باسيل تائه بين الخيارات.. اليمين أو الممانعة
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
مَن يراقب جمهور"التيار الوطني الحر" وانصاره على مواقع التواصل الاجتماعي يدرك جيدا حجم الضياع الذي يعاني منه هؤلاء، فبعضهم يناصر "حزب الله" بخطاب ممانع يصل الى حد التماهي مع خطاب الحزب وسلاحه وسلوكه العسكري، والبعض يرفع خطابا يمينياً اكثر راديكالية من خطاب "القوات اللبنانية" ويهاجم" حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصرالله بشكل قاس جدا.
في السنوات الاخيرة بدّل باسيل الكثير من المواقف والاصطفافات، فمنذ التحالف مع تيار "المستقبل " والتفاهم مع "القوات" ومن ثم الخلاف معهما فالخلاف مع "حزب الله" وغيرها من المواقف الصادمة للجمهور العوني، بات العونيون يعانون من انفصام سياسي حاد، ويشعرون ان الموقف الذي يتخذونه، مهما كان، يعبر عن موقف "التيار"، وهذا الى حد ما صحيح، فكيف يمكن لناشط عوني ان يهاجم الحزب والمقاومة وقد رأى موقف حزبه المؤيد منذ العام ٢٠٠٦.
وفي المقابل كيف يمكن لناشط آخر ألا يهاجم الحزب وهو يرى مواقف رئيس تياره المعادية للحزب بين فترة واخرى.
ضاع العونيون امام الضياع الباسيلي، لكن في الحقيقة، يتمنى باسيل ان يكون رئيسا لاكثر حزب يميني في لبنان، ويقول المقربون منه ان الرجل يرى انه قادر ان يكرر تجربة بشير الجميّل، وهذا ما يضحك خصومه، لكن في المحصلة، فان اداء باسيل ومواقفه في جلساته الخاصة توحي بأنه ميال لمعاداة الحزب ويجد نفسه اكثر في الموقع السياسي المعارض له كما لباقي الاحزاب الاسلامية.
في الوقت نفسه يعرف باسيل ان مصالحه العميقة لا تمر الا من حارة حريك، حتى انه لا يستطيع مواكبة خطاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" كما يصعب عليه اقناع الرأي العام بخطاب مسيحي تقليدي، من هنا يعود بين محاولة واخرى الى حضن الحزب الذي لا يزال "قلبه كبيرا". امام هذا المشهد يجد باسيل نفسه مضطرا للعودة الى خطاب عمه عام ٢٠٠٦، اي ان الرجل يريد ان يضمن احتضان" حزب الله" له في المرحلة المقبلة في ظل الازمات التي يعاني منها تياره السياسي.
ازمة "التيار" لا تزال في بداياتها، والاقالات والاستقالات التي شهدها "تكتل لبنان القوي" ستؤثر بشكل حتمي على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة اذ سيتحول "التيار" من حزب يمتلك كتلة نيابية كبيرة الى حزب صغير غير موثر في المعادلات الاساسية في لبنان وهذا يعني ايضا انه سيكون بحاجة جدية الى رافعة سياسية حقيقية تؤنن له استمراريته في السلطة لكي يعوض فشل خطابه السياسي بالخدمات داخل الادارة والمؤسسات الرسمية اللبنانية.
لا يهتم باسيل كثيرا بالواقع للشعبي ل"التيار"، بل يفضل ان يحافظ على قدرات الحكم والسلطة، وهذا ما لا يمكن لاي طرف مسيحي ان يؤمنه له، لان خصوم باسيل المسيحيين، وهم كثر، سيستغلون ضعفه الحزبي والشعبي ولن يساهموا في تعويمه سياسيا، في الوقت الذي سيجد الحزب انه مضطر لدعمه للحفاظ على غطاء مسيحي وان كان بسيطا في ظل انعدام الخيارات الاخرى... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أحمد الخير: نسعى لتأمين التوافق وهذا ما نريده من الرئيس المقبل
أكد عضو تكتل "الاعتدال الوطني" النائب أحمد الخير أن "التكتل يعمل تحت سقف معادلة وطنية واضحة عنوانها تأمين التوافق على مرشح رئاسي يتمتع بالمواصفات المطلوبة للمرحلة المقبلة".
وعدد الخير هذه المواصفات"، وقال: "على الرئيس المقبل أن يكون ملتزما أجندة لبنانية خالصة، وحكما بين اللبنانيين، وصادقا في قسمه لتطبيق دستور الطائف، وملتزما الآليات الدستورية في تشكيل الحكومات، والعمل معها كسلطة تنفيذية تحت سقف دستور الطائف، وما تفرضه المصلحة الوطنية من تكامل وتعاون بين رئيسي الجمهورية والحكومة، وأن يحظى أيضا بثقة المجتمعين العربي والدولي التي نحن في أمس الحاجة إليها، وأن يؤمن التزام لبنان تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار والقرار الدولي 1701 كاملا، وأن يكون ضنينا بانتماء لبنان العربي وبأفضل العلاقات مع أشقائنا العرب الذين لم يتخلوا عن لبنان، رغم كل الأذى الذي لحق بهم من بعض الجهات اللبنانية، وقادرا على فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية – السورية تطوي الصفحات السوداء التي تسبب بها نظام الأسد البائد، إضافة إلى قدرته على وضع لبنان مع الحكومة المنوي تشكيلها على سكة التعافي الاقتصادي، والعمل على ورشة الاعمار، وتنفيذ ورشة الإصلاح المطلوبة لاخراجنا من جهنم التي أوصلنا إليها العهد الرئاسي السابق".
وقال ردا على سؤال عن تقدم خيار قائد الجيش العماد جوزاف عون في الملف الرئاسي: "إن خيار التوافق على العماد جوزاف عون هو اليوم الخيار المتقدم، فهو يتمتع بمواصفات المرحلة المقبلة، وعلى قدر تحدياتها، لكن الأمور حتى اللحظة رهن التطورات في المقبل من الأيام التي تفصلنا عن جلسة الانتخاب".
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك مخاوف شمالية من التطورات السورية، قال الخير: "إن المخاوف في الشمال كانت موجودة أيام وجود النظام السوري الساقط، والذي ارتكب الفظائع في بلده وبلدنا، وبحق شعبه وشعبنا، وتحديدا في طرابلس منطقة الشمال. أما اليوم، ومع سقوط هذا النظام المجرم، فسقطت معه كل المخاوف، والناس في طبيعة الحال متفائلون بالخير، وكلها أمل بمرحلة جديدة من العلاقة بين لبنان وسوريا من دولة طبيعية الى دولة طبيعية، في ظل ما تشهده سوريا من مرحلة انتقالية وخطاب مدني ووعي وطني كبير لمواجهة كل التحديات، وتعبيد الطريق أمام انتقال حضاري للسلطة وقيام دولة جديدة نفتح معها، كما كل العرب والعالم، صفحات جديدة تطوي كل الصفحات السوداء التي عشناها مع نظام الأسد البائد".