كتاب جديد يرصد كيف انتهت الجالية اليهودية في مصر بشكل مفاجئ
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
يرصد كتاب جديد نشرته مطبعة جامعة بنسلفانيا الشهر الماضي، حياة اليهود في القاهرة، حيث يسلط الضوء على ما يصفه الكاتب بـ"العصر الذهبي لليهود في مصر".
الكتاب الذي يحمل بعنوان "الأماكن المقدسة تحكي حكايات: الحياة والتراث اليهودي في القاهرة الحديثة"، تمكن مؤلفه البروفيسور يورام ميتال من قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون في النقب، من الوصول بشكل غير مسبوق إلى المعابد اليهودية في القاهرة من عام 2017 إلى عام 2021.
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، مؤلف الكتاب كان يعمل كمستشار تاريخي للجالية اليهودية في القاهرة، حيث كان أحد الأهداف الرئيسية للكتاب هو إظهار كيف أن "الجالية اليهودية كانت جزءا لا يتجزأ من المجتمع والثقافة والتاريخ المصري".
قال ميتال، متحدثا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" من الولايات المتحدة، إنه يتناول جزء كبير من الكتاب ما يسميه ميتال "العصر الذهبي ليهود مصر"، وهي فترة تمتد من أواخر القرن التاسع عشر حتى خمسينيات القرن العشرين.
وأضاف الكاتب إنه وجد في سجلات الكنائس اليهودية "رسائل وشهادات محددة" تصف الهروب من مذبحة كيشينيف عام 1903 في فترة الإمبراطورية الروسية (في عاصمة جمهورية مولدوفا حالياً).
وتابع أن "النظام الاستعماري" للحكم البريطاني أعطى الأقليات الأوروبية مزايا وحقوقا قانونية واقتصادية وهكذا "أصبحت مصر مغناطيسا".
وكانت مصر مركزا تجاريا واقتصاديا رئيسيا في مطلع القرن 20، وقال ميتال إن هؤلاء الوافدين الجدد اندمجوا في "الجالية اليهودية القوية جدا التي كانت متواجدة في مصر" في ذلك الوقت.
خلال أواخر القرن 19 وبداية القرن 20، تحولت الحياة اليهودية في القاهرة من خلال تدفق اليهود الأشكناز من أوروبا الشرقية، الذين كانوا متميزين عن اليهود الشرقيين والقرائين المحليين، وخلال نفس الفترة، تم بناء أحياء جديدة، مما مكن اليهود لأول مرة من إنشاء مراكز ومعابد يهودية جديدة خارج حدود القاهرة القديمة.
وقال ميتال إن الجالية اليهودية الثالثة في القاهرة، القرائيين، رفضوا القواعد والأدب الحاخامي، بما في ذلك التلمود، وبالتالي كانوا "طائفة مختلفة تماما عن اليهود الحاخاميين، وهو انشقاق يعود إلى العصور القديمة".
و"الطقوس الدينية القرائية مختلفة تماما. التقويم القرائي قمري، وأسماء العطلات مختلفة. هناك العديد من العادات المختلفة تماما عما يرتبط عادة باليهود الحاخاميين الهالاخيين"، وفق ميتال.
وذكر الكتاب ان انتهاء "العصر الذهبي" لليهود في مصر في غضون جيل بعد حرب عام 1948، حيث كانت حدثا في تاريخ المنطقة، ومع بدء الحرب، "تم اعتقال عدة مئات من اليهود، ونتيجة لذلك، غادرت آلاف العائلات اليهودية مصر، وبين عامي 1948 و 1951، "هاجر حوالي ربع إجمالي المجتمع (اليهودي). أقل من نصف هؤلاء قرروا الوصول إلى إسرائيل".
وأطاح انقلاب عسكري عام 1952 بالنظام الملكي ووصل، جمال عبد الناصر، إلى السلطة، بعد أربع سنوات، قام عبد الناصر بتأميم قناة السويس وأدت الأزمة الناتجة إلى حرب السويس عام 1956 مع إسرائيل وفرنسا وبريطانيا.
وقال ميتال: "تم سجن آلاف الرجال اليهود الذين تراوحت أعمارهم بين 18 و60 عاما وصودرت العديد من الممتلكات" ، مما أدى إلى المزيد من الهجرة اليهودية.
وفي الفترة من 1956 و1962، "أفرغت الجالية اليهودية في مصر ... بقي بضعة آلاف فقط بعد عام 1962، لكن الكاتب يخلص إلى أن الحرب الحالية والاضطرابات الإقليمية الحالية أوقفت تماما ما كان "اتجاها إيجابيا لإعادة تقييم الماضي اليهودي لمصر خلال العقدين الأولين من القرن الـ21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية جامعة بنسلفانيا اليهود جمال عبد الناصر جمال عبد الناصر اليهود جامعة بنسلفانيا سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجالیة الیهودیة الیهودیة فی فی القاهرة فی مصر
إقرأ أيضاً:
التفرقة والوحدة: دروسٌ من توحد اليهود وصراعات الأُمَّــة
شاهر أحمد عمير
على مر التاريخ، عرف اليهود بخلافاتهم الداخلية التي تشمل صراعات سياسية ودينية واجتماعية، إلا أن المثير للتأمل هو قدرتهم على تجاوز هذه الخلافات عندما يتعلق الأمر بمصالحهم المشتركة أَو التهديدات التي تواجه وجودهم.
في مواجهة الأُمَّــة الإسلامية والعربية، يظهر اليهود كتلة واحدة، يتحدون ضد كُـلّ ما يعتبرونه تهديدًا لمشروعهم، متناسين اختلافاتهم الأيديولوجية والسياسية.
هذا الواقع يحمل درسًا مهمًا للأُمَّـة الإسلامية والعربية، التي تعاني من التفرقة والتشتت في وقت هي بأمسّ الحاجة فيه إلى الوحدة والتماسك؛ فالتحديات التي تواجهنا كأمة، سواء أكانت سياسية أَو اقتصادية أَو عسكرية، تتطلب منا أن نتجاوز خلافاتنا الداخلية، ونتوحد خلف قضايا مصيرية تجمعنا، مثل القضية الفلسطينية والصراعات التي تهدّد وجود الأُمَّــة وهويتها.
من الواضح أن اليهود يدركون جيِّدًا أن قوتهم تكمن في وحدتهم أمام عدوهم المشترك، في المقابل، نجد أن العديد من الدول العربية والإسلامية تغرق في نزاعات داخلية، وتنساق وراء أجندات أجنبية تسعى لتفتيت الصف الإسلامي والعربي، هذه النزاعات لا تخدم إلا أعداء الأُمَّــة، الذين يستغلون انقساماتنا لإضعافنا والسيطرة على مقدراتنا.
إن ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي والعربي هو انعكاس لغياب الرؤية المشتركة وافتقاد الأولويات؛ فما الذي يمنع الأُمَّــة من أن تتوحد أمام مشاريع الهيمنة والاحتلال كما يفعل أعداؤها؟ لماذا نظل أسرى لخلافات عابرة وتنافسات ضيقة بينما تهدّدنا قوى كبرى تستهدف كياننا بالكامل؟
لقد أثبتت التجارب أن الوحدة قوة لا يُستهان بها، وأن الأمم التي تدرك أهميّة التكاتف وتعمل على بناء جبهتها الداخلية هي التي تنتصر في النهاية، وَإذَا كنا نريد مستقبلًا أكثر أمانًا وعدالة لأمتنا، فعلينا أن نبدأ بالتعلم من أعدائنا، ونتخذ من وحدتهم عبرة نستلهم منها خطواتنا المقبلة.
إن الدعوة للوحدة ليست مُجَـرّد شعار، بل هي واجب ومسؤولية على عاتق كُـلّ فرد وكلّ دولة في الأُمَّــة الإسلامية؛ فلا يمكن مواجهة التحديات الكبيرة إلا بروح جماعية وإرادَة واحدة، نحن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين الشعوب والأنظمة، ووضع مصلحة الأُمَّــة فوق كُـلّ اعتبار.
فكما يتجاوز اليهود خلافاتهم في سبيل تحقيق أهدافهم، علينا نحن أَيْـضًا أن ننهض من سباتنا ونرتقي فوق نزاعاتنا الصغيرة، ونعيد للأُمَّـة مجدها وقوتها؛ فالأعداء متربصون، والمستقبل لا ينتظر من يتردّد أَو يتخاذل.
لنجعل من اختلافاتنا مصدرًا للتكامل، ومن وحدتنا طريقًا للنصر، لنتعلم من التاريخ ونصنع مستقبلًا يليق بأمتنا وهويتنا.