أغسطس 19, 2024آخر تحديث: أغسطس 19, 2024

المستقلة/ تقرير/– في قلب العراق، تتجسد معركة حامية بين قوى الفساد التي تترسخ يوماً بعد يوم، وبين مؤسسات الدولة التي تحاول جاهدة الحفاظ على ما تبقى من قيم العدالة والشفافية. هذه المعركة ليست مجرد صراع على النفوذ، بل هي اختبار حقيقي لمستقبل العراق نفسه، في وقت تتصاعد فيه تساؤلات ملحة: من سينتصر في النهاية؟ هل ستتمكن مؤسسات الدولة من استعادة هيبتها، أم ستنهار تحت وطأة فساد لا يعرف حدودًا؟

الشرقية ونور زهير: إعلام يفضح النزاهة ويشوه الحقائق

في هذا السياق، تأتي قضية “سرقة القرن” كأحد أبرز الأمثلة على هذا الصراع المرير.

في مقال مؤثر كتبه مازن صاحب، يتناول بحدة الظهور الإعلامي لنور زهير على قناة “الشرقية”، ويصفه بأنه ليس سوى جزء من حملة منظمة لتلميع صورة من أساءوا إلى العراق وشعبه. صاحب يطرح سؤالاً مؤلماً: “كم نحتاج من مثل هذه القضايا لفضح نظام مفاسد المحاصصة؟”. إنه سؤال يتردد صداه في قلوب العراقيين الذين يشعرون بأن أصواتهم تُطمس تحت وطأة الإعلام المدفوع.

مازن صاحب، بروح الناقد المحب لوطنه، يعبر عن خيبة أمله في قناة “الشرقية” التي بدت وكأنها تبيع مبادئ الإعلام في سوق الرخص. يقول صاحب بحسرة: “تلك سقطة لا تليق بتاريخ قناة الشرقية”، في إشارة إلى أن هذا النوع من البرامج لا يقدم شيئاً سوى خداع المشاهدين وتضليل الرأي العام. ما حدث يمثل، بلا شك، لطخة سوداء في تاريخ الإعلام العراقي، الذي يُفترض أن يقف في صف الحقيقة، لا أن يتحول إلى بوق للفاسدين.

القضاء على مفترق طرق: بين النزاهة والانكسار

في وسط هذا المشهد المتشابك، يقف القضاء العراقي، وهو يحمل على كاهله مسؤولية عظيمة؛ إما أن يكون حصناً للعدالة، أو ينهار تحت الضغوط السياسية والإعلامية. يثير مازن صاحب تساؤلات حول كيفية السماح لمتهم بقضايا فساد ضخمة بالظهور على شاشة التلفزيون بهذا الشكل، في وقت لا يزال فيه متهماً أمام القضاء. هذه الحادثة أثارت غضب الشارع العراقي وزعزعت الثقة في قدرة القضاء على فرض القانون بشكل عادل.

صاحب، الذي يكن احتراماً كبيراً للقضاء، ينتظر بفارغ الصبر بياناً يوضح موقفه من هذه القضية، إذ يرى أن الصمت على الفساد قد يُفسر على أنه تواطؤ أو ضعف. ولعل ما يخشاه العراقيون هو أن يصبح القانون مجرد حبر على ورق، وأن تتحول العدالة إلى سلعة تباع وتشترى. في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال: هل يستطيع القضاء العراقي الحفاظ على نزاهته، أم أن الفساد سيبتلع كل شيء؟

الحكومة ومنهجية مكافحة الفساد: بين الطموح والواقع

وماذا عن الحكومة؟ أليس هذا هو الوقت المناسب لتعيد النظر في استراتيجياتها لمكافحة الفساد؟ يشير مازن صاحب إلى أن هذه الحادثة تستدعي وقفة جادة من جميع الجهات التنفيذية والرقابية، لأن ما يحدث في العراق اليوم ليس مجرد انحرافات صغيرة، بل طوفان يجتاح كل القيم والمبادئ. ما ظهر في هذا اللقاء الإعلامي لم يكن مجرد تلميع لوجه متهم، بل هو إشارة إلى أن الفساد قد أصبح جزءاً من النظام نفسه، مما يستدعي إعادة التفكير في كل شيء.

العراق بين الفساد والدولة: معركة الروح الوطنية

العراق، بتراثه العريق وشعبه الأبي، يقف الآن عند مفترق طرق. هذه المعركة بين الفساد والدولة ليست مجرد قضية سياسية أو قانونية؛ إنها معركة من أجل روح الوطن. العراقيون الذين عانوا من الحروب والاحتلال والفساد، يتطلعون إلى يوم يستعيدون فيه بلدهم من قبضة الفاسدين.

مازن صاحب، في مقاله الذي ينبض بالعاطفة الوطنية، يدعو جميع العراقيين، من أعلى مستويات السلطة إلى المواطن البسيط، إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذا المد الجارف من الفساد. لأن انتصار منظومة الفساد يعني انهيار الدولة، بينما انتصار العدالة يعني أن العراق يمكن أن يبدأ في بناء مستقبله من جديد، على أسس من النزاهة والشفافية.

إنها معركة طويلة وشاقة، ولكن إذا لم يتحد العراقيون الآن، فقد يخسرون أكثر مما يمكن تصوره. مازن صاحب يلخص الأمر بجملة واحدة: “طوفان الفساد يهدد كل مثابات مكافحته”. وهذا الطوفان لن يتوقف ما لم تقف مؤسسات الدولة والشعب العراقي معاً لإيقافه. السؤال الذي يبقى قائماً: هل ستكون هذه اللحظة هي بداية النهاية للفساد في العراق، أم أن الفساد سيواصل تآكله لكل ما هو جميل ونبيل في هذا الوطن؟

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: مؤسسات الدولة

إقرأ أيضاً:

مستشار السوداني يوضح.. ما تأثير تطبيق الحوكمة الالكترونية على الفساد في العراق؟

الاقتصاد نيوز — بغداد

أكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، اليوم السبت، أن تطبيق الحوكمة الإلكترونية أسهم في حماية المال العام والحدّ من الفساد، فيما أشار الى أنها جزءاً لا يتجزأ من سياسة الإصلاح الاقتصادي في العراق.

وقال صالح في مؤتمر الدفع الإلكتروني نحو الاستقرار المالي في العراق: "نيابة عن رئيس مجلس الوزراء أنقل اليكم جميعاً تقديره العالي لمؤتمر المدفوعات والتقنيات المصرفية الدولي، ذلك لما يمثله المؤتمر من الانتقالة الكبيرة التي يشهدها العراق حالياً في مجال تطور المدفوعات الرقمية في عصر المعلوماتية الراهن وإسهاماته في تعزيز الاستقرار المالي في بلادنا".

وأضاف أنه "تعد التطورات الرقمية واحدة من البنى التحتية المهمة في حماية الاقتصاد الوطني من الاهتزازات الخارجية وضمان توفير في النظام المالي بما في ذلك المصارف والمؤسسات المالية وعموم السوقين المالي والمصرفي في العراق".

وتابع: "لا يخفى على الجميع أن البرنامج الحكومي للعراق أكد على أهمية الحوكمة الإلكترونية وعدها جزءاً لا يتجزأ من سياسة الإصلاح الاقتصادي وعلى نحو الشفافية المالية والإدارية"، مبيناً أن "الطفرة الكبيرة في أنظمة المدفوعات الإلكترونية التي يشهدها العراق والتحول الاقتصادي قائمة على النقد ومخاطره".

واوضح مستشار رئيس الوزراء: "سياسات الرؤية التي أطلقتها الحكومة في تطبيق الحوكمة الإلكترونية، عدت لأجل سرعة التحصيل العام ولحماية المال العام والحد من مظاهر الفساد، لأنها واحدة من أهم أنظمة التحول من النقد إلى المدفوعات الرقمية وبشكل متسارع".

وبين أنه "ينعقد اليوم بمشاركة المنظمات الدولية والمصالح المحلية وشركات الدفع الالكتروني وباشتراك رابطة المصارف الأهلية ومعالي رئيس صندوق النقد العربي، نؤكد بلا شك أن التطور مهم للاندماج في الاقتصاد العالمي الذي يعد أساسياً للتنوع الرقمي وجزءاً مهماً، والذي يشجع على تدفق الاستثمار الخارجي إلى بلادنا والتنمية والابتكار والتجارة الإلكترونية والتطور الرقمي في العراق".

وأوضح أن "القفزة الكبيرة في نظام المدفوعات الرقمية بالعراق قد تعززها اليوم البنية التحتية المادية والقانونية التي توفرها الحكومة العراقية، عبر القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء في تسهيل عمل الشركات الرقمية وتحسين مناخ رقمي في العراق".

مقالات مشابهة

  • السيد شهاب يستعرض مع وزير الخارجية العراقي العلاقات الأخوية الوطيدة
  • نائب رئيس جامعة القاهرة: الدولة تبذل جهودها لمحاربة الفساد
  • محمود السعيد: الدولة تبذل جهودها لمحاربة الفساد وفق استراتيجية وطنية
  • النيابة الإدارية تحتفي بمرور سبعين عامًا على تأسيسها
  • رئيس الوزراء العراقي: ماضون ببرنامجنا الحكومي ولن نلتفت إلى المشوشين والمعرقلين
  • مستشار السوداني يوضح.. ما تأثير تطبيق الحوكمة الالكترونية على الفساد في العراق؟
  • الأمن السيبراني:الاستخبارات الإيرانية مستمرة في التجسس على مؤسسات الدولة العراقية
  • وزارة الدفاع تعلن عن شراء منظومة صواريخ أرض جو من كوريا الجنوبية
  • الفساد يكافح الفساد..لقاء السوداني بالطباطبائي
  • الفساد يعطل القلب النابض للديمقراطية في العراق