جاء قرار الإضراب عقب صدور قرار من إدارة الجمارك وبنك السودان المركزي بتفعيل استمارة (أي إم) على جميع عمليات الواردات في الحظائر الجمركية.

وادي حلفا: التغيير

أعلن المخلصون ومساعدي التخليص الجمركي في معبري أشكيت وأرقين الحدوديين مع مصر وميناء وادي حلفا النهري الإضراب الشامل عن العمل مما تسبب في تكدس كبير وشلل في الحركة الجمركية.

وجاء قرار الإضراب عقب صدور قرار من إدارة الجمارك وبنك السودان المركزي بتفعيل استمارة (أي إم) على جميع عمليات الواردات في الحظائر الجمركية.

و استمارة (أي إم) معمول بها في عمليات الإستيراد التجاري وهي موجودة ضمن قانون الجمارك، وهي تلزم بالإستيراد من خلال البنوك إما عن طريق الإعتماد المباشر أو أو التحويل مقابل المستندات، وفور وصول البضاعة للميناء يتم إرفاقها مع المستندات الأخرى بعد الحصول عليها من البنك.

وفي السابق كان يتم فرض غرامة مالية على المستورد حال عدم وجود استمارة (أي إم)، لكن وفقاً للقرار الجديد أصبحت ملزمة، مع الإشارة إلى أن هذه الإستمارة تعتبر خاصة فقط بالشركات وأسماء الأعمال الذين يعملون في مجال الإستيراد وليس الإستيراد للأغراض الشخصية.

وأوضح رئيس الغرفة التجارية بوادي حلفا، توفيق أبو عوف، أن استمارة (أي إم) تطبق فقط على الشهادات العمومية التي تتطلب مستندات متكاملة مثل الفواتير وشهادات المنشأ وبوليصة الشحن والسجل التجاري، وتستخدم في إجراءات التخليص للبضائع المستوردة بكميات كبيرة.

وأشار إلى أن الضرر الأكبر سيقع على صغار التجار الذين يستوردون كميات بسيطة من السلع، حيث كانت عمليات التخليص الجمركي تتم لهم سابقًا بناءً على بوليصة الشحن فقط مع دفع رسوم غرامة بنسبة 2% بدلاً من استمارة (أي إم).

إلا أن القرار الجديد شمل الجميع دون مراعاة الظروف الخاصة لصغار التجار الذين يسهمون في توفير المواد الاستهلاكية الأساسية في ظل الحرب.

وأضاف أبو عوف لوكالة الأنباء السودانية الأحد، أن بنك السودان يدرك تمامًا صعوبة التعامل مع البنوك المصرية أو التحويلات البنكية من دول أخرى لصغار التجار، حيث لا تصل قيمة سلعهم لمستوى يستحق تلك المصروفات.

وأكد أنهم يعتزمون عقد اجتماع مع السلطات المحلية ومدير جمارك حلفا ورفع تقرير لوالي الولاية والجهات الاتحادية حول الأضرار المتوقعة حال تنفيذ القرار، محذرًا من أزمة محتملة في توفير السلع الغذائية، ما سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في البلاد وزيادة الأسعار في ظل التحديات الحالية.

الوسوممعبر أرقين معبر أشكيت ميناء وادي حلفا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: معبر أرقين معبر أشكيت

إقرأ أيضاً:

وثائقي يروي تطلعات السودانيين.. بين أمل الثورة وألم الحرب

في فيلمها الوثائقي "السودان تذكرنا" (Sudan, Remember Us)، تواجه المخرجة هند مدب، مهمة صعبة، حيث سعت لسرد قصة أربع سنوات محورية في تاريخ السودان من خلال وجوه وشهادات مجموعة من الشباب.

خلال تلك الفترة، تمت الإطاحة بدكتاتورية استمرت 30 عاما عبر ثورة شعبية، لكن تم اختطاف تلك الثورة من قبل الحكام العسكريين.

من خلال التركيز على الشباب الذين كانوا في قلب الأحداث، وفرت مدب نظرة عميقة حول الطريقة التي انتعش بها الأمل الجماعي لجيل كامل من السودانيين.

يبدأ الفيلم برسائل صوتية لمدب مع الشهود خلال الأيام التي تلت اندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أبريل عام 2023.

ورغم أن تلك الأصوات لم تكن مألوفة لدى الجمهور، فهي نقلت مشاعر اليأس والأمل بوضوح كما يؤكد موقع "فارييتي".

استمرار الحرب في السودان بعد مرور ما يقرب من 18 شهرا جعل تلك اللحظات أكثر إيلاما، رغم أن الفيلم لا يركز على النزاع الحالي. بل يعود إلى عام 2019، عندما كان التغيير الجوهري يبدو ممكنا.

اختارت مدب ثلاثة خيوط سردية لتقديم القصة. فعوضا عن عرض كل موضوع بشكل منفصل، تقوم بتقديمها جماعيا، حيث يتم تجميع قصصهم حسب الموضوع.

أولاً، تبرز الثورة كحدث ثقافي وفني، حيث كان الشعر والفن جزءا رئيسيا من الاحتجاجات.

ثانيا، تسلط الضوء على البُعد النسوي للثورة، مع كون معظم قادتها من النساء الشابات اللاتي سعين لتحطيم قيود المجتمع الأبوي.

ثالثا، تعرض كيف تحولت المحادثات حول الأحلام الفردية المتواضعة إلى مطالب علنية صاخبة من خلال المشاركة والتضامن.

Official trailer for the DFI-granted documentary "Sudan, Remember Us" by Hind Meddeb which will premiere at the upcoming Toronto International Film Festival. #TIFF24 pic.twitter.com/z9Wh37Mv9o

— Doha Film Institute (@DohaFilm) August 18, 2024

 وفي تعليقها الصوتي التمهيدي، تلفت مدب إلى أن السودان أرض الأدب، ومن هنا يأتي التقدير العميق للشعر الذي تعكسه عدستها. خلال الفيلم، يتم عرض الثوار الشباب وهم ينشدون الشعر لبعضهم البعض، ويكرمون أسلافهم من المثقفين.

شِعرُهم يعكس واقعهم المعاصر ويستمد إلهامه من قادة الانتفاضات السابقة في الستينيات والثمانينيات

بينما تلتقط الكاميرا الغضب، تسلط الضوء أيضا على عزم هؤلاء الشباب على بناء عالم أفضل لأنفسهم.

تقدم موسيقى ثورتهم، التي تشمل الطبول والصافرات وأصوات الحجارة على الأسفلت، خلفية صوتية لمظاهرتهم.

بعدها تنتقل مدب والقائمة على تركيب الفيلم، غلاديس جو جو، من اللحظات الإيقاعية إلى المحادثات العفوية في المقاهي والمنازل والشوارع، مما يضيف بُعدا آخر للسرد.

يتحول الحوار بعد ذلك إلى خيط موضوعي أكبر يتناول حقوق النساء، وسوء الممارسات الدينية، ورؤيتهم للسودان الذي يأملون في العيش فيه.

تُبرز الكاميرا أيضا خصوصية العاصمة، الخرطوم، كمكان ذو تاريخ غني كان مصدر إلهام لهؤلاء الثوار الشباب.

لكن التوقعات الكبيرة التي رافقت الحراك الشعبي في بداية الثورة السلمية، تعرضت للحصار، بل والقمع عندما قامت القوات العسكرية بتفريق اعتصام المحتجين بعنف في يونيو 2019.

لا تتردد مدب في عرض مشاهد مروعة للتعذيب والترهيب باستخدام لقطات من الهواتف المحمولة، بينما يتناول التعليق الصوتي تفاصيل القتل والاعتقالات.

ومع كل ما حدث، يتضح من خلال رسالة الفيلم، أن الأصوات التي ارتفعت من أجل سودان أفضل، تستمر في حمل حلم الغد الأفضل، مما يعكس القوة الحقيقية للفيلم كقصة عن المثابرة الجماعية التي لا يمكن كسرها، بحسب وصف "فارييتي".

رغم ذلك، وفي وقت يواجه فيه السودان أزمات الحرب والمجاعة ونزوح الملايين، يقدم الفيلم رمزًا للأمل في المستقبل، "ليمسك به الناس حتى تمر هذه الكارثة" وفق تعبير الموقع ذاته.

وأسفرت الحرب في السودان عن عشرات آلاف القتلى. 

وفي حين لم تتّضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها تصل إلى "150 ألفا" وفقا لوكالة فرانس برس. 

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك في 2023، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. 

والجمعة دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

مقالات مشابهة

  • أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وإجراءات التجديد الإلكتروني
  • المعابر: معبر الكرامة سيعمل غدًا في كلا الاتجاهين
  • في ظل إضراب عمالي.. بوينغ تضع خطة شاملة لخفض التكاليف
  • ألمانيا توسع نطاق عمليات التفتيش على حدودها البرية لتشمل حدودها مع جميع الدول الأوروبية التسع
  • تجدد محاولات اقتحام الحدود البرية مع سبتة هذا المساء رغم الحشد الأمني
  • إضراب شامل في القطاع النفطي الرابع بشبوة
  • وثائقي يروي تطلعات السودانيين.. بين أمل الثورة وألم الحرب
  • تعرف على الأوراق المطلوبة للتقديم بجامعة المنوفية للطلاب الجدد 2024-2025
  • توقف انتاج شركة بوينغ لطائرات جزئيا بسبب أول إضراب عمّالي منذ 16 عاما
  • اجتماع برئاسة مرغم يناقش التسهيلات الجمركية لمدخلات إنتاج الأسمنت