تفاوض عبر رجال الاستخبارات.. ما هو تاريخ منصب منسق المخطوفين لدى الاحتلال؟
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
يتواصل الحديث حول مصير الأسرى والجنود الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مع مواصلة الوسطاء للضغط من أجل إبرام صفقة تبادل واتفاق لوقف إطلاق النار من خلال المفاوضات.
وتستمر المفاوضات الحالية وسط عقد اجتماعات متكررة في قطر ومصر، وبحضور شخصيات تمثل مناصب رفيعة مثل رئيس الموساد، ورئيس الشاباك، ومستشار نتنياهو السياسي، إضافة إلى منسق ملف الأسرى والمعتقلين.
ما هو منصب "منسق المخطوفين" الموجود منذ أكثر من 35 عامًا؟ ومن هم كبار السياسيين والمحامين الإسرائيليين وشخصيات الموساد والشاباك والمخابرات العسكرية الذين شغلوه طوال السنوات الماضية؟
ويتم اختيار هذه الشخصيات بسبب "قدراتهم التفاوضية ومهاراتهم في صياغة العقود وخلفيتهم الاستخباراتية وعلاقاتهم مع القادة الدوليين وأجهزة الاستخبارات الأجنبية"، بحسب تقرير سابق لصحيفة "معاريف".
وبغض النظر عن مدى موهبته، فإن قدرة "منسق المخطوفين" على إبرام صفقة محدودة، رغم أن جميع "أدوات الدولة" تحت تصرفه دون حدود تقريبا من معلومات استخباراتية سرية، والوصول إلى وسطاء دوليين وميزانية كبيرة نسبيا، تسمح له ولفريقه بالطيران إلى أقاصي الأرض.
المنسق الحالي
غال هيرش، أصبح القائد العسكري الإسرائيلي في قوة الاحتياط، مسؤولا عن قضية الأسرى الإسرائيليين، الذين أسرتهم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بتعيين من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
هيرش من مواليد عام 1964، وهو قائد عسكري في الاحتياط لكن تم استدعاؤه بعد إعلان "إسرائيل" أنها في حالة حرب، وهو كاتب ورجل أعمال وخبير في القيادة والإستراتيجية وزميل في معهد سياسات "مكافحة الإرهاب" في جامعة رايخمان، ومحاضر لدرجتي البكالوريوس والماجستير في مجالات القيادة في "إسرائيل".
وخدم هيرش في جيش الاحتلال في مناصب قيادية عدة لمدة ثلاثة عقود، وكان قائدا لوحدة "شيلداغ" الخاصة التابعة للقوات الجوية، كما كان قائدًا لوحدات المظليين، ومن ثم تولى هيرش قيادة الفرقة 91 من خلال حرب لبنان عام 2006.
وكشف موقع "تايمز أوف إسرائيل" إنه في عام 2015، تم ترشيحه من قبل وزير الشرطة آنذاك غلعاد إردان، للعمل كقائد للشرطة، لكن تم رفض ترشيحه بسبب شبهات تتعلق بمعاملات تجارية غير مشروعة.
وفي عام 2019، حاول الترشح للكنيست، لكنه لم يحصل سوى على حوالي 3400 صوت فقط، وانضم لاحقًا إلى حزب الليكود لكن لم يتم وضعه على قائمته في الانتخابات.
ولم يلعب المسؤول الإسرائيلي عن ملف الرهائن المعين حديثا، دورا فاعلا في المفاوضات لإطلاق سراح اثنتين من الأسرى الإسرائيليين خلال الأسبوع الماضي، حسبما قال مسؤولان دبلوماسيان أجنبيان لـ "تايمز أوف إسرائيل".
وانتقد بعض الإسرائيليين هيرش لأنه اتخذ مركز الصدارة في مشهد الإفراج عن الأسيرتين الأميركيتين جوديث رعنان وابنتها ناتالي، رغم أن حركة حماس أكدت أن الإفراج جاء لـ "أسباب إنسانية"، متهمين إياه بإقحام نفسه في الصورة دون أن يكون له دور في ذلك.
بعد أخذ المعلومات التي بحوزة#الرهينتان_الأمريكيتان
( جوديث رعنان ) وأبنتها ( ناتالي )
ستتحدد محاور #الإجتياح_البري لـ #غزة
1-إمّا إجتياح كامل لقطاع غزة
2-أو تقطيع القطاع لثلاث محاور
3-وأخيراً تخطي السياج الشائك الفاصل
والتوغل وتشكيل خط دفاعي متقدم فقط#الإفراح_خطأ_بهذا_الوقت pic.twitter.com/8igbPdNdmF — جراح جدعان اللغيصم (@JARRAH_J_A_Q8) October 20, 2023
عندما قامت حماس بإطلاق سراح يوخفيد ليفشيتس ونوريت كوبر لدواعٍ إنسانية أيضا في الـ 23 من الشهر ذاته، لم يظهر هيرش في الصورة عند استقبالهما على الحدود.
تصريحات الأسيرة "يوخفد ليفشيتس" للصحافة الصهيونية بشأن ما حدث معها في غزة وذلك بعد إطلاق سَراحِها:
"عندما وصلنا إلى غزة، أخبرونا في البداية أنهم يؤمنون بالقرآن وأنهم لن يضرونا، قالوا سوف يعاملوننا كما يعاملون من حولهم، كنا تحت حراسة مشددة، كما جاء مسعف وطبيب وتأكدا من توفر… pic.twitter.com/2M4uTiuGIn — عبدالله رشدي (@abdullahrushdy) October 24, 2023
المنسق السابق
يرون بلوم، عيّنه نتنياهو في تشرين الأول/ أكتوبر أيضا لكن من عام 2017 خلفًا ليؤور لوتان الذي أمضى ثلاث سنوات في الخدمة، وهو من سكان حيفا، وأنهى خدمته في وحدة جولاني، وانضمّ إلى جهاز الأمن العام "الشاباك" وشغل وظائف عدة من بينها ضابط تجنيد عملاء في لبنان وداخل الخطّ الأخضر، ثم تمت ترقيته ليكون الضابط المسؤول عن كامل قسم تجنيد العملاء.
بعد ذلك، انتقل بلوم إلى مجال الأمن، وتولّى الأمن في فرع طيران "العال" في باريس، وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من ميونيخ وروما.
عند عودته إلى الأراضي المحتلة، عمل بلوم في قسم العلاقات الخارجية ضمن جهاز الشاباك، وتولى قسم العلاقات الخارجية، وكان ممثل الجهاز الأمني في فريق التفاوض برئاسة منسق المخطوفين في ذلك الوقت ديفيد ميدان.
ومثلت صفقة إطلاق سراح جلعاد شاليط المعروفة فلسطينيا باسم "وفاء الأحرار، أزمة جديدة بالنسبة لبلوم، بسبب نتائجها المٌخيّبة، وتشكيلها لوعي معين لدى قيادة الاحتلال يجعل مهمة الترويج لاتفاق آخر مع حماس مهمة صعبة، بحسب تقرير لصحيفة "معاريف".
طريق مسدود
شغل ليئور لوتان منصب مُنسّق المخطوفين والمفقودين حتى عام 2017 وكان متطوعا في المنصب على مدار ثلاث سنوات، إلا أنه قرر الاستقالة بعد أن أدرك أن الاتصالات مع حماس قد وصلت إلى طريق مسدود، وأن مساحة المناورة التي يسمح بها المستوى السياسي في هذه الاتصالات محدودة للغاية، بحسب تقرير لصحيفة "هآرتس".
وذكرت العديد من المصادر أن لوتان كان يهاجم عائلة مانغستو (أفيرا منغستو، إسرائيلي من أصول إثيوبية، محتجزا في غزة لأكثر من تسع سنوات) بشكلٍ عنصري، ويطالبهم بعدم ربط قضيته بالجالية الأثيوبية في "إسرائيل" وإلا سيبقى لعام آخر في غزة، وحملهم مسؤولية فقدانه، إلا أنه واعتذر عن ذلك فيما بعد، بحس بما جاء في تقرير آخر للصحيفة.
يقول قادة الإحتلال أن الأسير لدى #حماس افرام مانغستو مدني، حسناً ماذا عن هذه#الصورة؟ #عد_جنودك pic.twitter.com/8JOSD9tUT3 — Saber M. Eleyan ???? (@saberalian) July 10, 2015
صفقة شاليط
أمّا في وقت إجراء صفقة شاليط، كان ديفيد ميدان يشغل منصب المُنسّق، وهو رجل أعمال في القطاع التقني الخاص والتسويق الدولي، وناشط في مختلف القضايا الاجتماعية، خدم في الموساد لأكثر من 30 عاما ضمنمناصب مختلفة داخل "إسرائيل" وخارجها، إذ كان آخرها رئيس قسم العلاقات الدولية.
استلم ميدان مهامه في عام 2011 خلفا لرجال المخابرات المتمرسين، عوفر ديكل، وحاجي هداس، بعد سنوات من الجهود الفاشلة، وجاء هذا مع مغادرة الوسيط الألماني جيرهارد كونراد حينها للمشهد بعدما قدم إلى حكومة حماس مخططا تفصيليًا للصفقة، وتزامنًا مع زيادة التعقيد بسبب رفض حماس للوساطة الأوروبية، وتعذرت الوساطة المصرية بسبب عزل الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس مخابراته عمر سليمان في ذلك الوقت.
وبعد إتمام الصفقة، انتهت خدمة ميدان التي امتدت طوال 35 سنة كضابط موساد ومنسق للمخطوفين والمفقودين بالاستقالة من منصبه والتوجه إلى العمل في القطاع الخاص.
بعد صفقة شاليط 2011 والنقد الشديد الذي تعرضت له رفقة الصفقات مع حزب الله عامي 2004 و2008 تقرّر تشكيل لجنة لفحص ماذا حدث وأين فشلت هذه الصفقات، إذ سميت هذه اللجنة فيما بعد باسم “لجنة شيمجر”، لأن من ترأسها كان رئيس المحكمة العليا مائير شيمجر، بحسب موقع "واينت".
صُنّفت توصيات لجنة شيمجر ضمن الملفات الأمنية السرية للغاية، وكان جزء من التسريبات التي وصلت إلى وسائل الإعلام يظهر بندا يتعلق بتحرير أسير فلسطيني واحد مقابل استعادة جندي أسير واحد، وبحثت توصيات خاصة تتعلق بالمفاوضات وكيفية إجرائها.
وجاءت هذه التوصيات بناء على أن "إسرائيل" لن تكون قادرة على دفع هذا الثمن الباهظ مرة أخرى إذا تم خطف جنود إضافيين، إذ تم إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل شاليط، ومن بينهم المئات الذين أدينوا بالتورط في القتل، وكان أبرزهم رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس يحيى السنوار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الأسرى الإسرائيليين الاحتلال صفقة شاليط إسرائيل الأسرى الاحتلال صفقة شاليط المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
آخر تطورات صفقة الأسرى ووقف الحرب في غزة.. عاجل
عواصم - رويترز
أشار مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون اليوم الاثنين إلى تقلص بعض الفجوات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشأن إمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن دون التوصل إلى حل لنقاط خلاف حاسمة.
واكتسبت محاولة جديدة للوساطة من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب زخما هذا الشهر، ومع ذلك لم يتم الإعلان عن أي تقدم حتى الآن.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إنه في حين تم حل بعض النقاط العالقة، لم يتم الاتفاق بعد على هوية بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح رهائن محتجزين لدى حماس، وكذلك لم يتم الاتفاق بشأن تفاصيل النشر الدقيق لقوات إسرائيلية في غزة.
وجاء ما قاله المسؤول الفلسطيني متوافقا مع تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي قال إن القضيتين لا تزالان قيد التفاوض. ومع ذلك قال شيكلي إن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كانا عليه قبل أشهر.
وقال شيكلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) "يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار هذه المرة ستة أشهر أو يمكن أن يستمر عشر سنوات، وهذا يعتمد على التحركات التي ستتم على الأرض". وأضاف أن الكثير يتوقف على السلطات التي ستدير غزة وتعيد تأهيل القطاع بمجرد توقف القتال.
وشكلت مدة وقف إطلاق النار نقطة خلاف أساسية خلال عدة جولات من المفاوضات غير المثمرة. وتريد حماس إنهاء الحرب، في حين تريد إسرائيل إنهاء إدارة حماس لقطاع غزة أولا.
وقال المسؤول الفلسطيني إن "مسألة إنهاء الحرب تماما لم يتم حلها بعد".
وقال زئيف إلكين، عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإذاعة الجيش إن الهدف هو إيجاد إطار متفق عليه من شأنه حل نقاط الخلاف خلال مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار الوزير شيكلي إلى أن المرحلة الأولى ستكون مرحلة إنسانية تستمر 42 يوما وتتضمن إطلاق سراح رهائن.
* مستشفى
أطلقت إسرائيل حملة عسكرية على غزة ردا على هجوم شنته حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وأسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وتقول وزارة الصحة في القطاع إن أكثر من 45300 فلسطيني قتلوا في الحملة الإسرائيلية منذ ذلك الحين. كما نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.
وقال مسعفون إن 11 فلسطينيا على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية اليوم الاثنين.
ويسعى أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئيا في شمال القطاع، وهي منطقة تتعرض لضغوط عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، إلى الحصول على مساعدة عاجلة بعدما أصابته النيران الإسرائيلية.
وقال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان "نواجه تهديدا مستمرا يوميا... القصف مستمر من جميع الاتجاهات، مما يؤثر على المبنى والأقسام والموظفين". وجدد أبو صفية مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية والمساعدة الإنسانية.
ولم يدل الجيش الإسرائيلي بتعليق بعد. وقال أمس الأحد إنه يزود المستشفى بالوقود والغذاء ويساعد في إجلاء بعض المرضى والموظفين إلى مناطق أكثر أمانا.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي إلى إخلاء شمال غزة من السكان بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن عملياتها عند المناطق السكنية الثلاث في الطرف الشمالي لغزة، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، لاستهداف مسلحي حماس.
وقال توم فليتشر منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة اليوم الاثنين إن القوات الإسرائيلية تعيق جهود توصيل المساعدات الضرورية إلى شمال غزة.
وأضاف "شمال غزة يخضع لحصار شبه كامل منذ أكثر من شهرين، مما يثير شبح المجاعة... وجنوب غزة مكتظ جدا بالسكان مما يجعل الظروف المعيشية مروعة والاحتياجات الإنسانية أكبر مع حلول فصل الشتاء".