نيويورك تايمز وفن تحريف الحقائق لصالح إسرائيل
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
تواصل إسرائيل، منذ وقت طويل قبل بداية جولة القتال الأخيرة في غزة، تخريب الجهود الرامية لتحقيق السلام.
من حين لآخر، تنشر صحيفة "نيويورك تايمز" بعض الحقائق غير المريحة حول إسرائيل، الشريك الأساسي للولايات المتحدة والمتلقي لمليارات الدولارات من المساعدات والأسلحة الأميركية. ورغم ذلك، فإنّ نشر الصحيفة لهذه الحقائق لا يعني بالضرورة أنها تقدمها بشكل مباشر.
في عام 2014، ذكرت نيويورك تايمز في تقريرها، الضربة الصاروخية الإسرائيلية التي قتلت أربعة فتيان كانوا يلعبون كرة القدم على شاطئ غزة. ورغم أن النص نقل الحقيقة بوضوح، فإن العنوان كان غامضًا بشكل مثير للسخرية: "فتيان ينجذبون إلى شاطئ غزة، ويقعون في قلب النزاع في الشرق الأوسط".
والآن، مع تحول غزة ليس فقط إلى "قلب النزاع في الشرق الأوسط" بل إلى مسرح إبادة جماعية واضحة، عادت الصحيفة مرة أخرى لتحريف الأخبار بطريقة إبداعية، كما يظهر في عنوان يوم الثلاثاء: "إسرائيل كانت أقل مرونة في محادثات وقف إطلاق النار الأخيرة في غزة، حسب الوثائق".
الترجمة الحقيقية لهذا العنوان هي: إسرائيل تعرقل جهود وقف إطلاق النار في حرب أسفرت منذ يناير/كانون الثاني الماضي عن مقتل 1% من سكّان غزة.
رسميًا، قُتل حوالي 40 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، رغم أن دراسة نشرتها مجلة The Lancet تشير إلى أن العدد الحقيقي للضحايا، قد يتجاوز 186 ألفًا. في المقابل، وافقت إدارة جو بايدن مؤخرًا على نقل أسلحة إضافية بقيمة 20 مليار دولار إلى إسرائيل، حتى في الوقت الذي تدعي فيه الولايات المتحدة أنها تعمل من أجل تحقيق وقف إطلاق النار.
تؤكد نيويورك تايمز بطريقة ملتوية أنه في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى بشكل مستمر محاولته منع التوصل إلى اتفاق في غزة، وألقى باللوم على حركة حماس في الجمود، فإن الوثائق غير المنشورة التي اطلعت عليها الصحيفة "توضح أن المناورات السرية التي يقوم بها نتنياهو كانت واسعة النطاق.
في يوليو/تموز، نقلت إسرائيل "قائمة بشروط جديدة" إلى الوسطاء الأميركيين والمصريين والقطريين في محادثات وقف إطلاق النار، تضمنت "شروطًا أقل مرونة" من "مجموعة المبادئ" التي قدمتها سابقًا.
من بين هذه الشروط الجديدة، وبدلاً من أن تسحب إسرائيل قواتها العسكرية من قطاع غزة في حالة وقف إطلاق النار، ستظل مسيطرة على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر. ولكن، كيف يمكن للفلسطينيين أن يقبلوا باستمرار هذا الاحتلال العسكري!
كما أعادت إسرائيل إحياء إصرارها على إقامة نقاط تفتيش يتولى فيها الجنود الإسرائيليون عمليات تفتيش عن الأسلحة على الفلسطينيين النازحين العائدين إلى منازلهم في شمال غزة، وهو شرط يُعتبر قبيحًا للغاية بالنظر إلى أن الطرف الذي يفرضه هو من يرتكب حاليًا إبادة جماعية باستخدام جميع أنواع الأسلحة.
إنها إستراتيجية بسيطة لتحريك الهدف. كلما اقتربت صفقة وقف إطلاق النار من التحقق، يضيف نتنياهو مجموعة جديدة من المطالب التي يعتبرها حتى أعضاء من مؤسسته الأمنية مبالغًا فيها.
إلى جانب مغازلة اليمين الإسرائيلي المتطرّف الذي يعتبر أي توقف للقتل الجماعي أمرًا غير مقبول، لدى نتنياهو دوافع أخرى لتعطيل المفاوضات. فإذا توقفت الحرب، سيتعين عليه التعامل مع تهم الفساد والمعارضة الداخلية، إضافة إلى مواجهة المحكمة الجنائية الدولية التي قدم مدعيها العام طلبًا لإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
في نهاية المطاف، لم تكن إسرائيل يومًا مهتمة بالسلام؛ بل إن المشروع الإسرائيلي بأكمله يستند إلى استمرار الحرب والقتل. ولا يحتاج المرء إلى البحث بعيدًا عن تاريخ إسرائيل الطويل في تخريب ليس فقط صفقات وقف إطلاق النار بل أيضًا "عملية السلام" المزعومة بشكل عام، كل ذلك بالطبع مع تحميل الفلسطينيين المسؤولية عن كل فشل في الوصول إلى حلّ.
في العام الذي سبق الانسحاب الإسرائيلي الرسمي من قطاع غزة عام 2005، والذي أنهى ظاهريًا احتلال إسرائيل للقطاع، قدّم كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، أرييل شارون، دوف ويسغلاس، لصحيفة هآرتس ملخصًا للصفقة. فقال ويسغلاس لصحيفة هآرتس إن "أهمية خطة فك الارتباط" عن غزة تكمن في "تجميد عملية السلام".
وتابع: "وعندما تجمد تلك العملية، فإنك تمنع إقامة دولة فلسطينية، وتمنع مناقشة مسألة اللاجئين والحدود والقدس". وهكذا: "فعليًا، تم إزالة كل هذه الحزمة المسماة الدولة الفلسطينية، بكل ما تتضمنه، بشكل غير محدد من جدول أعمالنا… كل ذلك بمباركة أميركية رئاسية ومصادقة من كلا المجلسَين في الكونغرس".
وبالطبع، يمكنك أيضًا إزالة حزمة الدولة الفلسطينية بالكامل من جدول الأعمال ببساطة عن طريق القضاء على الجميع. ومع استمرار الجرائم الجماعية بالتزامن مع اقتراب جولة المفاوضات الجديدة، فإن اقتراح نيويورك تايمز بأن ‘الاتفاق قد يكون صعب المنال’ يُعد بالفعل تقليلًا من حجم الواقع.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وقف إطلاق النار نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ترامب لا ينوي إرسال قوات إلى غزة أو إنفاق أموال عليها
كشفت صحيفة نيويورك تايمز نقلًا عن السيناتور الجمهوري جوش هاولي أن مستشار الأمن القومي الأميركي ستيف ويتكوف أكد أن الرئيس دونالد ترامب لا يريد إرسال أي قوات أميركية إلى غزة، ولا يعتزم إنفاق أي دولارات على القطاع.
وأضاف هاولي أن ترامب يعتزم طرح اقتراحه بشأن غزة على العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال اجتماعهما الأسبوع المقبل، في إطار المشاورات التي يجريها مع حلفائه الإقليميين بشأن مستقبل القطاع.
ووفقًا للمصادر، أبلغ ويتكوف الرئيس الأميركي بأن "غزة غير صالحة للسكن، ولن يكون من السهل إعادة بنائها"، في إشارة إلى التحديات التي تواجه أي خطة لإعمار القطاع بعد الحرب.
وفي السياق ذاته، أكدت الصحيفة أن هيئة الأركان الأميركية لم تتلقَّ حتى الآن أي طلب لصياغة خطة لإرسال قوات إلى غزة، كما أن القيادة المركزية الأميركية لا تقوم حاليًا بإعداد أي خيارات لدخول القطاع، ما يعكس عدم وجود نية لدى الإدارة الأميركية للتدخل العسكري المباشر في غزة.
مستشار الأمن القومي الأميركي: ترامب لم يستبعد حل الدولتين لكن بدون غزة
أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، أن الرئيس دونالد ترامب لم يستبعد حل الدولتين في المستقبل، لكنه أشار إلى أن الدولة الفلسطينية التي يتصورها "ستشمل الضفة الغربية فقط، وليس غزة".
وفي تصريحات لشبكة "سي بي إس" الأميركية، أوضح والتز أن خطة ترامب للسيطرة على غزة وتحويلها إلى مركز اقتصادي دولي لا تعني بالضرورة نهاية الدعم الأميركي لحل الدولتين، مشددًا على أن الرئيس لم يصرّح بذلك بشكل واضح.
وأضاف والتز: "لديك السلطة الفلسطينية، ولديك الضفة الغربية"، مما يعكس رؤية ترامب لمستقبل الحكم الفلسطيني، كما أشار إلى أن ترامب ذكر خلال مؤتمره الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن سكان غزة سيكون بإمكانهم العيش هناك بمجرد إعادة بنائها.
لكن ترامب قال أيضًا في المؤتمر إن سكان غزة بحاجة إلى إعادة توطين دائم في مكان آخر، ما أثار جدلًا واسعًا حول نوايا واشنطن بخصوص مستقبل القطاع.
وأكد والتز أن الولايات المتحدة تتشاور مع حلفائها الإقليميين بشأن هذا الملف، موضحًا أن الرئيس الأميركي "يتواصل مع حلفائه الرئيسيين ويطلب منهم تقديم آرائهم وأفكارهم" حول مستقبل غزة.
وفي سياق متصل، شدد والتز على أن واشنطن وتل أبيب متفقتان على أن حركة حماس لا يمكن أن تبقى في غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في "دفاعها عن نفسها"، ما يشير إلى استمرار الموقف الأميركي المؤيد للعمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.