على جزيرة كاليمانتان على بعد أكثر من 1500 كيلومتر من العاصمة القديمة «جاكرتا» وهي جزيرة نائية، قررت إندونيسيا بناء عاصمتها الإدارية الجديدة المستقبلية وسط إحدى الغابات، بسبب تكرار مشكلة غرق عاصمتها الحالية «جاكرتا»، والتي تم تصنيفها من قبل الخبراء بكونها «أسرع مدينة عملاقة غارقة على مستوى العالم»، خاصة بعد أن تضخمت جاكرتا وأصبحت مدينة يسكنها 10.

5 مليون نسمة، بخلاف 30 مليون نسمة في المناطق الحضرية القريبة والمتصلة بها.

خبير اقتصادي: العديد من الدول باتت تفكر في التحول للمدن الجديدة

من جانبه، يقول نضال أبو زكي، الخبير الاقتصادي، إنّ هناك عدة عوامل تدفع الدول إلى بناء عواصم جديدة، أبرزها عدم القدرة على تطوير البنية التحتية في العواصم القديمة، وكحل للتعامل مع النمو السكاني ووجود عوائق لوجيستية خدمية بيئية، ما يدفع العديد من الدول للتفكير في التحول للمدن الجديدة.

وأضاف «أبو زكي» لـ«الوطن»، أنّه بالنسبة لإندونسيا فهناك مسار تاريخي بدأ في خمسينيات القرن الماضي لنقل العاصمة إلى مكان آخر بسبب الانفجار السكاني والفيضانات المتكررة وغرق المدينة والاستخدام الجائر لسحب المياه، وكذا العوامل البيئية كالتلوث البيئي وعدم القدرة على تطوير البنية التحتية وانخفاض منسوب المدينة لأن الكثير من الناس في جاكرتا عاصمة إندونيسيا يعيشون تحت مستوى سطح البحر، وهو السبب في غرق المدينة المتكرر.

وأكد أنّ دولة إندونيسيا رصدت وجود مخاطر جدية لاستمرار نمو العاصمة بهذا الشكل، حتى تبلور عند الرؤساء في إندونيسيا فكرة نقل العاصمة إلى منطقة أخرى، ما دفع إلى تغيير كبير وهو وجود أكثر من 10 ملايين شخص في العاصمة، بخلاف 30 مليون آخرين يعيشوا ضمن حزام الفقر والمدن الصفيح في جاكرتا، الأمر الذي انعكس على التلوث والانفجار السكاني، مشددا على أنّ قرار نقل العاصمة لمكان جديد قرار صائب لبناء عاصمة حضارية جديدة تساهم في تطوير رؤية إندونسيا 2045، وهي الذكرى المئوية لاستقلالها عن الاستعمار الهولندي.

خبير في الشؤون الآسيوية: قرار إندونسيا مهم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا

فيما قال الدكتور ضياء حلمي، الخبير في الشؤون الآسيوية، إنّ ما فعلته إندونسيا مؤخرا، توجه جديد ومهم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ذلك لأنه لن يكون لأي دولة القدرة على النمو وتحقيق معدلات حقيقية إلا في ظل ظروف معينة وبنية تحتية متطورة، خاصة والعالم يستعد لمرحلة جديدة من التجارة الدولية بعد أن تهدأ الصراعات الجيوسياسية.

وأضاف «حلمي» لـ«الوطن»، أنّ إصلاح المدن والعواصم القديمة دائما ما يكون مكلف وأحيانا يكون غير ممكنا، مشيرا إلى أنّ جاكرتا عرف عنها أنّها المدينة الغارقة ولديهم رؤية إندونسيا الذهبية 2045، ولا يمكن بناء التقدم أو التنمية المستدامة بدون وجود بنية تحتية قوية متحضره وجديدة، وهو أمر لن يتأتي في الماضي أو في العاصمة القديمة.

وأوضح أن أي دولة لن تستطيع تحقيق أي نمو أو تحقيق معدلات حقيقية إلا في ظل ظروف معينة وبنية تحتية متطورة، خاصة والعالم يستعد لمرحلة جديدة من التجارة الدولية بعد أن تهدء الصراعات الجيوسياسية، لافتا إلى أنّ كل مصلح سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي دائما ما يجد نفسه مضطرا لاتخاذ قرارات شجاعة بوجود عاصمة جديدة وبنية تحتيه، لأن إصلاح القديم دائما ما يكون مكلف وأحيانا يكون غير ممكنا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إندونسيا عاصمة جديدة عاصمة إدارية جديدة جاكرتا صراعات تحقيق النمو استثمارات

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد: دبي تبني مستقبلاً مزدهراً مع تمكين المجتمع بالقيم

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مكتوم بن محمد: تفاعل مجتمعي إيجابي مع المبادرات الخيرية لطيفة بنت محمد: أطفالنا أعظم استثمار نقدمه لوطننا

أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن دبي تواصل مسيرة البناء نحو مستقبل مزدهر مع تمكين مجتمعها بالقيم المتجذرة في الهوية، وذلك تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ودور دبي الريادي في العمل الخيري.
جاء ذلك، خلال حضور سموه توقيع اتفاقية استراتيجية بين دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، ودائرة الأراضي والأملاك بدبي، هدفها تعزيز الاستدامة في بناء وتشغيل المساجد بمناطق التطوير العقاري في إمارة دبي، بالتعاون مع مجموعة من المطورين العقاريين، وتوسيع الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتكريس دور المساجد في المجتمع كمراكز إشعاع حضاري وإنساني مؤثر يعزز القيم ويرسخ الهوية، ويمكّن الأسرة.
والتقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مجموعة من المتبرعين من رعاة المساجد والمطورين العقاريين، تقديراً لجهودهم ودورهم البارز في خدمة المجتمع من خلال المساهمة في بناء ورعاية المساجد. وأشاد سموه بالتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص بالإضافة إلى الأفراد في دعم المشاريع ذات الأثر الاجتماعي العميق، مؤكداً أن هذه المبادرات تعكس قيم العطاء الأصيلة في مجتمع دبي.
ونوّه سمو ولي عهد دبي بمبادرة رعاية المساجد في مناطق التطوير العقاري باعتبارها نموذجاً ناجحاً للشراكة الاستراتيجية بين القطاعين الحكومي والخاص التي كانت دبي رائدة في تفعيلها منذ عقود لتنفيذ المشروعات المستقبلية الطموحة على مستوى الإمارة.
ونجحت المبادرة في استقطاب دعم كبير وتفاعل واسع، حيث تم توقيع مذكرات شراكة استراتيجية مع العديد من المطورين العقاريين، بمساهمات إجمالية بلغت 560 مليون درهم، موزعة على مشاريع عديدة لدعم بناء ورعاية المساجد في مختلف مناطق التطوير العقاري بدبي.
وشملت قائمة الشركات المنضمة إلى المبادرة: شركات «إعمار العقارية، وداماك العقارية، وعزيزي للتطوير العقاري، ودانوب العقارية، وأورو 24 للتطوير العقاري، وأتش آر إي للتطوير العقاري».
وأكد أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، أن المبادرة تأتي ضمن رؤية الدائرة لتعزيز الاستدامة والشراكة المجتمعية في بناء ورعاية المساجد، مشيراً إلى أن التعاون مع القطاع الخاص يمثل خطوة محورية نحو تحقيق التكامل لضمان استمرارية الخدمات الدينية وفق أعلى المعايير.
وقال: «تعكس هذه الاتفاقية التزامنا بتعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية وإشراك القطاعات كافة في دعم المشروعات ذات الطابع الإنساني والديني، مما يسهم في ترسيخ دور المساجد كمراكز مجتمعية متكاملة تواكب تطورات المجتمع».
من جانبه، قال مروان أحمد بن غليطة، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي: «الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص تعد من أهم المحركات الداعمة لرؤية دبي في بناء مجتمعات مستدامة ومتطورة.. والدور الذي يلعبه المطورون العقاريون في دعم هذه المبادرة يعكس مدى التزامهم بالمساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع.. ودائرة الأراضي والأملاك ملتزمة بتسهيل مثل هذه المبادرات النوعية، وتعزيز الاستدامة في مشاريع التطوير العقاري، بما يحقق الأهداف التنموية لإمارة دبي».
وفي هذه المناسبة، قال أحمد المطروشي، المدير التنفيذي لشركة إعمار العقارية: «تتشرف إعمار بشراكتها مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري لإثراء مشهد المساجد في دبي.
من جانبه، قال حسين سجواني، مؤسس ورئيس مجلس إدارة داماك العقارية: «إن توقيع مذكرة التعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري يأتي ضمن حرصنا على تعزيز مفهوم التعاون المجتمعي، والمشاركة في الأعمال الخيرية. إن مساهمتنا في دعم الجهود الرامية إلى دعم بيوت الله وتجديدها وبناء المزيد منها في أنحاء دبي كافة، هو شرف عظيم في هذا الشهر المبارك، يؤكد مجدداً على أهمية الشراكة بين المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص».
من جانبه، أعرب مير ويس عزيزي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة عزيزي العقارية، عن سعادته بمشاركة المجموعة في المبادرة من خلال بناء خمسة مساجد، بالإضافة إلى تقديم تبرع خاص لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري للمساهمة في صيانة عشرة مساجد في دبي.
بدوره، قال محمد أديب حجازي، رئيس مجلس إدارة شركة إتش آر إي للتطوير: «نفخر بشراكتنا الاستراتيجية مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، إذ تُعّد هذه الشراكة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في خدمة المجتمع».
من جانبه، قال عادل ساجان، المدير العام لمجموعة دانوب: «الإيمان، والوحدة، ورد الجميل للمجتمع، هي قيم أساسية لمجموعة دانوب، ونحن فخورون بدعم هذه المبادرة النبيلة، التي ستسهم في تعزيز البنية التحتية لمساجد دبي وتخدم سكانها وزوارها».
بدوره، قال عاطف رحمان: «دبي تمثل مصدر إلهام لشركة أورو 24 للتطوير العقاري، فهناك أكثر من 200 جالية وجدت في هذه المدينة الجميلة الخيار الأمثل للعيش والعمل.. ونحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذه المبادرة التي تتيح لنا توسيع خدمتنا للمجتمع».
مساهمات سخيّة
بلغ إجمالي المساهمات في مبادرة رعاية المساجد أكثر من 560 مليون درهم، موزعة على مشاريع تدعم بناء ورعاية المساجد في مختلف مناطق التطوير العقاري، بما يخدم أكثر من 50.000 مصلٍّ. فقد قدمت «إعمار العقارية» مساهمة بقيمة 280 مليون درهم لدعم 42 مسجداً في 9 مناطق بطاقة استيعابية تصل إلى 29.696 مصلِّياً، بينما ساهمت «عزيزي للتطوير العقاري» بمبلغ 80 مليون درهم لدعم 3 مساجد في 3 مناطق بطاقة استيعابية تصل إلى 7.000 مصلٍّ. وقدمت «داماك العقارية» 50 مليون درهم لدعم 7 مساجد في 4 مناطق بطاقة استيعابية تصل إلى 3.600 مصلٍّ، وساهمت «أورو 24 للتطوير العقاري» بمبلغ 50 مليون درهم لدعم 6 مساجد في 3 مناطق بطاقة استيعابية تصل إلى 3.300 مصلٍّ.
إضافة إلى ذلك، ساهمت «أتش آر إي للتطوير العقاري» بمبلغ 50 مليون درهم لدعم 5 مساجد في 3 مناطق بطاقة استيعابية تصل إلى 3.000 مصلٍّ، فيما قدمت «دانوب العقارية» 50 مليون درهم لدعم 4 مساجد في منطقتين بطاقة استيعابية تصل إلى 3.200 مصلٍّ.

مقالات مشابهة

  • الداخلية تلغي 22 شهادة إدارية من بينها شهادة العزوبة والزواج.. لتبسيط الإجراءات الإدارية
  • وزير الاستثمار يبحث مع قيادات شركة TCI Sanmar توسعات استثمارية جديدة في مصر
  • مخاوف من اندلاع حرب تجارية طويلة الأمد.. كيف ستؤثر على الاقتصاد العالمي؟
  • مركز الأمير سلطان للدراسات الدفاعية يوفر وظائف إدارية شاغرة
  • حمدان بن محمد: دبي تبني مستقبلاً مزدهراً مع تمكين المجتمع بالقيم
  • غارات أمريكية جديدة تستهدف مواقع الحوثيين جنوب وشمالي صنعاء
  • الحوثيون يعلنون مقتل وإصابة 18 شخصا بغارات جديدة استهدفت صنعاء
  • عاجل.. طيران العدوان الأمريكي البريطاني يعاود شن سلسلة غارات جوية جديدة على العاصمة صنعاء (الأماكن المستهدفة)
  • الحوثيون: غارات جديدة تستهدف صنعاء
  • هاكر فى الظل.. اختراق متاجر بى تك وكيف تم تسريب بيانات العملاء؟