المواطن السوداني بين الجنجويد وكابتن ماجد. !!
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
رشا عوض
اكبر كارثة في حياة السودانيين هي الحرب في حد ذاتها! هي اس البلاء ومنبع الشقاء والالم والمذلة والمعاناة للملايين المكتوين بنيرانها!
لكن هناك آلة اعلامية فاجرة تحاول مغالطة المواطنين السودانيين لإقناعهم بان كارثتهم ليست الحرب ! وهدفهم لا يجب ان يكون ايقاف الحرب! بل مشكلتهم هي الجنجويد وهدفهم يجب ان يكون القضاء على الجنجويد واعدامهم فردا فردا!
يعني باختصار يجب ان يطالب المواطن السوداني الجائع والنازح واللاجيء والمذعور تحت القصف والدانات والرصاص بعدم التفاوض بحثا عن حل سلمي، ويطالب باستمرار الحرب الى اجل غير مسمى حتى لو لمائة عام !!
الجنجويد مشكلة ، والجيش مشكلة، ومليشيات الكيزان مشكلة،
ولكن الحل العقلاني والانساني المنحاز للمواطن فعلا هو ايقاف الحرب، ثم الانخراط في عملية سياسية تأسيسية لحل كل المشاكل في الدولة السودانية بوسائل سلمية وديمقراطية.
وكما ذكرت في البوست السابق لا يوجد سبب منطقي واحد للزعم بان مشكلتنا الوحيدة هي الجنجويد وبزوالهم سيتحول السودان الى جنة نعيم تحت سيطرة الجيش والكيزان،
من الناحية العملية ، الان الجيش والكيزان فاقدان السيطرة ، سيطرة الجيش تنحسر على الارض يوما بعد يوم، وحدود سيطرة الكيزان هي تخويف البرهان من التفاوض ،وتصويب اللعنات للتفاوض خداعا للمساكين الذين يرغبون في الزج بهم في الحرب، وحتى في هذه المهمة الخائبة لم ينجحوا ! لان البرهان يتفاوض سرا! والكيزان ايضا يتفاوضون سرا ، والاستنفار فشل!
ولكن حتى عندما كان الكيزان والجيش مسيطرين على السودان سياسيا وعسكريا واقتصاديا سيطرة محكمة وبقبضة حديدية ماذا كانت النتيجة؟
كانت اهم واخطر منتجات عهدهم الميمون جنجويد موسى هلال، ثم الدعم السريع الذي انقلب عليهم الان، وانت يا مواطن يا مسكين دائما تدفع الثمن من دمك ومالك وعرضك في صراعات عسكرية على السلطة هدفها النهائي هو قمعك ونهب مواردك!
ولذلك يجب ان لا تكون وقودا لحربهم الاجرامية هذه! لا تسمح لمحتال بان يخدعك ويقول ليك يجب ان تصطف مع الجيش لانه افضل من الدعم السريع بدليل انك تهرب من مناطق سيطرة الدعم السريع الى مناطق سيطرة الجيش!
"دا كلام عبيط واهبل " بصراحة! لماذا؟
مهلا، انت هربت من الخرطوم الى الجزيرة وفي ذلك الحين كانت تحت سيطرة الجيش اليس كذلك؟
ماذا حدث بعد ذلك؟ الدعامة هجموا على الجزيرة التي كان يسيطر عليها الجيش! ولكن الجيش فقد السيطرة في زمن قياسي وقام جاري قبل المواطنين!
نزح بعض الهاربين من الجزيرة الى سنجة وهي منطقة سيطرة جيش وفيها حامية عسكرية ، ايضا هاجمها الدعامة وفي زمن قياسي الجيش قام جاري قبل المواطنين، ونفس الفيلم تكرر في جبل موية و الدندر والسوكي وليس هناك ما يمنع تكراره في مدن اخرى ما دامت الحرب مستمرة!
الى متى يظل المواطن نازحا من مدينة الى اخرى والجنجويد بانتهاكاتهم الفظيعة خلفه وكابتن ماجد راكضا امامه ؟
بذات القدر الذي يجب ان نرفض به تقليد الجيش وساما سياسيا مجانيا على اساس اسطوانة " فرار المواطنين لمناطق سيطرة الجيش" يجب ان نرفض منح الدعم السريع وساما سياسيا بسبب انتصاره العسكري لانه ارتكب انتهاكات ضد الابرياء ! لا بيعة سياسية لاي طرف عسكري في هذه الحرب!
الدرس المستفاد من كل ذلك ان لا امان ولا استقرار للمواطن الا اذا تحقق السلام وتوقفت الحرب نهائيا، فالمواطن اصلا يهرب من مناطق الحرب الى المناطق التي ليس فيها حرب ، واقع الحرب مؤلم وطارد بدليل ان هناك من يهرب من مناطق سيطرة الجيش نفسها خوفا من الدانات والرصاص الطائش وانهيار الخدمات ، المواطنون الذين ما زالوا في منازلهم في الثورات والحتانة والجرافة وغيرها من مناطق سيطرة الجيش في امدرمان ، يشكون مر الشكوى من الحياة تحت وطأة التدوين المتبادل بين الجيش والدعم السريع وغالبيتهم اجبرهم الفقر على البقاء لانهم ببساطة لا يملكون مالا للسفر خارج السودان ولا يملكون مالا للايجار في ولايات لم تصلها الحرب، يعيشون في منازلهم متوقعين سقوط دانة فوق منزلهم في اي لحظة او فقدان طفل او شاب ارسلوه للسوق! حتى ولايات الشرق والشمال التي لم تصلها الحرب تأثرت اقتصاديا وارتفعت تكلفة المعيشة فيها مما جعل الناس يغادرونها الى خارج السودان، النازحون من الخرطوم سرعان ما يكتشفون ان تكلفة الايجار والمعيشة في مناطق سيطرة الجيش اغلى وبما لا يقاس من تكلفة المعيشة في مصر او يوغندا او كينيا، فالهروب ليس فقط من مناطق الدعم السريع بل من كل السودان وسبب فرار السودانيين من وطنهم هو الحرب في حد ذاتها ، لذلك مصلحة المواطن الذي يريد الامان والاستقرار هي ايقاف الحرب واحلال السلام، يجب ان لا يشتري عاقل حكاية مناطق سيطرة الجيش لانها سيطرة وهمية مهددة بالزوال في اي لحظة ، ولو كانت سيطرة حقيقية كان المفترض ان يتصدى الجيش للدعم السريع خارج حدود مدني وسنجة وسنار وجبل موية ويصد هجومه او يشتبك معه في الطرق المؤدية الى تلك المدن وتدور الحرب بعيدا عن المواطنين لان هناك جيشا حاميا لهم، سيطرة الجيش يتم امتحانها في حالة الحرب اي عندما تتعرض مناطق سيطرته لهجوم مسلح، ولذلك موضوعيا لا نستطيع ان نطمئن لشيء اسمه مناطق سيطرة الجيش لانها سقطت فعلا في الامتحان مرات عديدة وهي مهددة بالسقوط لو امتحنت مجددا في مناطق سيطرته الحالية ، وهذا السبب يبطل حجة الضلاليين الذي يريدون منح شرعية سياسية للجيش ومن ورائه الكيزان بترديد اسطوانة مشروخة اسمها الامن والامان في مناطق سيطرة الجيش !
الامن والامان فقط في ايقاف الحرب وتحقيق السلام المستدام ، وفي ظل السلام يجب ان نكدح في سبيل بناء مؤسسات الوطن المدنية والعسكرية حتى لو استغرقت عملية البناء مائة عام، اصحاب الضمائر الحية والبصائر النافذة هم من يتمنون لشعوبهم مئات الاعوام من السلام والتنمية والتقدم، اما اصحاب العاهات الفكرية والاخلاقية فهم من يتمنون لها مائة عام من الحرب والدمار ويعلنون ذلك على الملأ بلا حياء!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مناطق سیطرة الجیش الدعم السریع ایقاف الحرب من مناطق یجب ان
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يقترب من استرداد القصر الرئاسي .. قال إنه صدّ هجوماً كبيراً شنته «الدعم السريع» في شمال كردفان
اقترب الجيش السوداني من استرداد القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023. وتتقدم قوات الجيش باتجاه القصر من عدة محاور، بينما استردّت قواته، المسماة «متحرك الصياد»، مدينة أم روابة؛ ثانية كبرى مدن ولاية شمال كردفان في غرب السودان. كما أعلن الجيش صد هجوم «قوات الدعم السريع» على مدينة أو روابة، الأربعاء، وألحق بها «خسائر فادحة»، وأن طيرانه الحربي «يلاحق القوات الهاربة».
ومنذ عدة أيام، يواصل الجيش هجماته على مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في محاور مختلفة، حيث أحرز تقدماً سريعاً.
وقال شهود في الخرطوم إن قوات قادمة من مقر القيادة العامة للجيش تخوض قتالاً شرساً مع «قوات الدعم السريع»، وتتقدم في شارعَي «الجمهورية» و«الجامعة» باتجاه القصر الرئاسي الذي يبعد عن مقر قيادة الجيش نحو كيلومترين. وتوقعت مصادر أن يسترد الجيش القصر الرئاسي في وقت قريب، إذا واصل تقدمه بوتيرته الحالية.
ووفقاً لشهود ومنصات للتواصل الاجتماعي، فإن قوات الجيش دخلت حي «العزبة» في مدينة بحري، إحدى مدن العاصمة الثلاث، بعد أن استردت حي «دردوق» وحي «نبتة»، واقتربت من حي «الشقلة» في منطقة شرق النيل بمدينة بحري. كما حقق الجيش تقدماً في منطقة أم بدة بمدينة أم درمان.
تقاسم العاصمة المثلثة
ويتقاسم طرفا الحرب مناطق متداخلة في العاصمة المثلثة «الخرطوم الكبرى» التي تتكون من مدينة الخرطوم، ومدينة أم درمان، ومدينة بحري. وكان الجيش قد أعلن، يوم الأربعاء، بسط سيطرته على جسر «المك نمر» من جهة مدينة بحري، ويتقدم نحو وسط المدينة. لكن «قوات الدعم السريع» لا تزال تسيطر على أحياء كافوري، وكوبر، وشرق النيل، وسوبا، وغيرها، مع وجود جيوب مقاومة ببعض المناطق الأخرى.
وفي مدينة الخرطوم، استعاد الجيش سيطرته على أحياء الرميلة، والحلة الجديدة، وبعض أنحاء حي جبرة، بينما تسيطر «قوات الدعم السريع» على المنطقة الواقعة شرق مقر «القيادة العامة» للجيش وعلى مطار الخرطوم، وأحياء الصحافة والخرطوم 2، والخرطوم 3، وامتداد الدرجة الثالثة، وأركويت، والرياض، والطائف، والمنشية، والجريف، والبراري.
كما لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على الأحياء الجنوبية من مدينة الخرطوم، بما في ذلك السوق المركزية وأحياء السلمة، وسوبا، ومايو، وعد حسين، والكلاكلات، وتمتد سيطرته حتى شرق ضاحية جبل الأولياء.
وفي مدينة أم درمان، استطاع الجيش استرداد أجزاء كبيرة من المدينة، باستثناء جنوبها وغربها، بينما تبقت بعض أحياء محلية أم بدة، والسوق الشعبية، والمربعات، والشقلة، وصالحة، وتمتد جنوباً حتى ضاحية جبل الأولياء من جهة الغرب.
معارك الغرب
وفي ولاية شمال كردفان، ذكر شهود أيضاً أن قوات الجيش، القادمة من جهة الشرق باتجاه مدينة أم روابة، ثانية كبرى ولايات شمال كردفان، حققت تقدماً مكّنها من استرداد المدينة من سيطرة «قوات الدعم السريع». من جانبه، أعلن الجيش، على صفحته في منصة «فيسبوك»، أن قواته المدعومة بالطيران الحربي دحرت هجوماً كبيراً شنته «قوات الدعم السريع» على المدينة، يوم الأربعاء، وألحقت بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، في معركةٍ استمرت أكثر من خمس ساعات.
وأضاف الجيش أن الطيران الحربي يلاحق ما تبقّى من «قوات الدعم السريع» الفارة، لكن هذه القوات الفارة «استهدفت أحياء المدينة وبعض مراكز الإيواء بالقصف المدفعي»، نتج عنه مقتل ثلاثة مواطنين وجرح ثمانية.
وتبعد مدينة أم روّابة عن العاصمة الخرطوم بنحو 300 كيلومتر، وهي مركز تجاري مهم وسوق كبيرة للحبوب الزيتية، كما أنها تُعد ملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالخرطوم وبميناء بورتسودان.
كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس