جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-17@14:28:23 GMT

أسمِّيها لعبة!

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

أسمِّيها لعبة!

 

خليفة بن عبيد المشايخي

halifaalmashayiki@gmail.com

 

يقولون "عند قاضي السماء تجتمع الخصوم" في يوم سيكون مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون أي يوم القيامة، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغه يومًا أنَّ جماعة من رعيته اشتكوا من عماله، فأمرهم أن يوافوه، فلما أتوه قام فحمد الله وأثنى عليه ثُمَّ قال: أيُّها النَّاس، أيَّتها الرعية إنَّ لنا عليكم حقًّا، منه النصيحة بالغيب، والمُعاونة على الخير، فوجه الكلام إلى رعيته فقال أيها الرعاة إنَّ للرعيَّة عليكم حقًّا فاعلموا أنَّه لا شيء أحب إلى الله ولا أعز من حلم إمام ورفقه أي الرفق والرحمة، وليس هناك جهل أبغض إلى الله، ولا أغم من جهل إمام، وكان يقال إن الرِّفق رأس الحكمة؟

وقال سفيان لأصحابه تدرون ما الرِّفق؟ قالوا قل يا أبا محمد، فقال: أن تضع الأمور في مواضعها والشدة في موضعها، واللين في موضعه، والسيف في موضعه، وكذا السوط في موضعه.

وما أحسن الإيمان يزينه العلم، وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرِّفق، ومن رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد الله عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفةٍ، عامله الله بتلك الصِّفة بعينها في الدنيا والآخرة.

فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه، وهذا قول ابن القيم، ومن هنا فإني أقول ضجت الناس بما يحدث من إهمال في التعامل مع ما يقولونه وينادون ويطالبون به، وتعبت مما لحق بها من عنت ووصب ونصب وغلاء المعيشة وقلة الدخل وتوقف زيادة الرواتب وضعفها عند كثيرين وخاصة المتقاعدين منذ 2009، أو أكثر من ذلك، وعدم زيادتها البتة، حتى قالوا (أسميها لعبة) بينما المصاريف كثرت وكل شيء ارتفع ثمنه وزاد سعره وغلت قيمته.

فمثلًا فواتير الكهرباء والمياه أرهقت كواهل الكثيرين، وأتعبتهم، وأثقلت أحمالهم وزادت أعباءها، ولا حياة لمن تنادي واسميها لعبة.

يقول أبو حاتم "الواجب على العاقل لزوم الرِّفق في الأمور كلها"؛ إذ الله تعالى يحب الرِّفق في الأمور كلها، ومن منع الرِّفق منع الخير، كما أنَّ من أعطي الرِّفق أعطي الخير، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، فأين رفق الجهات المعنية بالمواطنين الضعفاء، المساكين والفقراء وغيرهم من الشرائح الاجتماعية، لماذا ترفع شركات الكهرباء والمياه، قيمة فواتير المشتركين.

إنني ومن هذا المنبر أتساءل أين الجهات الرقابية وجهات الاختصاص التي يفترض تدخلها لمتابعة تظلمات وشكاوى وملاحظات المواطنين على شركات الكهرباء والمياه؟ فما يحدث أمر لا يجب تجاهله والسكوت عنه، والشكاوى على تلك الشركات التي هي وسيط بين الحكومة والشعب في تحصيل الأموال وتزويد الخدمة كثرت وزادت، ولا حياة لمن تنادي وكأنها صارت لعبة!

إنَّ المجتمع يناشد الحكومة التدخل الفوري والعاجل لحل مسألة ومشكلة ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه، والعمل على الوقوف على تلك الشكاوى والمناشدات والتظلمات، وكبح جماح تلك الشركات والحجج التي تتغنى بها فيما يخص ارتفاع قيم الفواتير بأنه أمر  مبرر، إلا أن المجتمع بين فترة وأخرى يتفاجأ بارتفاع الفواتير، ويلاقي ذلك ردات الفعل من المجتمع حول تلك الزيادات والتصرفات من تلك الشركات المؤتمنة على حقوق الحكومة والمواطنين على السواء.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

يا له من عار.. غضب في إيران بسبب انقطاع الكهرباء

قالت صحيفة "فاينانشل تايمز" إن انقطاع التيار الكهربائي في إيران هذا الأسبوع وسط نقص حاد في الوقود كشف عن ضعف الدولة الغنية بالنفط أمام العقوبات الأميركية وسلط الضوء على تأثير سنوات من نقص الاستثمار.

 تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم وثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي. ومع ذلك، اضطر الإيرانيون في الأشهر الأخيرة إلى مواجهة نقص مؤلم في الطاقة. 

في الصيف، جفت محطات الوقود في بعض وجهات السفر الشمالية الشهيرة، مما أجبر سائقي السيارات الغاضبين على الوقوف في طوابير لساعات. والآن يأتي انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعتين يوميا مع حلول برد الشتاء.

وأوقف انقطاع الكهرباء إشارات المرور، مما أدى إلى تفاقم الازدحام ، وترك سكان المباني الشاهقة خائفين من المصاعد.

وتنقل الصحيفة عن مهندس في طهران رفض الكشف عن اسمه الكامل قوله "انقطاع التيار الكهربائي، يا له من عار في بلد غني جدا بالنفط والغاز مع إمكانات هائلة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح".

وأضاف "هذا نتيجة للمديرين والمسؤولين غير الفعالين الذين يتحدثون فقط ولا يتصرفون". 

وأدى النقص المزمن في الاستثمار في البنية التحتية الذي تفاقم بسبب العقوبات الأميركية بالإضافة إلى سوء الإدارة والدعم الحكومي الضخم، الذي يشجع على ارتفاع استهلاك الوقود ويثقل كاهل الدولة التي تعاني من ضائقة مالية، إلى تفاقم النقص في الكهرباء والغاز والبنزين.

والأزمة الاقتصادية وأزمة الطاقة شديدة لدرجة أن الرئيس مسعود بيزيشكيان اعترف في سبتمبر بأن الحكومة تكافح من أجل دفع أجور العمال، وبالتالي كانت تستفيد من صندوق التنمية الوطني، وهو صندوق ثروة سيادي من المفترض أن يحمي عائدات النفط الحالية للأجيال القادمة.

ويدفع الإيرانيون أقل من ثلاثة سنتات أميركية مقابل لتر من البنزين في المضخة، ويتنافسون مع ليبيا وفنزويلا على تصنيفهما كأرخص الأسعار في العالم. 

ووفقا لصندوق النقد الدولي، أنفقت إيران 163 مليار دولار في دعم الطاقة في عام 2022، والذي بلغ أكثر من 27 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي أعلى حصة من الاقتصاد في أي بلد.

وشكك بيزيشكيان في دعم البنزين "غير العقلاني" عندما "لا نملك ما يكفي من المال لشراء المواد الغذائية والأدوية"، وقال في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا: "نحن ندفع الكثير من المال لأولئك الذين يستهلكون الكهرباء والغاز والبنزين بسخاء".

هذا الأسبوع، سمحت الحكومة لأول مرة باستيراد وبيع البنزين عالي الجودة بأسعار غير مدعومة، وهي خطوة تستهدف الإيرانيين الأثرياء الذين يقودون سيارات باهظة الثمن. 

وبالنسبة للطاقة المحلية، تبنت إيران أيضا في السنوات الأخيرة نظام تسعير تدريجي لتثبيط الاستهلاك المفرط للغاز الطبيعي والكهرباء من قبل الأسر الغنية. 

وتثير الحاجة إلى خفض الدعم بشكل جذري تثير المخاوف من تكرار أحداث عام 2019، عندما أثار ارتفاع أسعار البنزين بين عشية وضحاها احتجاجات مميتة في المدن الإيرانية. 

كما أن ارتفاع أسعار الوقود من شأنه أن يدفع التضخم إلى الارتفاع في جميع أنحاء الاقتصاد.  

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن البلاد تواجه عجزا يوميا يبلغ حوالي 20 مليون لتر من البنزين، وفي العام الماضي استوردت ما يقرب من ملياري دولار من الوقود، وفقا لوزارة النفط. 

وفي الوقت نفسه، يتم تهريب ملايين اللترات عبر الحدود يوميا إلى البلدان المجاورة مثل باكستان وأفغانستان من قبل التجار الذين يستفيدون من الفرق بين أسعار السوق والسعر المدعوم من إيران. 

وبالنسبة للكهرباء، تواجه الشبكة الوطنية عجزا بأكثر من 17 ألف ميجاوات من الإنتاج، كما يقول المسؤولون، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن محطات الطاقة قديمة وتحتاج إلى استبدال، لكن نتيجة العقوبات يصعب الحصول على التكنولوجيا الجديدة.

ومع تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، أشار بزشكيان، الذي تولى منصبه كرئيس في يوليو، إلى انفتاحه على استئناف المفاوضات مع الغرب. ولكن بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، فإن احتمالات استئناف المحادثات غير مؤكدة، وفق الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • هلبس عريس.. 10 لقطات رومانسية جمعت بين أحمد سعد وزوجته
  • لأول مرة .. اربيل تدشن مشروعاً لإمداد الكهرباء على مدار 24 ساعة
  • لعشاق الرعب والمغامرات.. تعرف على أفضل ألعاب Mac المجانية لعام 2024
  • لعبة VED.. قتال ومعارك ضارية وسط بيئات مرسومة يدويًا
  • يا له من عار.. غضب في إيران بسبب انقطاع الكهرباء
  • هادي فهمي: كرة اليد لعبة حلوة وتستاهل أقضي مشوار حياتي فيها
  • الكهرباء العراقية: دعم القطاعين الزراعي والصناعي من الطاقة بلغ 60%
  • الحركات الناشئة: هل تُقصى مجدداً في لعبة التعديلات الانتخابية؟
  • لعبة Stellar Blade الحصرية لجهاز PS5 تصل إلى الحاسب الشخصي
  • ملصق دعائي جديد لـ "لعبة الحبار".. إليك تفاصيل الجزء الثاني