شبكة اخبار العراق:
2025-03-12@09:16:42 GMT

إيران تردّ من كيس غيرها!

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

إيران تردّ من كيس غيرها!

آخر تحديث: 19 غشت 2024 - 9:44 صبقلم:خيرالله خيرالله مقارنة مع ما حصل في نيسان – أبريل الماضي، عندما اغتالت إسرائيل عددا من كبار ضباط “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني في أثناء اجتماع في القنصلية الإيرانيّة في دمشق، طرأ تغيير كبير وإن تدريجي، على الوضع في المنطقة كلّها. في أساس هذا التغيير تحوّل إسرائيل، في ضوء مرور ما يزيد على عشرة أشهر على حرب غزّة، إلى دولة أكثر عدوانيّة وشراسة في غياب من يستطيع ردعها في واشنطن على وجه التحديد.

رفعت الدولة العبريّة شعار أن المطلوب الاقتصاص من إيران نفسها بصفة كونها “رأس الأفعى”، بعدما كانت تكتفي بتوجيه ضربات إلى أدواتها وأذرعها في المنطقة. حصل التغيير في ضوء عجز إسرائيل عن الانتهاء من حرب غزّة ومن “حماس”. تخلصت من غزة بعدما اكتشفت أنّه لن يكون في استطاعتها التخلّص من “حماس”. باتت عملية إعادة إعمار غزّة تحتاج إلى عشر سنوات، هذا إذا وجد من يريد إعادة إعمار القطاع في يوم من الأيّام. ما نفع أن تزول غزّة من الوجود وأن تتباهى “حماس” بأنّها ما زالت حيّة ترزق؟ هل بقاء “حماس” أهمّ من بقاء غزّة التي يعلن رئيس السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة محمود عبّاس (أبومازن) أنّه يريد الانتقال إليها… من باب المزايدات ورفع العتب ليس إلّا؟ لا ينفع حاليا الكلام عن ردّ إيراني، سيحصل يوما، على اغتيال إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لـ“حماس” في طهران أواخر تموز – يوليو الماضي. مثل هذا الاغتيال الذي ترافق مع اغتيال فؤاد شكر، القائد الكبير في “حزب الله” في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، لا يمكن أن يمرّ من دون ردّ إيراني. لكن السؤال هل تستطيع “الجمهوريّة الإسلاميّة” ترتيب ردّ مشابه على ذلك الذي قامت به بعد اغتيال قادة “فيلق القدس” في داخل قنصليتها في دمشق؟ حصل تنسيق في شأن الردّ مع إسرائيل والولايات المتحدة. استطاعت إيران القول إنّها ردت واستطاعت إسرائيل، في الوقت ذاته، القول إن الردّ الإيراني لم يؤد إلى أي أذى، بل كشف امتلاكها لأسلحة تستطيع منع المسيرات والصواريخ التي تطلق من إيران من تحقيق أهدافها. الأهمّ من ذلك كلّه أنّ لدى “الجمهوريّة الإسلاميّة” حساباتها الدقيقة التي تأخذ في الاعتبار التحولات التي طرأت على الموقف الإسرائيلي في ضوء حرب غزّة من جهة وفتح “حزب الله” جبهة لبنان من جهة أخرى. إضافة إلى ذلك لا يمكن تجاهل أنّ إسرائيل، ومعها الولايات المتحدة والدول الغربيّة، باتت تدرك معنى وجود الحوثيين في اليمن وتهديدهم الملاحة الدوليّة في البحر الأحمر… وإطلاق مسيرات وصلت إحداها إلى تل أبيب. هناك منطقة ما قبل حرب غزّة، التي بدأت بهجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته “حماس” انطلاقا من القطاع في السابع من تشرين الأول – أكتوبر الماضي… هناك منطقة ما بعد حرب غزّة. كشفت تلك الحرب، التي أدت إلى تهديد وجودي لإسرائيل التي تحولت إلى وحش حقيقي بكلّ ما لكلمة وحش من معنى، أنّ لا حدود لما يمكن أن تقوم به إسرائيل التي لم تكتف بتدمير غزّة، بل أقامت ميني – غزّة في جنوب لبنان. يتكشف كلّ يوم حجم الدمار الذي لحق بقرى وبلدات جنوبيّة قريبة من خط الحدود مع إسرائيل، كما لو أنّه مكتوب على أهل الجنوب، منذ توقيع اتفاق القاهرة في العام 1969 دفع ثمن حروب لا علاقة لهم بها خاضها الفلسطينيون في مرحلة معيّنة وتخوضها إيران حاليا. تأخر الرد الإيراني على إسرائيل أم لم يتأخر، لا مفرّ من الأخذ في الحسبان أن إيران لم تعد مستعدة لخوض حرب مباشرة مع إسرائيل. أظهرت كل تجارب الماضي القريب أنّ “الجمهوريّة الإسلاميّة” تدفع ثمن كلّ الحروب، التي تخوضها بالواسطة، من كيس غيرها. تخوض هذه الحروب على حساب غيرها ومن حساب غيرها. ثمّة من تنبّه إلى ذلك وثمّة من يرفض التنبّه إليه، خصوصا أنّ حربا مباشرة بين “الجمهوريّة الإسلاميّة” وإسرائيل ستكون مكلفة. الأكيد أنّها ستكون مكلفة لإسرائيل التي لن تستطيع توفير حماية كاملة لمنشآتها في حال قرّر “حزب الله” مهاجمتها انطلاقا من الأراضي اللبنانية، لكنّ الأكيد أيضا أن إسرائيل قادرة على إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية الإيرانية وبكل الموانئ ومصافي النفط والمنشآت المرتبطة باستخراج النفط والغاز. يتعلّق الأمر في نهاية المطاف بحماية النظام الإيراني الذي أقامه آية الله الخميني في العام 1979، في ضوء سقوط الشاه. شيئا فشيئا تقترب ساعة الحقيقة. مَن غير “حزب الله” وأدوات إيران في اليمن على استعداد لخوض حرب دفاعا عن النظام في إيران؟ هناك ميليشيات مذهبيّة عراقيّة مستعدة أيضا لذلك، لكن اللافت أن الحكومة العراقيّة برئاسة محمد شيّاع السوداني بدأت تعيد النظر في حساباتها بعض الشيء. حصل ذلك في ضوء تهديد إسرائيلي بأن ما حل بميناء الحديدة اليمني الذي تلقّى ضربة قويّة يمكن أن يحلّ بميناء البصرة. لا يمكن تجاهل أنّ النظام السوري بدأ يمارس لعبة الحذر في التعاطي مع الردّ الإيراني المحتمل بعدما شعر أن إسرائيل، التي حمته دائما، صارت مستعدة لاستهداف أماكن يرتادها بشّار الأسد شخصيا. تغيّرت إسرائيل ولم تتغيّر الحسابات الإيرانيّة القائمة. لا تزال هذه الحسابات الإيرانيّة تستند إلى خوض حروب على حساب الغير، من دول وشعوب، من جهة واستغلال كلّ فرصة متاحة، بما في ذلك حرب غزّة، لإثبات أن لا مجال لتجاوز دور “الجمهوريّة الإسلاميّة” في المنطقة من جهة أخرى.تردّ إيران أو لا تردّ، السؤال من سينفذ طلبها الردّ على إسرائيل من دون جعلها في مواجهة مباشرة معها؟ الجواب أن الطرف الوحيد الذي يمكن أن يقدم على مثل هذه المغامرة هو، للأسف الشديد، “حزب الله” في لبنان الذي أدخل بلدا بكامله في لعبة لا أفق سياسيا لها، تماما مثلما أنّه لم يكن من أفق لـ“طوفان الأقصى”… باستثناء القضاء على غزّة!

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الجمهوری ة الإسلامی ة حزب الله یمکن أن من جهة فی ضوء

إقرأ أيضاً:

هل يمكن ترحيل حامل البطاقة الخضراء في أميركا؟

أثار اعتقال محمود خليل، الطالب الناشط بجامعة كولومبيا، على الرغم من وضعه كحامل للبطاقة الخضراء، تساؤلات حول مخاطر الترحيل التي يواجهها المقيمون الدائمون، ممن ليسوا مواطنين أميركيين، فهل يمكن ترحيل حامل مثل هذه البطاقة؟ وما الفرق بين هذه البطاقة والجنسية الأميركية؟ ولما ذا أثار اعتقال خليل الانتقادات؟

ثلاثة أسئلة حاولت صحيفة واشنطن بوشت الأميركية الرد عليها في تقرير لكاتبتيها نيها مسيح وماريا ساكيتي ذكرتا في بدايته بملابسات اعتقال خليل مساء السبت الماضي وبما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) اعتقلت خليل بموجب أوامر تنفيذية تحظر معاداة السامية، زاعما أن هذا الناشط الفلسطيني يتعاطف مع الإرهاب بدون تقديم أي دليل على ذلك، وفقا للتقرير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: لا يلومن نتنياهو إلا نفسه في تفاوض أميركا مباشرة مع حماسlist 2 of 2هل تحل فرنسا محل أميركا كمظلة نووية لأوروبا؟end of list

وكان ترامب قد أشاد بالاعتقال عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا إن إدارته ستستمر في "البحث عن وترحيل" غير المواطنين الذين يعتبرهم مشاركين في "أنشطة مؤيدة للإرهاب ومعادية للسامية ومعادية لأميركا".

لكن هل يمكن ترحيل حاملي البطاقة الخضراء؟

إجابة التقرير على ذلك السؤال هي: "نعم" وإن كان المحامون يؤكدون أن ترحيل حامل بطاقة الإقامة الدائمة أصعب من إلغاء تأشيرة أو جعل حد لإقامة شخص في "وضع مؤقت".

إعلان

فوفقًا لإلورا موخيرجي، أستاذة القانون في مدرسة كولومبيا للقانون يمكن أن يُخضع المقيمون الشرعيون لإجراءات الترحيل في ثلاث حالات: إذا تمت إدانتهم بجرائم خطيرة، أو تبين أنهم ارتكبوا احتيالًا للحصول على الإقامة، أو بقوا لفترات طويلة خارج البلاد.

وأوضحت آني لاي، أستاذة القانون في جامعة كاليفورنيا بإيرفاين، أن عملية ترحيل حاملي البطاقة الدائمة تتطلب عادةً أمرًا من قاضٍ للهجرة.

فعاليات في أميركا تطالب بإطلاق سراح خليل (الفرنسية)

وفي حالة خليل، ينقل عن مصدر اتحادي مطلع قوله إنه استند إلى قسم في قانون الهجرة الأميركي يسمح لوزير الخارجية بإعلان ترحيل الشخص في حال كان وجوده في الولايات المتحدة قد يتسبب في عواقب خطيرة على السياسة الخارجية.

ولتوضيح الفرق بين البطاقة الخضراء والجنسية الأميركية، يقول التقرير إن حامل البطاقة الخضراء يحصل على إقامة دائمة قانونية، وهي مرحلة أقل من الجنسية الأميركية، وبخلاف حاملي التأشيرات أو الوضع المؤقت، يمكن للمقيمين الدائمين العيش والعمل بشكل دائم في الولايات المتحدة، وبعد 5 من الإقامة الدائمة، أو 3 سنوات إذا كانوا متزوجين من مواطن أميركي، يمكنهم التقدم للحصول على الجنسية.

وبخصوص الانتقادات الواسعة لاعتقال خليل والتي عبرت عنها مجموعات حقوق مدنية، فإن التقرير أبرز ما قاله بن ويزنر، مدير مشروع الخطاب والخصوصية والتكنولوجيا بمنظمة الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (ACLU)، بأن هذا الاعتقال "غير مسبوق وغير قانوني وغير أميركي".

وأضاف في بيان له يوم الاثنين حول هذه الحادثة  "من الواضح أن تصرفات الحكومة تهدف إلى ترهيب وتقزيم حرية التعبير على جانب واحد من النقاش العام".

مقالات مشابهة

  • هل يمكن ترحيل حامل البطاقة الخضراء في أميركا؟
  • وزير الخارجية الإيراني: سيتم تسليم رسالة ترامب إلى إيران قريبا عبر مبعوث من إحدى الدول العربية
  • وقت محدد للمراهقين.. تيك توك تطلق ميزة لا يمكن التحايل عليها
  • حسام حبيب: لا يمكن أرجع لشيرين عبد الوهاب تحت أي ظرف
  • ساعات تفصلنا لانتهاء المهلة التي حددها زعيم الحوثيين باستئناف الهجمات على إسرائيل والبحر الأحمر
  • لازاريني: لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية
  • الاستقلال أو الفناء.. هل يمكن لأوروبا مواجهة ترامب؟
  • أفكار شريرة يمكن استخدامها فيما بعد.. انتقادات لتعنيف النساء في الدراما العربية
  • هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟