كثفت الحملات الانتخابية لمرشحي الانتخابات الأمريكية، على مجموعة من القضايا الشائكة منها ملف الهجرة والحرب على غزة وغيرها.. فما الاختلاف بين “هاريس وترامب” بشأن هذه الملفات؟

وبحسب وكالة “اسوشيتد برس”، تتركز حملة المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، على إكمال ما بدأه الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي حلت محله في السباق الانتخابي، إذ وعدت بمواصلة كثير مما كان يفعله بايدن خلال السنوات الأربع الماضية، حال جرى انتخابها في انتخابات نوفمبر”.

من جانبه، “يخطط المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، للعودة إلى البيت الأبيض وإنجاز ما لم يفعله خلال فترة ولايته السابقة”.

و”منذ تنحي “بايدن” الشهر الماضي، أعلنت “هاريس” عن عدد من المقترحات الرئيسية، مثل خطط لمنع التلاعب في الأسعار من جانب منتجي المواد الغذائية ومحلات البقالة، وخطط لخفض الضرائب على الأسر، ومحاولة خفض أسعار شراء المنازل والإيجار”، وجاءت خطوة “هاريس” بعد أكثر من شهر من تعهُّد أطلقه “ترامب” في تجمع انتخابي في لاس فيغاس بإلغاء الضرائب بشأن الإكراميات”.

وحول ملف الهجرة، تتحدث “هاريس”، عن تجربتها كمدعٍ عام في كاليفورنيا، قائلة إنها نجحت في محاكمة العصابات التي تهرّب المخدرات والأشخاص عبر الحدود، بعد أن أوكل لها بايدن مهمة متابعة قضية الهجرة، فيما يلقي “ترامب” وكبار الجمهوريين باللوم على “هاريس” في الوضع على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ويعد بتنفيذ أكبر عملية ترحيل داخلي للمهاجرين في تاريخ الولايات المتحدة، وسيعيد السياسات التي وضعها خلال فترة ولايته الأولى، مثل البرامج التي تفرض قيودًا على المهاجرين لأسباب تتعلق بالصحة العامة، وسيعمل على إحياء وتوسيع حظر السفر الذي كان يستهدف مواطنين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة.

وحول قضية الحرب الإسرائيلية على غزة، تقول “هاريس”، إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وتنتقد حماس مرارًا وتكرارًا باعتبارها منظمة إرهابية، ومع ذلك تتحدث عن الحاجة إلى حماية أفضل للمدنيين أثناء القتال في غزة، وتدعم وقف إطلاق النار الذي يهدف إلى إعادة جميع الرهائن والقتلى الإسرائيليين إلى ديارهم، كما تؤيد حل الدولتين، الذي من شأنه أن يجعل إسرائيل تعيش إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة”، بدروه، يعرب “ترامب” عن دعمه لجهود إسرائيل “لتدمير” حماس، لكنه ينتقد أيضًا بعض التكتيكات الإسرائيلية، ويقول إن إسرائيل يجب أن تنهي المهمة بسرعة وتعود إلى السلام، ودعا “ترامب” إلى تعامل أكثر عدوانية على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، كما يقترح أيضا إلغاء تأشيرات الطلاب لأولئك الذين يتبنون آراء معادية للسامية أو معادية لأميركا.

وحول قضية الناتو وأوكرانيا، لم تحدد “هاريس”، كيف يمكن أن تختلف مواقفها بشأن حرب روسيا وأوكرانيا عن مواقف “بايدن” الذي تعهد بدعم متواصل لأوكرانيا ضد الغزو الروسي، أما “ترامب” فقد اعترض مرارًا وتكرارًا على المساعدات الأميركية لأوكرانيا، وقال إنه سيواصل “إعادة التقييم بشكل أساسي” لمهمة حلف الناتو وهدفه إذا عاد إلى منصبه”، وادعى، أنه سيكون قادراً على إنهاء الحرب قبل تنصيبه من خلال جلب الجانبين إلى طاولة المفاوضات”، وفيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي، هاجم “ترامب” الدول الأعضاء لفشلها في الالتزام بالإنفاق العسكري المتفق عليه، وقال إنه سيشجع روسيا ضدها”.

وبخصوص الإجهاض، دعت “هاريس”، الكونغرس إلى إصدار تشريع يضمن حق الإجهاض في القانون الفيدرالي، وهو حق ظل قائما منذ ما يقرب من 50 عامًا قبل أن تلغيه المحكمة العليا، أما “ترامب”، فهو يتفاخر بتعيين قضاة المحكمة العليا الذين أبطلوا الحق الدستوري في الإجهاض.

وحول قضايا “المناخ والطاقة“، كانت “هاريس”، بصفتها عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، من أوائل الداعمين للمقترحات التي تهدف إلى نقل الولايات المتحدة بسرعة إلى الطاقة الخضراء بالكامل”، وبالنسبة إلى “ترامب” الذي سبق أن وصف تغير المناخ بأنه “خدعة”، فهو يحمل ازدراء خاصا لطاقة الرياح، مؤكدا أن “هدفه أن تحصل الولايات المتحدة على أرخص طاقة وكهرباء في العالم”، وتعهد بأنه سيزيد من عمليات التنقيب عن النفط، ويقدم إعفاءات ضريبية لمنتجي النفط والغاز والفحم، ويسرع الموافقة على خطوط أنابيب الغاز الطبيعي، وإيقاف الجهود التي تبذلها إدارة بايدن لدفع الناس إلى التحول إلى السيارات الكهربائية، والتي يقول إن لها أثر إيجابي، ولكن لا ينبغي فرضها على المستهلكين.

وفيما يخص الديمقراطية وسيادة القانون، تنتقد “هاريس”، “ترامب”، وتصفه بأنه مهدد لديمقراطية الولايات المتحدة، وتركز بشكل أكبر على خلفيتها الشخصية كمدعية عامة، وتقارن ذلك بإدانة ترامب بـ 34 تهمة جنائية في قضية شراء الصمت وبعض الممارسات التجارية الاحتيالية”.

وحول قضايا LGBTQ+، تتهم “هاريس”، “ترامب” وحزبه بالسعي إلى التراجع عن قائمة طويلة من الحريات بما في ذلك القدرة على “أن تحب من تحب علانية وبفخر”، ولم تقدم حملتها بعد تفاصيل عن خططها في هذا الجانب، لكنها كانت جزءا من خطة إدارة بايدن التي تدين التمييز والهجمات ضد مجتمع LGBTQ+ (الميم-عين)، وكانت إدارة “بايدن”، ألغت أمراً تنفيذياً من “ترامب” كان يحظر إلى حد كبير على المتحولين جنسياً أداء الخدمة العسكرية، من جانبه، تعهد “ترامب” بإبعاد النساء المتحولات جنسياً عن الرياضات النسائية، وقال إنه سيطلب من الكونغرس تمرير مشروع قانون ينص على أن الولايات المتحدة تعترف بـ “جنسين فقط”، يتم تحديدهما عند الولادة”، وسيتخذ ترامب خطوات عقابية مماثلة في المدارس ضد أي معلم أو مسؤول بالمدرسة يشجع الطفل لتغيير جنسه، وسيدعم الحظر الوطني للتدخل الهرموني أو الجراحي للقاصرين المتحولين جنسياً ومنع الأشخاص المتحولين جنسياً من الخدمة العسكرية”.

وبخصوص التجارة، على الرغم من أن “هاريس”، كانت تنتقد اتفاقيات التجارة الحرة قبل أن تصبح نائبة للرئيس، لم تقدم في الآونة الأخيرة أي علامات على أنها ستعارض سياسات “بايدن”، وقد يعني ذلك الالتزام ببعض الممارسات التي تحمل أوجه تشابه مع “ترامب”، في المقابل، يريد “ترامب” توسيعًا كبيرًا للتعريفات الجمركية على جميع السلع الأجنبية المستوردة تقريبًا، قائلاً: “سنفرض تعريفات بنسبة 10٪ إلى 20٪ على الدول الأجنبية التي كانت تخدعنا لسنوات”، كما أنه سيحث الكونغرس على تمرير تشريع يمنح الرئيس سلطة فرض تعريفة متبادلة على أي دولة تفرض تعريفة جمركية على الولايات المتحدة”.

وبخصوص الضرائب، “وعدت “هاريس”، بالعمل مع كيانات الدولة لإلغاء 7 مليارات دولار من الديون الطبية لما يصل إلى 3 ملايين أميركي مؤهل، وتخطط لدفع الكونغرس إلى تقديم ائتمان ضريبي دائم بقيمة 3600 دولار لكل طفل تمت الموافقة عليه حتى عام 2025 للعائلات المؤهلة، وتسعى أيضًا لتقديم ائتمان ضريبي جديد بقيمة 6000 دولار لأولئك الذين لديهم أطفال حديثي الولادة، وتقول إن إدارتها ستقوم بتوسيع الإعفاءات الضريبية لمشتري المنازل لأول مرة، والدفع لبناء 3 ملايين وحدة سكنية جديدة في أربع سنوات، مع إلغاء الضرائب على الإكراميات وإقرار ضرائب أكثر حدة على الشركات، بدوره، يقول “ترامب” إنه يريد خفض معدل الضريبة على الشركات إلى ما يصل إلى 15% وإلغاء أي زيادات ضريبية حدثت في عهد بايدن، كما وعد أيضًا بإلغاء الضرائب على الدخل المرتفع، على الرغم من أن القيام بذلك ربما يتطلب موافقة الكونغرس.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية جو بايدن كامالا هاريس هاريس وترامب الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

لو خُيّر العالم بين هاريس وترامب.. فمن سيختار؟

أجرت مؤسسة نوفوس بالتعاون مع مؤسسة جالوب إنترناشنال استطلاعا عالميا ، لمعرفة توجهات الرأي العام العالمي إزاء المرشحين لانتخابات رئاسة الولايات المتحدة، وهما نائبة الرئيس المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، ورئيس الولايات المتحدة السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

شارك في الاستطلاع نحو 41 ألف شخص من 44 دولة، وكانت النتائج مثيرة للاهتمام. فقد أظهرت أن أغلبية دول العالم ستصوت لصالح كامالا هاريس بنسبة بلغت 54% مقابل 26% لصالح دونالد ترامب. وتفاصيل الاستطلاع أظهرت أن هاريس تحظى بشعبية أكبر في أميركا اللاتينية، حيث بلغت نسبة تأييدها 51%. 

بينما كانت نسبة تأييدها 27% في أوروبا الغربية و27% في أوروبا الشرقية. ومن الملاحظ أن أعلى نسبة دعم لهاريس كانت في فنلندا والسويد والنرويج، بينما حصل ترامب على أعلى نسبة دعم في صربيا بـ 59%، تلتها المجر وبلغاريا وكازاخستان. وفي روسيا، كانت نسبة تأييد ترامب 12% فقط لهاريس.

أظهر الاستطلاع أيضا أن 32% من المستطلعين يعتقدون أن الاستقرار في العالم سيزداد مع وجود هاريس، مقابل 17% يعتقدون أنه سينخفض. بينما يعتقد 19% أن العالم سيزداد استقراراً بوجود ترامب، مقابل 49% يرون أن الاستقرار سينخفض. كما نصح 32% من المستطلعين الرئيس الأميركي بزيادة المساعدات الأميركية لأوكرانيا، مقابل 23% نصحوه بخفضها.

وفي حديث لبرنامج "الحرة الليلة"، مع الأستاذ هنري أنشير، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، لفت إلى أن الاستطلاع يشير إلى أن الأغلبية في العالم، بغض النظر عن أي دولة، ستصوت لصالح كامالا هاريس على حساب دونالد ترامب. 

وأضاف أن الأرقام تشير إلى الجاذبية الأكبر لسكان العالم لهاريس، ويعود ذلك إلى أن ترامب أوضح عدم دعمه للنظام الدولي الحالي، حيث أظهر استعداده للتخلص من اتفاقيات قديمة مع دول أخرى، مثل خروج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران.

واستمر أنشير في توضيح أن هاريس، على الرغم من أنها معروفة أقل، تعبر عن التزام بالنظام الدولي وحقوق الإنسان، وهو ما يميل إليه العديد من الناس. وعندما سئل عن طبيعة تفضيل العالم لانتخاب كامالا هاريس، أوضح أن هذا الأمر لا يمكن فصله بين شخصيتها وبين ما تمثله من حزب ديمقراطي مقابل ما يمثله ترامب.

وأبرز أن ترشح هاريس له قيمة رمزية كبيرة، حيث ستصبح أول امرأة ملونة تصبح رئيسة للولايات المتحدة، وهو ما يعتبر رمزا قويا للأفكار التقدمية. وأشار إلى أن الناخبين في الولايات المتحدة عادة لا يهتمون كثيرا بالسياسة الخارجية، ولا يؤثر دعم الأجانب لمرشحة معينة على قراراتهم.

فيما يتعلق بأميركا اللاتينية، أشار أن هناك انقساماً، حيث يفضل الكثير من الأميركيين من أصول كوبية في فلوريدا التصويت للجمهوريين، رغم أن الاستطلاع أظهر تفضيل هاريس في عموم المنطقة. 

وذكر أن المجتمعات اللاتينية تتخذ قرارات انتخابية بناءً على أوضاعهم الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة، كما أنهم يهتمون بقضايا الهجرة ومواقف البلدان التي غادروها.

 

مقالات مشابهة

  • ترامب: حريص على تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الولايات المتحدة ومصر
  • بعد فوز ترامب وقبل مغادرة بايدن، ما الذي تعنيه مرحلة “البطة العرجاء”؟
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. أبرز الولايات التي يتفوق فيها ترامب على هاريس
  • انتخابات الرئاسة الأمريكية.. تعرف على أبرز الولايات التي يتفوق فيها ترامب على هاريس
  • كاتب صحفي: هاريس وترامب لا يصلحان لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
  • بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
  • لو خُيّر العالم بين هاريس وترامب.. فمن سيختار؟
  • حملتا هاريس وترامب تستعدان لمعارك قانونية محتملة في المحاكم
  • هاريس وترامب يركزان على الولايات المتأرجحة قبل ساعات من التصويت
  • قبل ساعات من التصويت.. هاريس وترامب يقاتلان لكسب الولايات المتأرجحة