هل تعاود الحرب رحاها في اليمن؟!
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
وافي الجرادي **
algradiwafi@gmail.com
المُتابِع لأطراف الصراع والحرب في اليمن من حكومة شرعية وجماعة أنصار الله يجد العروض العسكرية والتحشيد للجبهات يُقابله خطاب إعلامي بلغة التهديد والوعيد بالحرب، غير أن عودة العمليات العسكرية من الصعب توقعه، وإن تعثرت المفاوضات بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) مع المملكة العربية السعودية.
كما أسلفت لا يمكن توقع عودة الحرب في اليمن وتحديدًا بين جماعة أنصار الله والسعودية، لكون الأيام ثبتت دور القوى الدولية البارز في مسألة الحرب ووقفها، وأن ما جرى في اليمن من صراع وعلى مدى 8 سنوات، لم يكن بمحض إرادة واختيار القوى اليمنية فقط، وإنما للقوى الإقليمية والدولية دورها في عمليات التصعيد والتجميد أيضًا، وهنا يكمن دور القوى اليمنية في العمل ووفق محددات ورغبات راعييها الإقليميين والدوليين، وأنّ وقف الحرب والانخراط في السلام لا يمكن حدوثه بمعزلٍ عن توجهات وإرادات القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الشأن اليمني، وتحديدًا تلك التي لها أجندات ومصالح خاصة.
العروض العسكرية والتصعيد في الخطاب الإعلامي لأطراف الحرب في اليمن، لا يعكس حقيقة النوايا بالعودة لمسرح القتال والمواجهة، بقدر ما هو تعبير عن حالة فشل أو تعثر في المشهد السياسي، أو لغاية فرض تلبية مطالب ومكاسب. هنا يكمُن المدلول الفعلي لما يحدث بعيدًا عن القول إن الحرب قادمة، أو إن كل ما يجري يصب لغاية استئناف القتال، فليس بمقدور الأطراف في الداخل اليمني فعل شيء دون أوامر من الرعاة والحلفاء، وليس بوسعهم طي صفحة الحرب دونما عودة لما تقتضيه مصالح وأجندات القوى الخارجية المُمَولِة والراعية للصراع.
أتحدثُ عن استحالة العودة للحرب في اليمن إلى ما كانت عليه قبل إعلان الأمم المتحدة في أبريل الماضي للهدنة في اليمن، واستحالتي هذه بناءً على ما يلي:
- ترغب السعودية في وقف الحرب في اليمن والانخراط في تسوية شاملة من شأنها أن تُنهي العمليات العسكرية، وطي مهام ما يُسمى بـ"التحالف العربي" في اليمن، انطلاقًا من رؤى وتوجهات جديدة للقيادة هناك، والتفرُّغ أكثر لإنجاز الرؤية الاستراتيجية (رؤية المملكة 2030)، والتعامل مع الإقليم وربما العالم وفق تحوّلات ومحددات جديدة، وهو ما لمسناه في عودة علاقاتها مع إيران، وتوسيع نطاق علاقاتها مع روسيا والصين.
لهذا فإن السعودية وبحكم قيادتها للتحالف العسكري في اليمن، فإنَّ لرغباتها وتوجهاتها دورًا في وقف الحرب أو إشعالها والأخير لم يعد ضمن حسابات جاره اليمن الشمالي، وباتت اليوم عازمة على الوصول إلى حلول وتسوية شاملة يضع حدًا لحرب تستنزف قدرات الجميع.
- نتيجةً للتقارب السعودي الإيراني، والذي توّج بإعلان استئناف علاقاتهما الدبلوماسية في 10 مارس الماضي وبرعاية صينية، فإن لهذا التقارب صداه فيما يخص اليمن لكون الرياض وطهران الطرفين الأكثر انخراطًا في الصراع في اليمن. وبعودة العلاقات بينهما وبالتفاهم بين الجانبين يتشكل عامل مساهم وقوي في العمل على إيجاد سلام دائم ومستقر في اليمن.. الرياض لم تعد إلى طهران من أجل ترميم خلافاتهما البيّنية، بقدر ما هي عودة لترميم الخلافات في المنطقة والعمل على احتوائها، ولكون طهران أيضًا مستفيدة- كما هو الحال بالنسبة للرياض- من عودة علاقاتها مع الرياض في التغلب على الصعاب والمخاطر المحدِّقة بها، والدفع باقتصادها وشعبها صوب الازدهار والتنمية؛ فهي وبكل تأكيد تدفع جماعة أنصار الله (الحوثيين) لعدم الإقدام على عمل عسكري يمس السعودية ويُهدد أمنها القومي، رغبةً في استمرارية التقارب والاستفادة قدر الإمكان من نتائجه المرجوّة، فقد أعقب عودة علاقاتها بالرياض، تسريع عودة علاقات دول خليجية وعربية معها، وهو ما يُشكّل تحولا مهما وإيجابيا بالنسبة لطهران ولديها اهتمام ورغبات متزايدة في توسيع نطاق علاقاتها بالدول الخليجية والعربية.
لهذا فهي حريصة كل الحرص على استمرارية الهدنة في اليمن، والاستفادة من التصالح مع الرياض وباقي الدول الخليجية.
ونتيجةً للحرب الروسية الأوكرانية والتي نجم عنها أزمة طاقة عالمية وتضرر الدول الغربية منها كثيرا، وتراجع مستويات اقتصاداتها وتزايد غضب الشارع هناك من ارتفاع الوقود وزيادة التضخم، كل هذا ترك أثره في إسهام هذه الدول في استمرار هدنة اليمن، من خلال حثها المتواصل ودعواتها لكل أطراف الحرب للالتزام بالهدنة؛ حيث إن العودة للحرب وللقصف الجوي قد تتسبب في استهداف إمدادات الطاقة في السعودية وهو ما قد يُضاعف من أزمة الطاقة وزيادة الأسعار، وبالتالي مضاعفة خسائرهم.
لهذا تُسخّر كل جهودها لدعم الهدن المُعلنة في اليمن، والحيلولة دون عودة الصراع والتي إن عادت فليس في صالح الإقليم ودول العالم، لما قد تُشكّله من مخاطر على إمدادات الطاقة، وربما على حركة التجارة العالمية في مضيق باب المندب.
** كاتب يمني
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السعودية.. افتتاح “مترو الرياض” بعد 4 أيام
كشفت أنباء صحفية سعودية، السبت، أنه سوف يتم الإطلاق الرسمي لمترو الرياض يوم الأربعاء المقبل 27 نوفمبر، وذلك بشكل جزئي عبر 3 مسارات في المرحلة الأولى، فيما سيتم افتتاح الثلاث الأخرى منتصف ديسمبر المقبل.
ونقلت صحيفة “الاقتصادية”، السبت، عن مصدر سعودي قوله إن “افتتاح الخطوط الثلاثة من العروبة إلى البطحاء وطريق مطار الملك خالد ومحور تقاطع عبد الرحمن بن عوف والشيخ حسن بن حسين بالطاقة الكاملة، في 27 نوفمبر”.
وأشار المصدر إلى أن أسعار التذاكر والباقات المخفضة لركاب المترو ستعلن خلال أيام، لافتا إلى أن الجهات المسؤولة حثت الشركة المشغلة لمترو الرياض على عرض أسعار تنافسية للتذاكر، لجذب أكبر قدر من الركاب، لمحاولة خفض الازدحام في العاصمة بنسبة تتراوح بين 20% و30%.
ووفقا للهيئة الملكية لمدينة الرياض، يهدف مشروع قطارات النقل العام إلى “الحد من الاستخدام المفرط للمركبات الخاصة وتعزيز الاقتصاد المحلي والمحافظة على البيئة”.
وقالت إن مترو الرياض سيساهم بتسهيل حركة المرور وربط المناطق المتفرقة بالعاصمة من خلال “6 مسارات للقطارات، و84 محطة قطار، و80 مسارا للحافلات، و2,860 محطة حافلات، و842 حافلة”.
وتتكامل خدمات النقل بالقطارات والحافلات ضمن شبكة عملاقة بقدرة استيعابية تقدر بـ 1.7 مليون راكب يوميا خلال مرحلة التشغيل الأولية.
وقد تم تطوير الشبكة لربط المواقع والوجهات الرئيسة بالعاصمة، مثل مقار الوزارات والجامعات والمستشفيات والمجمعات التجارية ومراكز النقل والمرافق الحكومية.
شبكة ومحطات القطاريبلغ الطول الإجمالي لشبكة السكك الحديدية 176 كيلومترا، وتشمل 84 محطة، تغطي معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، وترتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبد الله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام.
6 مساراتالمسار الأول (الخط الأزرق) محور العليا – البطحاء – الحاير بطول 38 كيلومترا.
المسار الثاني (الخط الأحمر) طريق الملك عبد الله بطول 25.3 كيلومتر.
المسار الثالث (الخط البرتقالي) محور طريق المدينة المنورة – طريق الأمير سعد بن عبد الرحمن الأول بطول 40.7 كيلومتر.
المسار الرابع (الخط الأصفر) محور طريق مطار الملك خالد الدولي بطول 29.6 كيلومتر.
المسار الخامس (الخط الأخضر) محور طريق الملك عبد العزيز بطول 12.9 كيلومتر.
المسار السادس (الخط البنفسجي) محور طريق عبد الرحمن بن عوف – طريق الشيخ حسن بن حسين بن علي بطول 30 كيلومترا.
وجميع المحطات مكيفة ومجهزة بخدمة الإنترنت، وأنظمة معلومات الرحلات، فيما ستتضمن بعض المحطات محلات تجارية ومواقف للسيارات.
ويضم مترو الرياض أربع محطات رئيسية تقع عند تقاطع مسارات القطار، وهي “محطة منطقة قصر الحكم، ومحطة مركز الملك عبد الله المالي، والمحطة الغربية، ومحطة STC”.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب