يمانيون:
2025-04-17@17:53:33 GMT

دبس السفارة الأمريكية

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

دبس السفارة الأمريكية

أحمد الزبيري/

الاعترافات السياسية الأمنية لخلية السفارة الامريكية الاستخباراتية قدمت البرهان والتأكيد العملي الى أي مدى تمكنت أمريكا من الاختراق والسيطرة على الواقع السياسي ولا فرق هنا بين السلطة والمعارضة وكيف تساقطت القيادات السياسية التي كان ينظر لها كزعامات نضالية سياسية ودينية وحتى تقدم نفسها كحاملة لمشاريع التغيير وحتى اولئك الذين يبحثون كما كانوا يروجون لأنفسهم عن حكم الله والذين يدعون الى العدالة الاجتماعية والذين يتدثرون بالشعارات القومية جميعهم تحولوا الى ذباب على دبس سكبته لهم امريكا .

تساوى فيها الرفيق ياسين سعيد نعمان بالاخ عبد الوهاب الانسي والمخلافي اما بني الاحمر وبني الاخضر وبني الاصفر فحدث ولا حرج  .. امريكا في الساحة اليمنية عممت الخيانة والعمالة والاسواء في كل هذا سقوط القيادات التي كانت تسمى عسكرية وأمنية وهذا كان مهماً لاسقاط البلد وتحقيق مخططات المشاريع التي تحدثت عنها الخلية الاستخباراتية .

الاستنتاج الاولي اننا كنا ذاهبين وفقاً للمخططات الصهيونية والاستعمارية الغربية الى التقسيم والتمزق والتشرذم والتناحر وحتى نكون منصفين نجحت الى حد ما هذه المخططات وواقع الحال يثبت هذه الحقيقة لكن الامور لم تصل بعد الى حد اللاعودة لان الله قيض في اللحظة المناسبة من سيتحمل اعباء المواجهة لكل هذه المشاريع ولافشال الصهاينة والامريكان والانجليز واعرابهم في شبه الجزيرة العربية والخليج والمنطقة .. فالعدوان الذي مازال مستمرا بعد اكثر من عقد قد فشل ان لم يكن هزم ونربطه بالفشل لان الخونة الداخليين مازال لهم ادوار من الساحل الغربي وحتى اليابسة في المحيط الهندي وبين كل هؤلاء نحاول ان نجد شخص نظيف يمكن التفاهم معه على استعادة وطن ولا نجد .. الكارثة كبيرة والماساة مؤلمة لكنها مضحكة وشر البلية ما يضحك .

الداهية الدهماء ان المسالة لم تقتصر على افراد ولا على فئات ولا على مناطق بل شملت الجميع والمصيبة انهم لم يشتروا عملاء ليعطوهم معلومات بل عمل هؤلاء العملاء على اختراق العقل والوعي الجمعي الى حد كبير واقنعوا الكثير من الناس بان مفاهيم الهوية الايمانية والوطنية موضة قديمة وان الدفاع عن السيادة والقيم الدينية والانسانية مجرد أوهام وان الخيانة والعمالة وجهة نظر بالية وحتى ان لم تنطق الالسن بشكل واضح فان العقل الباطني قد اوصل جزء ليس بقليل من المجتمع الى هذه القناعة .

عندما نتحدث عن العقل والوعي علينا ان ندرك ان استعادة الناس لكل ما فقدوه في هذا الاتجاه يحتاج الى وقت وجهد ومثابرة وصدق وتقديم القدوات والمعالجة الامنية ليست الا الخطوة الأولى على طريق  الالف ميل ونحن ننتصر وسننتصر على كل هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد.

تقييمات

(0)

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

العقل كشبكة العنكبوت.. الإنسان وخيوط الارتباط الخفية

بقلم- موسى العنزي

 

في ركنٍ قصيّ من الطبيعة، في تلك الزوايا التي تمرّ بها أعيننا ولا تراها، تنسج العناكب شبكاتها بهدوءٍ ودقة، في مشهد لا يخلو من الشاعريةٍ لو تأملناه. وقد يكون في هذا الخلق الصغير ما يكشف سرًّا كبيرًا عن أنفسنا، نحن بني البشر، وعن طبيعة عقولنا التي نظنها حكرًا على جماجمنا، بينما هي، في حقيقة الأمر، تمتدّ وتتوزع، تتناثر وتتشبّك.

كشف باحثون من معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) أن عقل العنكبوت لا يُختزل في جسده، بل يمتد خارجًا، ليعيش داخل شبكته المصنوعة من الحرير والتوتر والاهتزاز. فإن مُسّت تلك الشبكة بسوء، اضطرب العنكبوت وارتبك، كما يضطرب الإنسان عند إصابته بجلطة؛ كأنما فُقد جزء من وعيه، لا لأن ضررًا أصاب دماغه، بل لأن موضعًا من ذاته قد تمزّق خارج جسده.

تلك الرؤية تقودنا إلى تأمل حالنا نحن. ألسنا نحن أيضًا كائنات منفتحة على العالم؟ ألسنا نعيش بما نلمسه ويَلمسنا؟ إن أفكارنا لا تتوقف عند حدود بشرتنا، بل تفيض إلى من حولنا، إلى اللغة التي نسمعها وننطقها، إلى الذكريات التي ورثناها، إلى إيماءات الأيدي، ونظرات العيون، وإحساس اللحظة العابرة التي لا تُقال. نحن لسنا جُزُرًا منعزلة، بل شبكات من خيوط لا تُرى، نعيش من خلالها وبها.

ومن هنا، يبدو لي أن النموذج القديم للعلاج النفسي- شخصان في غرفة بيضاء، يحاولان تفكيك النفس بالكلمات- يبدو قاصرًا أمام هذه الحقيقة. فكيف نُصلح جرحًا في الروح إن كانت الروح ذاتها مشتتة في غابة من العلاقات والروابط؟ كيف نردّ نهرًا إلى مجراه بشفاء قطرة مطر؟

العقل- إذًا- ليس آلة تعمل بمعزل، بل شبكة حيّة كشبكة الفطريات تحت التربة؛ لا صوتًا منفردًا بل جوقةً تعزف معًا، لا جدارًا صامتًا بل أرضًا خصبة ترتجف تحت وقع الخطى، تتفاعل مع ما حولها، وتتشكل منه.

لهذا، إن أردنا الفهم والشفاء، فلننظر لا إلى داخل النفس وحدها، بل إلى ما يحيطها: إلى حكايات الأسلاف، إلى حزن الطيور التي هاجرت ولن تعود، إلى الاسم الذي لم يُنطق فغاب، وإلى اليد التي امتدّت يومًا ثم انسحبت.

لعلّ الشفاء ليس في إصلاح ما انكسر، بل في إعادة نسج ما تمزّق. في الإنصات لا للكلمات وحدها، بل لكل ما يرتجف عند حافة الإدراك. لكل من مرّوا فينا وتركوا فينا أثرًا. لكل الأرواح التي تسكننا، ولكل العوالم التي تتذكّرها نيابةً عنّا.

مقالات مشابهة

  • السفارة الأمريكية توكد دعم واشنطن لاستقرار حضرموت.. وزيارة مرتقبة للسفير فاجن
  • صرخة التأسيس في زمن التكديس
  • الزمالك يصعد ضد زيزو.. ما علاقة السفارة الأمريكية؟
  • العقل كشبكة العنكبوت.. الإنسان وخيوط الارتباط الخفية
  • ندوة تثقيفية بجامعة كفر الشيخ للإرتقاء بمستوى المعرفة والوعي
  • كتاب: اغتصاب العقل البشري
  • بعد محاولة الحصول على مستند من السفارة الأمريكية.. تفاصيل تحركات زيزو ضد الزمالك قانونيًا
  • تفاصيل تحركات زيزو ضد الزمالك .. ومحاولة الحصول على مستند من السفارة الأمريكية
  • الدولة والسلفيات الدينية والمذهبية
  • أحمد موسى: الكويت من أولى الدول التي دعمت مصر منذ 30 يونيو 2013 وحتى اليوم