يمن مونيتور/الحرة

في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كشف استطلاع حديث لمركز “الباروميتر العربي” عن استمرار ارتفاع معدلات الرغبة في الهجرة بين سكان المنطقة.

وتوضح نتائج الاستطلاع الذي رصد فيه المركز البحثي اتجاهات الرأي العام بالمنطقة بشأن قضايا الهجرة، صورة معقدة للواقع الاجتماعي والاقتصادي في دول المنطقة، حيث تتفاوت نسب الراغبين في الهجرة بشكل كبير من دولة لأخرى.

وتبرز هذه النتائج، وفقا للمصدر ذاته التحديات المستمرة التي تواجهها الحكومات في توفير فرص عمل وحياة كريمة لمواطنيها، خاصة للشباب والفئات المتعلّمة.

ويسلط الاستطلاع الضوء على الدوافع المتعددة وراء رغبة الناس في الهجرة، والتي تتراوح بين البحث عن فرص اقتصادية أفضل، والهروب من عدم الاستقرار السياسي، إلى السعي وراء تعليم أرقى. كما يكشف عن استعداد نسبة لا يستهان بها من الراغبين في الهجرة للمخاطرة بالسفر دون أوراق رسمية.

النتائج الرئيسية

ورصد التقرير تباينات كبيرة في رغبات الهجرة بين دول المنطقة خلال 2024، إذ تقود تونس نسبة الراغبين في الهجرة، بعد أن أوضح 46 بالمئة من سكانها يرغبون في الهجرة، ثم الأردن بنسبة 42 بالمئة، يليه لبنان بنسبة 38 بالمئة.

وفي المغرب، أعرب 35 بالمئة عن الرغبة في الهجرة، مقارنة بـ 25 بالمئة في موريتانيا والأراضي الفلسطينية (أجري الاستطلاع قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر)، بينما كانت في الكويت التي تتمتع بالاستقرار الاقتصادي أقل نسبة من الراغبين في الهجرة، لا تتجاوز 16 بالمئة.

وشهدت أغلب الدول مستويات مستقرة مقارنة بالنسبة قبل عامين، باستثناء الأردن حيث طرأ تراجع بواقع 6 نقاط مئوية في نسبة الراغبين في الهجرة.

وتوضح بيانات المركز أن الشباب والمتعلمين جامعيا هم الأكثر إقبالا على الهجرة، بدافع البحث عن فرص عمل ومعيشة أفضل بالخارج، مشيرة إلى أن لـ”الجندر تأثير أقل على رغبة الهجرة في أغلب الدول التي شملها الاستطلاع”.

وكان السخط الاقتصادي “محركا قويا للرغبة في الهجرة في المنطقة، حيث يرى أغلب من يرغبون في الهجرة أن الوضع الاقتصادي لبلدهم سلبي، بشكل أكبر بالمقارنة بمن لا يرغبون في الهجرة.

وتحرك العوامل الاقتصادية الرغبة في الهجرة بأكبر قدر في الأردن (90 بالمئة) وتونس (89 بالمئة)، ثم هناك أغلبية كبيرة في لبنان (72 بالمئة) وموريتانيا (69 بالمئة). وفي الأراضي الفلسطينية، ذكر 57 بالمئة من الراغبين في الهجرة أسباباً اقتصادية، وكانت النسب أقل في موريتانيا (45 بالمئة) والكويت (29 بالمئة).

وبينما كانت العوامل الاقتصادية المحرك الأول والأساسي للهجرة، تبيّن أن الأمن والعوامل السياسية تلعب دورا ملحوظا أيضا، لا سيما في لبنان.

ويوضح التقرير أن الشواغل الأمنية في لبنان التي زادت منها التوترات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل تدفع 27 بالمئة من المهاجرين المحتملين في لبنان إلى هذا القرار.

بينما كان للقضايا السياسية (23 بالمئة) والفساد (24 بالمئة) تأثيرا قويا على قرار هجرة اللبنانيات واللبنانيين.

وعلى النقيض من الحال في لبنان، تبين أن القضايا السياسية والفساد أقل انتشارا في دول المنطقة الأخرى التي شملها الاستطلاع، حيث لم يذكر أي منها كأسباب للهجرة أكثر من شخص واحد من كل ستة أشخاص.

وفي الكويت تبين أن السعي وراء فرص تعليم أفضل محرك رئيسي للرغبة في الهجرة، حيث أن 56 بالمئة من الراغبين في الهجرة قد ذكروا التعليم كسبب أساسي.

ويتناقض هذا مع الدول الأخرى التي شملها الاستطلاع، حيث يدفع التعليم الرغبة في الهجرة عند نسب لا تتجاوز خُمس المهاجرين المحتملين.

الوجهات المفضلة

وتبقى الولايات المتحدة وكندا الوجهة الأكثر شعبية عند الراغبين بالهجرة من المنطقة، تليه دول غرب أوروبا والخليج.

ويعتمد التفضيل على الصلات اللغوية والثقافية، حيث الناس في الدول المرتبطة تاريخيا بقوى استعمارية يرغبون في الهجرة إليها، وفيها جاليات كبيرة، وفقا للتقرير.

 

وفي حين أن أغلب الراغبين في الهجرة يفضلون استصدار الأوراق الرسمية اللازمة، فهناك عدد كبير في المنطقة ممن لا يمانعون في الهجرة بدون الأوراق اللازمة.

وفي المغرب، مثلا، يفكر في هذا الخيار 53 بالمئة من المهاجرين المحتملين، وتبلغ النسبة في موريتانيا 44 بالمئة، ثم 42 بالمئة في تونس، و30 بالمئة في الأراضي الفلسطينية.

وهناك مواطنون أقل ممن يفكرون في الهجرة في الأردن (19 بالمئة) ولبنان (17 بالمئة) مقبلون على هذا الرأي. والأقل تعليماً ودخلا هم الأكثر إقبالا على التفكير في الهجرة دون توفر الأوراق اللازمة لذلك.

ويُلاحظ أن موريتانيا قد شهدت زيادة كبيرة في الاستعداد للهجرة – من بين الراغبين فيها – في غياب الأوراق اللازمة، إذ تضاعفت النسبة من 22 بالمئة في 2022 إلى 44 بالمئة في 2024.

وتسلط هذه الزيادة في أوساط الشباب خصيصا الضوء على تنامي الصراعات الداخلية وصعوبات الحصول على الأوراق الرسمية اللازمة للهجرة، بحسب معدي التقرير.

وبحسب موقعه الرسمي، يعد مركز الباروميتر العربي شبكة بحثية مستقلة وغير حزبية، تقدم نظرة ثاقبة عن الإتجاهات والقيم الإجتماعية والسياسية والإقتصادية للمواطنين العاديين في العالم العربي.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الكويت المغرب الهجرة یرغبون فی الهجرة بالمئة من بالمئة فی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط في إفتتاح المؤتمر السابع للبرلمان العربي: المنطقة العربية تعيش اخطر مراحلها

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته في المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية إن المنطقة العربية تعيش لحظة قد تكون الأخطر في تاريخها الحديث، فالقضية الفلسطينية، بما لها من مكانة في قلب كل عربي، تتعرض لخطة تصفية عبر تهجير الشعب بعد تخريب الأرض وابتلاعها، تخريب الأرض في غزة وابتلاعها في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقال إن طرح الترحيل ليس جديداً من جانب قوة الاحتلال، وإن كان يحزننا أن تنضم إليه قوة عالمية كبرى، بعد أن كان محصوراً في اليمين المتطرف الإسرائيلي.

وأوضح أن الطرح كما تعلمون مرفوض عربياً ودولياً لأسباب ثلاثة: فهو غير قانوني وغير أخلاقي وغير واقعي.

وأضاف إن صوتنا العربي الجماعي له أهمية استثنائية في هذه المرحلة الحاسمة، ونتطلع جميعاً إلى القمة التي ستُعقد في القاهرة مطلع الشهر القادم للتعبير عن هذا الموقف الجماعي، واضحاً وحاسماً، وتطرح بدائل عملية وواقعية، وأيضاً إنسانية وتتفق والقانون الدولي، بدائل لإعمار غزة بوجود أهلها وبجهود أهلها وبدعم عربي ودولي.

وأعرب عن تطلعه لموقف برلماني عربي موحد لدعم صمود الشعب الفلسطيني، ورفض مشروع التهجير، ودعم المبادرات البديلة، والعمل على الترويج لهذه الرؤية في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، وأثق في أن خطة التحرك البرلمانية العربية الموحدة، التي ينتظر صدورها عن هذا المؤتمر، ستشكل ركناً مهماً داعماً للموقف العربي من هذه القضية المركزية بالنسبة لدولنا وشعوبنا.

وأشار الى تصاعد الغضب لدى الرأي العام العربي خلال ستة عشر شهراً من الحرب الوحشية، حرب الإبادة والتطهير العرقي على قطاع غزة، إن ما فعله الاحتلال بهذا الإجرام غير مسبوق، وهذا التحدي السافر لأبسط معاني الإنسانية والقانون، فما فعله الاحتلال أدى - من حيث لا يدري - إلى تعميق الرفض والكراهية لدى أجيال جديدة عبر العالم العربي ربما لم تكن تعلم الكثير عن هذا الصراع الطويل، إن الاحتلال، عبر الإمعان في البطش والإجرام، يقوض إمكانيات التعايش في المستقبل ويضرب أساس السلام والاستقرار في المنطقة ولا شك أن البرلمانات، باعتبارها صوت الشعوب، تعكس هذه الاتجاهات من الرأي العام العربي، لكي يدرك العالم أننا لا نقبل بسلام يؤسس على منطق القوة والترهيب، وإنما وحده السلام العادل هو ما يؤسس لتعايش واستقرار مستدام.

وقال إن الجامعة العربية لازالت تتمسك برؤية الدولتين باعتبارها الطريق الوحيد لسلام شامل في المنطقة، فلا سلام ولا أمن لطرف دون آخر من دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. وكل ما يُطرح من أفكار ورؤى، تقوم على ظلم الفلسطينيين أو الإجحاف بهم أو بالدول العربية، لن يؤدي سوى لإطالة أمد الصراع، ومضاعفة معاناة الشعوب، كل الشعوب في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • المغرب.. التضخم السنوي يرتفع بنسبة 2 بالمئة في يناير
  • الكويت الكويتي يتحدى العربي القطري في نهائي البطولة الخليجية .. غدا
  • الاتحاد الوطني: الموقف العربي الموحد هو السبيل لإفشال كافة المخططات الصهيونية
  • أبو الغيط في إفتتاح المؤتمر السابع للبرلمان العربي: المنطقة العربية تعيش اخطر مراحلها
  • ما هي المعادن الأرضية المهمة في أوكرانيا التي يريدها ترامب ؟.. تفاصيل
  • ماهي أسباب عزل “العراق” عن اجتماع “الناتو العربي” في الرياض؟
  • بعد النجاحات التي حققها.. العربي الأوربي لحقوق الإنسان يتحصل على صفة «مراقب»
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • الحسيمة: توقيف شخص يشتبه في ارتباطه بشبكة للهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر
  • الشيعة التي نعرفها