تفاقم الهجرة السرية بشواطئ الشمال وتدابير جديدة لاحتواء الظاهرة
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
أخبارنا المغربية-بدر هيكل
تعد الهجرة غير النظامية/ السرية، بحرا أو برا، في اتجاه سبتة المحتلة ظاهرة بمنطقة الشمال، لا زال يحفزها الحلم بحياة أفضل.
هذا الحلم المحفوف بمخاطر كثيرة، قادت الكثيرين إلى مصارعة الموت، الذي لم يردع العديد من المهاجرين عن محاولة العبور.
تراجع محاولات الهجرة غير النظامية بداية سنة 2024
كانت وزارة الداخلية الإسبانية مطلع العام الجاري، خلال الفترة من يناير إلى ماي 2024، سجلت تراجعا ملحوظا في عدد المهاجرين غير النظاميين، الوافدين على سبتة ومليلية.
وذكرت الوزارة في تقرير حول الهجرة غير النظامية أن مدينة سبتة المحتلة عرفت توافد 308 مهاجرا.
ارتفاع صاروخي في عدد المهاجرين السريين
كانت السلطات المغربية قد أوقفت أزيد من 700 مرشحا للهجرة غير النظامية لسبتة المحتلة، وذلك خلال الأسبوع الأخير من يوليو المنصرم.
فيما تداولت مصادر، أنه تم يوم السبت 10 غشت الجاري إحباط 300 محاولة هجرة غير نظامية، في اتجاه معبر باب سبتة.
وكان مرصد الشمال لحقوق الإنسان (ONDH)، في بلاغ تتوفر "أخبارنا" على نسخة منه، نبه إلى أن عودة الهجرة غير النظامية للشباب المغاربة، بما فيهم القاصرين، بدأت تعرف تزايدا ملفتا مع استمرار تدهور الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وفقدان الأمل، وغياب شبه تام للمؤسسات الاجتماعية وعلى رأسها المدرسة.
إرجاع المهاجرين غير النظاميين بتوافق مغربي إسباني
وافقت السلطات المغربية على استقبال المهاجرين البالغين الذين يتمكنون من التسلل إلى سبتة المحتلة، وذلك في ظل الضغط الكبير على المدينة نتيجة ارتفاع أعداد المهاجرين غير النظاميين بها. وذلك وفق ما أوردته مصادر إعلامية محلية بسبتة، حيث قالت "كريستينا بيريز"، مندوبة الحكومة المحلية، إن المغرب وافق على العودة إلى استقبال المهاجرين الذين يتسللون إلى سبتة من جنسية مغربية، والذين تفوق أعمارهم 18 سنة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستخفف الضغط على المدينة.
تحريض علني على الهجرة غير النظامية يغزو وسائل التواصل الاجتماعي
في وقت سابق للتطور الصاروخي للمهاجرين الذي يعرفه هذا الشهر، كانت مصالح الأمن أوقفت ثلاثة أشخاص من أجل تورطهم في نشر محتويات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ تحرض على الهجرة غير الشرعية؛ عبر باب سبتة، وذلك بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، للاشتباه في تورطهم في نشر أخبار زائفة ومحتويات رقمية تحرض على الهجرة غير المشروعة.
المتابعة القضائية تنتظر المرشحين للهجرة السرية الذين تم إرجاعهم
علمت "أخبارنا" أن النيابة العامة بتطوان، قررت متابعة كل المرشحين للهجرة السرية الذين ستسلمهم السلطات الإسبانية للسلطات المغربية، والذين سيتم وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية، ويأتي هذا القرار في ضوء الارتفاع الكبير لمحاولات التسلل إلى سبتة المحتلة برا وبحرا.
حقوق المهاجرين غير النظاميين على المحك
يرى الدكتور عبد الرفيع زعنون، في ورقة كانت قد نشرتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، الأمريكية، أن التدفق المهول للمهاجرين غير النظاميين يطرح تحديات جسام على المغرب في تدبير حدوده مع الدول الإفريقية والأوروبية.
مؤكدا أن هذا يُحتِّم ضرورة الموازنة بين المصالح السياسية والاقتصادية وبين الاعتبارات الإنسانية والحقوقية، في ضوء الإطار المعياري الدولي لتدبير التنقلات البشرية، وعلى رأسها الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية الذي تم اعتماده "بمراكش" أواخر سنة 2018، وخاصة فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان على الحدود، وحظر الطرد الجماعي والإعادة القسرية للمهاجرين، وضمان عودة آمنة وكريمة لهم.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: المهاجرین غیر النظامیین الهجرة غیر النظامیة سبتة المحتلة
إقرأ أيضاً:
بغداد ولندن:ترحيل المهاجرين العراقيين والاستثمار والأمن
15 يناير، 2025
بغداد/المسلة: في زيارة ذات أبعاد استراتيجية، وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى العاصمة البريطانية لندن، حاملاً رؤية تعكس طموحات العراق في تعزيز علاقاته مع المملكة المتحدة. الزيارة، التي وصفها السوداني بأنها “بداية عهد جديد”، تأتي في ظل تحولات إقليمية ودولية، تستدعي من بغداد توطيد شراكاتها مع القوى الدولية الكبرى.
الاتفاقية التي تسعى بغداد ولندن لتوقيعها لا تحمل فقط أبعاداً اقتصادية، بل تتجاوز ذلك لتشمل ملفات أمنية وسياسية ذات أهمية مشتركة.
تصريحات السوداني قبيل الزيارة ركزت على الدور التاريخي للمملكة المتحدة في دعم العراق، مؤكداً أن هذه الاتفاقية ستشكل علامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية، لا سيما مع تضمينها فصلاً خاصاً بالتعاون الأمني بين البلدين.
من الجانب البريطاني، أكد رئيس الوزراء كير ستارمر أهمية الاتفاقية، مشيراً إلى أنها تُعدّ فرصة لتحقيق منافع متبادلة في مجالات متعددة تمتد من التجارة إلى الدفاع. كما كشف عن خطة طموحة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى عشرة أضعاف ما تحقق العام الماضي، وهو ما يضع هذا التعاون في مصاف الشراكات الاستراتيجية المؤثرة على مستوى المنطقة.
الملف الأمني حظي باهتمام خاص في المباحثات، حيث أعلنت بريطانيا تصدير معدات للعراق بقيمة تفوق 79 مليون يورو لدعم جهود مكافحة تهريب البشر وتعزيز أمن الحدود. تأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه العراق تحديات متصاعدة بسبب شبكات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية. ويبدو أن لندن ترى في هذا التعاون فرصة لاحتواء التدفقات المهاجرة وتعزيز أمنها الداخلي، خاصة مع إدراج قضية ترحيل المهاجرين ضمن أجندة المباحثات.
التعاون الاقتصادي بين البلدين شهد أيضاً دفعة قوية مع التوجه نحو شراكات بين القطاع الخاص العراقي والبريطاني. الوفد العراقي الذي ضم رجال أعمال، يعكس رغبة بغداد في الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً مع التفاهمات المرتقبة مع الشركات البريطانية الكبرى.
على الصعيد الإقليمي، ورغم التوترات التي تشهدها المنطقة، تمكن العراق من الحفاظ على استقراره النسبي، وهو ما يعد دافعاً إضافياً لتعزيز مكانته كشريك دولي يمكن الوثوق به. السوداني شدد في تصريحاته على أن العراق يعمل على بناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف، بعيداً عن سياسة المحاور، وهو ما يمكن أن يمنحه مزيداً من الدعم في المحافل الدولية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts