تغيِّم الحيرة على فضاء منطقة الشرق الأوسط. على الأقل، منذ الرابع عشر من إبريل الماضي، عندما نفذت قوات الحرس الثوري الإيراني، ما يسمى بعملية «الوعد الصادق» ضد إسرائيل، ردًا على استهداف منشآت وقيادات عسكرية في: سوريا، لبنان، والعراق، دون وقوع خسائر إسرائيلية مؤثرة.. خلال شهر أغسطس الجاري، تتسع مساحة الحيرة لدى الأغلبية، حيث لاتزال إيران وجماعات مسلحة تابعة لها، وأخرى محسوبة عليها، تكتفي بإطلاق تهديدات، لا ترقى لمستوى الحرج السياسي- الأمني، الذي تعرضت له، عقب اغتيال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، في، طهران، وقتل الرجل الثاني في، حزب الله، فؤاد شكر، في المربع الأمني للحزب، في بيروت.

تنعكس الحيرة على معظم التحليلات، التى تحاول فك رموز العلاقة المتشابكة- المتشعبة، بين إيران وإسرائيل، وقراءة وفهم خياراتهما في تنفيذ الهجمات والهجمات المضادة، خاصة «الهجوم الاستعراضي» الذي نفذته إيران، يوم 14 إبريل الماضي، وعدم توافق العمليات الميدانية الإيرانية - جوا، برا، وبحرا- مع استراتيجيتها، الداعية لـ«محو إسرائيل» كما لا تعبر، في المقابل، عن حجم العداء المُعلن من «الكيان» تجاه إيران، منذ نجاح ثورة الخميني عام 1979، وسيناريوهات عدة، تشير إلى أن أي «رد إيراني» مستقبلي، سيكون في المستوى نفسه، ربما لتنسيق المصالح مع الأعداء المعلنين، قبل الأصدقاء المقربين، أو لعمق «الاختراق» الذي تعبر عنه سلسلة عمليات محرجة للنظام الأمني والاستخباراتي الإيراني، أخرها، واقعة اغتيال «هنية» أو لصراعات النفوذ بين المؤسسات الإيرانية، خاصة قوات الحرس الثوري، بصلاحياتها الكبيرة داخل وخارج إيران، وأجهزة أخرى، ما يدفعنا لإطلالة على مشاهد كاشفة.. وموضحة.

المشهد الأول

في الثلاثين من يوليو الماضي، شارك وفد حركة «حماس» برئاسة الراحل، إسماعيل هنية (61 عاما) وعضوية «خليل الحية، محمد نصر، وزاهر جبارين» في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، في طهران، وسط إجراءات أمنية مشددة.. الوفد، لم يراوده السيناريو الدرامي، الذي شهده مبنى «دار الضيافة» الواقع في نطاق دائرة القصور الرئاسية، بمجمع «سعد آباد»، شمال طهران.. منذ عقود تتواصل زيارات وفود «حماس» العلنية والسرية، لإيران.. في كل مرة، يجرى التشاور وتنسيق المواقف وحسم التحركات السياسية والميدانية.. تتولى قيادة الحرس الثوري الإيراني تأمين الوفود.. تقوم وزارة الاستخبارات الإيرانية، وأجهزة أخرى، بأدوار نسبية في عمليات التأمين.. خلال الزيارة الأخيرة، أنهى وفد حماس اللقاءات البروتوكولية.. شارك في مأدبة العشاء الرئاسية.. انتقل لمقر الإقامة، ليلا، عقب الاحتفال الرسمي الكبير.. قبل الصعود لغُرف النوم، تطرق أعضاء وفد حماس لما تم خلال مراسم اليمين الدستورية.. حاولوا تقييم استقبال ضيوف إيران لمندوبي الحركة.. صعد «هنية» إلى غرفته، في الدور الرابع، بمبنى دار الضيافة.

بعد 90 دقيقة، تقريبا، من صعود «هنية»، تعرض المبنى لصدمة قوية، تشبه الزلزال.. تصاعد الدخان الكثيف من غرفته.. سقط سقفها، وأحد الحوائط. ممثل حماس في إيران، خالد قدومي، مندهشا «جثة، هنية، ومرافقه، وسيم أبو شعبان، وهيئة التى كانت عليها الغرفة، توحي بأن الهجوم على المبنى تمّ، جوًا، بواسطة صاروخ أو قذيفة» بحسب وكالة «مهر» الإيرانية.. يحاول «قدومي» قطع الطريق على دوائر إيرانية، تحمل المسئولية لـ«فريق الحماية الخاص بهنية، كونه لم يلتزم بالاحتياطات الأمنية، خاصة أمن الاتصالات». الرواية الرسمية لإيران وحماس، تنفي فرضية الاختراق الأمني الداخلي «مقر إقامة، هنية، شمال طهران، لم يكن سريا، بل معروفا لكثيرين، فهو خاص بكبار الزوار».

تتمسك استخبارات «فيلق القدس» بأن «عملية اغتيال، هنية، تمت بواسطة مقذوف قصير المدى، برأس حربي، وزنه 7 كيلوجرامات، من خارج نطاق دار الضيافة». هيئة البث الإسرائيلية، تتبنى السيناريو نفسه «هنية، قُتل بصاروخ أطلق من دولة خارج إيران». يسهل تضليل وسائل الإعلام، عبر تسريب روايات بعينها، وتكثيف تسويقها، كما في واقعة اغتيال «هنية». الفرق كبير بين تنفيذ الاغتيال بقنبلة أو قذيفة؟ الخيار الأول، سيوحي بإخفاق مباشر للأجهزة الأمنية الإيرانية، وفريق الحماية الخاص بـ«هنية» المعني بتفتيش وتنظيف الغرف، وفحص مكان الإقامة نفسه بكل دقة.. خيار «القذيفة» سيتفرق دمه بين أطراف عدة. سيخفف من وقع عملية الاختراق الداخلي، لكنه، من واقع المتابعة، يتعارض مع التحقيقات الجارية، حاليا، مع عشرات العناصر المنتسبة لوحدة الحماية «أنصار المهدي» التابعة للحرس الثوري.. تستهدف التحققات معرفة حجم الإخفاق في تأمين وفدي «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» في الدورين الثالث والرابع، بدار الضيافة، وهل حدثت عملية اختراق، على غرار عمليات سابقة تعرضت لها إيران، واعترفت ببعضها، خلال العقدين الماضيين.

المشهد الثاني

في التاسع ديسمبر 2006، اختفى نائب وزير الدفاع الإيراني الأسبق، علي رضا عسكري.. كان يعمل مع، علي شمخاني، وزير الدفاع، آنذاك.. ملابسات كثيرة أحاطت بتقاعد «عسكري» قبل عامين من اختفائه، خلال زيارة غير مخططة لتركيا، تحول بعدها إلى سراب. لاتزال الواقعة تحرج تركيا حتى، الآن، بعد الربط بين الاختفاء واتهامات باستخدام أراضيها من قبل الاستخبارات الأمريكية والإسرائيليه، المتهَمتيْن بالمسئولية عن اختفاء «عسكري».. يتساوى سيناريو الاختطاف والهروب في واقعة «عسكري» الذي كانت بحوزته حصيلة معلومات عسكرية وأمنية شديدة الحساسية، حول البرنامج النووي الإيراني، وأنشطة قوات الحرس الثوري، بحكم دوره القيادي في تنسيق العمليات في لبنان، العراق، وسوريا، ثم رئاسة هيئة عمليات الحرس الثوري، ومساعد المفتش العام في وزارة الدفاع الإيرانية.

منذ اختفاء «عسكري»، قبل 18 عاما، تعددت عمليات الاغتيالات لشخصيات إيرانية رفيعة المستوى، وأخرى متعاونة معها: قائد الجناح المسلح لحزب الله اللبناني، عماد مغنية، في 12 فبراير 2008، قائد برنامج الحرب الإلكترونية الإيراني، مجتبى أحمدي، مطلع أكتوبر 2013.. الرجل الأهم في الملف النووي الإيراني، محسن فخري زادة، وقبله، 5 من علماء البرنامج نفسه. الاغتيالات طالت قائد فريق برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وعددًا من مساعديه. منذ عام 2020، تتابعت العمليات بشكل مكثف لقيادات الصف الأول في الخارج، أخطرها، تصفية قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، وقيادات عسكرية وأمنية إيرانية وحليفة في: سوريا، لبنان، اليمن، والعراق، اختتمت برئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، مؤخرا.

في كل المحطات، لا يمكن الفصل بين حصيلة المعلومات الضخمة لدى «عسكري» قبل الاختفاء الغامض، عن تنفيذ عمليات الاغتيال المتتابعة، داخل وخارج إيران، بل وحصول جهاز، الموساد، الإسرائيلي على أرشيف البرنامج النووي الإيراني، الذى يصل وزنه إلى 2 طن من الوثائق، شديدة السرية، قبل نقلها إلى إسرائيل، وإعلان رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، عنها عام 2018.. الأطراف المتنازعة حاولت التمويه على مصير «عسكري».. تحدثت معلومات مسربة قبل نهاية عام 2010، عن مصرعه في سجن «أيالون» الإسرائيلي، بمنطقة الرملة، شمال غرب مدينة القدس.. معلومات أخرى، سربتها إيران، لحفظ ماء الوجه، أشارت إلى إعدامه بمعرفة السلطة القضائية المحلية، نتيجة تعاونه مع الأمريكان.. معلومات ثالثة، تقول إنه يعيش، حاليا، بهوية جديدة في الولايات المتحدة.

المشهد الثالث

في مارس 2019، تعترف إيران بأكبر عملية اختراق تتعرض لها وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي.. العملية نفذها مساعد وزير الدفاع السابق، علي رضا أكبري (61 عامًا) الذي تم اعتقاله في ربيع العام المذكور، بتهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني - MI6- وإعدامه، شنقًا، في يناير 2023.. وزارة الاستخبارات الإيرانية: «علي أكبري، أحد أهم عناصر جهاز التجسس البريطاني في المراكز الحساسة والاستراتيجية في إيران.. نقل معلومات، وعَمِل ضد الأمن القومي.. يتحمل جزءا من المسئولية عن اغتيال العالم النووي، محسن فخري زادة، عام 2020» كان «علي أكبري» يشغل مناصب عدة في منظومة الدفاع والأمن الإيرانية: معاون وزير الدفاع للعلاقات الخارجية، مستشارا لقائد القوات البحرية، رئيسًا لأحد الأقسام في مركز بحوث وزارة الدفاع، فضلا عن العمل في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي.

سجلات الاستخبارات الإيرانية، عددت التفاصيل «بريطانيا، دفعت لأكبري أكثر من مليوني يورو، حصل، لمدة 10 سنوات، منها على منازل في النمسا، بريطانيا، وإسبانيا» مقابل معلومات عن البرامج النووية والعسكرية الإيرانية.. كشف «علي أكبري» هوية عشرات الشخصيات الأمنية، العسكرية، والعلمية.. حصل على الجنسية البريطانية عام 2012.. تزامن إعدامه مع اعتقال شبكات تجسس محلية في طهران، أصفهان، أذربيجان الغربية، ومناطق أخرى.

لم يكن «علي أكبري» استثناء.. من الأسماء التى أحرجت إيران، وكشفت برنامجها البحثي، عالم الفيزياء النووية، شهرام أميري.. هرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، صيف عام 2009.. أطلعها على تفاصيل دقيقة في إيران، قبل عودته بـ«ضغوط أُسرية»، ثم إعدامه في العام التالي، ما يوضح حجم الاختراقات الأمنية، وفاعلية العناصر المتورطة، حيث لا تمنع علاقات العداوة أو الصداقة بين الدول، أجهزة الاستخبارات من العمل في كل النطاقات، لمعرفة ما يتم لدى الغير.

المشهد الرابع

مساء السادس من أكتوبر عام 1978، طائرة بوينج، تابعة للخطوط الجوية العراقية، تهبط في مطار «أورلي» الفرنسي.. كانت قادمة من بغداد، وعلى متنها قائد الثورة الإيرانية، الخميني.. دخل فرنسا بتأشيرة سياحية، مدتها 3 شهور، قبل تمديدها لـشهر رابع.. الضيف، المثير للجدل، أقام، أولا، في حي «كشان» جنوب باريس، ثم انتقل إلى منزل أكبر بمنطقة «نوفل لوشاتو» الراقية، التى يقطنها الأثرياء على تخوم، العاصمة الفرنسية.. تولى الغرب الأوروبي- الأمريكي، رعاية، الخميني، وتحويله إلى رمز عالمي، عبر حملة ترويج ضخمة.

كان، الخميني، يدير، حينها، الاحتجاجات التى خرجت ضد حكم شاه إيران، محمد رضا بهلوي.. كثف «الخميني» نشاطه المعارض، خلال الفترة من 7 يناير 1978 إلى 11 فبراير 1979، مبشرا بـ«الجمهورية الإسلامية». تمدد العنف في المدن الإيرانية. فجأة، قرر الخميني العودة إلى طهران، مطلع فبراير 1979. تحركت الحشود الجماهيرية لاستقباله. تماهت تيارات سياسية يسارية وعلمانية إيرانية مع، الخميني. مع خطابه الليبرالي، الذي يستخدم شعارات فضفاضة، لاتزال متداولة في المنطقة العربية، حتى الآن «حرية التعبير، احترام حقوق الإنسان، التصدي للدكتاتورية» قبل تعرض تلك التيارات لصدمة كبرى بعد نجاح الثورة الإيرانية.

المشهد الخامس

في 21 أكتوبر عام 1984، يقف الرئيس الأمريكي الراحل، رونالد ريجان (73 عاما) أمام منافسه في الانتخابات، وولتر مونديل، الذي شغل منصب نائب الرئيس، في ولاية جيمي كارتر، نهاية السبعينيات.. كانت المناظرة الرئاسية الثانية، التى تنقلها شبكة «سي إن إن» حاسمة.. وظف خلالها، «ريجان» الممثل السابق في هوليوود، موهبته في إقناع الأمريكان بإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة.. من بين تصريحاته اللافتة: «سياستنا الخاطئة أدت إلى سقوط نظام الشاه في إيران. هي نقطة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. نتيجة لهذه السياسات استطاع متعصب مجنون -الخميني- الإمساك بزمام الأمور في إيران، ليرسل آلاف الإيرانيين إلى أفواه النيران».

حينها، كان «ريجان» يصف «الخميني» بـ«عضو نادي القتلة» بينما كان الإعلام الإيراني، يصف أمريكا بـ«الشيطان الأكبر». بادر النظام الجديد في إيران، بعد عام 1979، بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل، لكن رغم الخطاب الإعلامي والدبلوماسي، بمفراداته العدائية، والزاعقة، تفجرت فضيحة «إيران كونترا» أو «إيران جيت». تبين للعالم أن قادة الثورة الإيرانية، بقيادة «الخميني» يستوردون أسلحة أمريكية- إسرائيلية، لقتال «العراق»، خلال حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق.

ظهرت الفضيحة للعلن، منتصف ثمانينيات القرن الماضي. تمت الصفقة العسكرية المعقدة، حينها، بمعرفة «ريجان» ومدير الاستخبارات الأمريكية، ويليام كيسي.. كانت عبارة عن اتفاق، يتم بموجبه توريد أسلحة، نوعية، لقوات الثورة الإيرانية، مقابل توريد قيمتها المالية لتمويل حركات «الكونترا» الثورية، المناوئة للنظام الشيوعي في، نيكاراجوا، بأمريكا الجنوبية. تضمنت الصفقة مبادرة إيران بتحرير رهائن السفارة الأمريكية في طهران، لتخفيف الضغط الشعبي على إدارة «ريجان». عمّقت «الفضيحة الدولية» حينها، أزمة الثقة بين معظم دول الشرق الأوسط وإيران. لاتزال الشكوك العربية مستمرة، لا يمكن تجاوزها، خاصة عند تقييم العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية، الآن. خلال الـ75 عاما الماضية، كانت إيران ثاني دولة، ذات أغلبية مسلمة، بعد تركيا، تعترف بإسرائيل، وتتعامل معها كـ«دولة ذات سيادة» منذ عام 1953.. زادت الشكوك بعد نجاح، إيران، في «الاستنزاف الأول» لقدرات العراق، البوابة الشرقية للعرب، قبل عام 1988.

المشهد السادس

في الثاني من أغسطس 1990، بادر العراق باحتلال الكويت. تعرض الرئيس الراحل، صدام حسين لــ«خدعة أمريكية» تزامنت مع انهيار الاتحاد السوفيتي.. أكدت السفيرة الأمريكية في العراق «أبريل جلاسبي» حياد بلادها: «ليس لدينا رأي حول الصراعات العربية، الكويت ليست مرتبطة بأمريكا» قبل أن تستغل الولايات المتحدة غزو العراق للكويت في إشعال حرب الخليج «الثانية»، وبدء عملية «عاصفة الصحراء» التى تسببت في «الاستنزاف الثاني» للعراق، ثم تدمير قوته العسكرية، عبر 110 ألف غارة جوية، متواصلة لمدة 43 يوما، منذ فجر 16 يناير 1991، ثم عمليات برية، في 24 فبراير من العام نفسه، بمشاركة مليون مقاتل، انتهت بتحرير الكويت في 27 فبراير.

كان الغزو الأمريكي للعراق، في ربيع عام 2003، بمثابة التمهيد لخطوة أكبر، عنوانها الأساسي «الفوضى الخلاقة» وعنوانها الترويجي «الربيع العربي» لتجريد المنطقة العربية من جيوشها التقليدية، من ليبيا غربا، إلى سوريا، شرقا، ومحاولة الهيمنة على مسارح العمليات في المنطقة، ضمن الصراع الاقتصادي- العسكري، بين القوى الدولية. ظلت إيران وإسرائيل «استثناء» من التطورات الدرامية في الجوار المشتعل.. كانتا، أيضا بـ«مأمن» من العمليات الإرهابية التى تمددت في معظم دول منطقة الشرق الأوسط، منذ 2001 حتى 2018، وهي العمليات التي تسببت، نسبيا، في اختلال موازين القوة في المنطقة لصالح إسرائيل، وإيران، التى استفادت من حالة الاهتراء الغقليمي في التدخل المباشر في شئون: لبنان، العراق، اليمن، سوريا، وصناعة حالة الانقسام بين فصائل الثورة والمقاومة الفلسطينية، ودعم حوالي 55 فصيلا عسكريا مسلحا في العراق، تصطف تحت إطار «الحشد الشعبي» ذي الأغلبية الشيعية.

ويبقى، أنه في ظل العلاقات المتشابكة في المنطقة، فقد برعت إيران وإسرائيل في تصدير «العداء الشامل»، لكن ظل «الجوار العربي» بمثابة العدو المشترك، فيما تواصل الإدارات الأمريكية المتعاقبة تتبنى سياسة «توزيع الأدوار»، وحرص قوى المصالح الدولية، على حفظ التوازن النسبي، والحد من سيناريو، الحرب الإقليمية، كون تداعياته الاقتصادية، ستكون كارثة، في منطقة يوجد بها نصف احتياطيات الطاقة، ويخرج ثلث الإنتاج العالمي، ومع ذلك، تواصل الأطراف اللعب بـ«البيضة والحجر» وتوظيف كل الأوراق، والشعارات لخدمة مصالحها، على حساب الأمن القومي العربي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل تل أبيب منطقة الشرق الأوسط طهران الرد الإيراني الولایات المتحدة الثورة الإیرانیة الحرس الثوری وزیر الدفاع فی المنطقة فی إیران

إقرأ أيضاً:

إيران تنجح في وضع قمرها الصناعي "شمران 1" في مداره وإرسال أولى إشاراته إلى الأرض

أطلقت إيران يوم السبت قمرها الاصطناعي البحثي "شمران 1" في إطار تطوير برنامجها الفضائي، والذي يثير قلق الدول الغربية.

اعلان

ووفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية المحلية، تم إطلاق القمر الصناعي بواسطة الصاروخ "قائم 100" الذي وضعه بنجاح في مدار على ارتفاع 550 كيلومترًا.

وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا)، قامت المجموعة الفضائية للصناعات الإلكترونية الإيرانية (Sairan) بالتعاون مع معهد أبحاث الفضاء الجوي وشركات القائمة على المعرفة الخاصة، بتصميم وبناء القمر الصناعي البحثي "جمران 1".

ووصفت إيران عملية الإطلاق بالناجحة، وهو الإطلاق الثاني الناجح لقمر صناعي هذا العام.

ويزن هذا القمر الصناعي حوالي 60 كغم ومهمته الأساسية هي اختبار أنظمة الأجهزة والبرمجيات لإثبات تقنية المناورة المدارية من حيث الارتفاع.

وبعد ساعات من عملية الإطلاق، أفادت وكالة "إيرنا" بأن القمر الصناعي "شمران 1" أرسل أولى إشاراته وتردداته إلى الأرض.

وأظهرت لقطات نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية في وقت سابق عملية الإطلاق والتي تمت من منصة تابعة للحرس الثوري على أطراف مدينة شاهرود، التي تبعد حوالي 350 كيلومترًا شرق العاصمة طهران.

يأتي هذا الإطلاق في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب الدامية التي تخوضها إسرائيل منذ حوالي عام في قطاع غزة.

وقد نفذت طهران هجومًا مباشرًا بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. في الوقت نفسه، تواصل إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من مستوى الأسلحة، مما يثير القلق بين الخبراء بشأن برنامج طهران النووي.

كانت الولايات المتحدة قد صرحت في وقت سابق بأن إطلاق إيران للأقمار الصناعية يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي، ودعت طهران إلى وقف أي نشاط متعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.

وانتهت العقوبات الأممية المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني في أكتوبر الماضي.

تحت إدارة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، الذي كان يتمتع بنهج معتدل نسبيا، خفف النظام الإيراني من نشاطه في برنامج الفضاء لتجنب زيادة التوترات مع الغرب.

ولكن الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي تولى السلطة في 2021، دفع بالبرنامج قدما قبل وفاته في حادث تحطم مروحية في مايو.

Relatedإيران تطلق قمر "الثريا" الاصطناعي ضمن برنامج يثير مخاوف الغرب من تطوير طهران صواريخها الباليستيةبشكل متزامن.. إيران تطلق ثلاثة أقمار صناعية إلى الفضاءشاهد: إيران تطلق أول قمر اصطناعي عسكري

ولا يزال من غير الواضح كيف سيتعامل الرئيس الجديد الإصلاحي مسعود پزشكيان، مع البرنامج، حيث لم يصرح كثيرا بشأنه خلال حملته الانتخابية.

تقييمات الاستخبارات الأمريكية هذا العام أفادت بأن تطوير إيران لوسائل إطلاق الأقمار الصناعية "يمكن أن يختصر الفترة الزمنية" اللازمة لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، نظرا لاستخدام تقنيات مشابهة. ويمكن استخدام هذه الصواريخ لنقل الأسلحة النووية.

بعد انهيار الاتفاق النووي مع القوى العالمية، أصبحت إيران تنتج اليورانيوم بمستويات قريبة من مستوى الأسلحة، وحذرت وكالة الطاقة الذرية الدولية من أن طهران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج عدة أسلحة نووية إذا اختارت ذلك.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد اتهامها بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا.. أربع دول تعتزم فرض عقوبات على إيران ماذا سيحقق الرئيس الإيراني بزشكيان من زيارته الأولى إلى العراق؟ إيران تتوعد بانتقام "مرير ومختلف هذه المرة" ضد إسرائيل بعد مرور 40 يوما على اغتيال إسماعيل هنية فضاء إيران الحرس الثوري الإيراني البرنامج الايراني النووي اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next حرب غزة في يومها 344: قصف لا يهدأ وعداد الضحايا في ارتفاع مستمر وحزب الله يرفع وتيرة هجماته بالشمال يعرض الآن Next انتهاء اجتماع بايدن وستارمر في البيت الأبيض دون إعلان عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا يعرض الآن Next أزمة تجتاح المستشفيات في أوروبا: نقص الموظفين والأجور المنخفضة تؤدي إلى احتجاجات واسعة يعرض الآن Next الصين تدين مرور سفن حربية ألمانية من مضيق تايوان: "يبعث إشارة خاطئة" يعرض الآن Next دول وسط أوروبا تتأهب لأمطار غزيرة ومخاوف من تكرار "فيضانات القرن" اعلانالاكثر قراءة في منطقة شنغن.. إليكم 8 دول شدّدت إجراءات الدخول عبر حدودها البرية حرائق في صفد بعد صواريخ حزب الله وغارات إسرائيلية تسفر عن 5 قتلى في لبنان وسوريا تباين الآراء في الاتحاد الأوروبي: سانشيز يدعو لإعادة النظر في الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية كوريا الشمالية تكشف عن منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وكيم يدعو لصنع المزيد من الأسلحة النووية غوتيريش: غياب المحاسبة على قتل موظفي الأمم المتحدة في غزة "غير مقبول" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الاتحاد الأوروبي ألمانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا بولندا روسيا فرنسا فيضانات - سيول قطاع غزة غزة سياسة الهجرة أوروبا Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • إيران ترحب بحوار مباشر مع الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي
  • الرئيس الإيراني يضع شرطا لإجراء محادثات مع أميركا
  • الرئيس الإيراني عن اغتيال هنية: إسرائيل حاولت جرنا لحرب إقليمية
  • "تغييرات جذرية" بعد عامين على مظاهرات إيران
  • في ذكرى مقتل مهسا.. إضراب 34 سجينة عن الطعام في إيران
  • خارجية إيران: منفتحون على الدبلوماسية لحل النزاعات لكن نرفض التهديد
  • إيران ترفض الضغوط بعد عقوبات أمريكية وأوروبية
  • إيران تنجح في وضع قمرها الصناعي "شمران 1" في مداره وإرسال أولى إشاراته إلى الأرض
  • ‏إيران تقول إنها أرسلت بنجاح قمرًا صناعيًا إلى الفضاء
  • الرئيس الإيراني يختتم في البصرة زيارته إلى العراق