المستشار المالي:بيع النفط بالدينار العراقي له مخاطر كثيرة
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
آخر تحديث: 19 غشت 2024 - 10:09 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- أوضح مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، الاثنين، ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام بشأن إمكانية استخدام الدينار بدل الدولار في مبيعات النفط.وقال صالح في حديث للوكالة الرسمية: إن “اعتماد الدينار في تسعيرة النفط أو ما يسمى (البترو دينار) ولاسيما عندما تكون العملة الوطنية هي ليست من العملات الاحتياطية الدولية، فإن الأمر يقتضي ابتداءً توافر عملات احتياطية أجنبية أو ذهب كما فعلت روسيا عند ابتياع النفط الروسي بالروبل المغطى بالذهب وتسبب بمشكلات سنأتي عليها لاحقاً”.
وأضاف أن “تلك الاحتياطيات الأجنبية يجب أن تكون متوافرة (كشرط ضروري) وتعمل على وفق معيار عالٍ من الكفاءة الضامنة لاستقرار سعر الصرف المربوط بالنفط (البترو دينار) بغية التحوط لمواجهة تقلبات أسعار النفط لضمان استقرار سعر صرف (البترو دينار) نفسه ابتداء”.
وتابع أن “ربط مبيعات النفط بالدينار على أساس ثابت بأسعار النفط بدلاً من قاعدة الاحتياطيات الأجنبية يعني ربط الدينار بدورة الأصول النفطية أولاً، وأن يتم بيع النفط على وفق أسعار النفط العالمية، فاذا كان سعر صرف الدينار (البترودينار) إزاء (البترودولار) ثابتاً مثلاً وانخفضت أسعار النفط فإن الطلب على الدينار لأغراض التحاسب ستهبط بالتأكيد، وستتم مبادلة الدينار بالنفط بكميات أكبر وطلب على (البترودينار) أقل، ويحصل العكس بالعكس”.
وأشار الى أن “أي انحراف بين أسعار النفط (البترودولار) وسعر الصرف(البترودينار) على وفق معطيات السوق الدولية سيعد كلفة تقتضي التعويض بدفع دنانير أقل أو تحصيل دينار أعلى في الحالة المعاكسة”، مبيناً أن “العملات الاحتياطية الدولية هي عملات أجنبية تحتفظ بها البنوك المركزية والمؤسسات المالية العالمية كجزء من احتياطاتها النقدية، وتُستخدم هذه العملات في المعاملات الدولية وتسوية الديون بين الدول، وتعد معياراً للمدفوعات الدولية وتسهيل التجارة العالمية”.
وأوضح أن “روسيا عانت الكثير عندما سعرت نفطها المصدرة بالروبل (البتروروبل) والروبل عملة غير احتياطية والتزمت بقيمة للروبل قومت بالذهب ابتداءً لضمان استقرار عائدات النفط، وهنا خضع (البتروروبل) لدورتين من دورات الأصول وفي آن واحد (ما عقد من مشهد بيع النفط بالعملة المحلية واستقرار قيمة البتروروبل).ولفت الى أن “الدورة الأولى: وهي ناجمة عن تأثير ما يسمى بدورة أصول الذهب وتأثيرها في قيمة (البتروروبل) أو العملة المحلية المقومة بالنفط المصدر، أما الثانية: فهي دورة الأصول النفطية، وتأثيرها في قيمة برميل النفط خارج السعر العالمي وانعكاس ذلك على الإيرادات النفطية المسعرة بتلك العملة”.
وأكد أن “الدورتين هما دورات أصول تترابط وتتعاكس في آن واحد على قيمة (العملة المسعرة بالنفط المصدر مثل البتروروبل) ما جعل تسعير النفط الروسي بالروبل كعملة محلية وعلى وفق معطيات السوق النفطية العالمية مسألة شديدة التعقيد”.وأردف أن “مبدأ استخدام الدينار كعملة محلية في المبادلات الدولية النفطية (البترودينار)، أمر لا يخلو من تحديات عديدة، مما يجب النظر في تلك التحديات المحتملة بعناية دقيقة، ولاسيما مسألة مرونة أو ثبات قيمة(البترودينار) نفسه الى التغيير والتقلب، ولاسيما نحن في سوق النفط لسنا صانعي سعر فيها بل ممن يتلقى السعر price taker”.
ونوه بأن “سوق النفط العالمية ستكون المتحكم بتقلب العملة المحلية (البترودينار)، فضلاً عن أهمية الاعتراف الدولي بها، والبنية التحتية المالية اللازمة لدعم مثل هذه العمليات من (البترودينار)، وبعبارة أخرى أن استراتيجية اعتماد قيمة العملة على صادرات النفط مباشرة قد يجعل قيمة العملة المحلية عرضة للتقلبات في السوق العالمية”.وأكمل صالح أن “مقترح بيع النفط بالدينار كعملة محلية، يجب أن يأخذ بالاعتبار نظرية مهمة في التجارة العالمية ويطلق عليها بنظرية السعر الواحد (The Law of One Price) وهو مفهوم اقتصادي يفترض أن السلعة نفسها يجب أن تباع بالأسعار نفسها في جميع الأسواق عندما يتم التعبير عن السعر بنفس العملة، وذلك بشرط عدم وجود تكاليف نقل أو حواجز تجارية مثل التعريفات الجمركية وغيرها، إذ تعد نظرية السعر الواحد هنا أساساً للعديد من النماذج الاقتصادية والتجارية وتستند النظرية إلى افتراض أن الأسواق تعمل بكفاءة”.
واستطرد بالقول: إنه “كما تعد نظرية السعر الواحد المسار الأساس في فهم آلية التسعير في أسواق الصرف الأجنبية، حيث تسعى النظرية لتفسير أن معدلات صرف العملات تعكس على الدوام الفرق في الأسعار بين بلدين، وعندما يسعر النفط بالدولار (البترودولار) فينبغي أن يكون سعر صرف الدينار (البترودينار) متوافقاً مع أسعار النفط من دون تقلب وكذلك يكون متوافقاً في الوقت نفسه مع (البترودولار) وبثبات أيضاً، وهما مسألتان يصعب السيطرة عليهما لكونهما من العوامل الخارجية الدولية المحددة لقيمة العملة المحلية لكي تعمل بانتظام وتوافق سعري ثابت مع سوق النفط والعملات الأجنبية الدولية في آن واحد”.وتابع: “فعلى سبيل المثال إذا كان برميل النفط يُباع في الولايات المتحدة بسعر 76 دولاراً وفي أوروبا بسعر 72 يورو، فإن نظرية السعر الواحد تتوقع أنه مع الأخذ في الاعتبار سعر الصرف بين الدولار واليورو، لذا فإن سعر برميل النفط يجب أن يكون متساوياً بعد تعديل العملة، بشرط عدم وجود تكاليف نقل أو حواجز تجارية، وأن هذا الأمر يتطلب بأن تتوافق قيمة النفط المباع الى أوروبا وأميركا على وفق تقلب أسعار العملات لكي نضمن العمل بنظرية السعر الواحد، وهكذا فإن اعتماد العملة المحلية في التجارة العالمية قضية في غاية التعقيد لضمان استقرار توافق أسعار النفط بقيمة الدينار العراقي (البترودينار) ولاسيما في نظام ثابت للصرف(سعر الصرف) ذلك ما لم تمنح خصومات أو تقاضي فروقات في عمليات تسويق النفط أو تعويم (البترودينار)، وعندها ستؤدي شركة تسويق النفط “سومو” على سبيل المثال دوراً مزدوجاً في السياستين النفطية والنقدية سواء في مجال تسعير النفط أو تسعير سعر الصرف الدينار النفطي (البترودينار)”.
واستدرك بالقول: إن “قوة الدينار العراقي واستقراره ستبقى ترتبط بعوامل النمو الحقيقي والتنوع في الاقتصاد الوطني، فضلاً عن تحقيق فائض مناسب في الحساب الجاري لميزان المدفوعات، وربط العملة الوطنية بسلة عملات أجنبية توفر الاستقرار في قيمة الدينار نفسه، في ضوء ما تقدم، فإن إقحام آليات استقرار سعر صرف الدينار في اقتصاد ريعي أحادي بالدينار النفطي بشكل حصري، يعد توجهاً اقتصادياً غامض النتائج وشديد الضبابية، فضلاً عن الولوج في نظام (البترودينار) الذي يتطلب من ضمان استقراره مخاطر (نظرية السعر الواحد المشار اليها آنفاً) في ظل تقلبات دورة الأصول النفطية واقتصاد ريعي أحادي ، ناهيك عن عدم معرفة نظام الصرف المعتمد (البترودينار)، فهل سيكون نظام صرف ثابت مدعوماً باحتياطيات أجنبية أم يكون نظام صرف مرناً يتغير فيه (البترودينار) مع تغير أسعار النفط ؟، إنها مسارات ليست لها أجوبة على أرض الواقع وشديدة الإبهام حقاً”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: العملة المحلیة أسعار النفط صرف الدینار بیع النفط سعر الصرف على وفق سعر صرف یجب أن
إقرأ أيضاً:
انتخاب البابا الجديد: أسماء كثيرة ولا يوجد مرشحون رسميون
#سواليف
ما يزال أمامنا نحو أسبوعين حتى #انتخاب #بابا_الفاتيكان الجديد. غير أنَّ التكهنات حول #خليفة_البابا_فرنسيس قد بدأت منذ أيام طويلة. فمن هم الكرادلة الذين يمكن أن ينتخبهم المجمع الكنسي لتولي منصب البابا؟
“من سيكون البابا الجديد؟”، سؤال تم طُرحه مرارًا وتكرارًا في حوارات كثيرة مع خبراء الفاتيكان بعد وفاة البابا فرنسيس. لكن حتى أثناء حياته، كان السؤال حول المرشحين أو المفضلين لخلافة البابا فرنسيس جزءًا من الأحاديث على موائد الإيطاليين. ومع ذلك لا يوجد مرشحون بالمعنى الحقيقي للكلمة لتولي منصب البابا المستقبلي في الكنيسة الكاثوليكية.
في فيلم “كونكلاف” (معناه: المجمع المغلق)، ذلك الفيلم الناجح والقريب من الواقع في كثير من تفاصيله، عرف المشاهدون أنَّه قبل جولة التصويت الأولى لا توجد قائمة أسماء ولا يجري الحديث بصوت مرتفع عن أسماء بعينها. يجتمع الكرادلة في المجمع المغلق وكل واحد منهم يكتب اسمًا على ورقة الاقتراع ويضعها في صندوق الاقتراع. وهكذا يتضح تدريجيًا مَنْ الذي تكرر ذكر اسمه أكثر ويكون بذلك المرشح المفضل.
جائزة الفيلم الأوروبية – فيلم “كونكلاف”جائزة الفيلم الأوروبية – فيلم “كونكلاف”
لقد أشاد بهذا الفيلم الكاردينال راينهارد ماركس من ميونيخ في شهر كانون الأول/ديسمبر، ووصفه بأنَّه “يستحق جائزة الأوسكار” وأنَّ إخراجه جيد. وقال الكاردينال الألماني البالغ من العمر 71 عامًا إنه في حال استمرار المجمع المغلق لفترة أطول وظهور صعوبات (في اختيار البابا) فإنَّه يمكن أن يتصور جيدًا حدوث نقاشات مكثَّفة كما حدث في الفيلم.
والواضح هو أنَّ البابا المستقبلي سيأتي على الأرجح من دائرة المشاركين في المجمع المغلق. وهكذا هو الحال منذ عدة قرون. ومعلوم أيضًا أنَّ آخر ولايتين بابويتين استمرت ثماني سنوات في حالة البابا بنديكت، واثنتي عشرة سنة بالنسبة للبابا فرنسيس.
ويبدو أنَّ فترة ولاية بابوية مدتها عشر سنوات كانت مناسبة للتأثير في الكنيسة، ولكنها سمحت في الوقت نفسه بتنوع التيارات. وربما يشير هذا إلى مرشح عمره الآن نحو 70 عامًا. وهناك أمر آخر وهو أنَّ كل ناخب بابوي يعرف مدى أهمية القدرة على الحديث بلغات عديدة، وخاصة باللغة الإيطالية.
ثلاثة مرشحين إيطاليين أوفر حظًا لخلافة البابا
لم يتولّ منذ عام 1978 أي إيطالي رئاسة الكنيسة الكاثوليكية. ولقد أُشير إلى هذا بطريقة حزينة وانتقادية في وسائل الإعلام الإيطالية بعد المجمعين المغلقين لانتخاب البابا في عام 2005 وعام 2013.
وهكذا فإنَّ الرجل الثاني حتى الآن في الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، البالغ من العمر 70 عامًا، أصبح الآن المرشح الأكثر ذكرًا وكذلك المفضل. وهو دبلوماسي فاتيكاني بارز ذو صوت هادئ وروح دعابة هادئة في بعض الأحيان. وبييترو بارولين أصله من شمال إيطاليا – مثل معظم الباباوات الإيطاليين خلال الـ250 سنة الماضية.
خليفة محتمل للبابا، البابا فرنسيس والكاردينال لويس أنطونيو تاغلي في مدينة الفاتيكان أناء طقوس المباركةخليفة محتمل للبابا، البابا فرنسيس والكاردينال لويس أنطونيو تاغلي في مدينة الفاتيكان أناء طقوس المباركة
وحتى بطريرك القدس للاتين غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا (60 عامًا) أصله من شمال إيطاليا أيضًا. ولكن هذا الكاردينال الفرنسيسكاني يعيش في القدس منذ 25 عامًا وقد اكتسب سمعة ممتازة ليس فقط منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعد هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل. فقد عرض نفسه كرهينة مقابل إطلاق سراح إسرائيليين مختطفين.
والإيطالي الثالث في قائمة المرشحين المفضلين هو رئيس أساقفة بولونيا، الكاردينال ماتيو ماريا زوبي، الذي يبلغ عمره الآن 69 عامًا ويتولى حاليًا رئاسة مؤتمر الأساقفة الإيطاليين أيضًا. وماتيو زوبي ينشط كثيرًا على المستوى الاجتماعي السياسي وله حضور إعلامي في إيطاليا. وجميع المرشحين الثلاثة، بارولين وبيتسابالا وزوبي، يؤيدون مسار البابا فرنسيس.
ولكن لا يمكن توقع إن كان الكرادلة البالغ عددهم الأقصى 133 كاردينالًا (بعد انسحاب اثنين من أصل 135 ناخبًا بابويًا محتملًا) يعتبرون دور إيطاليا حاسمًا بالنسبة للكنيسة العالمية. ومن بين 133 كاردينالًا منحدرين من 71 دولة، يوجد فقط 17 كاردينالًا إيطاليًا؛ وإذا أضيف إليهم بيتسابالا يكون عددهم هو 18.
لقد سعى الباباوات يوحنا بولس الثاني (1978-2005)، وبنديكت السادس عشر (2005-2013)، وبشكل خاص البابا فرنسيس (2013-2025) إلى التقارب من الإيطاليين بطريقتهم الخاصة، رغم أنهم كانوا من الكنيسة العالمية.
دونالد ترامب والمرشح الأمريكي
يراهن منذ فترة طويلة كثير من الكاثوليك في الولايات المتحدة الأمريكية على كاردينال من بلدهم. وعلى الأرجح أنَّ أغلبية المؤمنين والأساقفة والكرادلة الأمريكيين محافظون ويمينيون سياسيًا أكثر بكثير من غيرهم في أي بلد آخر في العالم.
وينطبق ذلك على الكاردينال الأمريكي رايموند ليو بيرك، الذي يوصف الآن بأنَّه “مرشح محتمل لخلافة البابا”، وهو من أشد منتقدي البابا فرنسيس ومحب للبذخ في الشعائر الدينية. بيد أنَّ فرص انتخاب البابا من “العالم الجديد” انخفضت من جديد إلى الصفر، وذلك على أبعد تقدير مع نظام ترامب.
وعلى الأرجح أن يبقى كرادلة بارزون من دول أخرى. وسيكون رئيس أساقفة مدينة مكسيكو، كارلوس أغيار ريتيس (74 عامًا) خيارًا استثنائيًا بالنظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والخلافات السياسية والاقتصادية الحالية بين الدولتين.
والمرشح الأوفر حظًا من الدول الآسيوية هو رئيس أساقفة الفلبين لويس أنطونيو تاغلي، الذي يبلغ عمره 67 عامًا وقد أصبح نجما بين “الرجال الأرجوانيين” بعد ترقيته إلى منصب كاردينال في عام 2012. ورئيس أساقفة يانجون في ميانمار الكاردينال تشارلز ماونج بو (76 عامًا) مرشح فرصه ضئيلة. علمًا بأنَّ آسيا هي القارة المزدهرة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية.
من غير المحتمل وجود خليفة من أفريقيا أو ألمانيا
ورئيس أساقفة كينشاسا، الكاردينال فريدولين أمبونجو بيسونجو (عمره 65 عامًا) صنع لنفسه في آلآونة الأخيرة اسمًا في أفريقيا. ولكن بيسونجو كان متشددًا في تعبيره بخصوص قضايا باتت تتغير فيها وجهات النظر في (كثير من) أجزاء الكنيسة العالمية مثل المثلية الجنسية ومسألة كيفية التعامل الكنسي معها، وخصوصا مسألة مباركة الأزواج من نفس الجنس.
وبعض الأسماء المتداولة كثيرًا الآن تمثل مجموعات الضغط الرجعية. لقد كان أصحاب هذه الأسماء من أشد منتقدي البابا فرنسيس، ولكن في الواقع لا توجد لديهم أية فرصة لتولي البابوية.
وعلى سبيل المثال الكاردينال روبرت سارة، المنحدر من غينيا والذي سيبلغ عامه الثمانين بعد أقل من شهرين من الآن. وبهذا فهو لم يعد مؤهلًا للانتخاب، وذلك لأنَّ الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا هم فقط من يجوز انتخابهم عندما يصبح الكرسي الرسولي شاغرًا. والكاردينال الألماني غيرهارد لودفيغ مولر (77 عامًا)، كثيرًا ما أثار الانتباه بتصريحاته التي كانت قاسية أو مُربكة، وأحيانًا ضد البابا فرنسيس أيضًا.
وكذلك تُذكر أسماء بعض رجال الدين من دول أوروبية خارج إيطاليا. ولكن الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا تتضاءل من حيث العدد. البابا فرنسيس، الذي كان ينظر في السابق إلى وطن أسلافه الأوروبي عندما كان رئيس أساقفة بوينس آيرس، كان يوجه أحيانًا انتقادات لاذعة لمفهوم الأوروبيين الذاتي ونظرتهم إلى أنفسهم.
فضيحة الاعتداءات الجنسية يمكن أن “تلقي بظلالها” على المجمع
وتبقى هناك مسألة لا يمكن التنبؤ بها فيما يعرف باسم المجمع التمهيدي وفي التصويتات السرية في كنيسة سيستين. وذلك لأنَّ فضيحة العنف والإساءة الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية باتت منذ فترة طويلة قضية عالمية. وربما لا توجد منطقة لم يمسها ذلك. وأحيانًا، يندِّد المتضررون في احتجاجات قرب الفاتيكان بعدم معالجة هذه القضية.
وحول ذلك كتب قبل عشرة أيام من عيد الفصح عالم الدين الإيطالي الأمريكي ماسيمو فاجيولي في مجلة “كومونويل” (Commonweal) الأمريكية أنَّ “فضيحة الاعتداءات الجنسية من قبل رجال دين” يمكن أن “تلقي بظلالها على المجمع المغلق المستقبلي”. ولم يستبعد بكل صراحة محاولات تأثير خارجي قبل أو خلال انعقاد المجمع المغلق.
لقد كانت هناك قبل عدة أشهر تصريحات داخل دوائر محافظة في الولايات المتحدة الأمريكية عن نية فحص الكرادلة مهنيًا والبحث عن نقاط الضعف لديهم. وقد أثار عدد من الكرادلة ضجة حول هذا الموضوع. والكاردينال الألماني راينر ماريا فولكي من مدينة كولونيا معروف عالميًا بسبب تعامله مع هذه المسألة وانتقاداته الكثيرة.
والكاردينال الأمريكي كيفن فاريل، الذي نقل إلى العالم الخبر الرسمي حول وفاة البابا فرنسيس، كان لديه في السابق اتصال رسمي وثيق مع بعض مرتكبي الاعتداءات الجنسية مثل الكاردينال الأمريكي ثيودور ماكاريك، الذي توفي في بداية نيسان/أبريل 2025 عن عمر ناهز 94 عامًا، والذي يعتبر اسمه منذ فترة طويلة مرادفًا لأسوأ السيئات في الكنيسة.
مظاهرة قرب الفاتيكان لضحايا العنف الجنسي، صورة من الأرشيف (روما: 23/2/20219)صورة من: DW/M.Koschyk
ورئيس أساقفة مارسيليا، الكاردينال الفرنسي جان مارك أفلين، الذي يعتبر من المقربين للبابا فرنسيس، وقد وُلِد في الجزائر؛ كان لفترة طويلة الراعي الروحي لكنيسة “إيمانويل” التي تأسست في عام 1972 وكان يوجد فيها على الأقل واحد من مرتكبي الاعتداءات.
خورخي ماريو بيرغوليو (البابا فرنسيس) كانت فرصه ضئيلة في 2013
وعلى أية حال: الانتخاب البابوي سيستمر حتى تصاعد “الدخان الأبيض” من مدخنة كنيسة سيستين. وستعلن سحب الدخان في وقت ما بعد الأيام الأولى من شهر أيار/ مايو عن النجاح في انتخاب البابا الجديد. وعندئذٍ سنعرف المزيد.
وبالمناسبة، فإنَّ اسم الكاردينال الأرجنتيني خورخي ماريو بيرغوليو، الذي أصبح لاحقًا البابا فرنسيس، لم يكن يلعب أي دور كبير في النقاشات المتعلقة باتخاب البابا عام 2013. ويقوم على موقع إكس، تويتر سابقًا، “مؤشر البابوية” بتصنيف جميع المرشحين بناءً على العديد من العوامل الإحصائية، ويقول: في عام 2013 لم يكن بيرغوليو حتى من المرشحين العشرين الأوفر حظًا.