كيف تقوم بكين بتنظيف شبكتها المصرفية الهشّة بشكل سري؟
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرًا، تحدّثت فيه عن دفع تباطؤ النمو، السلطات الصينية، إلى التّعجيل بإعادة هيكلة البنوك الريفية الصغيرة، التي تركز على القروض ذات المخاطر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إعادة هيكلة البنوك تتم بسرّية، بحيث تقوم سياسة الصين على عدم تسليط الضوء على الحلقة الضعيفة في الاقتصاد العالمي الثاني المتمثلة في بنوكه الإقليمية.
وأضافت الصحيفة بأن التحدي الذي يواجه بكين لا يتمثل في إثارة موجة من الذعر من شأنها أن تؤدي إلى "تهافت على البنوك" وخسارة أعداد كبيرة من العملاء بل خطر إثارة قلق المستثمرين الدوليين.
في هذا الصدد، قال جون بلاسار، وهو خبير مجموعة بنوك میراباود: "إن الثقة هي سيد الموقف في القطاع المصرفي"، مستشهدًا ببنك كريدي سويس الذي استحوذ عليه بنك "يو بي إس" بشكل عاجل في ربيع 2023، بعد سحب العملاء أموالهم منه نتيجة أزمة ثقة.
وذكرت الصحيفة، أنّ عملية التطهير، التي توصف بكونها "إعادة تنظيم سرّية"، للبنوك الريفية الصغيرة التي تركز الديون المعدومة قد بدأت بالفعل. وفقًا لوكالة الأنباء المالية "ييكاي".
وفي النصف الأول من السنة الجارية، قد تجاوز عدد المؤسسات المصرفية التي تمت تصفيتها أربع أضعاف الرقم المسجل سنة 2023 بأكملها. وفي نهاية حزيران/ يونيو، اختفى 40 بنكًا في أسبوع واحد.
وفي مقاطعة لياونينغ الشمالية وحدها، على الحدود مع كوريا الشمالية، تم دمج 36 بنكاً في بنك واحد. ويوضح مستشار استراتيجية الاستثمار في مجموعة "بيكتيت إيه إم"، كريستوفر ديمبيك، أنّ التقديرات تُشير إلى مواجهة ما يقرب من 3800 بنك محلي صغير، تقع بشكل رئيسي في المناطق الريفية، صعوبات. وتمثل القروض المتعثرة 13 بالمئة من الأصول المصرفية الصينية.
البنوك التي تعاني من نقص رأس المال
تدعم هذه المؤسسات النّسيج الاقتصادي الصيني المحلي للشركات الصغيرة والمتوسطة والحرفيين والمزارعين. ويقول جونيو تان، الاقتصادي في المؤسسة الفرنسية للتأمين على التجارة الخارجية "كوفاس": "هذه البنوك معرضة للخطر لأن الائتمانات الممنوحة تتركز على صغار العملاء وعدد قليل من القطاعات. وهي عموما تعاني من نقص رأس المال".
كذلك، إن تباطؤ القاطرة العالمية مع تقديرات صندوق النقد الدولي للنمو هذا العام بنحو 4.6 في المئة يؤدي إلى تفاقم ديون الشركات وزيادة مخاطر التخلف عن السداد.
وتشير أحدث دراسة أجرتها شركة كوفاس حول آسيا، والتي نُشرت في حزيران/ يونيو، إلى تدهور في الصين بعد إبلاغ 62 في المئة من الشركات عن تأخر سداد مستحقاتها في سنة 2023، مقارنة بنحو 40 في المئة في سنة 2022.
موجة دمج
وحرصاً منها على تجنّب حدوث انهيار مصرفي واسع النطاق، تعمل الحكومة والجهات التنظيمية على تنسيق عمليات الدمج. ففي مقاطعة هينان، شهدت البنوك الريفية أزمة سيولة واحتيال إلى درجة إثارة الحركات الاحتجاجية وإرغام السلطات المحلية والبنك المركزي على تعويض المودعين.
ولذلك تم إنشاء بنك أكبر في أيلول/ سبتمبر 2023، وتم تكرار العملية للتو في لياونينغ. كما حدّدت لجنة الشعب الصينية نقاط الضعف في مقاطعات تشجيانغ وشانشي وقوانغشي وهاينان وسيتشوان. ومن بين الإستراتيجيات الأخرى، تقوم الحكومات الإقليمية بإصدار السندات لإعادة رسملة البنوك.
إلى ذلك، يقول رئيس قسم التحليل الكلي بساكسو بنك، كريستوفر ديمبيك: "تقوم السلطات بتطهير القطاع المصرفي منذ عدة سنوات إما عن طريق السماح للهياكل الصغيرة بالإفلاس عندما لا يكون هناك تأثير كبير، أو إنشاء مجموعات صغيرة محلية لاستيعابها".
ويضيف ديمبيك أنه على النقيض من أوروبا، لم تكن الصين قادرة على إنشاء "بنوك رديئة" لعزل الديون المعدومة، وذلك لأنّه ليس لديها رؤية واضحة جدًا لوضع هذه البنوك الإقليمية، والتي تشارك أيضًا في "الظل المصرفي".
المخاطر الاجتماعية
وأفادت الصحيفة أن التباطؤ يدفع بكين إلى أن تكون أكثر يقظة. بخصوص هذا يشير جون بلاسار، إلى أن فشل البنوك الإقليمية المتكرر يُمكن أن يكون مصدرًا للتوترات الاجتماعية، وهو ما تريد الحكومة تجنبه تمامًا.
وفي ختام التقرير؛ نوّهت الصحيفة إلى أن الهروب من الأزمة المالية يرتبط في المقام الأول بوتيرة النمو. وفي حين يهدد الضعف الملحوظ في النشاط الاقتصادي بإثارة دوامة سلبية؛ ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع الديون وإفلاس البنوك؛ يتعين على بكين الرد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بكين البنوك الإقليمية بكين البنوك الإقليمية إفلاس البنوك المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان العربي: مصر بقيادة السيسي دورها محوري في دعم قضايا الأمة
أكد محمد أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي أن جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تقوم بدور محوري في دعم القضايا العربية على كافة المستويات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلًا عن تعزيز التضامن العربي في مواجهة الأزمات الراهنة، مشددًا على أن الجهود المخلصة التي تقوم بها مصر في هذا السياق تمثل صمام أمان للمنطقة العربية، مؤكدًا أن البرلمان العربي يدعم كافة الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية في هذا السياق.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية والهجرة بجمهورية مصر العربية د. بدر عبدالعاطي، لرئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشاد رئيس البرلمان العربي بالدور الذي تقوم به وزارة الخارجية المصرية التي تضع المصلحة العربية على رأس أولوياتها، مضيفًا أنها تمثل مدرسة عريقة في مجال السلك الدبلوماسي، ليس فقط على المستوى العربي، ولكن على المستوى العالمي.
وشدَّد اليماحي خلال اللقاء على حرص البرلمان العربي على تعزيز العلاقات مع مجلسي النواب والشيوخ بجمهورية مصر العربية وكافة المجالس والبرلمانات العربية، مؤكدًا أن الدبلوماسية البرلمانية في عالم اليوم باتت أداة مهمة ومحورية في دعم الجهود الرسمية التي تقوم بها الدول العربية وجامعة الدول العربية، وتحقق نوع من التكامل معها في الدفاع عن القضايا العربية، والتعبير عن نبض وصوت الشارع العربي.
ومن جانبه، هنأ الوزير عبدالعاطي "اليماحي" مجددا بمناسبة توليه منصب رئيس البرلمان، معربًا عن تقدير مصر للدور الهام الذي يلعبه البرلمان العربي للتعبير عن صوت الشعوب العربية في القضايا ذات الأولوية، وتشكيل جبهة برلمانية عربية موحدة للدفاع عن المصالح العربية في الاتحادات والهيئات البرلمانية الدولية، وتعزيز العمل العربي المشترك.
وأكد وزير الخارجية المصري على دعم مصر الكامل لجهود تطوير عمل البرلمان العربي وتعزيز دوره على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في تحقيق مصالح الشعوب العربية في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة، معربًا عن حرص مصر على مواصلة التنسيق مع رئاسة البرلمان العربي، على ضوء أهمية تطوير العمل البرلماني العربي. كما أشار إلى ضرورة الارتقاء بدور البرلمان العربي لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الدول العربية، ودفع أوجه التعاون في هذه المجالات بالتنسيق مع البرلمانات الوطنية العربية.