لن نيأس برغم كل الإحباطات، سنظل لسان حال الناس في كل مكان، بكافة أنحاء المعمورة، ولكننا تعبنا من الكلمات المعقدة والتراكيب اللغوية المقعَّرة، فقررنا أن نبسط ونختصر كل ما يدور حولنا ويشغل بال السوشيال ميديا ويعتلي التريند، اخترنا إلقاء نظرة مختلفة لموضوعين فقط، من أجل زاوية أكثر اتساعاً وأدق تفصيلاً، هيا بنا عزيزي قارئ «الأسبوع» لنتواصل بأبسط شكل ممكن.
تعالوا ياللا نعرف: الكلام على إيه؟ "ج. ح"
سـوق عـلى مـهـلـك.. فُــوووق!
صيف ساخن جداً هذا الذي يمرّ بنا، ليس فقط لأنه الأعلى حرارة منذ عقود بفعل الاحتباس وتغير المناخ، ولكن أسفلت الطرق أصبح يشكو حوادث الدهس المتكررة، التي انهالت مصائبها فوق رؤوسنا فلا نكاد نفيق من خبر حادث راح ضحيته أبرياء، كان كل ذنبهم أنهم يعبرون الطريق، حتى يصفعنا خبر آخر لسيارة مسرعة يقودها "شخص أرعن" يطيح بضحاياه فتتناثر أعمارهم على الأرصفة بلا رحمة، صحيح أن أحداً لا يقصد القتل، أو إزهاق الأرواح، ولكن وقعت الواقعة وأزفت الآزفة، وقضاؤنا النزيه هو الملاذ الآمن وقبل الأخير.
لو بدأنا بالأحدث، كان الجمعة الماضي يوماً حزيناً لأهل الإسكندرية، وبالتحديد منطقة الحضرة، حيث شيع مئات المصلين، جنازة الشاب أحمد سعيد، طالب الفرقة الرابعة بكلية التجارة، الذي كان يعمل "ديليفري" لسد احتياجات أسرته بعد وفاة والده، وتسببت سيارة مسرعة يقودها شباب "غير مصريين" في إزهاق روحه، بأحد شوارع سموحة، شرقي المدينة، وبدا المشهد أكثر مأساوية بأقوال شهود العيان الذين أكدوا أن الشباب "الطائشين" اصطدموا بسيارة تاكسي وحاولوا الهرب فصدموا عامل الديليفري، وقامت سيارتهم بـ"سحله" مئات الأمتار، وهم الآن محبوسون على ذمة التحقيق، بينما الشاب طليق الروح في ذمة الله.
ومنذ بداية الصيف، لم تكفّ شوارعنا عن الأنين، ولم تسكت حوادث "الدهس"، وكان اللافت لانتباه "التريندات" تورط مشاهير الفن والرياضة ليصبحوا "نجوم الدم" فجأة، وزاد الطين بلة أن التحاليل أثبتت وجود آثار "مواد مخدرة" في دماء بعضهم وقت الحادث، لتتضاعف الأزمة، وحتى إن أفلت أحدهم من عقوبة "القتل الخطأ" بتسوية الأمر ودفع "دية" لأهل الضحية، فلن ينجو من عقوبة التعاطي، وقيادة السيارة في حالة سُكر.
ولو بدأنا بالأحدث، مرة أخرى، فلنتصفح قضية مغني المهرجانات عصام صاصا، الذي قضت المحكمة منذ أيام، بحبسه "6" أشهر، بعد تورطه في دهس أحد الأشخاص، بالطريق الدائري بالمنيب، وأظهرت التحاليل آثار مواد مخدرة في دمائه، وسواء أكانت "مجموعة أدوية مختلطة" كما زعم محاميه أم لا، إلا أن "صاصا" يبدو وكأنه قام بتفعيل "قانون الجذب"، حيث طرح أغنية فيديو كليب، منذ شهرين، بعنوان "إحنا صيع منحرفين"، بدأت و"الكلابشات" في يديه، وانتهت بارتدائه بدلة السجن، وحققت أكثر من "15.5" مليون مشاهدة عبر يوتيوب حتى الآن، بعد أن صدقت النبوءة!
ومن المنيب للساحل الشمالي، في غضون الأيام الماضية، جددت نيابة العلمين، حبس لاعب الزمالك أحمد فتوح، بعد تورطه في دهس أحد الأشخاص، على طريق مطروح، مما أدى لوفاته في الحال، واتضح أن اللاعب كان يقود سيارته الفارهة (التي يتجاوز سعرها 10 ملايين جنيه)، بسرعة جنونية، تحت تأثير مخدر الحشيش.
وفي نهاية مايو الماضي، كانت منطقة الشيخ زايد مسرحاً حزيناً، كان عمر، ابن الفنان أحمد رزق، بطل قصة مأساوية أدت لتركيب "شرائح ومسامير" في قدميه، حيث كان يسير عكس الاتجاه، وهو يقود "سكوتر" كهربائي، صدم به عامل ديليفري، توفي العامل بعد شهرين من دخوله غيبوبة، لتدخل القضية منعطفاً أخطر، وفي نفس المنطقة، بالتزامن مع وقوع الحادث، انفجرت السوشيال ميديا بحادث سيارة كان بطله الفنان عباس أبو الحسن، الذي دهس سيدتين خلال عبورهما الطريق، هرع الفنان لإنقاذهما، ولكن شاء حظه العاثر أن تلفظ إحداهما أنفاسها، ووصف "أبو الحسن" الحادث الأليم بأنه "قدر مقدور شطر روحه نصفين"، أما المطرب الشاب أحمد جمال، فكان أكثر حظاً من سابقيه، حيث صدم رجلاً مسناً على طريق الفيوم، ولكن الله سلم، وأصيب الرجل ببعض الجروح والكدمات، فقط.
أدلى خبراء الطب النفسي بدلائهم، وأرجعوا حوادث المشاهير للضغوط النفسية التي يعيشونها، والتفكير الزائد، والعصبية وتشتت التركيز وفقدان الثبات الانفعالي، مما يؤدي لعدم الاتزان حال قيادة السيارات، وتتفاقم الكارثة بتعاطي المخدرات، خصوصاً المستحدثة مثل آيس وشابو وكريستال، مما يزيد نشاط هرمون الدوبامين فتزداد سرعة السيارة دون انتباه قائدها.
عَـلّـي صـوتـك بـالـغُـنا.. .. بعـد إذنـي طبعـاً!!
بدون الخوض في بديهيات الملكية الفكرية، والحقوق المادية المحفوظة لكل شخص يدفع من جيبه أموالاً لإنتاج عمل ما، وبدون الحديث عن الأضرار النفسية التي تصيب فناناً يتم "منعه" من الوصول لجمهوره، تحت أي مبرر، أردنا، فقط، رصد حالة "فنية إنسانية تريندية" انتشرت مؤخراً في عالم الغناء، ردد معها الجميع مطلع أغنية الكينج محمد منير التي شدا بها في فيلم "المصير": "علّي صوتك بالغُنا لسه الأغاني ممكنة"، ولكن أحداث الفيلم التي كانت تدور منذ "8" قرون، لا يمكن أن تتحقق بحذافيرها في عالم الذكاء الاصطناعي، فبمجرد "ضغطة زر" يمكن لأحدهم الآن أن "يقطع الماء والكهرباء" عن مطرب كبير، دون أن تشفع له قيمته الفنية، وهو ما كان يحدث (على سبيل المثال) مع المطرب بهاء سلطان لعدة سنوات، لأسباب إنتاجية.
شهد الأسبوع الماضي واقعة جديدة للمطربة شيرين عبد الوهاب، التي كان جمهورها يتحرق شوقاً لعودتها، بعد سلسلة الأزمات التي أطاحت بها طويلاً، واستيقظ جمهور شيرين على صوتها العذب في أغنيتين جديدتين طرحتا من خلال قناتها عبر "يوتيوب"، بعنوان "اللي يقابل حبيبي"، و"بتمنى انساك"، ولكن يا فرحة ما تمت، فبعد سويعات قلائل، فوجئ الجميع بـ"حذف الأغنيتين" من يوتيوب، ليطلق صُناعهما تصريحات باكية تدعو محبي الفن في العالم العربي للوقوف مع شيرين والتدخل كـ"وساطة فنية وإنسانية"، من أجل فض الاشتباك القانوني بين الشركة المنتجة (الخليجية)، وشيرين، باعتبارها صوت نادر نجا "للتوّ" من الغرق، ولجأ صناع الأغنيتين إلى نشرهما عبر "فيسبوك"، و"إكس"، وانهالت رسائل الدعم من زملاء شيرين، في مقدمتهم المطربة آمال ماهر، والإعلامية وفاء كيلاني.
وعلى الجانب الآخر من "ضفاف الأغنية" في مصر، بعد واقعة "منع شيرين"، بأقل من "48" ساعة، فوجئ جمهور مطرب المهرجانات "مسلم"، بحذف "يوتيوب" أغنيته الجديدة "آخر جثة"، هذا هو اسم الأغنية!، بسبب صراع "الملكية" بين المطرب ومنتج (خليجي) كان "مسلم" أعلن فسخ تعاقده معه، ووصل الصراع للمحاكم، وفي نفس هذا التوقيت من العام الماضي، حذف "يوتيوب" أغنية "العُقد" للمطربة اللبنانية إليسا، عقب ساعات من طرحها، بسبب خلاف بين شركتين، كلتيهما تدعي ملكية الأغنية، فخرجت إليسا تدعو الجمهور لمشاهدة أغنيتها عبر منصات أخرى، وقبلها تعرضت "روبي" لحذف أغنيتين لها (أنا لو زعلانة، في اللا للا)، بسبب "حقوق النشر"، ومنذ "3" سنوات، تعرض المطرب محمد فؤاد لـ"حجب أغنيته" بعنوان "أحكيلك"، ما دفعه لتقديم بلاغ للنائب العام، ضد إحدى شركات الإنتاج يتهمها بانتهاك حقوقه و"السطو على قناته الرسمية"، أما السطو "القذر" ففعلته إحدى الشركات "الصهيونية" مطلع العام الحالي، أدى إلى حذف أغنية أم كلثوم "اسأل روحك"، ولجوء ورثة الملحن الكبير محمد الموجي لإدارة "يوتيوب"، باعتبارهم ملاك حقوق الأغنية، واتهمت حفيدة كوكب الشرق، إحدى شركات الإنتاج المصرية، بـ"بيع التراث للكيان الصهيوني".
وفي فبراير 2018، استمر "الحذف" بضعة أسابيع، من "يوتيوب"، قبل أن يتمكن الفنان أحمد مكي من استعادة حقوق أغنيته الشهيرة "وقفة ناصية زمان"، ودحض اتهام مطربة إيرلندية لـ"مكي" باقتباس جمل لحنية من إحدى أغانيها، وطالت اتهامات السرقة والاقتباس عدداً من المطربين منهم حسام حبيب، وحسن شاكوش وعمر كمال، أدى لمقصلة "الحذف" من "يوتيوب"، ذلك الموقع الأشهر الذي ظهرت "أغراضه الخفية"، حين حذف أغنية "غصن الزيتون" للمطرب أحمد سعد، مطلع العام الماضي، بدعوى احتوائها على "لقطات مستفزة للمشاعر"، وكانت معبرة عن مجازر الشعب الفلسطيني، موقف "مشابه" أدى إلى حذف أغنية الفنان الكبير هاني شاكر، بعنوان "رمضان كريم يا حلب"
صراع "مشاركة نسب أرباح المشاهدة" تسبّب، أيضاً، في حذف عدد من أشهر الأغاني التي تخطت حواجز "مئات الملايين من المشاهدات"، ومنها "الغزالة رايقة" لكريم محمود عبد العزيز وأسامة، من فيلم "من أجل زيكو"، ودويتو "إنساي" لمحمد رمضان والمغربي سعد لمجرد.
اقرأ أيضاًالنقابة: 3 أزمات تترتب على خفض المجموع.. تحذير من زيادة المقبولين بكليات الهندسة: خطر على المهنة
مصايف الإسكندرية: إقبال متوسط علي الشواطئ من قبل المصطافين ورفع الرايات الصفراء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تغير المناخ المعمورة الاحتباس
إقرأ أيضاً:
تامر أمين: أتفق مع جمهور الاهلي ولكن.. أرفض الهجوم على اللاعبين
فتح الإعلامي تامر أمين، النار على أحد لاعبي النادي الأهلي بعد رفضه الذهاب لتحية الجماهير عقب نهاية مباراة شباب بلوزداد بدور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، وذلك في إشارة لـ محمود عبد المنعم كهربا.
وتابع تامر أمين خلال برنامج "اَخر النهار" المذاع على قناة "النهار": "اتفق مع جمهور الأهلي من حيث المضمون والرسالة والمحتوى ومختلف معه من حيث التوقيت والشكل".
وأضاف: "متفق مع جمهور الأهلي لأني واحد منهم وأي أهلاوي لابد أن يتفق معهم لإن كلنا كيان وأسرة واللاعب رقم واحد والمؤسس والصانع الحقيقي لهذا الفريق والكيان وإنجازاته وبطولاته".
وأضاف: "متفق مع جمهور الأهلي لأني واحد منهم وأي أهلاوي لابد أن يتفق معهم لإن كلنا كيان وأسرة واللاعب رقم واحد والمؤسس والصانع الحقيقي لهذا الفريق والكيان وإنجازاته وبطولاته".
وتابع: "جمهور الأهلي ما ينفعش يتهدد ولا يتخاصم ولا يتلوي دراعه وهو الذي صنع نجومية اللاعبين وبالتالي يجب على اللاعبين أن يكونوا مدينين بالفضل والعرفان للجمهور صانع نجوميتهم وشهرتهم وملايينهم، جمهور الأهلى أعلى من أي حد وميتلويش دراعه ولا يترد عليه".
وأكمل: "اختلف مع جمهور الأهلي في هجومه على الفريق لإن التوقيت والشكل مكنش صح ولما أحب أعاتب لعيبتي وأقسو عليهم ما يبقاش قبل المباراة مباشرة خاصة أنها مباراة مهمة ومصيرية في دوري أبطال إفريقيا".