مساءلة حقيقية.
ومع دخول الأزمة مرحلة الانهيار الكامل، يبدو أن قطاع غزة يعيش واحدة من أحلك لحظات تاريخه، حيث الموت لم يعد ينتظر قذيفة أو رصاصة.. بل صار يتسلل ببطء عبر بطون خاوية وأجساد واهنة، في مشهد إنساني لا يليق حتى بالعصور المظلمة.
ويتعمد جيش الاحتلال إغلاق كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة بأمر مباشر من رئيس وزراء الكيان المجرم بنيامين نتنياهو، ومنع دخول آلاف شاحنات المساعدات التي تنتظر العبور، وإمعانا في الإبادة استهدف جيش الاحتلال المخابز ومستودعات الطعام ليقتلهم جوعا، بعد أن استهدف من قبل محطات تحلية المياه ليميتهم عطشا.
موت جماعي
وسط سياسة التجويع والقتل الممنهج التي يتبعها كيان الاحتلال، جاء تحذير حكومة غزة يوم الجمعة الماضي من أن فلسطينيي القطاع “على شفا موت جماعي” بسبب توسع رقعة المجاعة وانهيار القطاعات الحيوية بالكامل، وطالبت بفتح ممر إنساني فوري ودون تأخير لإنقاذ أكثر من مليوني إنساء في القطاع.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بشكل متسارع ومخيف مع استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل وإغلاق المعابر منذ نحو شهرين.
فيما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى موقف دولي لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية، وقالت إن إعلان البرنامج العالمي عن استنفاد كل مخزوناته الغذائية في قطاع غزة “يعبّر عن المستوى الخطير الذي بلغته الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال الفاشي، مؤكدا دخول أهالي القطاع مرحلة المجاعة الكاملة .
تحذيرات أممية
هذه الكارثة المقبلة على القطاع، الذي يعاني أصلا من كوارث متراكمة، باتت تقلق المنظمات الإنسانية الدولية، فقد كشفت دراسة جديدة أن سكان غزة فقدوا ما معدله 18 كيلوغراما بسبب سياسة التجويع الممنهجة واضطر الناجون إلى أكل أعلاف الحيوانات وغيرها من البدائل مما تسبب في أمراض وأضرار صحية كبيرة.
وحذر برنامج الأغذية العالمي مؤخرا من أنه استنفد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة جراء الحصار، وكشف عن توقف جميع المخابز الـ25 المدعومة من البرنامج منذ 31 مارس الماضي، بسبب نفاد الدقيق ووقود الطهي، كما لفت إلى عدم دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ أكثر من 7 أسابيع بسبب إغلاق المعابر.
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليبي لازاريني، قال بدوره إن أطفال غزة باتوا يتضورون جوعا بسبب سياسة التجويع المتعمدة التي تنتهجها إسرائيل من خلال استمرار إغلاق معابر القطاع ومنع دخول الغذاء والأساسيات الأخرى منذ الثاني من مارس الماضي، مؤكدا أن ما يحصل هو “تجويع من صنع الإنسان وبدوافع سياسية”.