لماذا تبني إندونسيا عاصمة إدارية جديدة.. وكيف ستؤثر على الاستثمار؟
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
على جزيرة كاليمانتان على بعد أكثر من 1500 كيلومتر من العاصمة القديمة «جاكرتا» وهي جزيرة نائية، قررت إندونيسيا بناء عاصمتها الإدارية الجديدة المستقبلية وسط إحدى الغابات، بسبب تكرار مشكلة غرق عاصمتها الحالية «جاكرتا»، والتي تم تصنيفها من قبل الخبراء بكونها «أسرع مدينة عملاقة غارقة على مستوى العالم»، خاصة بعد أن تضخمت جاكرتا وأصبحت مدينة يسكنها 10.
من جانبه، يقول نضال أبو زكي، الخبير الاقتصادي، إنّ هناك عدة عوامل تدفع الدول إلى بناء عواصم جديدة، أبرزها عدم القدرة على تطوير البنية التحتية في العواصم القديمة، وكحل للتعامل مع النمو السكاني ووجود عوائق لوجيستية خدمية بيئية، ما يدفع العديد من الدول للتفكير في التحول للمدن الجديدة.
وأضاف «أبو زكي» لـ«الوطن»، أنّه بالنسبة لإندونسيا فهناك مسار تاريخي بدأ في خمسينيات القرن الماضي لنقل العاصمة إلى مكان آخر بسبب الانفجار السكاني والفيضانات المتكررة وغرق المدينة والاستخدام الجائر لسحب المياه، وكذا العوامل البيئية كالتلوث البيئي وعدم القدرة على تطوير البنية التحتية وانخفاض منسوب المدينة لأن الكثير من الناس في جاكرتا عاصمة إندونيسيا يعيشون تحت مستوى سطح البحر، وهو السبب في غرق المدينة المتكرر.
وأكد أنّ دولة إندونيسيا رصدت وجود مخاطر جدية لاستمرار نمو العاصمة بهذا الشكل، حتى تبلور عند الرؤساء في إندونيسيا فكرة نقل العاصمة إلى منطقة أخرى، ما دفع إلى تغيير كبير وهو وجود أكثر من 10 ملايين شخص في العاصمة، بخلاف 30 مليون آخرين يعيشوا ضمن حزام الفقر والمدن الصفيح في جاكرتا، الأمر الذي انعكس على التلوث والانفجار السكاني، مشددا على أنّ قرار نقل العاصمة لمكان جديد قرار صائب لبناء عاصمة حضارية جديدة تساهم في تطوير رؤية إندونسيا 2045، وهي الذكرى المئوية لاستقلالها عن الاستعمار الهولندي.
خبير في الشؤون الآسيوية: قرار إندونسيا مهم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيافيما قال الدكتور ضياء حلمي، الخبير في الشؤون الآسيوية، إنّ ما فعلته إندونسيا مؤخرا، توجه جديد ومهم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ذلك لأنه لن يكون لأي دولة القدرة على النمو وتحقيق معدلات حقيقية إلا في ظل ظروف معينة وبنية تحتية متطورة، خاصة والعالم يستعد لمرحلة جديدة من التجارة الدولية بعد أن تهدأ الصراعات الجيوسياسية.
وأضاف «حلمي» لـ«الوطن»، أنّ إصلاح المدن والعواصم القديمة دائما ما يكون مكلف وأحيانا يكون غير ممكنا، مشيرا إلى أنّ جاكرتا عرف عنها أنّها المدينة الغارقة ولديهم رؤية إندونسيا الذهبية 2045، ولا يمكن بناء التقدم أو التنمية المستدامة بدون وجود بنية تحتية قوية متحضره وجديدة، وهو أمر لن يتأتي في الماضي أو في العاصمة القديمة.
وأوضح أن أي دولة لن تستطيع تحقيق أي نمو أو تحقيق معدلات حقيقية إلا في ظل ظروف معينة وبنية تحتية متطورة، خاصة والعالم يستعد لمرحلة جديدة من التجارة الدولية بعد أن تهدء الصراعات الجيوسياسية، لافتا إلى أنّ كل مصلح سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي دائما ما يجد نفسه مضطرا لاتخاذ قرارات شجاعة بوجود عاصمة جديدة وبنية تحتيه، لأن إصلاح القديم دائما ما يكون مكلف وأحيانا يكون غير ممكنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إندونسيا عاصمة جديدة عاصمة إدارية جديدة جاكرتا صراعات تحقيق النمو استثمارات
إقرأ أيضاً:
بيع محال ووحدات إدارية بمزاد علني لتعزيز الخدمات بمدينة السادات
عقد بمقر جهاز مدينة السادات مزاد علني لبيع عدد من الوحدات التجارية والإدارية والمحال التجارية، برئاسة المهندس ياسر عبد الحليم حسن، رئيس جهاز المدينة، وبحضور المهندس أسامة محمد سيد علي، والمهندس محمد حمدي زهران، نائبي رئيس الجهاز، وممثلي مجلس الدولة، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ووزارة المالية، وأعضاء لجنة المزاد من ادارات الجهاز المختلفة، وذلك لضمان أعلى معايير الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع المزايدين، وذلك في إطار حرص جهاز تنمية مدينة السادات على تلبية احتياجات السكان المتزايدة وتوفير جميع الخدمات الضرورية للمواطنين.
وأوضح المهندس ياسر عبد الحليم حسن، أن المزاد أسفر عن بيع 9 محال تجارية و6 وحدات إدارية بمواقع متميزة في المدينة وبأنشطة متنوعة تُلبي احتياجات السوق المحلية وسكان المدينة، لافتاً إلى أن مساحات المحال التجارية بين 11 مترًا مربعًا و78 مترًا مربعًا، بأسعار تنافسية، مما يُتيح فرصًا استثمارية متنوعة لرواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كما تنوعت مساحات الوحدات الإدارية بين 60 مترًا مربعًا و120 مترًا مربعًا، لتوفير مساحات عمل مُناسبة لمختلف الأنشطة الإدارية والمهنية.
وأشار المهندس ياسر عبد الحليم حسن، إلى أن هذا المزاد يُعد خطوة هامة نحو تعزيز البنية التحتية التجارية والإدارية في المدينة، وتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية والخدمات المُتكاملة للسكان، مؤكداً أن الجهاز سيُعلن قريبًا عن مزادات أخرى، وذلك استجابة لاحتياجات السكان المتزايدة، ووفقًا للخطة الشاملة التي وضعها الجهاز لتوفير كافة الخدمات في جميع المشروعات تباعًا.
وفي السياق ذاته، استقبل جهاز مدينة السادات برئاسة المهندس ياسر عبدالحليم حسن، وفداً من طلاب ومعلمي مدرسة فيوتشر الدولية، وذلك في إطار حرص مدينة السادات على تعزيز الانتماء لدى طلاب المدارس، وإطلاعهم على المشروعات المنفذة، وطبقاً لتوجيهات المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، وكان في استقبالهم المهندس أسامة محمد سيد علي، نائب رئيس جهاز مدينة السادات، والمهندس علاء السيد حسن، مدير عام التنمية بالجهاز.
وشملت الزيارة عرضًا تقديميًا حول المشروعات التنموية والخدمية التي ينفذها الجهاز لتحسين جودة الحياة في المدينة، كما شملت الزيارة جولة تفقدية بعدد من المشروعات.
واستهدف اللقاء تعريف الأجيال الصاعدة بدور الجهاز في تنمية وتطوير المدينة، وغرس قيم المواطنة والانتماء لديهم، وبناء شراكة قوية مع المؤسسات التعليمية بالمدينة.
وقد أعرب طلاب ومعلمو المدرسة عن إعجابهم بما شاهدوه، مؤكدين أهمية هذه الزيارات في توسيع آفاقهم وتعزيز وعيهم وانتمائهم.