المنطقة الآمنة!!
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
صباح محمد الحسن
طيف أول:
لاتتسع المساحات بين الغموض والحيرة لكنها قد تضيق عندما تسيطر الهواجس كلما عادت تناهيد الندم مكسورة
ولا شيء يقتل تردد الثواني سوى ساعة من محاولة لهزيمة الوطن!!
وتبحث القيادة العسكرية عن موطئ قدم يُمكّنها من المشاركة في مباحثات سويسرا دون الخروج بخسائر يدفعها قادة الجيش، الذين يعلمون أن الرصد العالمي للجرائم في السودان لن يغض الطرف عن ماتم ارتكابه من فظائع لطرفي الحرب ضد المدنيين
ويبدو أن المجتمع الدولي أهمل الازمة السودانية لأكثر من عام ليراقب ماتقوم به الأطراف المتصارعة من من جرائم في الميدان ومنحها الشعور بأن لارقابة وتنحى جانبا ولكنه ظل يحصي كل هذه الجرائم
الي أن جاء وقت (جرد الحساب) حيث يسعى الجيش الآن من اجل تمرير طلب خاص لإقناع الإدارة الإمريكية أن تجد له مخرجا واحدا للإفلات من العقاب ولا اعتراض للجيش على المباحثات ولكنه يخشى من أن تكون جنيف ( المصيدة) التي تنصبها أمريكا ومن بعدها تعمل على إحكام قبضتها في فرض عقوباتها والزج بهم في متاهة الحصار وتحميلهم المسئولية كاملة لماحدث من جرائم، هم والدعم السريع، قد لاتنحصر على الحاضر فقط لكن قد تكون مواجهة لفظائع الماضي التي ارتكبت بلا حرب اشد وقعا عليهم من جرائم الحاضر التي ارتكبت نتيجة حرب.
وردا على مطالبة الجيش الذي اضاع فرصة جدة وجاء اليوم يبحث عنها قالت امريكا، إنها تحترم رغبته في العودة الي جدة ولكنها تؤكد له بشدة على أن محادثات جنيف مبنية على ما جرى التوصل إليه في منبر جدة)
أي ان امريكا تكتم سخريتها بأن ليس هناك مهرب وان ليس ثمة فرق بين اتفاق جدة وجنيف لطالما أن الوساطة هي الراعي لجدة وجنيف
فما يحدث من كر وفر في ميادين التفاوض ماهو إلا تراكم تخوف اشبه بمرض الرهاب الإجتماعي الذي من اعراضه (قلق ماقبل المواعيد واللقاء)
ولكن بالرغم من امريكا قالت ذلك ليطمئن قلب القيادة العسكرية إلا أن القيادة لاتثق
وظل البرهان يبحث له عن ( ضامن)
لذلك قالت الحكومة السودانية انها سترسل وفداً إلى القاهرة يضم وزراء ودبلوماسين وضباط لمناقشة رؤيتها في إنفاذ “اتفاق جدة” بناء على طلب اجتماع من الحكومة الأميركية متمثلة في مبعوثها الخاص توم بيرييلو والحكومة المصرية) وهو في الحقيقة طلبها
كما أن الجديد في الأمر أن وفد الحكومة إنضم اليه ضباط وهو شرط الادارة الامريكية التي طالبت بتمثيل عسكري أعلى وليس حكومي وقد لاتقبل للمرة الثانية إن وجدت تمثيل أقل للجيش
وترى امريكا ان ليس لديها إعتراض أن تكون مصر هي( المنطقة الآمنة) لعقد اجتماعات مسبقة قبل ذهاب الوفد الي جنيف ، جاء ذلك من خلال تصريحاتها ( أن ليس لديها مانع في أن تلبي طلب الجيش و تلتقيه في مصر)
وقد يزور المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو القاهرة في زيارة خاطفة اثناء سير مفاوضات جنيف
وعبرت الوساطة عن ثقتها بأن تلعب جمهورية مصر العربية الدور الأكبر في التواصل مع قادة الجيش السوداني، وإقناعهم بالإلتحاق بالمفاوضات في أقرب وقت، ورحبوا بإستجابة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لقبول التفاوض وتستأنف جنيف محادثاتها اليوم الإثنين بعد أن توقفت ليوم واحد ( السبت)
وتحرص الادارة الأمريكية لتكثيف جهودها بالتعاون مع الدوليين والإقليميين لحث القوات المسلحة السودانية على إرسال وفدها إلى طاولة المفاوضات
او الإعلان رسميا عن عدد من الممثلين لها في جنيف حاليا
اما جمهورية مصر العربية لاشك انها ستثتمر في فرصة قدمتها لها القيادة العسكرية السودانية على طبق من ذهب بقصد او بدونه، فهي اللاعب الذي يجلس على دكة الإحتياطي منذ، بداية المباحثات بعد ان إلتحقت بركب الوساطة مؤخرا فهذه المهمة قد تدفع بها من مقعد المراقبين الي طاولة المشاركين، ولربما اراد البرهان أن (يهديها) هذا الدور لإعادة ثقتها في نفسها كلاعب اقليمي تقلصت ادواره بعدصعود المملكة العربية السعودية الي منصة الحل السلمي مع الولايات المتحدة الأمريكية كتفا بكتف
ولكن هل تمتلك مصر أكثر مما يجعلها تنصح البرهان الي المشاركة في التفاوض!! فالأمر الذي جعلها تغير مواقفها في التعاطي مع الازمة السودانية، قادر على ان يغير في قناعات قائد الجيش حتى جلوس وفده على الطاولة دون أن يمارس عملية الهروب من الأضواء
ولاتملك مصر أكثر من ذلك!!
طيف أخير :
في ظل مواجهة السودان لتفشي فيروس شلل الأطفال
تطلق اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس 2024 تستهدف الاطفال من (عمر يوم الي خمس سنوات).
نقلا ً عن صحيفة الجريدة
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صباح محمد الحسن
إقرأ أيضاً:
ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
الخرطوم- تضاربت التصريحات بين القوة المشتركة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع اليوم الأحد بشأن السيطرة على قاعدة "الزرق" الإستراتيجية في ولاية شمال دارفور غربي السودان، في حين يرى خبراء عسكريون أن دخول القوة المشتركة إلى المنطقة واستيلاءها على عتاد عسكري ضخم يعدان انتصارا عسكريا ومعنويا.
وتقع منطقة "الزرق" قرب مثلث الحدود السودانية التشادية الليبية، مما جعل موقعها إستراتيجيا، خاصة فيما يتعلق بالإمداد العسكري لولاية شمال دارفور التي تشهد عاصمتها الفاشر قتالا شرسا بين الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى منذ 10 مايو/أيار الماضي.
منطقة إستراتيجيةبدأ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" منذ عام 2017 بإنشاء مشاريع بنى تحتية في المنطقة شملت مدارس ومستشفيات ومحطات وقود ومعسكرات ضخمة لقواته ومستودعات للأسلحة والذخائر، كما شرع في إنشاء مطار بالبلدة التي صارت مقرا لعوائل من عشيرته، وعيّن عمه جمعة دقلو زعيما قبليا في المنطقة.
وفي عام 2017 أيضا نفذ نظام الرئيس المعزول عمر البشير حملة لجمع السلاح في دارفور بقيادة حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس السابق، إذ دفع الجيش حينها بدبابات ومصفحات إلى الزرق للمشاركة في الحملة، وهي التي نقلها حميدتي إلى الخرطوم قبل أسابيع من اندلاع الحرب الأخيرة في 15 أبريل/نيسان 2023.
إعلانوبعد تفجر الأزمة كانت الزرق من القواعد الرئيسية التي تستقبل إمدادات الدعم السريع الآتية عبر تشاد وليبيا، وباتت مستودعا للأجهزة والمعدات العسكرية ومركزا لوجستيا للقوات، ونقل إليها المقربون من حميدتي عوائلهم باعتبارها من المناطق الآمنة، لكن الجيش السوداني قصفها بالطيران مرات عدة لتدمير العتاد العسكري.
وتقع الزرق في محلية "أمبرو" التي تشكل مع محليتي الطينة وكرنوي "دار زغاوة" في دارفور، ويقول رموز القبيلة التي ينحدر منها أغلب قيادات وعناصر القوة المشتركة إن قيادة الدعم السريع استولت على المنطقة التابعة لهم تاريخيا، واستبدلوا اسمها من "هاء مي" إلى الزرق بعد طرد سكانها الأصليين وتوطين رحّل يدينون لهم بالولاء.
إستهداف أطفال في الفاشر وزمزم ومجازر بشرية في ابوزريقة ، تردها القوة المشتركة بالردود القوية طُهرت بها المناطق المغتصبة منذ ٢٠١٧، القوة المشتركة لا ترد إلا علي صدور المقاتلين مغتصبي النساء وقتلة الأطفال ، فالحق ينتصر .
— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) December 21, 2024
"نصر كبير"أعلن الجيش السوداني في بيان له مساء أمس السبت أن القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانبه سيطرت على قاعدة "الزرق" العسكرية وانتزعتها من أيدي قوات الدعم السريع بعد أن قتلت العشرات منها واستولت على عدد من المركبات القتالية.
وفي بيان آخر، قال المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى اليوم الأحد إن القوة المشتركة والجيش والمقاومة الشعبية "تمكنت من تحقيق نصر إستراتيجي كبير بتحرير منطقة وادي هور بالكامل، بما في ذلك قاعدة الزرق العسكرية ومطارها الحربي".
وأفاد مصطفى بأنهم سيطروا على مطارين و5 مواقع عسكرية هي بئر مرقي، وبئر شلة، ودونكي مجور، وبئر جبريل، ودونكي وخائم.
كما ذكر المتحدث أن قوات الدعم السريع هربت تاركة 700 عنصر بين قتيل وجريح، وجرى أسر عناصر آخرين، علاوة على تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية والسيطرة على عدد كبير من الآليات السليمة والمتنوعة بالتسليح والإنتاج.
إعلانولاحقا، نفى المكتب الإعلامي للقوة المشتركة في بيان جديد ما جاء في إعلان قوات الدعم السريع استعادة قاعدة الزرق، ووصفها بأنها "مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، وهي محاولات فاشلة افتعلتها المليشيات بغرض التغطية على هزيمتها النكراء"، كما نفى استهداف قواتهم المدنيين في المنطقة.
من جانبه، قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور المشرف على القوة المشتركة إن قوات الدعم السريع فقدت خط إمداد رئيسي يربطها بدولة ليبيا.
وأشار مناوي إلى أن منطقة الزرق "اغتصبتها" قوات الدعم السريع عام 2017 بدعم من نظام الرئيس السابق عمر البشير، وقال في تغريدة على منصة "إكس" إن "القوة المشتركة ردت بقوة على هؤلاء المغتصبين ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية".
هجوم الحركات المرتزقة(حركة مناوي وجبريل ابراهيم ) الغرض منه التطهير العرقي والدوافع العنصرية وتنفيذا" لأجندة جلاديهم والدولة القديمة لضرب النسيج الإجتماعي بدارفور والإنتهاكات التي إرتكبتها هذه الحركات المرتزقة الإرهابية من قتل للأطفال والنساء وكبار السن وحرق السوق والمستشفى… pic.twitter.com/mi7PdtTDpC
— الباشا طبيق (@Elbashatbaeq) December 22, 2024
تهديد بالانتقامفي المقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن "الزرق ليست قاعدة عسكرية كما يزعم مناوي، بل مدينة يسكنها مدنيون".
واعتبر طبيق هجوم القوة المشتركة على المنطقة "عملية انتحارية"، واتهمها بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.
وتوعد طبيق عبر حسابه على منصة "إكس" القوة المشتركة، وقال "سوف تدفع ثمنا غاليا، وستكون بداية النهاية لها، وحينها لا ينفع صراخ مناوي ومناجاته الأمم المتحدة"، حسب تعبيره.
كما أعلنت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة الزرق في ولاية شمال دارفور، وذلك بعد فترة قصيرة من إعلان القوة المشتركة لحركات دارفور سيطرتها على المنطقة.
إعلانوفي بيان رسمي، اتهم الناطق باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي عناصر القوة المشتركة بارتكاب "انتهاكات جسيمة ضد المدنيين العزل" في منطقة الزرق شملت قتل عدد من الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى حرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين، فضلا عن تدمير المركز الصحي والمدارس والمرافق العامة والخاصة.
وفي موقف آخر، ذكر بيان باسم أعيان ومواطني منطقة الزرق أن القوة التي هاجمت المنطقة كانت بقيادة عبد الله بندة المطلوب دوليا بتهمتي إبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور.
واتهم البيان القوة المهاجمة بارتكاب "مذبحة راح ضحيتها 39 شهيدا، معظمهم من النساء والأطفال"، وأنها نهبت ممتلكات الأهالي وذبحت المئات من الإبل والمواشي.
عملية استخباريةوفي تعليقه على ما حدث، يرى الخبير الأمني والعسكري أبو بكر عبد الرحيم أن هجوم القوة المشتركة على القاعدة يعد "نصرا عسكريا ومعنويا في عملية خاطفة ومباغتة، مما يشير إلى أنها عملية تكتيكية لعب فيها الجانب الاستخباري والأمني دورا كبيرا لتوجيه رسائل عدة"، ويرجح أن الهدف الأساسي منها لم يكن الاستحواذ على الأرض.
وأوضح عبد الرحيم في حديثه للجزيرة نت أن الزرق من أكبر المراكز اللوجستية لقوات الدعم السريع، إذ تضم معدات متقدمة تشمل أجهزة التشويش التي تستخدم لتعطيل الطيران والاتصالات وتمنح المليشيات تفوقا تكتيكيا في العمليات العسكرية، لأن هذه الأجهزة تعطل التنسيق بين القوات النظامية وتعيق عمليات الاستطلاع الجوي والهجمات الدقيقة.
كما تضم القاعدة مخازن للطائرات المسيّرة ومهبطا للطائرات يستخدم لاستقبال عناصر أجنبية تشرف على تشغيل أجهزة التشويش والمسيّرات.
ويعكس استيلاء القوة المشتركة على عشرات المركبات -منها نحو 30 سيارة مصفحة- وجود عدد كبير من القادة الكبار والشخصيات المهمة في المنطقة، وفقا للخبير الأمني.
إعلان