مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.. هذه أحدث مستجدات
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
صرح وسطاء أميركيون وعرب بأنهم على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ هجوم 7 أكتوبر، لكن المفاوضات المستمرة منذ أشهر تخللتها لحظات أمل كاذب.
واكتسبت المفاوضات أهمية جديدة عندما توعدت إيران وحزب الله اللبناني بالانتقام لاغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية ما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا وأشد فتكا وتدميرا.
وعبر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون عن تفاؤل مشوب بالحذر بعد يومين من المفاوضات في قطر الأسبوع الماضي، طرح خلالها الوسطاء مقترحا لتقريب وجهات النظر وسد فجوات الخلافات.
لكن حماس كانت أقل تفاؤلا، إذ قالت إن الاقتراح الأخير يختلف عن مقترحات سابقة كانت الحركة قبلتها إلى حد بعيد.
وأرسلت إسرائيل وفدا إلى القاهرة، الأحد، ومن المتوقع أن يعقد الوسطاء جولة أخرى من المحادثات رفيعة المستوى مع وفد إسرائيل بمصر في وقت لاحق من الأسبوع.
ماذا يوجد على المحك في مفاوضات وقف إطلاق النار؟
من شأن وقف إطلاق النار أن ينهي الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بين إسرائيل والفلسطينيين، في صراع أدى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وأثار احتجاجات في أنحاء العالم. أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني في غزة، وفق مسؤولي صحة محليين، لا يفرقون في إحصاءاتهم بين المدنيين والمقاتلين. ونزحت الغالبية العظمى من السكان، عدة مرات في كثير من الأحيان. ويتكدس مئات الآلاف منهم في مخيمات بائسة، وسط انهيار القطاع الصحي بشكل كبير، ومحو أحياء بأكملها. أدى الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر إلى مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز نحو 250 رهينة. وما يزال نحو 110 رهائن في غزة، تقول السلطات الإسرائيلية إن ما يقرب من ثلثهم قد لقوا حتفهم. وتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة خلال وقف إطلاق نار استمر أسبوعا في نوفمبر. أطلق حزب الله اللبناني طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب، وردت إسرائيل بغارات جوية وقصف مدفعي. وتصاعدت أعمال العنف، ما أجبر عشرات ال لاف على الفرار من ديارهم على جانبي الحدود. وتوعد حزب الله بشن هجوم أشد قوة – دون أن يذكر متى أو كيف – ردا على مقتل فؤاد شكر، أحد كبار قادته، الشهر الماضي في غارة جوية إسرائيلية على بيروت. وهاجمت جماعات أخرى مدعومة من إيران في سوريا والعراق واليمن أهدافا إسرائيلية وأميركية ودولية تضامنا مع الفلسطينيين. وتبادلت إيران وإسرائيل إطلاق النار بشكل مباشر في أبريل، يخشى كثيرون من تكراره إن نفذت إيران تهديدها بالانتقام لمقتل رئيس مكتب حماس السياسي إسماعيل هنية في انفجار بطهران ألقي باللوم فيه على إسرائيل. وأعلن حزب الله أنه سيوقف هجماته على طول الحدود إذا توقفت الحرب في غزة. وقد يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار أيضا إلى امتناع إيران عن شن ضربات انتقامية على إسرائيل - ولو بشكل مؤقت.ما هي النقاط الشائكة الرئيسية؟
يعمل الوسطاء على صياغة مقترح لعملية من ثلاث مراحل تقضي بإطلاق حماس سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من غزة، ووقف دائم لإطلاق النار. أيد الرئيس الأميركي جو بايدن المقترح في خطاب يوم 31 مايو، كما أقره مجلس الأمن الأممي. لكن حماس اقترحت تعديلات، وطلبت إسرائيل إيضاحات، واتهم كل طرف الآخر بتقديم مطالب جديدة لا يمكن للجانب الآخر قبولها، إذ تطالب حماس بضمانات بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن الأكثر ضعفا، وعددهم ثلاثون. وتطالب إسرائيل من جانبها بضمانة لعدم استمرار المفاوضات إلى أجل غير مسمى خلال المرحلة الثانية، التي تقضي بإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين، ومنهم الجنود الذكور. كذلك اشترط نتنياهو مؤخرا احتفاظ إسرائيل بوجود عسكري على طول الحدود بين غزة ومصر لمنع تهريب الأسلحة، وعلى طول الخط الذي يقسم القطاع حتى تتمكن من تفتيش الفلسطينيين العائدين إلى ديارهم في الشمال، والتأكد من عدم تسلل مسلحين إلى هناك. تنفي إسرائيل أن تكون مطالبها تلك جديدة، إلا أنه لم ترد أي إشارة إليها لا في خطاب بايدن ولا في قرار الأمم المتحدة الخاص بالانسحاب الكامل. ومن بين القضايا العالقة الأخرى، السجناء الفلسطينيون الذين سيتم إطلاق سراحهم، وما إذا كان سيتم إرسالهم إلى المنفى.من يقرر وقف إطلاق النار؟
أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يكون مقبولا لدى يحيى السنوار وبنيامين نتنياهو معا. يواجه نتنياهو ضغوطا كبيرة من عائلات الرهائن وقطاع كبير من الإسرائيليين لإبرام اتفاق لإعادتهم. لكن زعماء اليمين المتطرف في ائتلافه هددوا بإسقاط الحكومة في حال قدم تنازلات كبيرة، ما قد يجبره على إجراء انتخابات مبكرة ربما تقصيه من السلطة. في السابق، استغرق مفاوضو حماس عدة أيام لإرسال مقترحات إلى السنوار والحصول على تعليقاته. ويعني ذلك أنه في هذه المرة أيضا عندما يتم الانتهاء من صياغة المقترح الأخير، من المرجح أن يستغرق الأمر أسبوعا أو أكثر حتى يرد رد حماس الرسمي عليه. أما المدنيون الفلسطينيون في غزة فيقولون إنهم منهكون ويتطلعون إلى وقف إطلاق النار. وعندما قبلت حماس مقترحا سابقا في مايو، أقيمت احتفالات عفوية على الفور، لكن الآمال تبددت سريعا. كذلك دعت جماعات الإغاثة إلى وقف إطلاق النار، قائلة إن هذا هو السبيل الوحيد لضمان وصول المساعدات الغذائية والإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في غزة. وحذر خبراء من مجاعة وشيكة وتفشي أمراض مثل شلل الأطفال إن استمرت الحرب.وأعلنت الأمم المتحدة أنه حتى لو انتهى القتال غدا فإن إعادة بناء وإعمار غزة ستستغرق أكثر من عقد، وستتطلب عشرات المليارات من الدولارات. وعلى الجانب الآخر في إسرائيل، حيث ما يزال تأثير هجوم 7 أكتوبر تشرين أول كبيرا، فيسود دعم واسع للحرب وقليل من التعاطف مع الفلسطينيين. لكن قضية الرهائن أثارت احتجاجات حاشدة تطالب بإبرام اتفاق لإعادتهم، وإسقاط حكومة نتنياهو، التي يلقي كثيرون باللوم عليها في إخفاقات أمنية واستخباراتية أتاحت وقوع الهجوم.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إيران مخيمات إسرائيل مصر السنوار إعمار غزة حماس غزة إسرائيل إيران مخيمات إسرائيل مصر السنوار إعمار غزة شرق أوسط وقف إطلاق النار إطلاق سراح فی غزة
إقرأ أيضاً:
مطالب إسرائيلية تُطيل أمد مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
كشف مسؤولون مصريون، لصحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الجمعة، 20 ديسمبر 2024، عن مطالب إسرائيلية أدت لإطالة أمد المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وإبرام صفقة تبادل.
وقالت الصحيفة: "على وقع المفاوضات المستمرة في الدوحة والاتصالات الجارية مع عدة أطراف، لا تزال صفقة التهدئة في قطاع غزة تدور حول العديد من النقاط العالقة، وفي مقدّمتها طلب إسرائيل الحصول على قائمة أسماء جميع الأسرى الأحياء والأموات".
وأضافت الصحيفة أن هذه المطالب تأتي في وقت تضغط فيه مصر على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ، من أجل إقرار تشكيل «لجنة الإسناد المجتمعي» بشكل يسمح بالبدء في التفاوض حول «اليوم التالي» في قطاع غزة، بالإضافة إلى وضع تصورات محدّدة للمصالحة والإسراع في تنفيذها.
اقرأ أيضا/ صحيفة: وضع مفاوضات غـزة بالدوحة ممتاز وهذه هي العقد المتبقية
وأفادت المصادر بأن مصر وجّهت «لوماً حاداً» إلى الرئيس عباس إزاء «تأخره في اتخاذ العديد من القرارات في الأيام الماضية، وعدم تفاعله بشكل إيجابي مع جميع التصورات التي قُدّمت. وفق الصحيفة
ووسط تكتّم الأطراف حول تفاصيل المفاوضات، تتوالى التصريحات «الإيجابية» من قِبل واشنطن وتل أبيب، لكن من دون أي خطوات فعلية على أرض الواقع، فيما يشير مسؤولو القاهرة إلى أن «تسريب الأنباء، قبل أيام، حول زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، للعاصمة المصرية، كان بمثابة مناورة إسرائيلية لبحث مدى تقبّل مصر لفكرة زيارة نتنياهو إليها، وإعلان التهدئة من القاهرة».
أسابيع وليس أيام
وفي ذات السياق، قال رونين بيرغمان، الصحفي الشهير والموثوق في تقرير له بصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، ينقل عن مسؤول إسرائيل كبير مطلع على المفاوضات قوله: "إسرائيل و حماس أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق وكلا الجانبين يتصرفان بالفعل بموجب موعد نهائي وهو دخول ترمب إلى البيت الأبيض.. القاسم المشترك لجميع الأطراف المعنية هو أن الوقت قد حان ويجب أن نصل لصفقة".
وأضاف، "لا تزال هناك خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المختطفين وعددهم، وبشأن الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم من السجون الإسرائيلية.. الفجوات ليست صغيرة وهي أهم بكثير من الفجوات التي لا تزال قائمة في أمور أخرى".
وتابع، "بعد الانتهاء من الاتفاق على الإطار العام سيكون هناك نقاش ومفاوضات متعبة للغاية لن تكون لساعات أو أيام قليلة.. ستكون مفاوضات عسيرة من أجل الاتفاق على أسماء السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم وعندها فقط سيكون من الممكن إغلاق الأمر على الفور.. القضية ليست مسألة أيام بل تحتاج لعدة أسابيع".
وأفاد بيرغمان في تقريره، بأن رئيس الشاباك الذي يشارك في المفاوضات منخرط منذ أسابيع في تحليل وإعداد قوائم الفلسطينيين المحتمل الإفراج عنهم، مضيفًا، "الأجهزة الأمنية تشير إلى خطورة إطلاق سراحهم لمناطق فلسطينية ولذلك السؤال الذي يطرح نفسه فيما إذا كان سيتم إطلاق سراحهم إلى الضفة أو غزة أو دول خارجية".
وبحسب يديعوت، فإنه وفقا لمسودة الاتفاق، فإن إسرائيل لديها إمكانية استخدام حق النقض (الفيتو) على عدد معين من السجناء الفلسطينيين، وحماس تفهم جيدا أنها لن تستقبل في هذه الجولة أسرى كبار، مؤكدة أنه "بكل الأحوال من الصعب أن نرى الصفقة قبل نهاية العام الجاري".
المصدر : وكالة سوا - الأخبار اللبنانية