سودانايل:
2025-02-16@11:46:26 GMT

المواطن السوداني بين الجنجويد وكابتن ماجد. !!

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

رشا عوض

اكبر كارثة في حياة السودانيين هي الحرب في حد ذاتها! هي اس البلاء ومنبع الشقاء والالم والمذلة والمعاناة للملايين المكتوين بنيرانها!
لكن هناك آلة اعلامية فاجرة تحاول مغالطة المواطنين السودانيين لإقناعهم بان كارثتهم ليست الحرب ! وهدفهم لا يجب ان يكون ايقاف الحرب! بل مشكلتهم هي الجنجويد وهدفهم يجب ان يكون القضاء على الجنجويد واعدامهم فردا فردا!
يعني باختصار يجب ان يطالب المواطن السوداني الجائع والنازح واللاجيء والمذعور تحت القصف والدانات والرصاص بعدم التفاوض بحثا عن حل سلمي، ويطالب باستمرار الحرب الى اجل غير مسمى حتى لو لمائة عام !!
الجنجويد مشكلة ، والجيش مشكلة، ومليشيات الكيزان مشكلة،
ولكن الحل العقلاني والانساني المنحاز للمواطن فعلا هو ايقاف الحرب، ثم الانخراط في عملية سياسية تأسيسية لحل كل المشاكل في الدولة السودانية بوسائل سلمية وديمقراطية.


وكما ذكرت في البوست السابق لا يوجد سبب منطقي واحد للزعم بان مشكلتنا الوحيدة هي الجنجويد وبزوالهم سيتحول السودان الى جنة نعيم تحت سيطرة الجيش والكيزان،
من الناحية العملية ، الان الجيش والكيزان فاقدان السيطرة ، سيطرة الجيش تنحسر على الارض يوما بعد يوم، وحدود سيطرة الكيزان هي تخويف البرهان من التفاوض ،وتصويب اللعنات للتفاوض خداعا للمساكين الذين يرغبون في الزج بهم في الحرب، وحتى في هذه المهمة الخائبة لم ينجحوا ! لان البرهان يتفاوض سرا! والكيزان ايضا يتفاوضون سرا ، والاستنفار فشل!
ولكن حتى عندما كان الكيزان والجيش مسيطرين على السودان سياسيا وعسكريا واقتصاديا سيطرة محكمة وبقبضة حديدية ماذا كانت النتيجة؟
كانت اهم واخطر منتجات عهدهم الميمون جنجويد موسى هلال، ثم الدعم السريع الذي انقلب عليهم الان، وانت يا مواطن يا مسكين دائما تدفع الثمن من دمك ومالك وعرضك في صراعات عسكرية على السلطة هدفها النهائي هو قمعك ونهب مواردك!
ولذلك يجب ان لا تكون وقودا لحربهم الاجرامية هذه! لا تسمح لمحتال بان يخدعك ويقول ليك يجب ان تصطف مع الجيش لانه افضل من الدعم السريع بدليل انك تهرب من مناطق سيطرة الدعم السريع الى مناطق سيطرة الجيش!
"دا كلام عبيط واهبل " بصراحة! لماذا؟
مهلا، انت هربت من الخرطوم الى الجزيرة وفي ذلك الحين كانت تحت سيطرة الجيش اليس كذلك؟
ماذا حدث بعد ذلك؟ الدعامة هجموا على الجزيرة التي كان يسيطر عليها الجيش! ولكن الجيش فقد السيطرة في زمن قياسي وقام جاري قبل المواطنين!
نزح بعض الهاربين من الجزيرة الى سنجة وهي منطقة سيطرة جيش وفيها حامية عسكرية ، ايضا هاجمها الدعامة وفي زمن قياسي الجيش قام جاري قبل المواطنين، ونفس الفيلم تكرر في جبل موية و الدندر والسوكي وليس هناك ما يمنع تكراره في مدن اخرى ما دامت الحرب مستمرة!
الى متى يظل المواطن نازحا من مدينة الى اخرى والجنجويد بانتهاكاتهم الفظيعة خلفه وكابتن ماجد راكضا امامه ؟
بذات القدر الذي يجب ان نرفض به تقليد الجيش وساما سياسيا مجانيا على اساس اسطوانة " فرار المواطنين لمناطق سيطرة الجيش" يجب ان نرفض منح الدعم السريع وساما سياسيا بسبب انتصاره العسكري لانه ارتكب انتهاكات ضد الابرياء ! لا بيعة سياسية لاي طرف عسكري في هذه الحرب!
الدرس المستفاد من كل ذلك ان لا امان ولا استقرار للمواطن الا اذا تحقق السلام وتوقفت الحرب نهائيا، فالمواطن اصلا يهرب من مناطق الحرب الى المناطق التي ليس فيها حرب ، واقع الحرب مؤلم وطارد بدليل ان هناك من يهرب من مناطق سيطرة الجيش نفسها خوفا من الدانات والرصاص الطائش وانهيار الخدمات ، المواطنون الذين ما زالوا في منازلهم في الثورات والحتانة والجرافة وغيرها من مناطق سيطرة الجيش في امدرمان ، يشكون مر الشكوى من الحياة تحت وطأة التدوين المتبادل بين الجيش والدعم السريع وغالبيتهم اجبرهم الفقر على البقاء لانهم ببساطة لا يملكون مالا للسفر خارج السودان ولا يملكون مالا للايجار في ولايات لم تصلها الحرب، يعيشون في منازلهم متوقعين سقوط دانة فوق منزلهم في اي لحظة او فقدان طفل او شاب ارسلوه للسوق! حتى ولايات الشرق والشمال التي لم تصلها الحرب تأثرت اقتصاديا وارتفعت تكلفة المعيشة فيها مما جعل الناس يغادرونها الى خارج السودان، النازحون من الخرطوم سرعان ما يكتشفون ان تكلفة الايجار والمعيشة في مناطق سيطرة الجيش اغلى وبما لا يقاس من تكلفة المعيشة في مصر او يوغندا او كينيا، فالهروب ليس فقط من مناطق الدعم السريع بل من كل السودان وسبب فرار السودانيين من وطنهم هو الحرب في حد ذاتها ، لذلك مصلحة المواطن الذي يريد الامان والاستقرار هي ايقاف الحرب واحلال السلام، يجب ان لا يشتري عاقل حكاية مناطق سيطرة الجيش لانها سيطرة وهمية مهددة بالزوال في اي لحظة ، ولو كانت سيطرة حقيقية كان المفترض ان يتصدى الجيش للدعم السريع خارج حدود مدني وسنجة وسنار وجبل موية ويصد هجومه او يشتبك معه في الطرق المؤدية الى تلك المدن وتدور الحرب بعيدا عن المواطنين لان هناك جيشا حاميا لهم، سيطرة الجيش يتم امتحانها في حالة الحرب اي عندما تتعرض مناطق سيطرته لهجوم مسلح، ولذلك موضوعيا لا نستطيع ان نطمئن لشيء اسمه مناطق سيطرة الجيش لانها سقطت فعلا في الامتحان مرات عديدة وهي مهددة بالسقوط لو امتحنت مجددا في مناطق سيطرته الحالية ، وهذا السبب يبطل حجة الضلاليين الذي يريدون منح شرعية سياسية للجيش ومن ورائه الكيزان بترديد اسطوانة مشروخة اسمها الامن والامان في مناطق سيطرة الجيش !
الامن والامان فقط في ايقاف الحرب وتحقيق السلام المستدام ، وفي ظل السلام يجب ان نكدح في سبيل بناء مؤسسات الوطن المدنية والعسكرية حتى لو استغرقت عملية البناء مائة عام، اصحاب الضمائر الحية والبصائر النافذة هم من يتمنون لشعوبهم مئات الاعوام من السلام والتنمية والتقدم، اما اصحاب العاهات الفكرية والاخلاقية فهم من يتمنون لها مائة عام من الحرب والدمار ويعلنون ذلك على الملأ بلا حياء!

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مناطق سیطرة الجیش الدعم السریع ایقاف الحرب من مناطق یجب ان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتقدم بمحاور الخرطوم وينفي استخدام أسلحة كيميائية

نفى وزير الخارجية السوداني علي يوسف أمس الجمعة مزاعم أميركية بامتلاك الجيش السوداني أسلحة كيميائية، مؤكدا أن الاتهامات الموجهة لبلاده باستخدام هذه الأسلحة في الحرب "غير صحيحة"، في وقت شهدت فيه التطورات الميدانية تقدما لقوات الجيش في عدة محاور بالعاصمة الخرطوم.

وجاء ذلك خلال مشاركة الوزير السوداني في جلسة نقاشية بعنوان "السياسة والأزمة الإنسانية" ضمن فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن.

وقال يوسف "الجيش السوداني لم يرتكب انتهاكات أو خروقات في هذه الحرب، ولا يوجد أي دليل على ارتكابه انتهاكات"، وأضاف "الجيش السوداني لا يملك أسلحة كيميائية، وأي اتهامات موجهة له باستخدامها غير صحيحة".

وفي 16 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بدعوى "تنفيذ قواته هجمات على مدنيين".

وتزامن ذلك مع تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلت فيه عن 4 مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هوياتهم، أن الجيش السوداني استخدم "أسلحة كيميائية مرتين على الأقل في معارك السيطرة على البلاد".

ووصفت الخارجية السودانية العقوبات الأميركية بأنها "غير أخلاقية" وتفتقر "لأبسط أسس العدالة والموضوعية"، معتبرة أنها تعكس "تخبطا وضعفا في حس العدالة".

إعلان

وخلال الجلسة النقاشية، اتهم يوسف قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات وجرائم بحق الشعب السوداني، قائلا "الدعم السريع أحرق المتحف الوطني الذي يضم تاريخ السودان، كما أحرق ودمر دار الوثائق التي تحتوي على أرشيف السودان خلال المئة عام الماضية".

وحذر الوزير السوداني من أن "هناك من يرغب في تدمير السودان والانتهاء منه"، دون أن يسمي جهة محددة.

كما لفت يوسف إلى أن حكومته تسعى لتحقيق السلام وطرحت خريطة طريق "تشمل تشكيل حكومة مدنية لفترة انتقالية تتراوح بين سنة و3 سنوات، يرأسها رئيس وزراء مدني، وتضم وزراء من الكفاءات المستقلة، على أن تتوج هذه الفترة بانتخابات عامة يشارك فيها الشعب".

تقدم الجيش السوداني

وعلى الصعيد الميداني، أعلن الجيش السوداني اليوم السبت عن تقدمه في مربع 9 بمحور حي كافوري شرقي مدينة الخرطوم بحري، وذلك في إطار حملة عسكرية مستمرة لاستعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية.

ووفقا لبيان مقتضب نشره الجيش على صفحتيه الرسميتين على "فيسبوك" و"إكس"، فقد نجحت القوات المسلحة في "تطهير مزيد من الأحياء والمنازل والبنى التحتية بحي كافوري"، مع الإعلان عن مقتل العشرات من عناصر الدعم السريع، والاستيلاء على مدفع ثنائي خلال الاشتباكات.

ويعد حي كافوري أحد المعاقل الرئيسية لقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية، حيث ظل الجيش يشن هجمات متواصلة منذ أسابيع بهدف السيطرة الكاملة على الحي.

وأدت المعارك المستمرة في الخرطوم ومناطق أخرى من السودان إلى نزوح ملايين الأشخاص وتدمير البنى التحتية وانتشار المجاعة، حيث تواجه البلاد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث، ويعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. الجيش السوداني يسترد مقر هيئة العمليات في كافوري من قوات الدعم السريع ويستولي على أسلحة ضخمة ومدافع تستخدم في قصف أم درمان
  • الجيش السوداني ينفي مزاعم أمريكية بامتلاك «أسلحة كيميائية».. والأمم المتحدة تكشف «خطتها» للدعم
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على مقر ميليشيا الدعم السريع شرق الخرطوم
  • الجيش السوداني يصل اهم مناطق سكن واستقرار قوات الدعم السريع بالخرطوم
  • الجيش السوداني يوسع هجومه على قوات الدعم السريع في وسط الخرطوم
  • الدعم السريع) تبحث مع المبعوثين الدوليين في مؤتمر ميونخ قضايا الحرب في السودان
  • الجيش السوداني يتقدم بمحاور الخرطوم وينفي استخدام أسلحة كيميائية
  • «الجيش السوداني» يبلغ الاتحاد الإفريقي بأنه «بسط سيطرته» على مختلف أنحاء البلاد
  • الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع بالفاشر
  • اقترب من القصر الجمهوري.. الجيش السوداني يقترب من حسم معركة الخرطوم